بالرغم من القرابة اللغوية بين العربية والهوسا حيث ينتميان إلى أسرة اللغات الأفروآسيوية التي ترجع إلى حوالي الألف السابعة قبل الميلاد (د.عوض،1994، ص1) ومع تفرق الأفرع اللغوية المنتمية- لهذه الأسرة –وتعدد لغاتها فيما بين جنوب غرب آسيا إلى شمال وشرق وغرب أفريقيا بحيث انقرض من انقرض منها وتطور من تطور منها خلال قرون متطاولة، بحيث صارت اللغة العربية أهم لغات الفرع السامي ولغة الهوسا أهم لغات الفرع التشادي، وقع احتكاك مباشر بين اللغتين في القرن الرابع عشر الميلادى نتج عنه تأثر لغة الهوسا باللغة العربية، في عدة نواح، ويرجع ذلك إلى البدايات المبكرة لدخول أهلها في الإسلام ثم انتشار الإسلام في أراضيها، وقد" اتبع Hiskett المنهج التاريخي في تحديد دخول الكلمات العربية في لغة الهوسا فيردها إلى ما بين سنة 1349م، وسنة 1385 م، وهو يرى أن أول ما دخل الهوسا من كلمات عربية هي: مصطلحات الدين، والفروسية، وذلك قبل منتصف القرن 14م "(د.حجازي،مجمع، ع42 ص174هامش2) وقد استعارت لغة الهوسا عددا كبيرا من الكلمات العربية فأغنت مفرداتها، خاصة في مصطلحات الدين. D.WESTERMANN, p(xiii)
ولم يقف تأثير اللغة العربية في لغة الهوسا على مجال المفردات، وإنما امتد إلى الأدب، فقد كان للثقافة العربية أثر في أدب الهوسا في المجالات الآتية: الصور والأفكار ورواية القصة وشعر الهوسا ومطلع القصيدة. (راجع: د.حجازي، 1980م، ص 82-83، معهد ع 9، ص 77-97، معهد ع 63، ص 112 – 123، مجمع ع 65، ص 59 - 77، الصور والأفكار، ص 85 – 96، دراسة لمطلع القصيدة، ص 124- 156 )