طريقة رياضية جديدة لتعرف على أنواع وصفات الكلمة كأساس لبناء محلل نحوي
الكلمات الأساسية : فئة نحوية - سمة- نموذج رياضي– نظام رياضي لغوي – محلل نحوي- قاعدة المعرفة .
تمهيد :
هذه الدراسة محاولة لإيجاد طريقة جديدة في معالجة اللغة العربية بالحاسوب , وخاصة عند أول مراحل المعالجة آلا و هي تصنيف الكلمات إلى عدة أقسام لعدة اعتبارات وصفات حسب ما هو مذكور في علم النحو والصرف و أصول الفقه , وهذه الخطوة هي مرحلة من مراحل إنشاء نموذج رياضي يكون أساس لبناء محلل نحوي ويمكن تطوير هذه الطريقة لإنشاء نظام فقهي خبير لمعالجة دلالة الألفاظ في اللغة من ناحية أصولية .
و في هذه الدراسة سنبدأ بعلم النحو و الصرف كتجربة لأنها علوم أكثر دقة من ناحية القواعد والمنطق الداخلي لها ونحاول أن نضع أساس لمعالجة اللغة في علم أصول الفقه , و المهم في هذه الدراسة إننا سوف نحاول أن نجد منطق رياضي متكامل لقواعد اللغة العربية له علاقة بعلم الحاسوب منطلقين من اللغة العربية نفسها وليس كما هو في اغلب الحالات الموجودة حاليا , بل نحاول أن نوجد نظام رياضي لغوي متكامل يعبر عن اللغة و قواعدها .
مقدمة
لقد حدث تطور في معالجة اللغة العربية من خلال الحاسب بالرغم من أن اغلب المحاولات كانت تعتمد اللغة الإنجليزية كأساس و السبب هو إن بداية الأبحاث كانت على يد بعض الشركات الأجنبية ومن : أهم الشركات التي تعمل في هذا المجال: آي بي إم ، وإنفوآراب وصخر ، وكولتك.
المهم أننا سوف نحاول أن نجد أسلوب للمعالجة منطلقين من اللغة العربية نفسها " النحو " إيمانا منا بان النحو العربي يشكل منطق متكامل بحد ذاته, مثل ما قال الأوائل " النحو منطق العربية والمنطق نحو اليونان " , وإذا كان علمائنا الأوائل استطاعوا أن يبنوا قواعد من خلال شتات كبير من الكلمات و الجمل , آلا نستطيع نحن أن نحول تلك القواعد إلى صورة مناسبة للمعالجة الحاسوبية و نضعها في نظام رياضي متكامل. وبالتالي يصبح التركيز على العلاقة بين قواعد اللغة والمعالجة الحاسوبية , و من بعد ذلك يمكن أنشاء محلل نحوي لإعراب الجمل معتمدين على المعادلات الرياضية التي تم استنتاجها .
النحو بعيون حاسوبية
توجد عدة صعوبات عند محاولة بناء محلل نحوي و منها طريقة قراءة اللغة و تعقيد قواعدها وبل اختلاف و تضارب تلك القواعد من مدرسة نحوية لأخرى , و لهذا تحتاج إلى فريق عمل يضم عالم النحو و عالم اللسانيات و عالم الرياضيات و حاسوبي ,و أهم ما في الأمر أن المعالجة تعتمد على طريق قراءة اللغة أي كيفية بداية المعالجة , و هنا أريد أن اكرر و من خلال تجربة عملية أن اغلب المعالجات الحالية انطلقت من اللغة إلى الحاسوب , أي يتم تحديد الهدف المراد معالجته و من بعد ذلك يتم تحديد الأسلوب الملائم للمعالجة , و لكن نحن نحتاج إلى قراءة حاسوبية شاملة لقواعد اللغة أي " النحو بعيون حاسوبية " و سوف نلاحظ الفرق في المعالجة , و بالرغم من عدم اتضاح الفرق حتى ينتهي العمل بالكامل و هذا مشروع نعزم على القيام به .
الكلمة : فئات و سمات :
الكلمة في اللغة العربية تنقسم إلى عدة أقسام "فئات نحوية" لعدة اعتبارات أو علامات و مثال ذلك أن الكلمة تنقسم أولا إلى اسم وفعل وحرف , ومن اشهر علامات الاسم التنوين والتعريف و الجر والنداء و الإسناد , و نحن نتعرف على هذه التقسيمات بناء على العلامات الموجودة في الكلمة أو موقعها في الجملة في بعض الأحيان , و لو استطعنا أن نحول تلك العلامات إلى قيم رقمية فان الحاسوب سوف يتعرف على نوع الكلمة مثل تعرفنا عليها , و بل يمكن بناء محلل نحوي بنفس الطريقة بعد تحويل الفئات النحوية إلى قيم رقمية و قواعد اللغة إلى معادلات و صيغ رياضية عامة .
و لو نجحنا في هذا فسوف نضع بداية لمعالجة دلالة الألفاظ في اللغة من خلال الحاسوب بطريقة جديدة , ودلالة الألفاظ موضوع مهم في الترجمة القانونية وفي استنباط الأحكام و استرجاع النصوص و في كيفية دلالة اللفظ على المعنى وهذه ما تتميز به اللغة العربية , و الدليل أن قضية علم أصـــول الفقه الأصلية " دلالة الألفاظ " لا توجد في اللغات الأخرى بنفس الطريقة , هو لم يدرس حتى الآن مثل النحو والصرف و علم العروض .
المهم أن الكلمة بداية تنقسم إلى عدة فئات نحوية رئيسية " اسم – فعل –حرف " , وتنقسم بعض الفئات النحوية إلى عدة فئات جزئية , مثاله الفعل ينقسم إلى " ماضي و مضارع و أمر " , و الحرف ينقسم إلى حروف خاص بالاسم و أخرى بالفعل و ثالثة مشتركة , و تملك الكلمة عدة سمات " صفات " تميزها و تجعل من السهول التعرف على نوعها و إعرابها و من أهم سمات الكلمة
1. الشخص PERSON " متكلم = 1 , مخاطب =2 غائب= 3 "
2. الجنس GENDER " مذكر = 0 , مؤنث = 1"
3. العدد NUMBER " مفرد =1 مثنى =2 جمع = < 3 أو =3 "
4. الإعراب PARSING " الجر =4 الرفع = 3 النصب = 2 الجزم =1 " , و يمكن التعبير عن هذا السمة كسمة مركبة حيث أن " البناء = 0 و الإعراب = 1 " و من ثم نوجد درجات الإعــراب حيث إن" الجر= 14 و الرفع = 13 و النصب 12 و الجزم = 11 " و البناء "فالمبني على الكسرة =04 و على الضم = 03 و على الفتح = 02 و على السكون = 01 " و تبقى قضية الكلمة التى لها محل و التى ليس لها محل مثل الحرف ..
5. الزمن TIME وهي مختص بالفعل " ماضي = 2 مصارع = 3 أمر= 1 " مثلا , و من الممكن اعتبار أقسام الفعل فئات نحوية جزئية من الفئة الأصلية " فئة نحوية مركبة " .
6. التعريف DEFINATION " معرفة =1 نكرة = 0 "
وهناك سمة مركبة تسمى سمة التوافق و وهي مهمة في إثبات صحة الجملة وتوافق أجزائها مثل المبتدأ و الخبر الصفة و الموصوف و تتركب كقيمة من
7. التوافق AGREEMENT= الإعراب , الشخص , العدد , الجنس, التعريف " و تعتمد عموما على القاعدة النحوية في التوافق .
8. اطر الفئات " المكملات " و تعنى عدد الكلمات التي تحتاجها الفئة النحوية لكي يكتمل المعنى , مثلا الفعل اللازم لا يحتاج إلى مكمل , و الفعل المتعدى إلى مفعول واحد يحتاج إلى كلمة هي اسم , و حرف الجر يحتاج إلى مكمل واحد " اسم " , و أحرف النصب يحتاج إلى فعل مضارع " مركب فعلي " و هكذا
و لان كل سمة لها علامة نحوية فيمكن اكتشافها رياضيا , بالرغم من الصعوبة في بعض الأحيان .
و لسهولة التعامل سوف نفترض مصطلح فئة نحوية مركبة لتعامل " مع الفعل مثلا " فإذا اقترضنا مثلا أن الاسم =3 و الفعل = 2 و الحرف = 1 , فنحاول أن نبحث عن قيم للفعل الماضي و المضارع و الأمر , مثاله الفعل المضارع = 2.49 لأنه يشبه الاسم و لهذا سمي مضارعا لمضارعته للاسم و الماضي =1.75 و الأمر = 1.5 لأنه اقرب إلى الحرف من الفعل الماضي , و اكرر هذه قيم افتراضية كمثال تحتاج إلى بحث و تطبيق أكثر . و يمكن تطبيق النظام الدائري في افتراض القيم لان هناك أسماء تشبه الحرف و هناك حروف مشبه بالفعل و أسماء تشبه الفعل و أفعال تضارع الاسم و هكذا .
اكرر أن هذه القيم لا زالت تحتاج إلى بحث أكثر لكي تشكل نظام رياضي متناسق و متكامل ليكون أساس جديد في بناء المحلل النحوي , وتحتاج إلى دراسة كاملة لقواعد اللغة لكي نوجد هذا النظام , و بعد ذلك نقوم بتحويل الكلمة و سماتها إلى قيمة رقمية واحدة , معتمدين على طريقة الإعراب مثلا في ترتيب سمات الكلمة , فتقول " قال َ فعل ماضي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب يصبح كالأتي فعل = 2 ماضي = 2 مبني على الفتح =02 لا محل له من الإعراب , و تكون المهمة تجميع هذه الأرقام في قيمة واحدة مثلا 02+100*2+1000*2=2202" , و نجاح عملية الإعراب تعتمد بشكل كبير على دقة القيم ومدى تعبيرها عن الحقيقة اللغوية , و هكذا تتحول صيغ الجمل إلى مصفوفة من الأرقام فتصبح كلمة قال َ = 2202.
الجملة و قاعدة معرفة النظام
و نتقل الآن إلى مستوى أعلى ألا وهو الجملة , وذلك لكي نحدد قواعد المعرفة المحتوية على الصيغ العامة للجمل , و التي تعبر عن قواعد النحو , فنقول أن الجملة في اللغة العربية تنقسم إلى نوعين جملة اسمية و جملة فعلية و نضيف إلى التقسيم شبه الجملة , الجملة الاسمية تبدأ باسم مرفوع " مبتدأ " غالبا و الفعلية تبدأ بالفعل , وشبه الجملة تبدأ بحرف جر أو مضاف " اسم نكرة " .
فنتحدث عن الجملة الفعلية كمثال , فنقول تتكون الجملة الفعلية من فعل " المسند " و فاعل " المسند إليه " , و من خلال محاولة حصر الصيغ العامة لجملة الفعلية , حاولنا حصرها في عدة مستويات على الشكل التالي , و الأمر اعقد من هذا , و لكن بداية و للتوضيح يكفي هذا المستوى , و بعد دراسة النحو حاسوبيا بالكامل سوف تتضح الصورة أكثر
د1: ج ----< ف
د2: ج ----< ف فاعل ج ----< ف فاعل مفعول 1 ج ----< ف فاعل مفعول 1 مفعول 2
ج ----< ف فاعل مفعول1 مفعول به2 مفعول به 3
د3: ج ----< ف نائب فاعل ج ----< ف نائب فاعل مفعول به 2
ج ----< ف نائب فاعل مفعول به 2 مفعول به 3
د4: ج ----< ف شبه جملة ج ----< ف فاعل شبه جملة
ج ----< ف فاعل مفعول به1 شبه جملة ج ----< ف نائب فاعل شبه جملة
و تعريف المتغيرات الموجودة في المعادلات السابقة
ف = فعل ماضي أو أمر أو فعل فاعله ضمير مستتر
ف = فعل لازم عدد اطر الفئات = 0
ف = فعل متعدي لمفعول واحد عدد اطر الفئات الأزمة = 1
ف = فعل متعدي لمفعولين عدد اطر الفئات الأزمة له =2
ف = فعل متعدى لثلاث مفاعيل عدد اطر الفئات الأزمة له =3
و هكذا باقي الأفعال
فاعل = اسم مرفوع مفعول = اسم منصوب نائب الفاعل = اسم مرفوع
نقوم بتخزين كل الصيغ مرتبة في مصفوفة داخل جدول " جدول المحلل النحوي " و هذه المصفوفة تحتوى على عدد كلمات الجملة و رموز الجملة " فعل فاعل مفعول " و يمكن أن نظيف خانة تدل على أن هذه المصفوفة نشطة أم لا .
مثال عملي :
بداية عند الإعراب نحدد عدد كلمات الجملة و منها نحدد السجلات المقابلة للجملة , يقوم بتحديد الكلمة و سماتها كل مرة و نقارن النتائج كل مرة مع الجدول لتحدد السجل المطلوب , و عند نهاية تحليل الجملة نجد أن هناك سجل واحد يقابل هذه الجملة.
مثال : إذا كانت الجملة هي لعبَ الولدُ الكرةَ
قاعدة المعرفة : نفس القاعدة السابقة و لزيادة التوضيح هذه أجزاء من قاعدة المعرفة لتكون الجدول على الشكل التالي
ت العدد المؤشر الأولى الثانية الثالثة الرابعة
1 1 nil ف
** ** **
2 2 nil ف
فاعل
3 3 nil ف
فاعل مفعول به
4 4 nil ف
فاعل مفعول به 1 مفعول به2
5 2 nil ف
نائب فاعل
6 3 nil ف
نائب فاعل مفعول به 1
7 nil
8 4 nil ف
فاعل حرف جر اسم مجرور
9 3 nil ف
حرف جر اسم مجرور
10 4 nil ف
نائب فاعل حرف جر اسم مجرور
11 4 nil ف
نائب فاعل مفعول به 2 مفعول به3
و بنفس التعريفات للمتغيرات أي أن الفاعل = اسم مرفوع
الخطوة الأولى : عند حساب عدد كلمات الجملة نجدها 3 فيقوم المحلل بتنشيط كل السجلات " الصفوف " التي تحوي على 3 كلمات و تعرف من الخلية الأولى و يهمل الباقي و يصبح صورة الجدول كالأتي .
ت العدد المؤشر الأولى الثانية الثالثة الرابعة
3 3 0 ف
فاعل مفعول به
6 3 0 ف
نائب فاعل مفعول به 1
9 3 0 ف
حرف جر اسم مجرور
10 4 nil ف
نائب فاعل حرف جر اسم مجرور
11 3 0 ف
فاعل ظرف
12 3 0 ف
مفعول به1 فاعل
13 3 0 ف
فاعل حال
الخطوة الثانية : يقوم النموذج الرياضي باكتشاف أول كلمة فيجد أنها فعل ماضي مبني للمعلوم , لاحظ إننا هنا نحتاج إلى التحليل الصرفي للكلمة , فيحدد الصفوف التي تبدأ بكلمة لها هذه السمات , و يقوم بتغير 0 إلى 1 في عمود المؤشر ليؤشر إلى تحليل أول كلمة فيصبح الجدول .
ت العدد المؤشر الأولى الثانية الثالثة الرابعة
3 3 1 ف
فاعل مفعول به
11 3 1 ف
فاعل ظرف
12 3 1 ف
مفعول به1 فاعل
13 3 1 ف
فاعل حال
الخطوة الثالثة : يحلل الكلمة التي بعدها فيجد أنها اسم مرفوع فيبقى لديه
ت العدد المؤشر الأولى الثانية الثالثة الرابعة
3 3 2 ف
فاعل مفعول به
11 3 2 ف
فاعل ظرف
13 3 2 ف
فاعل حال
الخطوة الأخيرة : و يصل أخير إلى الكلمة الثالثة فيجد أنها اسم معرفة منصوب = مفعول به و ليس حال لان الحال اسم نكرة منصوب و لا ظرف لان الظروف محصورة . فيجد انه الصف 3 و منه يخرج إعراب الجملة بشكل تفصيلي , و يتساوى المؤشر مع عدد الكلمات
ت العدد المؤشر الأولى الثانية الثالثة الرابعة
3 3 3 ف
فاعل مفعول به
هذا مثال بسيط جدا و لا يحتوى على تعقيدات النحو و شروطه المختلفة و لكن لو استطعنا حصر كل صيغ الجمل في اللغة و التعبير عن سمات الكلمة رياضيا فإننا سوف نحقق نجاح كبير و بطريقة جديدة
الخاتمة :
إننا نحتاج إلى قراءة جديدة لقواعد اللغة بهذا الأسلوب و حصر الحالات الاستثنائية و كيفية إيجاد معادلات تعبر عن قواعد الإعراب في اللغة , و بهذا الأسلوب تتضح لنا التركيبه الرياضية للعقل النحوي البياني , و منه يمكن تطوير هذا النظام الرياضي و تطوير معالجة قواعد اللغة بسهولة
المراجع
1. "الحاسوب وميكنة اللغة العربية " ,د رأفت الكمار , دار الكتب العلمية للنشر ,2006 ف
2. " علم اللغة ألحاسوبي ", د صلاح الناجم , كلية الآداب بالكويت , 2006 ف
3. " اللغة العربية والحاسوب " , د نبيل علي ,الناشر تعريب 1988 ف