منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد صغير نبيل
عضو شرف
عضو شرف
محمد صغير نبيل

وسام النشاط :
وسام النشاط

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
204

نقاط :
476

تاريخ التسجيل :
16/05/2010

الموقع :
الجزائر


ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي Empty
مُساهمةموضوع: ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي   ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي I_icon_minitime2011-02-22, 00:53

ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي

صدر في المدة الأخيرة كتاب للدكتورة رشيدة اللقاني بعنوان [ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ] وهو دراسة قيمة للتصور اللغوي في العصر العباسي من خلال نصوص الجاحظ، بهدف تمثل حياة الألفاظ الدلالية، والكشف عن الأبعاد الحقيقية للتطور الاجتماعي، والتفاعل الإنساني في ذلك العصر من خلال التراث اللغوي الأصيل الذي خلقه ذلك الإنسان الكبير، واللغوي المبدع، المحيط بالتراث اللغوي العربي، والعالم الذي يستنبط من ملاحظاته ومشاهداته قوانين لغوية لم يفطن إليها إلا اللسانيون في عصرنا.‏

والباحثة "رشيدة اللقاني" لم تنزلق إلى مخاطر المنهج اللغوي كما تشير في المقدمة، حتى لا تقع في متاهات التحليل الأدبي أو الجدولة الإحصائية، وإنما سعت إلى "توظيف نصوص الجاحظ لخدمة الدرس اللغوي الحديث دون تعسف".‏

والجاحظ ظاهرة فريدة في تراثنا اللغوي، فهو لم يجمد عند حدود اللغة التي خلفتها لنا المعاجم، وإنما فهم اللغة بالمعنى الواسع كما يفهمها الدلاليون المعاصرون، فهي إمكانية قابلة للتوليد تتحقق باللسان كما يشير الباحث "دوسوسير". وهذا التحقق اللغوي اللساني في العصر العباسي اتسعت مصادره اللغوية وينابيعه بحكم التمازج الثقافي بين العرب والشعوب الأخرى. على أن المؤلفة "رشيدة" تلفت انتباهنا إلى أن اللغة العربية كانت منذ زمن سحيق في القدم تُعطي وتأخذ إلى حد أصبح فيه بعض ما أخذته أو أعطته جزءاً منها، أو جزءاً من اللغات التي اقتبست منها، حتى غدا التحقق من الأصول اللغوية للألفاظ، وردها إلى جذورها أمراً عسيراً، يضاف إلى ذلك أن حركة الألفاظ التي تنقلها وتعاورها بين اللغات جعل من العسير معرفة الآخذ من المعطي.‏

ومن هنا يفسر الاضطراب الذي وقع فيه المؤثلون اللغويون والتناقض في رد الكلمات الأعجمية إلى أصولها، وهو اضطراب لا يعدو أن يكون في بعض الأحيان اجتهاداً يمليه بعض التشابه في اللفظ بين الكلمة العربية وما يماثلها معنى ولفظاً من الكلمات الأخرى.. من ذلك مثلاً كلمة (دينار) فقد عرضت المؤلفة آراء اللغويين (ص 378) في أصلها اللغوي الذي اختلفت الآراء فيه، فذهب "الجواليقي" في "المعرب" إلى أن أصلها "دنار"، وهو إن كان معرباً فليس تعرف له العرب اسماً غير الدينار فقد صار كالعربي. وورد ذكره في القرآن الكريم (ومنهم من إن تأمنه بدينار(.‏

وأيد "السيوطي" كونها معربة في كتابه "الإتقان". أما "الثعالبي" فرأى أن تجمع بين الصيغتين العربية والفارسية، وذهب "جفري" إلى أنها بهلوية "دينار" وهي العملة المتداولة في الدولة الساسانية. وثمة علاقة بين لفظها الفارسي والكلمة السنسكريتية التي تدل على العملة الذهبية، ويبدو أنه في البهلوية أخذت من اليونانية "دينارون" واليونانية اقتبستها من اللاتينية "ديناريوس". ونجدها في الأرمنية والآرامية والسريانية. ويرجح "فرانكل" أنها أخذت من الآرامية (السريانية) لأنها دخلت المنطقة العربية والشرق في فترة انتشار اللغة السريانية.‏

والجاحظ حين يدوّن بعض ما كان شائعاً من المفردات المتداولة في العصر العباسي، يقدم خدمة جليلة لتراثنا اللغوي، إنما يطلعنا على منحى التطور اللغوي الذي مرت به لغة الحياة، لا لغة المعجمات، خلال العصور منذ الجاهلية، مروراً بصدر الإسلام وعهد بني أمية، تحت تأثير عوامل مختلفة، منها السياسي، والتجاري، والاجتماعي، والحضاري.‏

وتدرك الباحثة "رشيدة" أن دراسة التطور اللغوي من خلال ما ذكره الجاحظ في كتبه من ألفاظ العصر العباسي ليس بالأمر اليسير، لأنه يعتمد المنهج في تفسير اللغة بالعوامل المؤثرة فيها لا في عصر الجاحظ فحسب، بل في العصور السابقة، أو يلتزم منهج البحث نقيض هذه الفرضية، فينطلق من اللغة ليستخلص منها العوامل المؤثرة في حياة المجتمعات.‏

ويبدو أن المؤلفة جمعت بين المنهجين اللغوي والتاريخي مقدِّرة أنها لن تصل إلى نتائج حاسمة، بل مقاربة، لأن ما جُمع من اللغة في بطون المعجمات لم يرصد التطور الدلالي للكلمة عبر العصور، ولم يبيّن متى وقع ذلك التطور وكيف تمَّ. والمعجمات لا تحدد الزمن الذي دخلت فيه الكلمة إلى العربية، أو استعيرت منها إلى لغات أخرى، ولا أحد يستطيع أن يجزم مثلاً بالأصل اللغوي لكلمة (سكر) وما اللغة التي ابتدعتها..؟؟ ومتى استعيرت من اللغات الأخرى، وكيف تمت هذه الاستعارة.؟ وفي أي زمن حصلت.؟‏

تجاه هذه الصعوبة اكتفت المؤلفة الباحثة، بنقل آراء اللغويين في تتبع جذور الكلمات واجتهاداتهم التي لا تخلو من تضارب، إلا أنها أثبتت لنا مسلمة لا تقبل النقاش، فإن شيوع الكلمات ذات الأصل الفارسي وتسربها إلى العربية زمن الجاحظ، وفي العصر العباسي بعامة، يثبت أثر هذه الحضارة في حياة المجتمعات العربية من النواحي الحياتية تحت تأثير التواصل التجاري، والاجتماعي، والثقافي، فقد تطورت حياة العرب، وتعددت حاجات الإنسان مع هذا التطور، فكان لا بد من تطور اللغة في ظل ذلك، عن طريق الاقتباس، أو إحياء مفردات عربية قديمة، أو إماتة مفردات عربية ثقيلة اللفظ واعتماد كلمات معربة بدلاً منها.‏

ومن الثابت أن ما أورده الجاحظ من مفردات مستخدمة في العصر العباسي لا يعني كما تقول- المؤلفة- أنها لم تكن مستخدمة قبل ذلك عند العرب في حياتهم العامة في عصر بني أمية وما قبله. ذلك أن معجمات اللغة لم تعن إلا بالعربية السليمة، فلم تلتفت إلى لهجات القبائل المشكوك بعروبة لغتها، كذلك فإن علماء اللغة لم يجمعوا اللغة كلها، بسبب قصور وسائل البحث، أو بسبب ظنهم أن بعض ما هو متداول ليس من العربية، في حين أن الجاحظ لم يلتزم تلك الشروط، فجمع ما هو متداول ليس من العربية، في حين أن الجاحظ لم يلتزم تلك الشروط، فجمع ما هو متداول مما هو عربي أو معرب أو أعجمي، ويأتي بحث المؤلفة إغناءً واستكمالاً لجهود اللغويين المعاصرين الذين سبقوها في هذا المجال، معتمدين على ما ورد من شروح لمفردات العصر العباسي في بطون المؤلفات.. وبذلت- المؤلفة- جهداً رائعاً في تتبع آراء الباحثين ودراساتهم من عرب ومستشرقين.‏

***‏

1-ألفاظ الأطعمة:‏

تناولت المؤلفة في الفصل الأول مفردات الأطعمة كما وردت في آثار الجاحظ، فأشارت إلى تطور الذوق العربي في الطعام بعد العرب بالشعوب الأخرى، ولا سيما "الفرس" وارتفاع مستوى الدخل، وأورد الجاحظ مفردات كثيرة تتصل بالطعام والشراب، وآداب المنادمة على المائدة، منها ما ورد في رسالته "المعاش والمعاد" التي كتبها للوليد محمد بن أحمد. وذكر مفردات تتعلق بأصول الدعوة للولائم.‏

وكانت العرب في العصر العباسي تفضل اللحم على اللبن والتمر، وهما طعام البداة، ويؤثرون من اللحوم لحم الدجاج، وكان لحم الجدي مفضلاً على لحم الضأن أو البقر. وكانت الملوك تفضل لحم الحملان، وكانوا يأكلون اللحم مشرحاً وهو نيء، مع الشراب.‏

وجمعت المؤلفة ألفاظاً عديدة للأطعمة أوردها الجاحظ في كتبه وتأليفه.. من الصعب إيرادها وشرحها في هذه الدراسة.‏

***‏

2-ألفاظ الأشربة:‏

وفي الفصل الثاني تنتقل الباحثة إلى ألفاظ الأشربة.. ويذكرها الجاحظ لا ترغيباً فيها، وإنما دراسة للمتداول منها، فمن الأشربة: النبيذ: ويصنع من التمر أو العسل أو المشمش، ونبيذ المشمش أخضر اللون. ثم يسمي الجاحظ ألقاب بائعي الخمور ومنهم: الشهريار والمازيار. ويتناول مفعول الأشربة في الإنسان، ثم يعدد أصنافها.‏

وتخلص المؤلفة إلى ملاحظة مدى تطور الأطعمة والأشربة عند العرب زمن الجاحظ، وأثر الفرس في ذلك. والجاحظ حريص على إثبات أن العرب منذ القدم عرفوا كثيراً من أصناف الطعام الراقية، وهو يبرهن أنه كانت لهم عادات راقية في الجلوس على الموائد، فكانوا يتحرجون في اصطفاء الطعام المتميز على المائدة، ويعيبون الشره، ويراعون المراتب في الجلوس حول المائدة، ومن آدابهم خدمة صاحب البيت ضيفه، ومراعاتهم بتجنب الأطعمة التي تربك المعدة وتشلّ الذهن، ليظل تفكيرهم صافياً في فترة المنادمة.‏

***‏

3-ألفاظ الملابس:‏

تشير الباحثة في الفصل الثالث إلى صلة اللباس بمستوى الشعب الحضاري، والاقتصادي، ويفهم مما أورده الجاحظ، وصاحب كتاب "الموشى"2 أن لباس الرجال غير لباس النساء، وأن لأهل الذمة في ذلك العصر لباساً مميزاً، بل كان لكل طبقة ملابس مخصوصة، ولكل مناسبة لباسها، وكان للموالي إسهام في ابتكار الأزياء وتطويرها. ومع اهتمام أصحاب المعاجم باللباس إلا أن أكثر أسمائه لم تشرح بدقة، فضاعت مدلولاتها، واهتمت بلباس العرب دون لباس طبقة الموالي والطبقات الأخرى. وقد أفاض الجاحظ في ذكر ملابس الطبقات الشعبية وتسميتها ووصفها.‏

ويستخلص من واقع اللباس في العصر العباسي، أنه كان من دلائل الثراء، واتخذ شعاراً سياسياً، كالسواد لبني العباس، وقد تباين تبايناً يعكس مستوى الطبقات الاجتماعية، وتنوع بتنوع المناسبات (لباس السفر، لباس الزواج، لباس الحزن،...) وقد خرج به العرب عن موروثهم بسبب التواصل والاحتكاك بالفرس وسواهم من الشعوب، مثلما عبّر عن الحضارة وصورها من خلال سيادة ألوان من العلامات، كالتزين بالريش والعمائم، وهو مظهر من مظاهر التطور، ومن ذلك الإكثار من الملابس وتنويعها، ولا سيما لدى النساء.‏

***‏

4-ألفاظ الموسيقا والغناء:‏

وتستعرض المؤلفة في الفصل الرابع ألفاظ الموسيقا والغناء التي وردت في كتب الجاحظ، فتشير إلى أن الغناء في العصر العباسي أصبح فناً قائماً بذاته. ويبدو أنه كان للمغنين طبقات، وقد عني الجاحظ بمن عاصرهم من المغنين، وكان أبرزهم "اسحق بن إبراهيم الموصلي" الذي مدحه بعضهم فأطلق عليه لقب الملوك:‏

يا أيها الملك المأمول نائله وجودُه لمراعي جوده كثب‏

ليس الحجاب بمقْص عنك لي أملا إن السماء ترجّى حين تحتجب‏

وكان التنافس بين المغنين شديداً، وكانت الجواري يخضعن لتدريب طويل على الغناء، وقد أورد الجاحظ أسماء الآلات الشائعة في الغناء.‏

ويتضح أن أكثر الآلات مقتبسة من مصادر غير عربية بحسب أسمائها كالفارسية، أو متوارثة من حضارات سابقة كالسامرية والبابلية، وكان للمغنين مكانة مرموقة في عصر الجاحظ، لاهتمام رجال العصر بالطرب واللهو، وارتقاء الذوق الفني، ويبدو ذلك الاهتمام في تأليف كتب الأغاني أو ترجمتها.‏

***‏

5-ألفاظ المجون:‏

تتناول المؤلفة في الفصل الخامس ألفاظ المجون في العصر العباسي، وهي تشير إلى تحلل العصر وانحدار المستوى الخلقي، فيتحدث الجاحظ عن ازدهار تجارة الرقيق في عصره، وحيل الجواري في امتلاك قلوب أوليائهن، وسلبهم الهدايا والأموال، وكان يطلق على بيوت القيان اسم "الكشاخنة". وذكر من أصناف المغنين والمغنيات أصحاب الستارات الذين يغنون خلف ستارة، والخصيان ويمتازون بنعومة أصواتهم، واقتراب طباعهم من طباع النساء، والزفّان: أي الراقصون على الإيقاع والصنّاجة: وهم الضاربون بالصنج. والغلمان وهم الفتيان المرد المخنثون، والغلاميات: وهن اللواتي يتشبهن بالغلمان فيلبسن مثلهم، ويقصصن شعورهن كالغلمان، والقلاّس: وهم المغنون والراقصون، وضاربو الدفوف، والمقلاس: مرقص القردة أو الذين يلعبون بالسيوف والحراب ويضربون بالطبول، والقينة: وهي المغنية الجميلة، أو الماشطة التي تزين النساء. والمربوط: هو الواسطة بين الجارية ومشتريها، أو رسول العشق بينها وبين من يهواها. والمقين: هو الذي يؤجر القيان ويتكسب من غنائهن، وكان للمقينين دور في بغداد للاتجار بالقيان، والمومس: هي تاجرة الهوى أو البغي، والكلمة من أصل يوناني (ميمس) بمعنى الراقصة أو محترفة الدعارة. والنخاس: هو بائع الدواب في الأصل ثم أطلق على بائع الرقيق.‏

وتخلص المؤلفة إلى أن ظاهرة المجون التي سادت في العصر العباسي، قد بدلت صورة المجتمع العربي، وأغنت اللغة العربية بألفاظ تتعلق بهذه الظاهرة، وقد أدت إلى التردي الخلقي، وهي تعكس أثر المجتمع الساساني في الحياة العربية مثلما تعكس دور الشعوبية في هذا المجال، لأن أكثر شعراء المجون، والمشجعين عليه كانوا من الموالي.‏

***‏

6-ألفاظ اللعب:‏

تعالج المؤلفة جانباً شعبياً طريفاً هو ظاهرة اللعب وألفاظه في العصر العباسي، كما وردت في كتب الجاحظ، وكان اللعب من مظاهر الترفيه في ذلك العصر. وتحدث الجاحظ عن الصيد على أنه مظهر من مظاهر الفسحة، فذكر أنواع الطرائد، وطرائق الصيد المتبعة وحيله، فمن آلاته الملقف، والتدبيق وهو الاصطياد بالدبق، والبندق وهي كرات من طين يرمى بها.. وذكر من لعب الصبيان الأرجوحة، أو الدوداة؛ وهي خشبة كالميزان يلعب بها الصبيان، فيرتفع الطرف الذي يجلس فوقه الأخف منهما. ومن ألعاب الكبار البرجاس: وهو غرض يُرمى في الهواء على رأس رمح أو هدف يسدد له الرماة. واليقبري: لعبة للصبيان يُخبأ فيها شيء في كومات من التراب، ويبحث عنه بالإشارة إلى الكومة. والبايكيه: هو مصيدة تحبك بالحبال عيوناً وتجعل على باب الطريدة. والجلاهق: وهو بندق من طين مدور يرمى به الصيد والدشاخ: آلة لها شعبان يُصاد بها السمك. والدارة: من ألعاب الصبيان، يجلسون فيها القرفصاء، ويدور الآخرون حولهم، فإن أمسك بأحدهم أحد الجالسين أجلسه مكانه ودار، والمحراك: لعبة يحرك بها المنديل تدويراً باليد، ويضرب به. والزدو: أي لعبة الشفع والوتر. والشحمة: وهي لعبة يقال لها بالفارسية (نجو) وتشبه لعبة "النوبار" الفرنسية، ينقسم فيها اللاعبون فريقين، فإذا أمسك فريق بأحد أفراد الفريق الآخر امتطوا ظهره. والشطرنج: وهو غني عن التعريف. والصولجان: وهو العصا التي تضرب بها الكرة على ظهور الخيل. ولعبة الضب: وهي أن يصوّر الضب على الأرض، ويسأل أحدهم ووجهه إلى الخلف عن الموضع الذي وضع فيه اللاعب يده من جسم الضب، فإن خسر ركب هو وأصحابه.. وإن أصاب حول وجهه فيصير هو السائل. والنرد: لعبة فارسية يلعب بها على رقعة مقسمة إلى أربع وعشرين حجرة، وكانوا يقامرون به.‏

ومن الواضح أن بعض هذه الألعاب عربي الأصول، وبعضه مستورد كمهارشة الديكة، والصراع بين الجرذان وسواهما. ويعد بعض اللعب مظهراً من مظاهر الرقي الاجتماعي والفكري كالشطرنج، وقد استغل الجاحظ بعض هذه الألعاب ليدافع عن العرب في مواجهة الشعوبية التي زعمت أن العرب تحتقر الصيد واللعب، كما يظهر اهتمام الجاحظ باللعب ودقة ملاحظته، فقد وصف انتشار ظاهرة التقليد، وخيال الظل في عصره، ولا سيما تقليد اللهجات اللغوية التي تعددت بسبب التمازج في عصره.‏

***‏

7-اللهجات الخاصة:‏

وفي الفصل السابع تحدثنا المؤلفة عن اللهجات الخاصة التي عني بها الجاحظ، وهو حديث ذو قيمة علمية كيبرة، رصد فيه الجاحظ دقائق اللهجات السائدة، وتنوعها في عصره، فقد أسهب في متابعة الفروق اللغوية بين طبقات الناس وفئاتهم، كأصحاب الحرف، وحلل دواعي استخدام العامة أضعف اللغات وأقلها استعمالاً، وأشار إلى الانزياح اللغوي في دلالة اللفظ عند الطبقات العامية، وما في كلامها من ركاكة وسماجة وسوقية، وأغلاط لغوية، وحرص على الواقعية في سرد كلام الشخصيات بحسب انتمائها اللغوي، فرصد لغة الملاحين وجالس صائدي العصافير والنخاسين والسجانين والنجارين، وأبرز أثر أعمالهم في تعبيرهم اللغوي، مما سمح لنا بالاطلاع على اللغات الخاصة لكل فئة، كالخبازين، وأصحاب الحمامات والزرّاع وصانعي الأشربة والكناسين والفراشين.‏

***‏

8-ألفاظ المكدين واللصوص:‏

تقدم الباحثة دراسة عن ألفاظ المكدين واللصوص في الفصل الثامن. وقد برهنت أن الجاحظ لغوي أصيل، إذ كان ينظر إلى اللسان على أنه ظاهرة اجتماعية قابلة للرصد والتحليل، دون أن يحتقر لغة العامة، كما فعل من سبقه من اللغويين فكان يسرد اللفظة متحرراً من كل قيد اجتماعي أو خلقي، مثلما تجلى عطفه على العامة، وأصحاب المهن. ومن هذه الفئات (المكدون) الذين يلتمسون رزقهم بالمكر والحيلة، والعواء: وهو الذي يسأل بين المغرب والعشاء، وربما كان له صوت مطرب، والقرَسي: وهو الذي يعصب ساقه أو ذراعه مدعياً أن فيه علة، والكاغان: وهو الكاجار أو الغجري، والكاغاني: مدعي البلاهة أو الجنون. والخليدية: وهم المساجين الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد، وينسبهم "الحاجري" إلى ضاحية الخلد في بغداد. والخرّبية: وهي طائفة لا تحقر السرقة والنهب. والمخطراني: الذي يدعي أن لسانه مقطوع فيثير شفقة الناس في تسوله، والمزيدي: الذي يدور ومعه دريهمات يتسول بها ويطلب المزيد، والمستعرض: الذي يرتدي ثياباً فخمة ويتسول مدعياً أنه انقطع في سفر أو تعرض لمحنة معترضاً الناس. والمشعّب: الذي يتسول بالأولاد. والمقدس: الذي يدعي كاذباً أن الحاجة له، ويحرج صاحبها. وتتبع الجاحظ لغة هؤلاء المكدين ومكائدهم، وأورد كثيراً من ألفاظهم حتى يمكن أن تصنف في معجم، مثلما تابع أنواع اللصوص منهم الخياط (زعيم اللصوص) والشاغل: الذي يشغل الناس عن اللص ليسرق، والطرار: الذي يقطع الهميان ليسرق ما فيه. والعين: الذي يرصد "الحاجات" ويخبر اللصوص عن إمكانية سرقتها، والمؤنسي: الذي يشتري الحاجات المسروقة ويبيعها، ويتضح من دراسة الجاحظ أن أكثر المكدين لم يكونوا عرباً، مثلما يظهر منها الانحدار الخلقي لبعض الطبقات البائسة في المجتمع، وتطور أساليب الاحتيال مع تطور المدنية، ومشاركة بعض رجال الأمن المكدين في الكسب والتستر عليهم.‏

***‏

9-ألفاظ الأدوات:‏

وفي الفصل التاسع، تتحدث المؤلفة عن اهتمام الجاحظ بأسماء الأدوات المستخدمة، وأورد كثيراً من أسمائها في كتاباته، وجلّها مما هو مستخدم في الحياة اليومية أو الحياة البحرية، من ذلك: الأنك: وهو الرصاص والكلمة فارسية معربة. والأسطرلاب: آلة الرصد وهو لفظ لاتيني معرب. والاسفيداج: من أدوات البناء (فارسي معرب). والشنان: نبات قلوي يضاف إليه الرماد وتغسل به الأيدي والملابس. والبارجين: أداة للأكل تشبه الشوكة، والبوصي: نوع من السفن (فارسي معرب) والتبليا: لون من السلالم مصنوعة من الحبال يصعد بها إلى النخلة العالية. والتنور: موقد معروف والكلمة فارسية على الأرجح، وقد وردت في العبرية والحبشية والآرامية والسريانية والأكادية، والجرار: عود يوضع في فم الفصيل لكي لا يرضع حليب أمه.‏

ويورد الجاحظ أصناف العملة المتداولة كالدراهم البغلية، نسبة إلى ضاربها لعمر بن الخطاب ويدعى رأس البغل، والدينار..‏

ومن الأسلحة: السيوف القلعية نسبة إلى معدن القلع أو إلى القلعة. وهي سيوف هندية مشهورة.‏

ومن الأدوات، يذكر الجاحظ الصيصيّة: وهي شوكة الحائك. والطومار: وهو القطع الكامل من الورق، والفرعوني: نوع من الزجاج المصري..‏

والقرسطون: نوع من المواوزين الرومية. والكاز وهو المقص بالفارسية. والكاغد: وهو الورق المجلوب من سمرقند. والمزملة: إناء الماء يحتفظ بالماء بارداً ويصنع من الجلد. والمطمورة: وهي حفرة يحفظ فيها المال أو الحب. والمقراع: وهو الفأس، والمكسحة: أي المكنسة. والمنحاز: الهاون. والنافجة: وعاء المسك.‏

وتخلص الباحثة إلى دلالات ألفاظ الأدوات عند الجاحظ، فترى فيها تصويراً هاماً لجانب إنساني من جوانب الحياة في العصر العباسي تتعلق بمستوى الصناعة وأدوات العمل، وتضخم الحاجات اللغوية مثلما يستغل الجاحظ حديثه.‏

***‏

تلخص الدكتورة رشيدة عبد الحميد اللقاني بحثها القيم بخاتمة تجمل فيها النتائج التي توصلت إليها، فتبرز عبقرية الجاحظ في بحثه اللغوي الجديد والمبتكر، وشجاعته في الدفاع عن العربية التي اتسعت للحضارة الوافدة، وقدرتها على استيعاب أي حضارة وافدة.‏

إن لكتاب [ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ] قيمة علمية كبيرة، لأنه خلاصة دراسات لغوية كثيرة، وجهود بذلتها المؤلفة الدكتورة رشيدة اللقاني في تتبع دلالات الألفاظ في المظان المختلفة، وهو بحث يجمع بين الدراسات اللغوية العربية القديمة والاتجاهات اللسانية الحديثة.. ونخلص منه بنتائج متعددة ومتشعبة، ففيه فوائد لغوية تتعلق برد الكلمات إلى أصولها، ودراسة دقيقة للأوضاع الاجتماعية في العصر العباسي، وقدرة العربية على استيعاب كل جديد، وفيه التفات إلى أثر التمازج الحضاري في حياة الأمة ولغتها، كما نلحظ سيادة النزعة الاستهلاكية، وتخلي الشخصية العربية بسبب هذه النزعة عن كثير من قيمها وعاداتها وتقاليدها إلى حد ينذر بالخطر والتردي، ويوحي بالعبرة لنا نحن أبناء العربية والناطقين بلغة الضاد، ففي ذلك درس لنا يعلمنا ما يمكن أن نأخذ وما ينبغي أن نمتنع عن أخذه لنحافظ على هويتنا ولغتنا.‏

1 - ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ.. تأليف: الدكتورة رشيدة عبد الحميد أحمد اللقاني. صدر عن: جامعة الملك سعود- عمادة شؤون المكتبات. (446) صفحة.. من القطع الكبير.. الطبعة الأولى (1413هـ-1993م).‏

2 - الموشى في الظرف والظرفاء: تأليف: أبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى الوشَّاء.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الوظيفة اللغوية والرمز اللغوي في الحياة الاجتماعية
» الحياة الاجتماعية في الأندلس وأثرها في الأدب العربي والأدب الأندلسي
» ألفاظ المتصوفة
» معنى اسم سعاد
» قلي، قلي ...شعر سعاد الصباح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: الأدب العربي-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


ألفاظ الحياة الاجتماعية في أدب الجاحظ1 - عرض: سعاد رمزي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اسماعيل البخاري النحو كتاب العربي النص العربية محمد المعاصر التداولية الخيام اللغة ظاهرة الخطاب مدخل مبادئ مجلة النقد على موقاي الحذف ننجز قواعد الأشياء بلال اللسانيات


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع