الشاعر كامل الكناني وأصداء الشعر
محمود كريم الموسوي
اختلف النقاد في تفسير ظاهرة الشعر وتحديد معالمها بتعريف شامل فمنهم من يصفها بانها انفعالات احساسية ومنهم من يقول : ( ليس الشعر الا وليد الشعور ، والشعور هو تأثر وانفعال رؤى وأحاسيس عاطفة ووجدان ) ، والدكتور إحسان عباس يقول : (الشعر في ماهيته الحقيقية تعبير إنساني فردي يتمدد ظلّه الوارف في الاتجاهات الأربعة ليشمل الإنسانية بعموميتها ) ، وآخر يقول : ان الشعر لغة الخيال والعواطف ، وغيره يعدّه لغة القلب ، وغير ذلك كثير ، وسبب هذا الاختلاف والتباين هو ان الشعر إحساس منفرد وعواطف تختلف من شاعر إلى آخر ، مما يجعل التعريف يتشظى في أكثر من اتجاه ، ولكن النقاد اتفقوا على عامل مهم من عوامل قول الشعر وهو الموهبة التي تعد بودقة العوامل الأخرى جميعها في صياغة الشعر وقوله 0
والموهبة هي الأخرى يدخل في نضجها وقوتها واظهارها وصقلها عوامل عديدة تميز شخصية الشاعر هذا عن الشاعر ذاك منها : ثقافته ، وبيئته ، وتربيته البيتية ، ومستواه العلمي ، وسلوكه اليومي ، وتفاعله الاجتماعي ، وصفاته الوراثية ، وظروفه النفسية وإمكاناته الاقتصادية ، وأذنه الموسيقية ، وتذوقه الحسي ، وغيرها كثير ، إذ لا يمكن الفصل بين شخصية الشاعر ونتاجه الشعري لترابطهما ترابطا جدليا 0
وميز النقاد بين الشاعر الحقيقي الذي يقول الشعر ، والشاعر الناظم ، فيقولون إن الشاعر الحقيقي هو من يكتب الشعر من اليمين إلى اليسار مستجيبا لما تمليه عليه قريحته ، والشاعر الناظم هو الذي يكتب الشعر من اليسار إلى اليمين إذ يختار كلمات القافية أولا ، ومن ثم يبني عليها أبياته الشعرية بتراكيب قسرية نجدها في كثير من الأحيان متنافرة بين مضامينها وكلمات القافية 0
فأين الكناني من الشعر ؟ وأين موقعه بين الشعراء ؟
عرفت الشاعر كامل تومان الكتاني لمدة ليست بعيدة من خلال تواجدنا في أماسي جمعية الرواد الثقافية المستقلة الأسبوعية فانبهرت باتزان شخصيته ، وكياسة طبعه ، وسعة ثقافته ونقاء سريرته ، وسديد رأيه ، وبُعد نظرته ، سلته الشعرية هي عروض الفراهيدي ، وشواهده المتنبي ، والفرزدق ، والشريف الرضي ، والسياب ، ونازك الملائكة ، وغيرهم من فحول الشعراء 0
وازددت إعجابا به عندما استمعت إلى محاضرته عن الشعر في الحقبة المظلمة التي ألقاها على مسامعنا في أمسية جمعية الروّاد الثقافية في 6 / 7 / 2013م ، وأيقنت إن الله قد أودع في شخصه موهبة شعرية مميزة المعالم عندما استلمت قصيدته ( أيها المرزوك ) المكونة من (43) بيتا لمناسبة شروعي بكتاب ( الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك حياته ومساراته التربوية والثقافية ) ، وقد صدر بجزئيه نهاية عام 2013م ، وفيه قصيدة الكناني 0
وعندما اطلعت على المنهاج الثقافي الفصلي الأربعون لجمعية الروّاد ، فرحت لتحديد أمسية يوم الجمعة 11 / 4 / 2014م لتكريم الشاعر الكناني ، وانحصرت فرحتي بسببين : الأول إن هذا الرجل يستحق التقدير لما يحمله من أخلاق وثقافة وتمكنه من أدواته الشعرية والثاني لاطلع على آراء الأدباء الرواد بالرجل موثقة بعد أن عرفت بعضها من خلال لقاءات ثنائية ، وفعلا وجدت في كلمات وقصائد المحتفين ما يشرح القلب ويبهج النفس ، وما زاد الاحتفال بهجة قيام الكناني بتوقيع اصداره الشعري الاول ( أصوات وأصداء ) الصادر عن المركز الثقافي للطباعة والنشر في الحلة هذا العام 2014م بـ (238) صفحة من القطع الوزيري ، واذ حصلت على نسخة منه مهداة انكببت على قراءته قراءة متأنية 0
مازالت اللغة كائن حي يتطور بتطور المجتمع ، فلا بد للشعر ان يكون كذلك ، فتحرر من قيد القافية ليسمى بشعر التفعيلة (الحر) ، وما إن هدأت الضجة التي أثارها شعراء القصيدة العمودية حتى أطلق المجددون قصيدة النثر ليتحرروا من الوزن والقافية ويطلقوا للمشاعر والأحاسيس والصور الشعرية العنان دون قيد أو شرط معتمدين الموسيقى الشعرية أساسا للتفريق بين القصيدة النثرية والنثر ، ولما تصفحت ديوان الكناني (أصوات وأصداء) وجدته قد قال ( قصيدة التفعيلة) على الرغم من انشداده إلى الوزن والقافية ، والتمسك بهما ، مما أزاح رأيي من كونه متصلبا ومتمسكا في قول القصيدة العمودية ولا عداها 0
تضمن الديوان (55) قصيدة عمودية و(9) قصائد من الشعر الحديث و(4) قطع وموشح ونتفة ، توزعت في ( مختلف أغراض الشعر العربي المعروفة والمتداولة عند الشعراء من غزل ووصف ورثاء واخوانيات وشكوى وأخلاق الناس وطبائعهم حميدة وغير حميدة وما وقع ويقع من أحداث في البلاد في مختلف الحقب ، كما كان في شعره حيز لمدائح النبي صلى الله عليه وآله والمراثي الحسينية وغير ذالك ) ، ولم أجد لغرض الهجاء موقعا أو مكانا بين أغراض الكناني الشعرية أبدا 0
انحصر نتاج الكناني الشعري في الديوان ضمن المدة المحصورة بين عامي (1964 ــ 2014م) كما ورد ص10 ، وأرى إن الدقة تستدعي القول إن مدة القصائد محصورة بين (1964 ــ 2012م) ، ذلك إن قصيدة (أيها المرزوك) التي أشرت لها آنفا لم تكن ضمن قصائد الديوان وهي في عام 2013م ، أما عام 2014م فاننا مازلنا في الفصل الأول منه ، وهذا يعني ان الديوان قد شملت تغطيته (48) عاما ، يرى القارئ خلال عنوانات القصائد إن الكناني مقل في قول الشعر برغم سطوته عليه وتمكنه منه بجدارة ، ولكن عندما نخضع محتويات الديوان للاحصاء نجده قد احتوى على (1731) بيتا عموديا ، و(553) بيتا من الشعر الحديث
والكناني هو كامل تومان حاجم الكناني ، من مواليد الديوانية لعام 1941م ، انهى فيها مراحل دراسته الأولية وهو يتيم الاب حيت توفي والده رحمه الله عام 1947م ، وعندما تخرج في قسم اللغة العربية في كلية التربية / جامعة بغداد عين مدرسا وعمل في مدارسها المختلفة لينتقل عام 1975/ 1976م إلى الحلة ويستقر فيها ليمارس دوره التربوي في مدارسها ودوره الأدبي في مشهدها الثقافي ، وفي عام 2006م أحيل على التقاعد الوظيفي ليتفرغ تماما إلى توجهاته الأدبية في قول الشعر وكتابة الدراسات الأدبية وقد انتمى إلى جمعية الرواد الثقافية في 1 / 1 / 2009م ليكون له الدور الفاعل والمميز في نشاطاتها 0
انماز الكناني بالنفس الطويل في بناء القصيدة حتى وصلت قصيدة (أيا حلو الحديث) إلى (90) بيتا وهي مرثية يرثي بها صديقه الشاعر عبد الحميد حسن جواد رحمه الله وهو إذ يتصف بهذا فهو يتصف في الوقت نفسه بأسلوب مرن غير مترهل مكون من عبارات جزلة وكلمات شفافة ومعاني واضحة وبناءً لغويا يخلو من المفردات العصية والحشو المخل فيدلل ذلك على مقدرته اللغوية وسعة قاموسه الشعري ، فرغم طول القصيدة نجد التماسك مستمرا إلى نهايتها وهي تحمل من المعاني ما يشد المتلقي او القارئ للوصول إلى نهايتها بلهفة بدايتها لا يساوره الملل ، وأرى ان الصور الشعرية التي يرسمها الكناني هي أقرب للواقعية من الخيال برغم إن الخيال هو فضاء الشاعر الذي يبغي قيه الإبداع ، وجعل الكناني من حروفه مملكة مترعة بالتناغم الحسي مع ما سكبه في قوالبه الشعرية ومقاساته الفنية فجعل نسيجه الشعري يتوغل في أعماق المشاعر الإنسانية فيعطي المتلقي او القارئ مساحة واسعة من التأمل والمقارنة بين ما يقرأ وما يعيش ، كما إن القارئ أو المتلقي يظهر له واضحا ذلك الانسجام التام بين البيت الشعري ومفردة قافيته حتى لنجده يتحسس مفردة القافية ويعلمها قبل أن ينطقها الشاعر أو يقرأها في ديوانه وهذه صفة لا يمتلكها إلاّ الشاعر الحقيقي الذي بكتب العمودي من اليمين إلى اليسار وليس العكس 0
يقول الشاعر الباحث المحقق الدكتور سعد الحداد : ( كامل 00 إنسان ، ويكفي أن يشار له بهذه الصفة العظيمة التي امتاز بها ، فهو بحق انسان لا يتوانى عن فعل خير يطلب منه ، أو قول صدق ينطق به ، أو محضر خير يفرّج به كربة ، أو يزيح هما من هموم أترابه وأصدقائه وتلامذته ، هادئ الطبع ، لطيف المعشر ، حلو الحديث ، بليغ العبارة ، فصيح الكلمة ، متأجج العاطفة بفيض شعري مبدع ) 0
وإذ نتحدث بهذا لابد لنا أن نضع أمام القارئ الكريم شواهد من شعر الكناني ترفع قناعته إلى إن ما ذهبنا إليه لا يرقى إلى مستوى شاعرنا الفعلي ، ولكن هذا ما أفاضت به مشاعرنا في لحظة الكتابة 0
ففي الوفاء لأساتذته الذين كانت لهم بصمة في مساره التربوي والأدبي يكتب الكناني مطولته بعنوان (أنت ذكرى 00 لن تزول ) ص 40 فيقول :
وستبقى أيها الأستاذ عندي
أنت ذكرى لن تزول 00
مثل حُلمٍ بين أجفاني جميل ولذيذ !!
فسلام لك مني حيثما كنت
وبعد الموت من ربك رحمة !!
أنت قد أعطيتني في رحلتي الكبرى هوية
لتراها كل عين
وأنا أحملها عبر المحطات الكثيؤة
وإذ يعبر عن حبه الكبير لوطنه فيصب ذلك بقصائد غاية في الروعة والانفعال فيقول في مطلع قصيدة (عُد بي لماضيك الجميل ) ص 16 :
وطني يَمينُك بالنــــــــدى تتفجر والخير ينبت في ثراك ويزهـر
ولقد عشقتك مذ خَطَرْتَ بمقلتي تزهو على الدنيا وطرفك أحور
ويفتتح قصيدة (وطن الكرام ) ص 229 بالقول
أحبك يا عراق فعش عزيزا وليس لنا سوى حب العراق
أما في بغداد فكتب مطولته (كما شباب زليخا عاد ! ) ص 28من (64) بيتا يقول في مطلعها :
أين الهوى ذاك يا بغـــــــداد والغزل وعيشك الغض والسمار والحلل
وهل عيون ألمها النجلاء ما برحت من الرصافة صوب الجسر تنتقل
وفي الرثاء كتب في رثاء والده الذي تركه وهو طفلا ، ورثاء والدته وجده ، ورثاء الشهيد الأول محمد باقر الصدر قدس الله سره ، وحيدر الحلي كما استذكر الدكتور علي جواد طاهر ، والدكتور مصطفى جواد ، وصديقه عبد الحميد حسن جواد ، ورثى الشاب حيدر نجل الدكتور سعد الحداد أحد رموز الأدب الحلي الذي انتقل إلى جوار ربه وهو ابن اثني عشر ربيعا فيقول في قصيدة (أيها الداء) :
ايه ! يا ســــعد ان رزءَكَ هذا فاجعٌ كلّ صاحبٍ أو قــــرين
قد بكينا صباه وهو صريع الـ داء يرجوه لحظةً من سكون
وله في الغزل قصائد عدة تنبض بأحاسيس تجعل القارئ والمتلقي يتفاعل معها ويعيش أجواءها ففي قصيدة (سحر العيون) ص 64 يفتتح القصيدة بالقول :
يا هياما من سحر عين (هيام) قد رماه في القلب أبرع رام
أنت في عينك النعيـــم وعيني ليس فيها إلاّ غياب المنـــام
وفي قصيدة (موسيقى الأصداء) ص 101 يقول :
ذكراك يا ســــمراء منقوشـــــة باتت على فكريَ نقش الحجرْ
ذكراك أمست عطر اقصوصتي ول ي حديثٌ معهــــــا مستمرْ
وله في الوصف صورا شعرية جميلة فيقول في قصيدة ( سفرة جامعية ) التي يصف بها سفرة مع طلاب صفه إلى مدينة سامراء :
أتيناك سامراء والشمل جامعٌ نطير سراعا فوق أجنحة البشْرِ
وفي قصيدة (سليلة المجد) ص 141 يصف بها الحلة الفيحاء فيقول في مطلعها
يا قاصد الحلة الفيحاء كن فطنا هذي المدينة حقا قدرها عالي !!
وبعد سرد تاريخي شعري للمدينة وتاريخها يقول :
مدينة في قديم المجد موغلة عبر العصور الخوالي أيّ ايغال
ويصف جسر الصرافية عند تعرضه للدمار في قصيدة (جسر الصرافية ) ص138 فيقول مطلعها :
وهوى جسر الصرافية !
لكن 00 ماذا بقي لنا
من ذاك الجسر المنسوف !؟
كم من ذكرى بقيت حرّى
ومحطات تأريخية !!
ماثلة تذكر هذا الجسر
ولا تمحى أبدا من ذاكرة الوطن العالي
اما في مدح النبي وآل بيته صلى الله عليه وآله ورثائهم فقد وردت قصائد كثيرة في الديوان منها (في مولد المصطفى) ص 13 و (في رحاب كربلاء) ص 197 و(العترة الطاهرة) ص 215 و(ميلاد أم أبيها) التي القاها في احتفال ثانوية الجمهورية للبنين في ذكرى مولد الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين سلام الله عليها المنعقد يوم الخميس 10 / 5 / 2012م مطلعها :
يوم لدى أمة الإسلام مشهود وفيه لله تعظيم وتمجيدُ
وبعد أن يذكر آل البيت يختم بالقول :
فازَ المواليْ لهم يوم الحسابِ غداً وذاك يومٌ لدى الرحمن موعودُ
وإذ أوردنا شواهد في قوة شاعرية الكناني وأسلوبه الرشيق على وفق الأغراض التي نظم فيها فهذا لا يعني إن ما ذكرنا هي أغراض شعر الكناني كافة ، بل هناك أغراضا لم نتطرق إليها منها الاخوانيات والوجدانيات وغيرها 0
ومما يوجب الإشارة إليه أن تتابع القصائد في الديوان لم يخضع إلى ترتيب معروف مثل الترتيب على وفق غرض القصيدة ، أو على وفق التسلسل التاريخي ، أو حتى على قافيتها أو عدد أبياتها ، وغير ذلك من الترتيبات التي تعين القارئ على المتابعة المنظمة المريحة ، كما إن القصائد جاءت خالية من ذكر التاريخ الذي يعدّ جزء مهم من القصيدة لعمق المساقة الزمنية ، وأشير في بعض القصائد إلى مناسباتها وأماكن إلقاءها بلا تاريخ عدا قصائد لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة 0
ارسل الى استاذ جابر في الخميس 17 / 4 / 2014
نشر في المشرق (2913) الثلاثاء 22 / 4 / 2014م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقطع الذي حذف من المقال لسعة حجمه بموافقتنا ــــــــــــــــــ
ففي الوفاء لأساتذته الذين كانت لهم بصمة في مساره التربوي والأدبي يكتب الكناني مطولته بعنوان (أنت ذكرى 00 لن تزول ) ص 40 فيقول :
وستبقى أيها الأستاذ عندي
أنت ذكرى لن تزول 00
مثل حُلمٍ بين أجفاني جميل ولذيذ !!
فسلام لك مني حيثما كنت
وبعد الموت من ربك رحمة !!
أنت قد أعطيتني في رحلتي الكبرى هوية
لتراها كل عين
وأنا أحملها عبر المحطات الكثيؤة
وإذ يعبر عن حبه الكبير لوطنه فيصب ذلك بقصائد غاية في الروعة والانفعال فيقول في مطلع قصيدة (عُد بي لماضيك الجميل ) ص 16 :
وطني يَمينُك بالنــــــــدى تتفجر والخير ينبت في ثراك ويزهـر
ولقد عشقتك مذ خَطَرْتَ بمقلتي تزهو على الدنيا وطرفك أحور
ويفتتح قصيدة (وطن الكرام ) ص 229 بالقول
أحبك يا عراق فعش عزيزا وليس لنا سوى حب العراق
أما في بغداد فكتب مطولته (كما شباب زليخا عاد ! ) ص 28من (64) بيتا يقول في مطلعها :
أين الهوى ذاك يا بغـــــــداد والغزل وعيشك الغض والسمار والحلل
وهل عيون ألمها النجلاء ما برحت من الرصافة صوب الجسر تنتقل
وفي الرثاء كتب في رثاء والده الذي تركه وهو طفلا ، ورثاء والدته وجده ، ورثاء الشهيد الأول محمد باقر الصدر قدس الله سره ، وحيدر الحلي كما استذكر الدكتور علي جواد طاهر ، والدكتور مصطفى جواد ، وصديقه عبد الحميد حسن جواد ، ورثى الشاب حيدر نجل الدكتور سعد الحداد أحد رموز الأدب الحلي الذي انتقل إلى جوار ربه وهو ابن اثني عشر ربيعا فيقول في قصيدة (أيها الداء) :
ايه ! يا ســــعد ان رزءَكَ هذا فاجعٌ كلّ صاحبٍ أو قــــرين
قد بكينا صباه وهو صريع الـ داء يرجوه لحظةً من سكون
وله في الغزل قصائد عدة تنبض بأحاسيس تجعل القارئ والمتلقي يتفاعل معها ويعيش أجواءها ففي قصيدة (سحر العيون) ص 64 يفتتح القصيدة بالقول :
يا هياما من سحر عين (هيام) قد رماه في القلب أبرع رام
أنت في عينك النعيـــم وعيني ليس فيها إلاّ غياب المنـــام
وفي قصيدة (موسيقى الأصداء) ص 101 يقول :
ذكراك يا ســــمراء منقوشـــــة باتت على فكريَ نقش الحجرْ
ذكراك أمست عطر اقصوصتي ول ي حديثٌ معهــــــا مستمرْ
وله في الوصف صورا شعرية جميلة فيقول في قصيدة ( سفرة جامعية ) التي يصف بها سفرة مع طلاب صفه إلى مدينة سامراء :
أتيناك سامراء والشمل جامعٌ نطير سراعا فوق أجنحة البشْرِ