لا نبعدُ عن الحقيقةِ إن قلنا بأنَّ الفيلسوف الألماني الكبير شيللر هو من أوائلِ الذين تناولوا فلسفة الجمال ( الاستاطيقا ) بالتَّحليل والمناقشةِ والذين أعلوا من فكرةِ الجمال كقيمةٍ فكريةٍ حتى جعلها الرَّابطة الوحيدة بين الحسِّ والعقلِ أو بين المادَّة والصُّورة لإحداث التوازن بين قوى الجسدِ البشري . يصفُ هيجل شيللر فيقول عنه : صاحبُ العقل الذي راح ينشد مبدأ الكليَّة والجمع المتوازن ودعا إليه في مواجهة مبدأ لاتناهي الفكر المجرَّد ومبدأ فعل الواجب من أجل الواجب ومبدأ الفكر العاري عن الصُّورة وذلك في عصرٍ لم تكن المبادئ التي أتى بها معروفة .

وهذا الكتاب الذي يأتلفُ في سبعةٍ وعشرين خطاباً كان الفيلسوف يُرسلها كرسائلِ إلى أحد الأمراء الألمان في نهايةِ القرنِ الثَّامن عشر ، جاءَت التَّرجمة قويةً ومهذَّبة تتَّفق في مصطلحاتها مع المنهج العلمي الحديث على يد الدُّكتورة وفاء محمَّد إبراهيم فكان العملَ الثَّاني لشيللر بعدَ المشروع الذي أنجزه الدكتور عبد الرحمن البدوي متمثلاً في رائعتين من روائع شيللر : اللُّصوص ، المؤامرة والحب . بل إنَّه الكتاب الأوَّل لشيللر الفيلسوف بعد أن عرفت المكتبة العربيَّة شيللر الشَّاعر والمسرحي .
الرابط
http://www.4shared.com/office/ioXSvj4p/___-__.html

ما انا الا قطرة من غيثكم