رباعيات د. هشام الكاتب، المجموعة الثامنة
308-
مَضَى زَمَنٌ فِيْهِ لَعِبْنَا بِدَهْرِنَا ***** وَكُلُّ زَمَانٍ عَنْكَ يَمْضِيْ وَيَذْهَبُ
وَهَا نَحْنُ بِتْنَا فِيْ يَدِ الْدَّهْرِ لُعْبَةً ***** تَعَوَّدَهَا حِيْنَاً، وَمَا زَالَ يَلْعَبُ
الأصل: قول الشاعر:
تَقَضَّى زَمَانٌ لَعِبْنَا بِهِ وَهذَا زَمَانٌ بِنَا يَلْعَبُ
309-
عَرَفْتُكَ نَذْلاً دُوْنَ مَالٍ وَمُعْدِمَا ***** وَأَصْبَحْتَ ذَا مَالٍ، وَهَا أَنْتَ ذَا نَذْلُ
فَأَدْرَكْتُ أَنَّ الْنَّذْلَ يَبْقَى كَعَهْدِهِ ***** وَعَيْبُ قَلِيْلِ الأَصْلِ يَبْقَى هُوَ الأَصْلُ
310-
يَظُنُّوْنَ فِيْ (قَيْسَ) الْجُنُوْنَ لأَنَّهُ ***** بَدَا لَهُمُ فِيْ حُبِّ لَيْلاهُ مَفْتُوْنَا
وَلَوْ أَنَّهُمْ يَدْرُوْنَ كَمْ أَنَا هَائِمٌ ***** بِحُبِّكِ قَالُوْا: "أَنْتَ مَنْ كَانَ مَجْنُوْنَا"
الأصل: قَيْسْ مِشْ وَحْدُوْ مَجْنُوْنْ. أغنية لملحم بركات
311-
لَغَوْتَ وَكَانَ الْلَّغْوُ مِنْكَ سَمَاجَةً ***** فَأَغْلِقْ فَمَاً مَا قَالَ خَيْرَاً، حَنَانَيْكَا
وَعَجِّلْ وَغَادِرْ بَيْتَنَا غَيْرَ عَائِدٍ ***** وَدَعْنَا نَرَى يَا وَغْدُ كَمْ عَرْضُ كَتْفَيْكَا
الأصل: شَوّْفْنَا عُرْضْ اكتافَكْ! (مَثَل عراقي ساخر يقال لطرد مَن يزعج الحاضرين)
312-
يُعَادِيْكَ كُلُّ الْنَّاسِ إِنْ كُنْتَ نَاجِحَاً ***** وَإِنِّيْ بِطَبْعِ الْنَّاسِ لَسْتُ أُغَشُّ
فَلا تَبْتَئِسْ، إِنَّ الْعَدَاءَ ضَرِيْبَةٌ ***** وَمَنْ لَمْ يَكُنْ شَاهَاً فَلَيْسَ يُكَشُّ
الأصل: في الشطرنج لا يُكَشُّ إلا الشاه لأهميته!
313-
نَنَالُ جَمِيْعَ الْحَقِّ إِنْ كَانَ حَقَّنَا ***** وَإِنْ كَانَ حَقَّ الْغَيْرِ عُدْنَا بِثُلْثَيْهِ
وَإِنْ مَسَّنَا مَرْءٌ بِسُوْءٍ فَإِنَّنَا ***** نَرُدُّ عَلَيْهِ الْسُّوْءَ فَوْرَاً بِمِثْلَيْهِ
الأصل: ناخْذْ الحقّ وثْلْثينْ الباطْلْ! (مثل موصلي يعبِّر عن تباهي القائل بقوة عشيرته).
314-
عَجِبْتُ لِحُزْنٍ جَاءَ يُبْدِيْهِ كَاذِبَاً ***** وَلَمْ يَبْكِنِيْ يَوْمَاً، وَإِنْ كُنْتُ أُوْذِيْتُ
فَلَسْتُ بِمُحْتاجٍ مُوَاسَاةَ مِثْلِهِ ***** وَدَعْهُ يُوَفِّرْ دَمْعَهُ إِنْ تُوُفِّيْتُ
الأصل : إِلْلِّيْ مَا يِبْكِيْ عَلَيَّ فِيْ حَيَاتِيْ، يْوَفَّرْ دُمُوْعُهْ فِيْ مَمَاتِيْ. (مثل مصري)
315-
عَجِبْتُ لِحُزْنٍ جِئْتَ تُبْدِيْهِ كَاذِبَاً ***** وَلَمْ تَبْكِنِيْ مَا عِشْتُ أَيَّامَ أُوْذِيْتُ
فَلَسْتُ بِمَخْدُوْعٍ بِدَمْعٍ تُرِيْقُهُ ***** فَلا تَبْكِِنِْيْ لا الآنَ أَوْ إِنْ تُوُفِّيْتُ
الأصل : إِلْلِّيْ مَا يِبْكِيْ عَلَيَّ فِيْ حَيَاتِيْ، يْوَفَّرْ دُمُوْعُهْ فِيْ مَمَاتِيْ. (مثل مصري)
316-
مَهْمَا يَطُلْ بِكَ عُمْرٌ فَالْرَّدى قَدَرٌ ***** وَالْمَوْتُ لا بُدَّ آتٍ سَوْفَ يُرْدِيْكَا
مَا عِشْتَهُ كَانَ إِعْدَادَاً وَتَهْيِئَةً ***** لِلَحْظَةِ الْمَوْتِ، مَنْ مِنْهُ سَيُعْفِيْكَا؟
الأصل: ستيفن كنغ في كتاب (Misery)
317-
بَلَغْتُ الْذُّرَى فِيْ الْعِلْمِ وَالْخُلْقِ إِنَّمَا ***** أَرَى أَنَّ قَدْرِيْ عِنْدَكُمْ غَيْرُ مَعْلُوْمِ
وَمَا الْوَرْدُ ذَا ذَنْبٍ عَلَيْهِ نَلُوْمُهُ ***** إِذَا لَمْ يَجِدْ فِيْهِ الْشَّذَى أَنْفُ مَزْكُوْمِ
الأصل: قول الشاعر:
وَمَا ضَرَّ الْوُرُوْدَ وَمَا عَلَيْهَا إِذَا الْمَزْكُوْمُ لَمْ يَطْعَمْ شَذَاهَا
318-
أَنَا مْنْ أَنَا فِيْ الْعِلْمِ وَالْخُلْقِ قِمَّةٌ ***** وَلكِنَّنِيْ مَا نِلْتُ عِنْدَكُمُ ذِكْرَا
وَمَا الْذَّنْبُ ذَنْبَ الْوَرْدِ حَتَّى تَلُوْمَهُ ***** إِذَا قَالَ مَزْكُوْمٌ: "فَقَدْتُ بِهِ الْعِطْرَا"
الأصل: قول الشاعر:
وَمَا ضَرَّ الْوُرُوْدَ وَمَا عَلَيْهَا إِذَا الْمَزْكُوْمُ لَمْ يَطْعَمْ شَذَاهَا
319-
إِذَا كُنْتَ فَطْنَاً فَاحْذَرِ الْدَّهْرَ إِنَّهُ ***** عَدُوٌّ يُعِدُّ الْكَيْدَ لِلْمَرْءِ هَائِلا
وَإِنْ نَامَ عَنْكَ الْدَّهْرُ يَوْمَاً تَغَافُلاً ***** فَإِذْ ذَاكَ حَاذِرْ، لا تَكُنْ أَنْتَ غَافِلا
الأصل: إِنْ نَامْ لَكِ الْدَّهْرِ لا تْنَامْ لُهْ. (مثل مصري)
320-
طَلَبْتُ بِهِ عَوْنَاً فَكَانَ أَذِيَّةً ***** وَمِنْ حُمْقِهِ قَاسَيْتُ مُخْتَلِفَ الْمِحَنْ
خُذُوْهُ، فَإِنَّ الْعِيْدَ عِنْدِيْ رَحِيْلُهُ ***** بِمَا فِيْهِ مِنْ صُوْفٍ، وَمَا فِيْهِ مِنْ لَبَنْ
الأصل: خْذُوْنُوْ بْصُوْفُوْ وْلَبَنُوْ. مَثَل موصلي ساخر يقال للتعبير عن الرغبة في الخلاص ممن لا فائدة لنا منه، ويصبح المثل بالعربية الفصحى: (خُذُوْهُ بِصُوْفِهِ وَلَبَنِهِ)
321-
عِشْتُ عُمْرِيْ أُجَرِّبُ الْدَّهْرَ حَتَّى ***** قُلْتُ أَنْ لَيْسَ لِلْصَّدِيْقِ وُجُوْدُ
كُلُّ مَنْ خِلْتُهُ صَدِيْقَاً وَدُوْدَاً ***** بَانَ لِيْ أَنَّهُ عَدُوٌّ لَدُوْدُ
الأصل: قول الشاعر (أبي نؤاس):
إِذَا امْتَحَنَ الْدُّنْيَا لَبِيْبٌ تَكَشَّفَتْ لَهُ عَنْ عَدُوٍّ فِيْ ثِيَابِ صَدِيْقِ
322-
خَبِرْتُ دَهْرِيَ أَعْوَامَاً فَأَظْهَرَ لِيْ ***** أَنَّ الْوَرَى دُوْنَ أَخْلاقٍ وَلا دِيْنِ
مَنْ خِلْتُهُ صَاحِبِيْ وَالْوُدُّ يَجْمَعُنَا ***** بَدَا كَأَيِّ عَدُوٍّ لِيْ يُعَادِيْنِيْ
الأصل: قول الشاعر (أبي نؤاس):
إِذَا امْتَحَنَ الْدُّنْيَا لَبِيْبٌ تَكَشَّفَتْ لَهُ عَنْ عَدُوٍّ فِيْ ثِيَابِ صَدِيْقِ
323-
إِذَا اشْتَدَّ خَصْمٌ فِيْ الْعَدَاءِ فَإِنَّنِيْ ***** أُوَقِّعُ مَعْ كُلِّ الْعِدَا –غَيْرِهُ- هُدْنَهْ
فَلا نَصْرَ مَضْمُوْنٌ إِذَا كُنْتُ غَافِلاً ***** وَحَارَبْتُ أَعْدَائِيْ بِأَكْثَرَ مِنْ جَبْهَهْ
324-
هَوَاكَ لَنَا بَادٍ سَوَاءً كَتَمْتَهُ ***** بِصَبْرٍ، أَوِ انْ لَمْ تَكْتُمِ الْحُبَّ بِالْصَّبْرِ
وَهَا أَنْتَ ذَا بَاكٍ، فَحُزْنُكَ وَاضِحٌ ***** يَشِيْ بِكَ حَتَّى حِيْنَمَا الْدَّمْعُ لا يَجْرِيْ
الأصل: قول الشاعر المتنبي:
بَادٍ هَوَاكَ صَبَرْتَ أَمْ لَمْ تَصْبِرَا وَبُكَاكَ إِنْ لَمْ يَجْرِ دَمْعُكَ أَوْ جَرَى
325-
إِذَا كُنْتَ تَأْبَى صَدَاقَةَ مَنْ فِيْـ ***** ـهِ عَيْبٌ، وَعَنْهُ تَصُدُّ وَتُمْسِكْ
لَعَادَيْتَ نَفْسَكَ قَبْلَ سِوَاهَا ***** وَمَا كُنْتَ يَوْمَاً صَدِيْقَاً لِنَفْسِكْ
الأصل: لَوْ أَنَّكَ لا تُصَادِقُ إِلا إِنْسَانَاً لا عَيْبَ فِيْهِ، لَمَا صَادَقْتَ نَفْسَكَ أَبَدَاً!
326-
طُوْبَى لِكُلِّ أَخِيْ جَهْلٍ جَهَالَتُهُ ***** فَالْجَهْلُ نِعْمَتُهُ الْكُبْرَى وَمَغْنَاهُ
وَوَيْحَ ذِيْ الْعَقْلِ، إِنَّ الْعَقْلَ مُتْعِبُهُ ***** وَفِيْهِ نِقْمَتُهُ الْكُبْرَى وَبَلْوَاهُ
الأصل: قول الشاعر:
ذُوْ الْعَقْلِ يَشْقَى فِيْ الْنَّعِيْمِ بِعَقْلِهِ وَأَخُوْ الْجَهَالَةِ فِيْ الْشَّقَاوَةِ يَنْعَمُ
327-
أَنْفِقْ إِذَا احْتَجْتَ مِمَّا أَنْتَ مَالِكُهُ ***** وَنَلْ هَنَاءً، وَقُلْ: "أَرْخِصْ بِهِ ثَمَنَا"
فَالْمَالُ إِنْ أَنْتَ لَمْ تُنْفِقْهُ فِيْ سَعَةٍ ***** تَكُنْ لِمَنْ يَرِثُ الأَمْوَالَ مُؤْتَمَنَا
الأصل: قول الشاعر:
أَلْمَالُ عِنْدَكَ مَخْزُوْنٌ لِوَارِثِهِ مَا الْمَالُ مَالُكَ إِلا يَوْمَ تُنْفِقُهُ
328-
بِكُلِّ الَّذِيْ أَنْتَ لاقيْهِ عَيْبٌ ***** إِذَا أَنْتَ دَقَّقْتَ سَوْفَ تَرَاهُ
فَكُلُّ سِرَاجٍ مُنِيْرٌ، وَلكِنْ ***** يَشُوْبُ الْدُّخَانُ جَمِيْلَ سَنَاهُ
وَكُلُّ صَدِيْقٍ بِهِ أَلْفُ عَيْبٍ ***** فَسَامِحْهُمُ فَلِكُلٍّ خَطَاهُ
الأصل: قول الشاعر:
سَامِحْ أَخَاكَ إِذَا أَتَاكَ بِزَلَّةٍ فَخُلُوْصُ شَيْءٍ قَلَّمَا يَتَمَكَّنُ
فِيْ كُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ مَوْجُوْدَةٌ إِنَّ الْسِّرَاجَ عَلَى سَنَاهُ يُدَخِّنُ
كتاب (الحكمة في الشعر العربي)/ ص 17
329-
حَظِيْتُ مِنَ الْدُّنْيَا بِبَعْضِ عَطَائِهَا ***** وَمِنْ بَعْدِ ذَا أَلْفَيْتُ حَظِّيْ بِهَا سَاءَا
فَلا تَأْمَنَنْ مَا عِشْتَ فِيْهَا فَإِنَّهَا ***** إِذَا مَنَحَتْ شَيْئَاً سَتَأْخُذُ أَشْيَاءَا
الأصل: كُلِّمَا تِدِّيْ حَاجَاتْ، بِتَاخُدْ حَاجَاتْ. من أغنية لأليسا
330-
بِوَحْدَتِنَا يَا قَوْمُ سِرُّ بَقَائِنَا ***** وَمَنْ شَذَّ عَمَّا قُلْتُهُ فَهْوَ مَارِقُ
وَإِنِّيْ أَرَى أَنَّ الْعِرَاقَ سَفِيْنَةٌ ***** إِذَا غَرِقَتْ فَالْكُلُّ إِذْ ذَاكَ غَارِقُ
331-
زَعَمْتَ بِأَنْ لَمْ تَلْقَ مِنْهَا هَدِيَّةً ***** وَمَا ذَاكَ إِنْصَافٌ، تَمَهَّلْ حَنَانَيْكَا
رَنَوْتَ لَهَا مَا كُنْتَ فِيْ الْحُسْنِ هكَذَا ***** وَأُبْتَ وَبَعْضُ الْحُسْنِ مِنْهَا بِعَيْنَيْكَا
الأصل: قول الشاعر:
أَرَى أَثَرَاً مِنْهَا بِعَيْنَيْكَ لَمْ يَكُنْ لَقَدْ سَرَقَتْ عَيْنَاكَ مِنْ وَجْهِهَا حُسْنَا
332-
خُلِقْتُ جَبَانَاً لا نَظِيْرَ لِجُبْنِهِ ***** فَأَفْرَقُ مِنْ طِفْلٍ يُلَوِّحُ بِالْوَتَدْ
وَإِنِّيْ لأَخْشَى الْكَلْبَ إِنْ مَرَّ ذِكْرُهُ ***** فَكَيْفَ وَقَدْ أَوْشَكْتُ يَأكُلُنِيْ الأَسَدْ؟
الأصل: دَهْ انَا بَاخَافْ مِنِ الْكَلْبْ، يِطْلَعْ لِيْ أَسَدْ!
عادل إمام في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة)
333-
تَبَارَكَ أَهْلُ الْحُكْمِ مِنْ بَيْنِ شَعْبِنَا ***** فَهُمْ –دُوْنَنَا- أَهْلٌ لِكُلِّ هَنَاءِ
فَيَا رَبَّنَا انْفُخْ -إِنْ أَكَلْنَا- بُطُوْنَنَا ***** وَأَنْعِمْ عَلَيْهِمْ –دُوْنَنَا- بِفُسَاءِ
الأصل: أَلْلّهُمَّ انْفُخْنَا وْفَسِّيْهُمْ!
عادل إمام في مسرحية (الزعيم)