الباب الرابع:فلسفة الحياة
يتميز فلاسفة الحياة عن سابقيهم أنهم يحاولون تفسير الواقع كله بوسيلة مفهوم الحياة، كما يتميزون بوجود اختلافات قوية فيما بينهم وإن اجتمعوا في كونهم جميعا:
1- فعليون على نحو مطلق، فعندهم لا يوجد إلا الحركة و الصيرورة و الحياة.
2- يتصورون الواقع تصورا عضويا.
3- يعتمدون على الموقف البيولوجي لبناء مذهبهم الخاص في المعرفة، ويرفضون أن يكون المنهج العقلي هو منهج الفلسفة، إنما منهجها و وسيلتها هو الحدس و النشاط و الفهم الحي للتاريخ.
4- ليسوا ذاتيين بل يقبلون بوجود حقيقة موضوعية تتعدى الذات العارفةو تستقل عنها.
5- وأخيرا يظهرون ميلا واضحا للمذهب التعددي و الاتجاه الشخصاني.
ومن أهم ممثلي فلسفة الحياة:هنري برجسون (1859-1941) حيث لاقت أعماله نجاحا منقطع النظير، كونه يعرض فيها فلسفة جديدة تقابل الاحتياجات الروحية للعصر وبلغة ذات جمال نادر. إن برجسون هو أحد الرواد الذين خلقوا الفلسفة الأوروبية الجديدة في القرن العشرين.
ويرى برجسون أن صورة العلم عن العالم تفتقد بالكلية للدينامية و الحياة، حيث شكلت الدينامية محور أبحاثه الفلسفية.
10*-البراجماتية:
ازدهر تيار البراجماتية في الولايات المتحدة وإنجلترا،وتشترك مع فلسفة الحياة في كونها حيوية.
تأسست المدرسة البراجماتية على يد الأميركي وليم جيمس(1842-1910)، ويرى مذهبه أن الفكرة تكون صحيحة إذا أدت إلى إدراك موضوعها،وقد مثل المدرسة البراجماتية في إنجلترا فرديناند شللر حيث يسمي البراجماتية بالنزعة الإنسانية.
ولإن انتشرت فلسفة الحياة في فرنسا، و البراجماتية في إنجلترا فإن ما يقبلهما في ألمانيا هو المذهب التارخي و الفلسفة ذات التوجه البيولوجي، وما يجمع هؤلاء جميعا هو الصيرورة و الدينامية.
وما يمكن قوله عن فلسفات الحياة مجملة أنها أبرزت ظاهرة الحياة و خصائصها وأكدوا على اختلافها الجوهري عن المادة، كما وجد الإنسان ومشكلاته الحية الحقيقية مكانه عند فلاسفة الحياة، أما ما يؤخذ عليهم هو نظرتهم الواحدية و تصورهم الضيق عن العقل.
الباب الخامس: فلسفة الماهية /الفينومينولوجيا
تأسست على يد إدمند هسرل(1859-1938) وتبعته مدرسة كبيرة شملت شخصيات قوية.
تتميز بكونها منهجا في المحل الأول، وهو منهج ينحصر في وصف الظاهرة، كما تتميز بموضوعها المتمثل في الماهية.
وقد أثرت تأثيرا كبيرا على تطور في الواقعية الجديدة عند جورج مور، وعلى تطور الوجودية عند هيدجر، وعلى الميتافيزيقيا عند هارتمان.
11*-إدمند هسرل:
يعد هسرل نموذجا في دقة الكاتب الفلسفي ،وقراءة أعماله الفلسفية من أصعب الأمور.
مذهبه في الدلالة:
يعتبر هسرل أن المدلولات هي موضوع المنطق وحده. إن هناك عددا عديدا، إلى مالا نهاية من التجارب الفردية ، ولكن هناك دائما ما تعبر عنه هذه التجارب، وهذا الذي تعبر عنه، أي الدلالة، هو واحد ذو ذاتية مستقلة.
ولكن تعبير" يعبر عن" تعبير فيه غموض وإبهام ، فهو يستخدم لآداء ثلاث وظائف:
1- فهو يدل على ما "يعبر" عليه اللفظ (العنصر النفساني).
2- يدل على "مدلول" اللفظ، وهنا يميز هسرل بين أمرين:
أ- معنى التصور و مضمونه.
ب- ما يدل إليه اللفظ.
ويكتشف هسرل ابتداء من هذا التمييز ثلاثة عناصر:
1-صفة الفعل
2-مادة الفعل وتعني مضمونه.
3-موضوع الفعل أي ما تشير إليه الكلمة.