حروف القرءان كصورة للمعنى
من تدبري للكلمة القرءانية وحروفها المختارة سواء بعد حذف بعض الحروف-- او اضافة حروف--- او ابدال حروف-- او وضع حرف و كصورة للهمزة-- او الفصل والوصل لبعض الكلمات -- فقد رايت ان هذه الحروف ترسم صورة صادقة للمعنى -- وحيث ان بعض الكتاب الاسلاميين تفهموا ءايات القرءان انها تمثل تصويرا فنيا للمعنى -- فاننى ايضا رايت ان حروف الكلمة الواحدة ترسم صورة للمعنى والا لماذا اختلف رسم الكلمات القرءانية في مواضع مختلفة -- لا يمكن ان يكون اختلاف الحروف للكلمة الواحدة يؤدي نفس المعنى والا كان هذا الاختلاف عبثا
ان فهمي لحذف بعض الحروف -- يؤدي الحذف الى صورة منضغطة للكلمة او صورة قصيرة -- هذا الانضغاط يوحي بمعان كثيرة طبقا للسياق وهى معانى القرب -- معاني السرعة لان وقع الكلمة وكتابتها اصبح سريعا ---- معانى الحسم لاختصار الكلمة -- معاني قلة الشأن او الصغر نظرا لصغر الكلمة
اما المعاني التي توحي بها اضافة بعض الحروف الى الكلمة حتى ولو لم تنطق فان صورة الكلمة الاصول تصبح متسعة مسترسلة توحي بالتمهل والتدبر وعدم العجلة
اما المعاني وراء استبدال حروف بحروف اخرى فتعطي صورة صادقة للمعنى حسب نوع الحروف البديلة
اما الوصل والفصل لبعض الكلمات القرءانية فان الوصل يوحي بسرعة الحدث--- والفصل يوحي بالتمهل والتدبر والتفكر
ان تدبر كل كلمة قرءانية وحروفها المختارة طبقا لهذه المعايير توحي بهذه النتائج المبهرة
وفيما يلي بعض الامثلة الني ذكرتها في كتبي وفي مقالاتي....
--كلمة ( اعداء ) تاتي مثبتة الالف الوسطى لترسم الالف الحاجز بين المتخاصمين -- في حين ان كلمة ( اخوانا ) في جميع القرءان الكريم تاتي بدون الف وسطى على شكل ( اخونا ) لترسم صورة القرب والالتصاق بين الاخوة
---كلمة ( والدة ) تاتي في جميع القرءان الكريم بدون الف وسطى على شكل (ولدة ) لتثبت التصاق الوالدة بولدها من بدء الحمل حتى نهاية العمر -- بالمقارنة بكلمة ( والد ) التي تاتي مثبتة الالف الوسطى اتبين ان الوالد عليه السعى في الرزق والضرب في الارض
--كلمة ( الكاظمين الغيظ ) تاتي بدون الف وسطى على شكل (الكظمين )لتبين الضيق وكبت النفس -- بالمقارنة بكلمة ( العافين عن الناس ) والمثبتة الالف الوسطى لتبين سعة العفو
---كلمة ( طغى ) بالالف المقصورة فى ءاخرها على شكل حرف ى تاتي لبيان طغيان البشر بامتداداته ومنهم فرعون -- اما حين يتكلم القرءان عن طغيان الماء في قصة نوح عليه السلام فتاتي كلمة ( طغا ) بالف في نهايتها لتعطي صورة لطغيان الماء الى اعلى مرتفعا رأسيا كحرف الالف ( انا لما طغا الماء حملناكم في الجارية )
-- كلمة ( الالواح ) تاتي يالف وسطى حين يتكلم القرءان عن الواح التوراة لترسم صورة لالواح منفصلة -- في حين تاتي كلمة ( الواح ) الخاصة بسفينة نوح بدون الف وسطى على شكل (الوح ) لتبين التصاق الالواح ببعضها والا نشات فجوات تغرق السفينة _( وحملناه على ذات الوح ودسر ) بحذف حرف الالف الوسطى
-- كلمة ( رءا ) تاتي في جميع القرءان الكريم بالف في ءاخرها- حين يتكلم القرءان عن الرؤية العادية حتى ترسم حرف الالف حاجزا لامتداد الرؤية لانها رؤية بشرية بصرية محدودة --- لكن حين يتكلم القرءان عن رؤية الفؤاد للرسول صلى الله عليه وسلم في المعراج تاتي هذه الكلمة على شكل مختلف ( راى ) لتبين انها رؤية غير محدودة
--- كلمة ( شاهد ) تاتي في جميع القرءان بالف وسطى -- ماعدا وصفه سبحانه للرسول عليه الصبلاة والسلام في ثلاث ءايات بانه( شاهدا ) بدون الف وسطى على شكل (شهدا ) لتعطي صورة بان الرسول قريب منا ونحن ملتصقون به بسنته وبالسلام عليه في كل صلاة وبذكره دائما صلى الله عليه وسلم
كلمة ( الصلوة ) جاءت بهذا الرسم لتعطى معنى استمرار الصلاة بدوران الارض حول نفسها يلا انقطاع -- وتاتي بالف وسطى حين تنسب لشخص او اشخاص لان الالف الوسطى توحي بالانقطاع والفصل --( صلاتي -- صلاتهم ) ماعدا حين يقصد بها معنى العبادة في قوله تعالى ( اصلوتك تامرك ..) وفي معنى الدعاء ( وصل عليهم ان صلوتك سكن لهم )
---كلمة ( الحيوة ) مثلها مثل كلمة ( الصلوة ) تاتي بحرف و وسطى لتبين استمرار الحياة فكل جزء من الثانية يولد طفل -- اما حين تنسب الى شخص او اشخاص في جميع القرءان فتاتي بالف وسطى لتبين انقطاع الحياة بالموت وان حياة الفرد قصيرة منقطعة حسب اجله انظر ( حياتي --حياتنا -- حياتكم )
---في حالة الفصل انظر قوله تعالى ( فما ل هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ) انظر كيف تم فصل ( ل ) عن كلمة ( هؤلاء ) حتي تصبح الجملة متسعة ومتمهلة وتوحي بضرورة التفقه والتدبر
وهناك مئات الامثلة التي تبين ان اختلاف حروف الكلمة القرءانية تبين صورة المعنى حسب السياق وانها لم تات عبثا
زحين نتامل في فقه اللغة العربية فانه يتبين لنا ان هذا الفهم يتسق مع فقه اللغة وكيف ترسم حروف الكلمة صورة صادقة للمعنى كما ان هناك اعجازا صوتيا للكلمة تكلم عنه كثير من العلماء واجتهدت انا فيه حسب قواعد واحكام التلاوة
انني اعتقد ان فهمي قاصر وفهمي بشري و مطلوب من علماء الامة تدبر رسم الكلمات القرءانية وما وراء احكام التلاوة من معان رائعة وانني واثق ان اجتهادي هذا سيكون مجرد فهم قاصر يحتاج الى مزيد من الافهام لهذا الاعجاز الرائع للقرءان الكؤيم الذي لا تنقضي عجائبه
محمد شملول