المدرسة العليا للأساتذة
بوزريعـــــــــة
قسم اللغة العربية

التخصص : أستاذ اللغة العربية
الملمح : ثانوي المقياس : أدب جزائري
السنة : الثانية تحت إشراف الأستاذ :
الفوج : الثاني الطاهر يحيــــــاوي
بحث حول :

من إعداد الطالب : هرماس محمد


الموسم الجامعي :
2012-2013

خطة البحث :

- المقدمة
- التعريف بالشاعر
- المسار التاريخي
- منابع ثقافة مفدي زكرياء
- مؤلفاته
-التعريف بالديوان
- اسلوب الشاعر في تأليف ديوان" اللهب المقدس"
- تحليل قصيدة " يقدس فيك الشعب أعظم قائد "
- الخاتمة
- قائمة المصادر والمراجع







مقدمـــة
يعد مفدي زكرياء من الشعراء القلائل الذين يحملون هم الثورة على عاتقهم ، فهو ما انفك يجاهد بقلمه وحبره ، حيث جسد الثورة في موسيقاه الرنانة التي تباينت أحرفها ، بين حروف همس ، وحروف جهر أجهرت بالثورة ،ورفعت صوتها إلى السماء ؛ فأخذت ثورة الشعر مكانة بين ثورة السلاح وثورة السياسة ، ونجد كل هذه في ديوان " اللهب المقدس " لمفدي زكرياء ، والذي هو محور بحثنا وموضوعنا .
يضم هذه الديوان في طياته توجهات الشاعر ومذهبه الثوري ، وموقفه تجاه القضية الجزائرية التي دافع عنها ، كما انه كان يدعو الشباب إلى الكفاح المسلح، ونلمح ذلك من خلال تشجيعه لابنه صلاح الدين ، الذي تخلى عن مقاعد الدراسة والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني ، حيث فضل الكفاح المسلح على طلب العلم ، بإعتبار الجهاد في سبيل الله وسبيل الوطن فريضة شأنه شأن طلب العلم .










التعريف بالشاعر (حياته، وفاته ) :
مفدي زكرياء :

هو زكرياء بن سليمان بن يحي بن الشيخ سليمان، ولقب أسرته آل الشيخ
ولد سنة 1908م. بل ذهب بعضهم إلى تحديده بدقة، وهو يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326 هـ الموافق 12 يونيه/حزيران 1908م، ببلدة بني يزجن، ولاية غرداية جنوب الجزائر،.
لقبَّه زميل دراسته سليمان بو جناح بـ "مُفدي" فأصبح لقبه الأدبي الذي اشتهر به ، وكانت وفاته يوم الأربعاء 02 رمضان 1397هـ الموافق 17 أوت 1977م بتونس وعمره تسعة وستون عاما ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن بمسقط رأسه في بني يزقن - ولاية غرداية
المسار التاريخي :
بدأ مفدي زكرياء مساره في مسقط رأسه متعلما بكتّاب البلدة، حيث حفظ أجزاء من القرآن ومبادئ العربية والفقه، ثم اصطحبه والده معه وهو ابن سبع سنين إلى مدينة عنابة شمال شرق الجزائر التي كان تاجرا بها، وفيها أتم حفظ القرآن، ثم جعل يتردد بينها وبين مسقط رأسه ولم تنتظم دراسته، حتى سنة 1922 إذ قرر والده إرساله إلى تونس، فالتحق بمدرسة السلام القرآنية، وبعد سنتين انتقل إلى المدرسة الخلدونية، ثم تحول إلى جامع الزيتونة، وأخذ عن علمائها دروس اللغة والبلاغة والأصول، وكان خلال ذلك طالبا ذكيا نجيبا، برزت مواهبه الشعرية مبكرا، وشغف بندوات الشعر والأدب التي كان يعقدها الأديب العربي الكبادي..
وتعد فترة مكوثه بتونس مرحلة التكوين الأصيل التي وجهته التوجيه الأدبي والسياسي بعد ذلك.
وكان للبيئة الإسلامية الأصيلة التي نشأها ولمصادر ثقافته الدينية ولما عاينه من استبداد الاستعمار الفرنسي أكبر الأثر في تشكيل شخصيته الشعرية والمتحدية التي طبعت إنتاجه الأدبي..
ثم رجع من تونس إلى الجزائر، وتوجه للعمل التجاري ولكنه لم ينقطع عن مجال الفكر والأدب، وإن لم يكتب له النجاح في المجال التجاري رغم تقلبه في أنواع من النشاط وانطلاقه في مشاريع عديدة كان نصيبه فيها الفشل.
وكان من رواد الحركة الوطنية التي تبنت مبدأ الاستقلال، مثل حزب نجم شمال افريقية وحزب الشعب، وقد نظم فيها شعرا وطنيا صادقا، كما كان مؤيدا لجهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ولكنه آثر الانضمام إلى الحركات الوطنية الأخرى، حتى جاءت الثورة فكان سباقا إلى رحابها فارتمى فيها ولقي في سبيلها ألوان العذاب، وسجنته السلطات الاستعمارية خمس مرات، دامت في مجموعها عدة سنوات .
وكان ضمير ثورة التحرير الحي ورائد قافلتها، يردد الوطنيون أشعاره في ساحات المعارك، وعلى أعواد المشانق، حتى بزغ فجر الحرية ، وظل يجمع كما دأب طول حياته بين أعماله التجارية والإدارية وإبداعاته الأدبية، وتردد كثيرا بين أقطار المغرب العربي مشاركا في تظاهراته ونشاطاته الثقافية والسياسية، وشارك بشعره ومناقشاته في جل ملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر ، وختم حياته برائعته الخالدة "إلياذة الجزائر" جمع فيها ما تفرق في غيرها، وأبرز فيها لوح الجمال ولوح الجلال، جمال الطبيعة الساحر، وجلال التاريخ الزاخر.
منابع ثقافة مفدي زكرياء :
1- القرآن الكريم 2- التراث العربي الاسلامي 3- البيئة المحافظة
4- التحدي الاستعماري لاجتثاث المجتمع الجزائري من ثوابه ومقوماته
مؤلفاتـــــــــــــــــــــــــــــــــه: ويتمثل نتاجه الشعري في الدواوين التالية :
1- اللهب المقدس صدر سنة 1961
2- تحت ظلال الزيتون صدر سنة 1965
3- من وحي الاطلس 1976
4- إلياذة الجزائر ، فيها الف بيت و بيت سنة 1972
5-أمجادنا تتكلم . 6-أهازيج الزحف المقدس. 7- انطلاقة. 8- الخافق المعذب
9- الاناشيد الوطنية ، ( النشيد الوطني الجزائري ، نشيد جيش التحرير الوطني ، ونشيد المرأة الجزائرية )
التعريف بالديوان:
- المؤلف : الشاعر مفدي زكرياء
- العنوان :اللهب المقدس
- عدد الصفحات : 299 صفحة
- عدد القصائد : 55 قصيدة
- تاريخ الطبعة و دار النشر : 2007 ، طبع بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية – وحدة الرغاية – الجزائر

أسلوبه في تأليف ديوان " اللهب المقدس " :
يعتبر مفدي زكرياء من الشعراء الجزائريين الذين كانت القضية الجزائرية همهم الاول ، والاستقلال طموحهم ؛ بل وفي طليعتهم ، فهو مرهف الحس ، قوي الشخصية ، ذو همة عالية ، سباق إلى كل مبادرة لصالح الوطن ، ورافض كل ما يحطم البلاد ، حيث كان القلم سلاحه ، والحبر زاده ؛ فهو قد قاوم الاستعمار الفرنسي بيده ، فكان يرد على دبابات المستعمر و رشاشاته ؛ فواكب مفدي مسيرة الجهاد يغنيها ويحثها وينظم لها القصائد والأناشيد، وفي مقدمتها نشيج «فاشهدوا» الذي اصبح النشيد الرسمي للثورة، ونشيد «عشت يا علم» الذي غدا التحية الرسمية للعلم الجزائري ، وكلاهما من إبداع الشاعر في السجن، وقد أتيح له أن يجمع كثيرا من تلك القصائد والأناشيد في ديوانه «اللهب المقدس» ، و من هذا المنطلق «الجزائري» والمنظور «الثوري» لم يكن يرى الشاعر قضية بلاده ـ نضالا ومصيرا بل وجودا و استمرارا ، ونلاحظ أن اسلوب الشاعر مفدي زكرياء في ديوانه " اللهب المقدس " كان راقيا كرقي تطلعه لاستشراف المستقبل واسترداد الأمل واسترجاع الحق السليب ، حيث تشكل قضية الوحدة مرتكزا محوريا في فكر وشعر مفدي زكرياء، وقد ظل ينادي بها ويتغنى بها بإصرار متواصل منذ بواكير إنتاجه الشعري، وظل وفيا لهذا المبدإ الذي اعتنقه ودافع عنه في كل مناسبة، وجسده بنشاطه العملي من توطنه بلدان المغرب العربي، تونس والجزائر والمغرب حتى آخر حياته ويتمثل ذلك من خلال القصيدة التي كتبها بمناسبة احتفال تونس بالذكرى الرابعة لعيد استقلالها 30 مارس 1956- 1960 وهذه ابيات منها :
يا شعب تونس ، كم لتونس في الفدآ صفحات مجد، حطها الامجاد
اكرم بها حرية قربانـــــــــــــــــها - تونس- المهجات و الاكبـــاد
واذكر لاحرار البلاد ، مواقفــــــــــا يسمو بها في الخالين جهـــــــاد
واصعد،وخض، يا شعب معركة البنا فالعز من عرق الجبين يشــــــاد
كما كان متمسكا بالوحدة العربية ايما تمسكا ، خاصة المشرق العربي ، لما يجمع بين الاقطار العربية من روابط أهمها : العروبة ، الإسلام ، اللغة ... فصلة زكرياء بالمشرق العربي كانت وثيقة ؛ وذلك من خلال زيارته للأقطار العربية التي زارها ( كالقاهرة ،دمشق ،لبنان ، السعودية ...) ونمثل لذلك بالقصيدة التي ألقاها باسم الجزائر في مهرجان الشعر بدمشق يوم 23 سبتمبر1961 وجاء في مطلعها
سل العزوبة ...هل ضجت لشكوانـــــــــــا وسل أمية ...هل رجت لبلوانـــــــــــــا ؟
ويا ذرى الشام ...هل هاجت مواجدنـــــــا؟ فبارك الشعر في ناديك لقيانـــــــــــــــا ؟
ويا دمشق...هل ابتلت جوانحنــــــــــــــــا؟ بعد التنائي الذي قد كان اضنانــــــــــــا ؟
ومن هنا يمكن أن نميز بين أسلوب الشاعر من خلال المضمون من جهة ،ومن خلال اللغة من جهة ثانية
فأما المضمون فهو كلآتي :
استهل ديوانه باهداء مجد من خلاله يوم اندلاع الثورة التحريرية الكبرى الفاتح نوفمبر1954 ، ثم اردف بعدها بكلمة قدم فيها منتوجه الادبي وسلاحه الذي لا تنفذ ذخيرته " اللهب المقدس " فهو يهتم بالثورة
نحو قوله : (واللهب المقدس هو" ديوان الثورة الجزائرية " بواقعها الصريح ، وبطولاتها الاسطورية ، واحداثها الصارخة ، وهو" شاشة تلفزيون" تبرز إرادة شعب استجاب له القدر) 1 .
ويأتي بعد الكلمة رسالة من الابن سليمان صلاح الدين والذي كان يختار بين مواصلة دراسته و الكفاح المسلح فاختار الثاني . بعث بها الى والده - مفدي زكرياء - ليبشره بالتحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني . ثم انشد مفدي قصيدة عنوانها " هكذا يفعل أبناء الجزائر ..." يحث فيها ابنه صلاح .2 الى المضي قدما الى الكفاح في صفوف جيش التحرير الوطني
- الابواب والفصول :
لم ترد في الديوان فصول ولا أبواب ، لكن جاء الديوان عبارة عن عناوين كبيرة رئيسية عددها خمسة وهي كالتالي:
1- من اعماق بربروس 2- تسابيح الخلود 3- نار ونور 4- تنبؤات شاعر 5- من وحي الشرق .
كما احتوى كل عنوان من هذه العناوين الخمسة عناوين فرعية يحمل كل منها موضوع قصيدة معينة اختلفت باختلاف الغرض ، فمثلا نجد تحت العنوان "تنبؤات شاعر" العناوين التالية :
رسالة الشعر في الدنيا المقدسة – قل يا جمال – فلا عز حتى تستقل الجزائر – هنيئا بني أمي ... و هكذا .
وفي الأخير، اختتم ديوانه برسالة وجهها الشاعر اوائل أكتوبر1961 إلى صديقه الحبيب شيبوب الأديب التونسي المعروف.
أما اللغة فكانت بسيطة إلى حد كبير ، حيث تميزت بالصدق الشعري وأثر المعاناة الشعورية فيه ، وكذلك جاءت ألفاظه وعباراته ذات جرس رنان مؤثر يستعين بالبيان ، وبالقدر الذي يوضح الفكرة ويبرز العاطفة لايحفل كثيرا بالمحسنات البديعية إلا ما جاء منها بشكل عفوي متشبع بالثقافة الإسلامية والشعر العربي القديم . وقد وُفق الشاعر كل التوفيق إلى توظيف أدواته الفنية التي تضافرت جميعها على تفجير الإحساس بالموقف في نفس المتلقي، لهذا استغل مفدي – بدافع رؤيوي صادق- كل ما في الألفاظ والكلمات من طاقة إيحائية نغمًا وصورة ومعنى، فقدم بين أعيننا قصائد مجسدة لعظمة ثورة التحرير الجزائرية التي اوردها في ديوان " اللهب المقدس "
شخصيته :
تبدو شخصية مفدي زكرياء من خلال قصائده شخصية ثورية وطنية دينية بحكم منشئه الديني ، فهو هامة من هامات الجزائر استطاع بقلمه ولوج التاريخ من بابه الواسع ، فهو شاعر لم يكتب قصائده بدافع التملق والتكسب أو بحافز الرياء والبهتان، ولكن تمجيدا للمنجزات والأعمال، وتاكيدا على القيم والمبادئ، وتجاوبا مع الجماهير المتوثبة، وانفعالا بالمواقف القومية، وتطلعا لآفاق المستقبل من خلال زاوية ثورية قوية ورؤيا وحدوية واضحة .
تحليل قصيدة : " يقدس فيك الشعب أعظم قائد " 1
إذا ذكـــر التـــاريخ أبطــــال امـــــــة يخر لذكراك الزمـــــان ويسجــــــد
وإن تذكـــر الدنيــــــا زعيما مخلــــدا فإنك في الدنيــــا الزعيـــم المخلــد
أثرت على العاتيــــن حربا ، ولم تزل عليـــهم تلظــى كالجحيــم وتوقــــــد
وسطرت للأحـــــرار ، بالــدم غايـــة لها المهج الخــرى طريــق معبــــد
فما خمدت نيران حربـــك لحظــــــة وهبهات ، نيران الجزائــر تخمـــد
هي الثورة الكبرى دلعـت لهيبــــــــها وما فــتـئت أشكالــها تــتــجــمــــــد
ففي كل فــج بالجزائــر ، رسمـــتها وفي كل شبــر بالجزائـــر مشهـــــد
لها في كل روح بالجزائر ، هيكـــــل وكــل فـــؤاد فـي الجزائــر ، معبــد
فنم يأميـــــر المؤمنيـــــن،فإننــــــــــا بروحـــك لاستــقلالــنا ، نتصعــــد
يقدس فيك الشعب أعظـــم قائــــــــــد همام ،له الأجــيال تروي وتشهـــــد
حديثك، تتلوه البنـــــادق في الوغــــى نشيدا يغنيه الزمـــــان وينشـــــــــد
وجيشك - عبد القادر- اليوم ظافــــــر يحطـــم هامات الطغـــاة ويحصــــد
وشعبك مأمون الخطــى ، متماســـــك ومغربــــك الجبــــار قطــر موحـــد
فنم في جوار الله ترعــــاك عينـــــــه ويرعــاك فــي دار الخــــلود(محمد)
مناسبة القصيدة :
كتب الشاعر مفدي زكرياء هذه القصيدة ، احتفالا بالذكرى الثامنة و السبعين، ماي (1883-1960) 1 لوفاة عظيم من عظماء الأمة ، إنه الأمير عبد القادر . هذا القائد الثائر الذي خاض معارك كثيرة في الغرب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، حيث هد اسطول المستعمر الغاشم ، وزرع الرعب والخوف وسط نفوس هؤلاء العاتين ، فكانوا يحسبون له الف حساب ، اما من الناحية الادبية فكان له الفضل في ظهور الشعر في الجزائر ، ثم غاب الشعر بعد غيابه ( وفاته) إلى أن ظهر شعراء بعده ،أعادوا مكانة الشعر التي كان يتبوؤها منهم ( محمد العيد آل خليفة ، مفدي زكرياء ،...).
شرح الكلمات :
يخر : يسرع في الركوع - المخلد: الذي بعمر في الأرض – سطرت : كتبت و خطيت – المهج : الدم المسال بكثرة – العاتين : الغزاة أو المستعمرين – خمدت : انطفأت نيرانها – فج : بقعة على الأرض-نتصعد : نتطلع – تلظى : تشتعل وتلتهب – الوغى : الحرب – دار الخلود : جنة النعيم .
الفكرة العامة :
دور الأمير عبد القادر في التصدي للاستعمار الفرنسي، وتوعية الشعب بضرورة الكفاح المسلح وبالتالي الظفر بالاستقلال.
لغة القصيدة :
تميزت لغة الشاعر ( مفدي زكرياء ) بالبساطة والرقة ؛ فهي لست صعبة ولا يوجد فيها غموض و غرابة الفظ ، بل تتسم بالسهولة ووضوح المعنى واللفظ القوي الجزل المعبر عن مشاعر الشاعر الصادقة و العواطف الجياشة تجاه هذا البطل الفذ ، وقد وُفق الشاعر كل التوفيق إلى توظيف أدواته الفنية التي تضافرت جميعها على تفجير الإحساس بالموقف في نفس المتلقي .


شخصية الأمير عبد القادر من خلال هذه القصيدة :
تبدو شخصية الأمير من خلال القصيدة ، شخصية ثورية ، وطنية دينية بحكم منشئها الديني ، كما تبدو مشبعة بالثقافة الدينية ، لها مبادئ وقيم أولتها مبدأ الاستقلال ، وكذا العروبة بحكم انتمائه للوطن العربي نلمح ذلك من خلال قول الشاعر :
وشعبك مأمون الخطــى ، متماســـــك ومغربــــك الجبــــار قطــر موحـــد
شرح الأبيات :
البيتين ( الاول والثاني ) : يمدح فيهما الشاعر الأمير عبد القادر ، على انه بطل من أبطال الأمة الأبيات (الثالث ، الرابع ، الخامس ) : دور الأمير عبد القادر في التصدي للغزو الفرنسي ، فكان بمثابة
النار التي تشتعل والسد المنيع. بقوله 1 :
أثرت على العاتيــــن حربا ، ولم تزل عليـــهم تلظــى كالجحيــم وتوقــــــد
الأبيات (السادس، السابع ، الثامن ) : وصف في هذه الابيات قوة الثورة ، وكذا شموليتها لكامل التراب
الوطني بقوله 2 :
ففي كل فــج بالجزائــر ، رسمـــتها وفي كل شبــر بالجزائـــر مشهـــــد
الابيات (العاشر – الرابع عشر ) : يبرز الشاعر في هذه الابيات تمسك الشعب بفكرة الاستقلال ، الذي كان مبدأ من مبادئ الأمير عبد القادر ، فالشعب يقدس هذا القائد الهمام ، وكذا يبرز الرابطة الوثيقة التي تربطه بالمغرب العربي الكبير . وفي الأخير ، يدعو له بالتنعم في جنة الخلود بجانب الرفيق الأعلى ونبيه الكريم – محمد صلى الله عليه وسلم -













الخاتمة
وخلاصة لما سبق ذكره في البحث ، يمكن القول بأن الشاعر مفدي زكرياء قد وفق لحد كبير في الربط بين إبداعه الشعري ، وبين ما كان يعانيه من قهر وهم وتعذيب في سجون الاحتلال الفرنسي ، حيث انه صور لنا معاناة الشعب الجزائري ، في قصائد أقل ما يقال عنها أنها رائعة ، جمعها في ديوانه الشعري الذي اسماه " اللهب المقدس " حيث التهبت قريحته فجادت بأروع القصائد وأفضلها على الإطلاق ممثلة المشاهد المأساوية، ولعل أروع قصيدة بالنسبة إلي هي تلك التي حملت عنوان "الذبيح الصاعد " كتبها عندما أعدم الشهيد احمد زبانا من طرف السلطات الفرنسية بواسطة المقصلة ليكون اول شهيد يعدم بهذه الطريقة البشعة .
و لم يكتف بما كان يحدث في الجزائر، إنما راح لأبعد من ذلك، فكان للمغرب الكبير والمشرق العربي نصيب في ديوانه. حيث كانت نفس الشاعر مفعمة بالقومية العربية، فتعلق بهذه الأقطار، ولم يترك قطرا إلا وكتب فيه وذكر فضلها على الجزائر من إمدادات ومعونات. فديوان "اللهب المقدس " كان بمثابة المرآة التي تعكس واقع المجتمع الجزائري إبان الحقبة الاستعمارية إلى جيل اليوم الذي لا يعرف عن ماضي الجزائر إلا القليل ، وخير ما جاء في الديوان الأناشيد الوطنية التي ربطت بين جيل الثورة ن وجيل الحاضر



قائمة المصادر والمراجع :
- ديوان اللهب المقدس ، 2007 ، طبع بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية – وحدة الرغاية – الجزائر

أشهر من نار على علم، ورغم ذلك يستحق الذكر والتقدير على الجهود التي قدمها للثورة الجزائرية