-- بدايات القرن العشرين:
أولا: الخصائص: تميزالربع الأول من هذا القرن بما يلي
كان عصر نشاط فلسفي مكثف، وفيه يظهر عدد كبير من الأسماء لمفكرين كبار.
- كان فترة انتقال من فكر القرن التاسع عشر إلى فكر القرن العشرين.
و مدارس هذه الفترة هي : المدرسة التجريبية و المدرسة المثالية وهما المدافعتان عن أفكار القرن التاسع عشر وفلسفة الحياد و الفينومينولوجيا و الواقعيون الجدد وهم أنصار التحديث.
ثانيا : التجريبيون
لا يزال عدد من المفكرين يتبعون خط المذهب الوضعي وخط المادية و يدافعون عن فكرة التطور الميكانيكي ،ومع ذلك فإنهم يخرجون بالفعل عن إطار الوضعية.
وتظهر تيارات قوية جدا في مجال علم النفس في مقدمتها "نظرية السلوكية" لواطسون(1878-1958)، حيث يعتمد على إهمال جوانب النفس و يدعو إلى دراسة السلوك الخارجي ، واعتباره هو موضوع علم النفس.
ولكن أهم حركة في هذا المجال هي حركة سيجموند فرويد(1856-1939) المسماة ب "التحليل النفسي" حيث يرى أن الظواهر النفسية العليا ما هي إلا إعلاء للدوافع الشبقية .
و يماثل هذا ما فعلته المدرسة الاجتماعية الفرنسية عند مؤسسها إميل دوركايم(1858-1917) حيث انطلقت من علم محدد لتقيم عليه تعميمات و انتهت إلى أن القوانين الأخلاقية والمنطقية نسبية كل النسبية.
وقد وجدت هذه النظم ( التحليل النفسي والنظرة الاجتماعية للظواهر) شيوعا كبيرا لدى الجماهير، كما تميزت عن القرن التاسع عشر بإدخال قانون النسبية.
ثالثا: المثالية
بالنسبة للمثالية الإنجليزية فقد فقدت تأثيرها تماما مع سنة1925، وهي تعتبر نوعا من الهيجلية الفريدة.
أما في ألمانيا و فرنسا و إيطاليا فقد نقيت قوة فلسفية حتى الحرب العالمية الثانية ولهذا سنفرد لها حديثا خاصا.
رابعا: التيارات الجديدة (الفينومينولوجيا، الواقعية الجديدة،الحيوية اللاعقلية).
كانت الفينومينولوجيا قد أصبحت بالفعل حركة فلسفية قوية مابين 1900-1925، فمنذ عام 1913 صدرت " المجلة السنوية للفلسفة الفينومينولوجية و بحوثها" كما أصدر ماكس شلر مابين1913-1916 جزأين لكتاب " الاتجاه الصوري لعلم الأخلاق و علم الأخلاق لمادي للقيم".
وقد كان تأثير الفينومينولوجيا كبيرا على العقول إلى درجة أنها أخذت تنازع التيار الكانتي الجديد في ألمانيا.
ولم تشكل الواقعية الجديدة انتشارا كبيرا بسبب سيادة الاتجاهات القديمة.
أما الحيوية اللاعقلية فقد فرضت نفسها حتى لدى ذوي الميول الأدبية.