من ذا الذي يصنع مجدا***كالذي أتقن صنعه الأجداد
من ذا الذي يحدث يوما*** كذاك اليوم أيها الأحفـاد
من أخرج نوفمبر من العدم***وفجر ناره تأكل الأحقاد
من صير صمت الجبال بركانا ***يقسم ظهر الأوغاد
من جعل رياح الصمت ***إعصارا يعصف في كل واد
وقنابل قل بل مدافع ***تقصف في كل نادي
لتزيح عنا غدرا وظلما***وقهرا حكمنا به الأعادي
من جعل من القرى و المداشر *** معاهدا للبطولة و الاستشهاد
من أقصى طول مكث فرنسا***في لحظة غضب ودونما أي زاد
من خاض البطولات أعزلا ***يقاوم قوى الطاغوت بزهيد عتاد
حتى أقلق ليل الأعداء و صبحهم***فأضحوا بعد الأسياد كالجياد
طيلة سنين سبع يكابدون ***مرارة العيش وطول الحداد
وسلاحهم في ذلك صبر جميل***وبسمة قهروا بها دبابة العناد
ولوكان في الصبر حياة لاحتار*** الصبر من صبر هؤلاء العباد
فأي مروءة و أي جرأة تماثل ***جرأة الجزائري في الجهاد