كتاب ((الحيوان)) لأبي عثمان الجاحظ وعلم الجمال الحيواني - د.عبد الكريم اليافي
"قيل لأبي العيناء محمد بن القاسم الأخباري: ليت شعري أيَّ شيء كان الجاحظ يحسن؟
فقال: ليت شعري أيَّ شيء كان الجاحظ لا يحسن!(1)."
والحق أن الجاحظ كان موسوعة علوم متعددة، وصورة بارزة متألقة لثقافة العصر العباسي المستبحرة، وأبلغ أصحاب الأقلام البليغة. بل كان الرائد الجريء في مختلف العلوم والفنون في ذلك العصر الذهبي، والفارس المجلّي في متباين الميادين الفكرية.
عاش حر التفكير، بعيد الغور، لامع الابتسامة، قريباً من عامة الشعب وسوادهم، معزَّزاً، نافذ الكلمة عند الوزراء والخلفاء الذين أقروا له باتساع العلم، وتألق المعرفة، وبلاغة البيان. كان واعياً لمكانته في مجتمعه وفي خارج مجتمعه، يقصده الباحثون والأدباء من أقاصي البلاد التي امتدت إليها الحضارة العربية الإسلامية نهلاً من أدبه، وتزوّداً من ثقافته.
"قيل للجاحظ: كيف حالك؟ قال: يتكلم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة إليّ، وآكل من الطير أسمنها، وألبس من الثياب ألينها، وأنا صابر حتى يأتي الله بالفرج. قيل: بل الفرج ما أنت فيه. قال: بل أحبُّ أن ألي الخلافة، ويختلف إليّ محمد بن عبد الملك، يعني الوزير"(2).
ونظن أن الجاحظ كان يبتسم حين قال: بل أحب أن ألي الخلافة، مشيراً إلى أنه وصل من حسن الحال إلى أعلى ما يطمح إليه.
ولقد راجت كتبه ورسائله أي رواج، حتى إن بعضها كان "ينادى عليها (للشراء) بعرفات والبيت الحرام"(3). على أن أبرز ما اشتهر به أبو عثمان "البلاغة والفصاحة واللسن والعارضة"(4). ونحن نزيد العلم والذكاء.
من الطبيعي أن يفوق الشعر النثر في التأثير والشهرة، أما بيان الجاحظ وحُسن تأتّيه للأفكار وصفاء إعرابه عن المشاعر فقد فاق شعر الشعراء. والرواية المشهورة أنه "قيل لأبي هِفّان: لم لا تهجو الجاحظ، وقد ندَّد بك، وأخذ بمخنَّقك؟ فقال: أمثلي يخدع عن عقله! والله لو وضع رسالة في أرنبة أنفي لما أمست إلا بالصين شهرة، ولو قلت فيه ألف بيت لما طنّ منها بيت في ألف سنة"(5).
من أهم كتب الجاحظ كتاب "الحيوان". وقد كتبه على اتساعه في أخريات حياته.
لقد رافق الحيوان الإنسان منذ أن وجد الإنسان في حله وترحاله وفي جميع أحواله. ومن الطبيعي في كل حضارة ناشئة أو متوطدة أن تتكلم في هذا الموضوع وتتناول في ثقافتها ومعارفها أنواع الحيوان وخصائص كل نوع وصفاته. وقد جرت محاولات شتى قبل الجاحظ في تأليف كتب ورسائل صغيرة تتعلق ببعض أنواع الحيوان كالخيل والإبل والطير والنحل والحشرات، ولكنها كانت إلى جمع الألفاظ اللغوية التي تفيد تلك الأنواع وتصف أفرادها أقرب منها إلى الكلام على طباع الحيوان وخصائصه وصفاته وأخباره. وقد كانت تلك الرسائل مادة مهمة دخلت في معجمات اللغة وصبت في مياهها ولججها. ولا شك أن أول كتاب جامع لخصائص الحيوان وأهم سِفْر لتشعب الكلام فيها هو كتاب الجاحظ. وهو عندنا كالمنجم الكثير الفلّزات المتنوع الركاز وكالخزانة العامرة بجواهر المعارف ودرر الحكايات. مصادر الجاحظ فيه متنوعة يمكن إجمالها في خمسة كما ذكرها محقق الكتاب عبد السلام هارون وهي:
1-القرآن الكريم والحديث الشريف.
2-الشعر العربي ولا سيما البدوي يحمل في طياته أوصافاً متنوعة للإبل والخيل والوحوش والطيور. ومن أقدر من الجاحظ في الاطلاع على تلك الأوصاف وتحريه لها، وإيرادها في الموضع المناسب وتقريب ما فيها من المعاني مما ورد مثله في كتب الأطباء والمتكلمين والفلاسفة؟!
3-كانت ترجمة الكتب اليونانية وغيرها إلى العربية سيلاً غدقاً نافعاً فتّح العقول العربية على تراث الأقوام العلمي. ومن تلك الكتب كتاب الحيوان لأرسطو الذي أكب الجاحظ على قراءته واستيعابه وذكر ما رآه مناسباً، ومناقشة ما وجده صالحاً للمناقشة، ورد ما ألفاه باطلاً على الرغم من مكانة المعلم الأول.
4-كلام كثير من علماء الكلام والفلاسفة من معاصريه الذين اهتموا بشؤون الحيوان.
5-الانتباه لما يتحدث التجار من زيادة الغلة لبعض الحيوان الذي كانوا يتخذونه للتجارة كالدجاج والبيض ولما يتحدث عنه الملاحون وصيادو الطيور والأعراب في صروف حياتهم.
وقد عكفنا في هذا البحث على بعض ما وجدناه في كتاب "الحيوان" من آراء لأبي عثمان تدخل في علم الجمال ولكنها تخص مختلف الحيوان دون استقصاء ولا مبالغة ولكن ما نذكره كاف لأن ننعت مؤلف "الحيوان" بأنه الرائد في علم الجمال الحيواني نظراً لتناوله في أحاديثه وبيانه مواطن الجمال والقبح في حياة الحيوان من بناء البيوت والأعشاش ومن حلاوة الأصوات وسماجتها ومن القدرة في ذلك على نصيب من البيان لدى الحيوان ومن الصور الحسنة المستحبة والصور المجتواة المستكرهة ومن أعاجيب ما يستطيعه الحيوان من التعلم والتقليد والمحاكاة ومن الهراش والتنازع وأمثال ذلك.
ولرب قائل يقول: كيف نستطيع أن نبحث مثل هذه الأمور لدى الحيوان وحواسه تختلف عن حواسنا في قوتها وضعفها، ومداركه تتباين مع مداركنا. وقد يكون الشيء جميلاً في نظرنا ومستقبحاً لدى الحيوان كما تكون الرائحة الكريهة عندنا مستطابة عند الخنفساء والجعل والذباب؟
والجواب: أننا نستطيع ذلك بالمشاهدة والتتبع وبالمقايسة والمقارنة وبالتشبث ما استطعنا بما هو متعارف ومستقرأ بين الناس ومتداول بالنسبة إليهم، وإن كان يصعب الجزم، ولكن لا بد من الجرأة في العلم ومن اقتحام العقبات.
وربما يشفع لنا في مثل هذه البحوث ما وردت حكايته على لسان فيلسوف صيني قديم- وكم في أخبار الصين وحكاياتهم من حكمة وعلم! ذكر تلك الحكاية العالم الألماني هامبلمان Hampelmann في كتابه "علم النفس الحيواني Tierpsychologie" ونقلها عنه بول غيوم Paul Guillaume في كتابه "علم النفس الحيواني La psychologie animale":
"كان تشوانغ تسي وهوي تسي على جسر هاو. فقال الأول للثاني: انظر إلى سمك البوري كيف يسرع في كل جهة. هذا فرح السمك. قال الثاني: لست أنت سمكاً. كيف تعرف ما فرح السمك؟
فأجابه الأول: أنت لست إياي. كيف تعرف أني لا أعرف ما فرح السمك؟
فأجابه الثاني: أنا لست إياك، ولست أعرفك. ولكني أعرف أنك لست بسمك. وإذن لست تستطيع أن تعرف فرح السمك.
فقال الأول: لنرجع إلى سؤالك: كيف أعرف فرح السمك. إنك تعرف أني أعرف ما فرح السمك. ومع ذلك سألتنيه. أعرف ذلك بالفرح الذي أشعر به أنا نفسي حين أكون في الماء." هذه المحاورة توضح المشكلة في تأويل أعمال الحيوان وتحاول أن تجد لها حلاً.
من المناسب عند دراسة الحيوان أن نبحث أعماله وتصرفه على أنها كلٌّ مرتبط الأجزاء وأن ندرسها دراسة موضوعية فنتحامى مبدئياً أن نخلع عليها ما يجول في خواطرنا ومداركنا ونفوسنا. وإذا أمكن هذا بالنظر إلى الحيوانات الفقرية فمن الصعب بل من المتعذر أن نؤوّل أعمال الحيوانات غير الفقرية تأويلاً إنسانياً لبعد جهازها العصبي عن الجهاز العصبي الإنساني. ولكن ليس من المستغرب ولا من البعيد أن نجد بعض المشابه في الجذور أحياناً وإن بقي الشبه ضئيلاً. ولا بد عند ذلك من المقابلة والمقايسة ولو ضمنياً بين المشاعر والحالات النفسية إذا تشابهت الصروف والملابسات الخارجية على الرغم من تفاوت المجالات والمستويات لمعرفة ما هو متفق وما هو مختلف في السلوك والتصرف.
نفحص أول الأمر أماكن بعض الحيوان والطير، ولا سيما إذا كان الطير والحيوان هما اللذين يصنعان البيوت التي يأويان إليها. إنهما يعمدان إلى مثل هذا البناء رغبة منهما في العيش المشترك بين الذكر والأنثى ورأما للنسل. من الطبيعي أن نفكر في أعشاش الطير وأوكاره ومحاضنه وكناس الوحش ومكا الأرنب والثعلب وكور الزنابير وخلايا النحل وقرى النمل وجحور الضباب والحيات وأدحيّ النعامة، وأفحوص القطا وأمثال ذلك، وأن نقابلها بفن العمارة عند الإنسان وإن كانت الفروق كبيرة والمقاييس متفاوتة ولكن بعضها في الإحكام والتمام والملاءمة تفوق هندسة المهندسين ومهارة البنائين. على أن بعضها الآخر يصنعه الإنسان للحيوان كإسطبل الدواب ومراح الإبل وزرب الغنم وبعضها يصنعه الحيوان بنفسه لنفسه. ولا يغيب عن ذهن الجاحظ هذه الأمور وهو يشير إلى خلايا النحل وقرى النمل وبيت العنكبوت ولكنه يعمد إلى أطرفها وهو عش الحمام فيصف صنعه أبدع وصف وأدقه وألطفه. يقول: "والحمام أكثر معانيه الذرء وطلب الولد. فإذا علم الذكر أنه قد أودع رحم الأنثى ما يكون منه الولد تقدما في إعداد العش ونقل القصب وشِقَق الخوص وأشباه ذلك من العيدان الخوارة الدقاق حتى يعملا أفحوصة وينسجاها نسجاً متداخلاً، وفي الموضع الذي قد رضياه واتخذاه واصطنعاه بقدر جثمان الحمامة، ثم أشخصا لتلك الأفحوصة حروفاً غير مرتفعة، لتحفظ البيض وتمنعه من التدحرج، لتلتزم كنفي الجؤجؤ(6)، ولتكون رفداً لصاحب الحضن وسنداً للبيض. ثم يتعاوران ذلك المكان، ويتعاقبان ذلك القرموص(7) وتلك الأفحوصة، يسخنانها ويدفيانها ويطيبانها، وينفيان عنها طباعها(8) الأول، ويُحدثان لها طبيعة أخرى مشتقة من طبائعهما ومستخرجة من رائحة أبدانهما وقواهما الفاصلة منها، لكي تقع البيضة إذا وقعت، في موضع أشبه المواضع طباعاً بأرحام الحمام، مع الحضانة والوثارة؛ لكيلا تنكسر البيضة بيبس الموضع، ولئلا ينكر طباعها طباع المكان، وليكون على مقدار من البرد والسخانة والرخاوة والصلابة، ثم إن ضَرَبها المخاض وطرّقت بيضتها بَدرَت إلى الموضع الذي قد أعدّته، وتحاملت إلى المكان الذي اتخذته وصنعته، إلا أن يُقرّعها رعد قاصف أو ريح عاصف، فإنها ربما رمت بها دون كِنّها وظل عشها وبغير موضعها الذي اختارته. والرعد ربما مرِق عنده البيض وفسد، كالمرأة التي تسقط من الفزع ويموت جنينها من الروع(9).
ثم يصف مؤلف الحيوان عناية ذكر الحمام وأنثاه بالبيض فيقول:
"وإذا وضعت البيضة في ذلك المكان فلا يزالان يتعاقبان الحضن ويتعاورانه، حتى إذا بلغ ذلك البيض مداه وانتهت أيامه وتم ميقاته الذي وظّفه خالقه ودبّره صاحبه انصدع القيض(10) عن الفرخ فخرج عاري الجلد صغير الجناح قليل الحيلة منسد الحلقوم، فيعينانه على خلاصه من قيضه وترويحه من ضيق هوَّتِه"(11).
لقد حسب بعض الباحثين أن غريزة الحب هي الأساس الأول للتجمع والحياة الاجتماعية على أن مثل هذا الحسبان يحتاج إلى فحص وتدقيق. ذلك أن ثمة درجات في التجمع المستند إلى هذه الغريزة تختلف من اجتماع وقتي يقع فيه الاقتران إلى اجتماع يستمر طول الحياة أحياناً. بل قد تقع أحوال يصبح الذكر فيها كالطفيلي على الأنثى وكأنه عضو عندها زائد.
ولكن فريقاً من الباحثين في منابع الفن الأصلية يجدون أن الحب هو منبع مهم من تلك المنابع. وقد رأينا في نص الجاحظ السالف شيئاً من تلك العناية الكبيرة بصنع عش الزوجية. لكن دراسات واسعة حديثة أبانت عند بعض الطير عادات طريفة.
ففي أوقيانوسية طيور من نوع الفردوسيات (طيور الجنة) تبني وكناتها على شكلين: أعشاش للبيض والتفريخ. ويقال لها في العربية تماريد، وأخرى يبنيها الفحول من الطير تتخذها للرقص والاجتماعات. فهي للانشراح والزينة. على أنه لم يتفق العلماء على بناء هذه الأعشاش كيف حصل؟ هل تعاونت طائفة من الفحول على بنائها؟ وعندئذٍ يكون هذا البنيان ظاهرة اجتماعية وفنية واضحة. أم هل بنى كلَّ عش فحلٌ اتخذه موعداً للإناث من نوعه كما يرى الآخرون؟
وأياً كان الأمر فقد ثبت أنه صيد عدة فحول في العش الواحد أو في العش وحول العش.
ومن هذا الطير ضرب(12) يزيّن أعشاشه والفسح التي أقامها وينسقها ويصفن فيها الحشيش والأشياء البراقة كالعظام الصغيرة المبيّضة والودع وبقايا قطع القماش وما إلى ذلك. وضرب آخر(13) يزوّق وكونه بالأزهار الغضة البيض يغطي سقوفها ويفرش أرضها بها. وضرب ثالث(14) لا يختار إلا الهنوات ذات اللون الأزرق من زهر أو بقايا ورق أو قماش أو حطام خزف صيني. والغريب أن علماء الحيوان يعتبرون الطيور لا تدرك اللون الأزرق.
وبنيان الأعشاش على هذا الطراز للزينة والانشراح مما لا ينفع لحماية النفس ولا للبيض عند هذا الطير ربما كان نسيج وحده فذّ المثال فني الصناعة.
يورد الجاحظ ما ذكره أرسطو صاحب المنطق من "أن الطير الكبير الذي يسمى باليونانية أغتيولس يحكم عشه ويتقنه ويجعله مستديراً مداخلاً كأنه كرة معمولة. وروى أنهم يزعمون أن هذا الطائر يجلب الدارصيني (خشب القرفة) من موضعه، فيفرش به عشه.. ولا يعشش إلا في أعالي الشجر المرتفعة المواضع. قال: وربما عمد الناس إلى سهام يشدون عليها رصاصاً، ثم يرمون بها أعشّتها فيسقط عليهم الدارصيني، فيلتقطونه ويأخذونه"(15).
ثم يعلق أبو عثمان على قول أرسطو مشككاً: "ولست أدفع خبر صاحب المنطق عن صاحب الدارصيني، وإن كنت لا أعرف الوجه في أن طائراً ينهض من وكره في الجبال أو بفارس أو باليمن فيؤم ويعمد نحو بلاد الدارصيني، وهو لم يجاور موضعه ولا قرب منه. وليس يخلو هذا الطائر من أن يكون من الأوابد أو من القواطع، وإن كان من القواطع فكيف يقطع الصحصحان الأملس ويطوف الأودية وأهضام الجبال بالتدويم في الأجواء وبالمضي على السمت لطلب ما لم يره ولم يشمه ولم يذقه. وأخرى فإنه لا يجلب منه بمنقاره ورجليه ما يصير فراشاً له ومهاداً إلا بالاختلاف الطويل. وبعد فإنه ليس بالوطيء الأثير، ولا هو له بطعام"(16).
ولا شك أن الحنوّ على الأفراخ والاهتمام بالنسل من مزايا الحمام، نجد الجاحظ يصوّر تصويراً بارعاً عناية الزوجين بفرخيهما فيقول:
"وهما يعلمان أن الفرخين لا تتسع حلوقهما وحواصلهما للغذاء، فلا يكون لهما عند ذلك هم إلا أن ينفخا في حلوقهما الريح لتتسع الحوصلة بعد التحامها وتنفتق بعد ارتتاقها. ثم يعلمان ان الفرخ وإن اتسعت حوصلته شيئاً لا يحتمل في أول اغتذائه أن يُزقّ بالطعم فيزقّ عند ذلك باللعاب المختلط بقواهما وقوى الطعم- وهم يسمون ذلك اللعاب اللباء- ثم يعلمان أن طبع حوصلته يرقّ عن استمراء الغذاء وهضم الطعم، وأن الحوصلة تحتاج إلى دبغ وتقوية وتحتاج إلى أن يكون لها بعض المتانة والصلابة، فيأكلان من شَوْرَج(17) أصول الحيطان وهي شيء بين الملح الخالص وبين التراب الملح فيزقانه به حتى إذا علما أنه قد اندبغ واشتد زقّاه بالحب الذي قد غبَّ في حاوصلهما ثم زقاه بعد ذلك بالحب الذي هو أقوى وأطرى. فلا يزالان يزقانه بالحب والماء على مقدار قوته ومبلغ طاقته وهو يطلب ذلك منهما ويبض(18) نحوهما حتى إذا علما أنه قد أطاق اللقط منعاه بعض المنع ليحتاج إلى اللقط فيتعوده. حتى إذا علما أن أداته قد تمت، وأن أسبابه قد اجتمعت، وأنهما إن فطماه فطماً مقطوعاً مجذوذاً قوي على اللقط، وبلغ لنفسه منتهى حاجته ضرباه إذا سألهما الكفاية ونفياه متى رجع إليهما"(19).