منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارقوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غالية الذرعاني
مشرف منتدى
غالية الذرعاني

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام المبدع :
وسام أفضل قصة

القيمة الأصلية

البلد :
ليبيا

عدد المساهمات :
268

نقاط :
511

تاريخ التسجيل :
29/04/2010

المهنة :
معلمة


قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية Empty
مُساهمةموضوع: قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية   قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية I_icon_minitime2010-10-27, 07:25

قوة الواقع
فـي
مذكرات امرأة غير واقعية
سليمان حسين

إن المرجعية الرئيسية للخطاب الروائي خاصة وللخطاب الروائي عامة هي الواقع بمفهومه العام، وتتفاوت قوة هذا بين روائي وآخر وبين رواية وأخرى وفق رؤية الكاتب للعالم ونظرته إلى الإنسان وأخص الرواية بالذكر لأنّ إسهامها الخاص يقرن عادة بتطورها كشكل أدبي يهدف إلى وصف الحياة وصفاً صادقاً أو واقعياً، ومن المفترض تقليدياً بالروائي أن يكون أشد الناس اهتماماً بما هو واقعي، حتى وهو يستعمل الأسطورة أو الرمزية فإنه يوظف مثل هذه المحسنات ليوسع فهمنا للعالم"(1)
وفي تصوري أن الواقع عندما يفرض سلطته كمتكأ خطابي إنما يكون بعده الاجتماعي هو صاحب لهذه السلطة لأن " الأدب يمثل الحياة والحياة في أوسع مقاييسها حقيقة اجتماعية معينة لا يمكن أن تكون فردية صرفاً"(2)
تنتمي رواية" مذكرات امرأة غير واقعية "إلى ما اصطلح على تسميته (بالأدب النسوي) في مستويين: المستوى الأول الأقل عمقاً هو أن كاتبة الرواية امرأة، والمستوى الثاني الأعمق هو أن الخطاب الرئيسي في الرواية بحث إشكالية الواقع الاجتماعي للمرأة كموقع في المجتمع وموقع بشري، كقدرة إنسانية لها خصائصها وكعالم مستقل واسع له آفاقه ورؤاه.
إن حديثنا عن الإبداع النسوي، خال تماماً من الصفة الهجائية وهو مجرد تصنيف بحثي يعتمد طبيعة هذا الصنف الخطابي لأنه يتميز بخصوصية خطابية ونصية.

1- الواقع : قوة الحضور:
معنى الواقع في الرّواية:
تقوم الرواية بتوصيف الواقع بطريقتين : الطريقة الأولى التوصيف المباشر الذي جاء على لسان بطل الرّواية "الواقعية تعني الرضا بالواقع والتأقلم معه وفيه والانخراط في مسالكه لدرجة الاستشهاد في سبيله"(3)
والموقف من هذا الواقع الموصف هو الرفض الخاضع للمناقشة وليس الرفض التام، والطريقة الثانية : التوصيف الضمني من خلال عرض الحدث الواقعي وعرض المواقف النفسية المضادة له وأيضاً عرض الحدث النقيض، وهذا التوصيف هو الواقع الملخص في التوصيف الأول وهو ما سنقوم برصده وتحليله.
الواقع : حضور المجتمع:
آ - إشكالية وضع المرأة :
البعد الاجتماعي " تحقق الذات ومضادات التحقق " .
يجند الخطاب جميع قدراته ويسخر جميع المساحات الروائية للحديث حول الموضوع المحوري البؤري "وضع المرأة" في المجتمع، وقوة هذا المجتمع في الصراع بين المجتمع الذكوري والأنثى. وتتنوع الإشكالات المطروحة حول وضع المرأة المرأة بين انكسار الحلم ومعاناة الواقع ومأساويته وتظهر المرأة في في الوضع الاجتماعي جزءاً ملحقاً بالرجل، ولا إمكانية لوجودها أو تحقق هذا الوجود في بعده الإنساني إلا بوساطة الرجل" وأن الحقيقة ما يلي: ألا مكان للمرأة إلا بيئتها"(4)
هكذا تتكون هيكلية عالم الرواية الاجتماعية معتمدة هذه المقولة نقطة انطلاق ومحوراً أساسياً للبعد الاجتماعي في الرواية.
إن مقولات السائد الاجتماعي طاغية متكررة في الخطاب وأولى هذه المقولات :

1ً- الأنوثة المُصادرة:
تقترن هذه المسألة دائماً بالمباح الذكوري، فكل ما يباح للذكر يُصادر وتُمنع الأنثى منه، وتصور الرواية الذكورة (فعلاً) والأنوثة (قولاً) وهنا تظهر قوة الواقع على بطلة الرواية التي تقوم بهذه التصنيفات منساقة وراء تصنيف (السائد الاجتماعي)، ومع ذلك كله فإن الأنوثة التي توقفت عند السلوك القولي مصادرة وممنوعة: "كان يتلقى صدمات البيئة ويكظمها قولاً وينفس عنها فعلاً، فقد كان ذكراً وكنت أنثى ولهذا اختلفت ردّات فعلنا، فنفست بواسطة القول لا الفعل وبما أنّ القول ممنوع أيضاً، فقد اعتبرت متمردة عنيدة متحدية"(5)
2- القيم العشيرية (مجتمع الذكر)
تعاني المرأة في مجتمع العشيرة مجموعة من القيم تصادر عليها إنسانيتها وتزيحها إلى الوراء إلى مرتبة ثانية مهملة بعد الذكر ويُفضل الذكر وفق هذه القيم لأنه يحمل"قطعة لحم" تطلق نافورة ماء وتعتبر ماء الكولونيا "كولونيا يا بنات الكولونيا"(6) وتبقى رؤية العشيرة هي سيدة الفعل في المجتمع ويبقى قانون الخيمة والمضارب مسيطراً على ألفي سنة من تراكم الحضارة.
"تعرفين هذه الحكاية يا عفاف؟ امرأة غضبت من زوجها وعادت إلى خيمة والدها ورفضت كل وساطة، شيخ القبيلة أشار على والدها مشورة فنفذها: أمر النسوة أن يخلعن عن المرأة ثيابها وألا يبقين عليها إلا عباءة، ناداها حيث يجلس هو وشيخ القبيلة والزوج، وفجأة نزع الوالد عنها العباءة، فهرعت من توّها نحو زوجها وهي تستجير به: استرني يا مستور استرني"(7).
3- الرؤية البرجوازية:
دون إشكال يمكن أن نطرح انتماء هذه الشخصية إلى الطبقة البرجوازية، وإن كانت لديها بعض حالات التمرد؛ فهي لا تتعدى كونها حالة تمرد فردي أحادي الأفق، وتمرد مغامرات، وفي بعض جوانبها نجد لديها تعاطفاً مع الآخر الطبقي ولكن على هذا الآخر أن يستجدي تعاطفها حتى تحس به، وخير مثال قصتها مع (رغدة المعلاق) الفتاة المسكينة، وكذلك رؤيتها للمتزاحمين على حافلات (8) النقل ويمكن رصد جميع ردود فعلها على مجموعة كثيرة من القضايا لكشف توجهها وإحساسها وانتمائها البرجوازي أمام هذه القيم ماذا يمكن أن تفرز الحالة الواعية، تتنوع عندها ردود الفعل وتتباين وفق خصوصية التجربة، لقد اكتفت بطلة الرواية برودود الفعل التالية:
أولاً : انكسار الحلم:
يسود الرواية تراوح بل انتقال بين طرفين وفي وجهة واحدة، الطرف الأول الحُلم والطرف الثاني الواقع الذي يعني الانكسار- الحلم - الانكسار (الواقع). إذ يتحول العالم الذي يصوغه الحلم من ارتباط وثيق وعلاقة شبق وشغف بالعالم إلى انفصال كلي عنه وتذوب جميع الصلات القديمة بين الذات والعالم:
"وماجت النخلة في عيني وانكسرت دموعاً، أحسست أني قطعة من ذاك الماضي وأن الماضي مازال حولي... وأظل أبكي ما حييت، لأني أحببت كثيراً، وضحكت كثيراً ولأني ظُلمت كثيراً وبكيت كثيراً ويئست كثيراً ولأنني عرفت أن الحياة ليست طفولة، وأن الطفولة حلم ووهم، وأنها مطعن واتهام"(9)
ثانياً:الاغتراب:
إن المقولات السابقة هي مقدمات طبيعية للوصول إلى حالة غربة، أولاً عن المجتمع بقيمه ورؤاه ومن ثم الوصول إلى الاغتراب الداخلي ونفي العالم كله وفصله والتعامل معه ومع مكوناته كحالة غير منتمية، وكمصدر للخوف والقتل والموت"ولهذا لم يعد سراً إن حاولت طوال عمري أن أخلق لنفسي واقعاً أكثر أمناً وسلاماً وجمالاً" (10) أين الطريق وكيف وأين أبدأ ؟ أنا.. وحيدة ضد العالم لا شيء معي، لا أحد.. ماذا أفعل؟ (11) " كل شيء غريب وكل شيء بعيد وأنا في الداخل دودة قز في شرنقة"(12).
ثالثاً: البعد السيكولوجيّ: يُشكل الاغتراب مقدمة لظهور أبعاد (فوق اجتماعية) أهمها البعد السيكولوجي في شكله غير السوي نظراً إلى خصوصية النموذج المدروس فالبطلة (رسامة) فنانة وهذا يجعلنا نتناول القضية من منظور خاصّ، فالعالم الداخلي عند البطلة دخل ضمن إطار وعيها فهي تعي ذاتها بالدرجة نفسها التي تعي فيها العالم الخارجي*** ولذلك ترصد عملية تحولها إلى نموذج سيكولوجي مرضيّ.«فماذا يتوقع العاقل أن يفعل زوج كهذا وعزلة كهذه وغربة كهذه في عقل إنسانة من لحم ودم؟ ولكنّني لم اكن أتوقع أن تقودني خيالاتي ويقودني إحباطي إلى هذا النوع من الجنون والسادية، صحيح أنّني لم أقم بذلك لم أخنه على طريقة عنبر**** ولم أشق بطنه كما أشق بطن السَّمكة ولم أذبح عنقه كما أذبح عنق الدّجاجة لكنّ المتعة التي أحسُّ بها وأنا أتصوّر تلك الخيالات هي دليل على استعداداتي الكامنة، وهذا يعني أن المزيد من الضغط والقليل من الحرص في ضبط الأعصاب سيؤدي بي إلى هذا الطريق وأصبح مجرمة »(13). تمارس البطلة هنا نوعاً من (الفيتشية)** الذهنية في خيالاتها للوصول إلى معادل نفسي يعيد التوازن إلى عالمها الداخلي بعد أن فقدته في عالم الواقع. وتمارس كذلك نوعاً جديداً من الفيتشية الاجتماعية بوعي دقيق منها، فهي تقوم بالانتماء إلى حياة الأُسر وإلى نظام المجتمع من خلال حبال الغسيل فقد أصبح رصد الغسيل ومراقبته عادة مستفحلة بدأت تعويضاً عن حاجتي إلى الناس ثم أصبحت إدماناً مرضياً يشبه مرض التلصص على حياة الناس من خلال ثقوب الأبواب، وقد كانت حبال الغسيل هي الثقوب التي أدخل منها إلى تلك البيوت وأحصيها وأعد افرادها وأصبحت مقتنعة بأنني مصابة بمرض نفسي، وأن حالة العزلة التي أعيشها هي السبب وأنّ المسبّب هو زوجي فزادت نقمتي عليه »(14).
المرأةُ القطةُ:
نتيجة للوضع الاجتماعيّ (الحصار) الّذي تعانيه المرأة فقد رأينا مجموعة من الخروقات السلبية أو الإيجابية لهذا الحصار، ولكنّ الخرق الحقيقي بل الإنهاء التام للحصار يمتد بعملية (تراسل وإسقاط) على مدى الرَّواية، عمليّة الإسقاط السيكولوجيّ التي تقوم بها البطلة على قطتها عنبر وهذا الإسقاط في أكثره يحمل بعداً جنسياً. تبدأ عملية التراسل بين الأنثى(الإنسان) والأنثى(الحيوان) بإسقاط الحسّ الجنسي على جزء من مكونات العالم، فقبل ذلك بقليل أسقط حِسُّ الأمومة( الجنس) على التفاحة ثم اهتدت الكاتبة إلى مُكوِّن أكثر مناسبة لترميز الجنس وهو القطة، فعملت على الموازاة بين المرأة وتحققها الرمزي وتحققها الذهني (القطة) وتعاني المرأة صراعاً داخلياً شديداً بين أن تبقى محافظة على ذاتها مع الاستمرار في معاناتها وأن تبحث عن حلول تتمثل في تنوع علاقتها بالرَّجُل إقتداءً بمرموزها القطة.
يبدأ الصراع شديداً لا ينتصر فيه أحد الطرفين في مستوى الواقع لكنّ المرأة القطة تنتصر ذهنياً وسيكولوجياً عن طريق الفيتشية التي تحدثنا عنها وتبقى هذه حالة الصراع حتى تصل إلى التدرج من الانتصار الذهني إلى تحقق الانتصار في الواقع وتنتصر في النهاية المرأة القطة على المرأة ويتحقق الانتصار في الفعل وتعود المرأة إلى حبيبها الأول قبل الزواج: «نخلة وراء الزجاج وأمام الزجاج قطة وأنا خلف القطة» (15) ما زالت المرأة هنا محبوسة في داخلها وبين عالم التحقق وبينها قطة وزجاج، الزجاج يشفّ عن رؤاها والقطة هي الوسيط التخييلي بينها وبين العالم المفارق لعالمها المعيش:
ألا أيها العمر هل من بديل، لزوج مقيت وكوم غسيل؟!»(16).
وبهذا يتبأرّ البحث عن بديل داخل الصراع.
إنّ النخلة التي وراء الزّجاج أفق البحث عن الخلاص بامتدادها وأستقامتها وترميزها الذّكوريّ وهي ليست وحدها الخلاص بل يجب أن يرافقها في بعدها الرّمزي قطّ أبيض الوجه أخضر العينيين ممشوق القوام لتصبح نخلة الارتقاء ويكتمل الرّمز الذّكوريّ.
«ومقابل نافذتها مباشرة نخلة انزرعت في وعيي وذاكرتي إلى مالانهاية، أهرب إليها بعينيّ كلّما اشتدت علىَّ وطأة التّهاوي فأتسلّقها وأمكث بين حبّات البلح أستقطر عطف النسائم وزرقة الفضاء. وهناك رأيته، قطّ أسود الجسم أبيض الوجه أخضر العنين ممشوق القوام. لأوّل وهلة، وحين تذكرت شباط أحسست بحفنة من مزيج ماء ورد ونبيذ تُرش في وجهي وتنساب إلى قلبي فعظامي »(17).تتَضّح هنا بقوة رمزية النخلة والقط؛ الرّمزية الجنسية والبحث عن الخلاص في الأفق البعيد.
وتتعمق العلاقة بين عنبر القطة وعفاف بطلة الرّواية ولننتبه إلى الاسم الذي يُحملَّ بترميز دلالته اللغوية( العفّة والعفاف) وتقترب المرأة من القطة ويصبح إسقاط الحالة علنياً في عالم الوعي ففي شباط بعد أن ترسل عفاف قطتها عنبر إلى الشارع لتكسر مرارة الحرمان مع القطط خارج البيت وبعد أن تبوء بالفشل تتذكر معايشتها لهذا الإحساس منذ تجمر أنوثتها:
«وباءت التجربة بالفشل، عادت عنبر، كانت قطة بيتية لم تعتد الخروج واللعب مع الأغراب، وابتسمت بمرارة وتذكرت تاريخي... كانت ما زالت تتلوى عند قدمي، حركاتها توحي إلىّ بَردَّاتِ فعلنا حين يحترق في يدنا إصبع، نظلّ نحرك اليد، نهزّها نهوّيها... ولا نهدأ، وكانت عنبر تلحس موضع الحرق ولا تهدأ وكدتُ أبكي فقد كنت أعرف بِمَ تحسُّ، كنت قد عايشت هذا الإحساس مذ تبرعمتْ فيَّ تلابيبُ الأنوثة »018).
إنّ القطة الرّمز عنبر لم تفارق الرّواية لحظة واحدة فهي في كل حدث وخاصة بعد نهايته «وذهبَ الحملُ وذهبت الأمومة وبقيت عنبر. ويشكل هذا الرمز كابوسية روحية تنتهي بانتصار تامّ للمرأة القطة وتستعيد عفاف ذاتها وذلك بعد الخروج من وراء الزجاج وسفرها إلى حبيبها.
الواقع - قوة الحضور:
ينحسر الخطاب السياسيّ عن متمّمه الاجتماعي في «مذكرات امرأة غير واقعية» ويكون حضوره طيفياً إذا ما قيس بالآخر ولا يُذكر إلا في خدمة الخطاب الاجتماعي حيث يستدعيه وتأتي الإشارة إلى الواقع السّياسيّ سريعه: «عبد الناصر يا عنبر كان إلها والقرآن كان مناشير ندسّها في الصّداري ونحن مختبئات خلف أغصان الكينا في ساحة المدرسة الثانوية»(20).
ويشكل السّياسيّ بُعداً سلبياً في علاقته بالاجتماعي «حتى هَمُّ فلسطين زهقتُه»(21) وهنا يتجلى البعد الانهزامي في شخصية البطلة وسيطرة الهم الشخصي على ذاتها حتى إلغاء الذات والآخر والكفر بكلّ القيم: «جعلتها تسهب في الاستشهاد بكل قصص الشعوب التي ثارت على أوضاعها وحملت السلاح وناضلت حتى الاستقلال : فيتنام وكوبا والهند والسند واليمن السعيد واليوم دور فلسطين فسألتها بعد لأي ومتى يجيء دور عفاف؟ قالت: عفاف هي جزء من ثورة المرأة الفلسطينية والثورة الفلسطينية هي جزء من الثورة العالمية ومن فوري أحسست بالشوق العظيم لزوجي وبكيت»(22)
- الواقع - قوة العقل:
يقوم الواقع الاجتماعي بالسيطرة الكاملة ومدّ سلطته على آفاق المرأة جميعها، هذا في طرف أوّل، وفي طرف ثان قام الواقع بقدرة فائقة على تحويل هذه المرأة من الحلم إلى الانكسار، من المرأة العفاف إلى القطة، من التمرد إلى اليأس والخضوع والخنوع ولكنّ الواقع السّياسي اعتبر قوة فعل مغفلة مسقطة من حسبان الفعل، مهمشة ومؤجلة.
إنّ الرواية حافلة بالمقولات الاجتماعية إذ لا يمكن تتبعها بشمول واستقصاء إلا ضمن دراسة مستفيضة، وهذه المقولات في أكثرها مقولات تقليدية تعزل فيها الكاتبة البعد الاجتماعي عن متمّماته الأخرى.
تشرين الأوّل 1991

 الهَوَامش :


1- نظرية الرواية، جون هالبرن: ترجمة محي الدين صبحي- وزارة الثقافة والإرشاد القوميّ دمشق 1981 ص 309.
* - هذا الكلام نسبي بين الروائيين والرّوايات.
2- نظرية الأدب- رينيه ويلك- اوستن وارن، ترجمة محي الدين صبحي مراجعة د.حسام الخطيب، وزارة الثقافة ص119.
3- مذكرات امرأة غير واقعية، سحر خليفة، دار الآداب بيروت الطبعة الأولى 1986ص65
4- نفسه ص 47.
5- نفسه ص 27.
** نفسه ص 20
6- نفسه ص20
7- نفسه ص17.
8- نفسه ص 40.
9- نفسه ص28- و29.
***المواقف التي تشير إلى ذلك كثيرة في الرّواية يمكن مراجعة ص 36.
10- نفسه ص 34.
****عنبر قطة البطلة (وهي قِصتها أيضاً ترميزياً).
11- نفسه ص 140.
12- نفسه ص41.
13- نفسه ص 36.
14- نفسه ص 60.
15- نفسه ص 20
16- نفسه ص 21
17- نفسه ص 26
18- نفسه ص 31
19- نفسه ص33
20- نفسه ص 49
21- نفسه ص 95
22- نفسه ص 61.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alflaylawlayla.blogspot.com/
 

قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قصة واقعية
» جــــامـعــة محــمــد الشــريف مسـاعــــدية - ســـوق أهــراس ملتقى و طني حول مسالة الهوية الثقافية في المجتمع الجزائري بين الواقع و التحديات – ملتقى وطني حول: مسالة الهوية الثقافية في المجتمع الجزائري بين الواقع و التحديات
» التداولية واقعية لغة أم تواصلية تركيب؟
» جرح .... امرأة
» امرأة ......أنا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: البلاغة والنقد-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


قوة الواقع في مذكرات امرأة غير واقعية 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اللغة اللسانيات قواعد العربية كتاب الخطاب البخاري مجلة النقد النحو الحذف ننجز بلال مدخل الأشياء الخيام التداولية موقاي محمد مبادئ اسماعيل النص ظاهرة على العربي المعاصر


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | العلم و المعرفة | اخر... | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع