منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 -

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد بكاي التلمساني
عضو شرف
عضو شرف


وسام النشاط :
وسام النشاط

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
210

نقاط :
602

تاريخ التسجيل :
15/08/2010

المهنة :
باحث وكاتب


الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - Empty
مُساهمةموضوع: الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 -   الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - I_icon_minitime2010-09-14, 21:03

فلسفة النحو
( النحو وصلته بالأسلوب )

من المعروف أن الدراسات النحوية ظهرت في وقت مبكر جدا , وهذه الدراسات كان لها دوافع متعددة دفعت إلى ظهورها. . .
وسوف نتحدث عن مستويات الدراسات النحوية , والنحو وصلته بالإعجاز القرآني , والنحو وصلته بأداء المعنى , والنحو وصلته بالنظم عند الإمام عبدالقاهر.
أولا : مستويات الدراسات النحوية :
الذي ينظر في الدراسات النحوية يجد أن النحاة المتقدمين ميزوا بين مستويين للدراسة النحوية:
المستوى الأول . رصد الصواب والخطأ في الأداء.
المستوى الثاني. يتجاوز الصواب والخطأ إلى بيان الجمال والإبداع .
أما المستوى الأول فهو عبارة عن تلك القواعد المجردة التي استند فيها النحويون إلى كلام العرب الفصيح المنقول نقلا صحيحا يبلغ حد الكثرة , ثم القياس , أي قياس ما لم ينقل على ما نقل إذا كان يسير في مساره.
وهذا يدل على أن النحاة اعتمدوا في وضع قواعدهم على استقراء كلام العرب الفصيح .
أما المستوى الثاني : فكان يتمثل في العلاقات المتنوعة بين الكلمات ثم بين الجمل , فكما اهتم النحاة بالألفاظ اهتموا أيضا بالتراكيب , وأدركوا أن الخبرة بتراكيب اللغة هي في الوقت ذاته خبرة بالأغراض التي تعبر عنها , أو بعبارة أخرى أدرك النحاة أن هناك ارتباطا قويا بين ما يسمى بالتراكيب وما يسمى بالمعاني والأفكار , فالعلاقة بين الفكر واللغة شغلت من بعض الوجوه هؤلاء النحاة . (ينظر : البلاغة والأسلوبية بتصرف 38 , 39 )

ثانيا : النحو وصلته بالإعجاز القرآني :
كان النحو في بداية نشأته يتمثل بحد أدنى في دراسة الصوت المفرد وبحد أعلى في دراسة الجملة أو ما هو في حكم الجملة , ولا يتعدى النحوي هذا المستوى من الدراسة إلى الاهتمام بالتركيب الكلي للأسلوب , ولا الأفكار , وإنما ترك ذلك لفروع أخرى من الدراسة كالبلاغة .
فلما اتجهت الدراسات النحوية إلى القرآن لضبط نصه لم يكن هذا المستوى كافيا لإبراز نواحي الإعجاز فيه , مما هيأ لبعض النحاة أن يقوموا بدور هام في بيان هذا الأعجاز من خلال توجيه الدراسة النحوية إلى نواح جمالية تركيبية , عن طريقها تبرز ملامح الإعجاز القرآني برصد العلاقات التركيبية في الآيات ونسقها المعنوي , وهي أمور لا عهد للنحو التقعيدي بها. (ينظر: البلاغة والأسلوبيةً صـ 39 )
وسوف نعرض لهذا عرضا مفصلا في حديثنا عن الإمام عبدالقاهر الجرجاني.

ثالثا : النحو وصلته بأداء المعنى:
أدرك النحاة أن صناعة البحث عن المعنى ومفردات اللغة أمران متلازمان , كما أدركوا أهمية التميز بين الأغراض التي تعيش في داخل النظام اللغوي , فنجد أحمد بن فارس ( ت : 395 هـ ) في كتابه (( الصاحبي )) يعقد فصلا سماه ((معاني الكلام )) وقد جعل هذه المعاني عشرة هي : (( الخبر والاستخبار , والأمر والنهي والدعاء والطلب والعرض والتحضيض والتمني والتعجب , ثم تحدث عن خروج كل نوع من هذه الأنواع إلى دلالات أخرى , فالخبر مثلا يخرج إلى التعجب والتمني والإنكار , والنفي والأمر والنهي . . . وهي مسائل تقوم على أن التركيب يؤدي إلى معانٍ تأتيه من صيغة هذا التركيب وطبيعته فالنظام الفكري للغة أصبح ذا مكانة خاصة عند النحاة على مستوى المفرد أو مستوى الجملة , وكل تغيير أو تبدل في تركيب الجملة إنما يرجع إلى المعنى ومتطلباته , أو بمعنى آخر فإن المعنى هو الذي يتطلب هذا التغيير والتبدل .
فقد خرج نفر من النحاة عن دائرة الخطأ والصواب إلى النسق والتركيب , فليس الأمر مجرد وضع ألفاظ بإزاء معان فحسب , وإنما الأمر يتخطى كل ذلك إلى عملية التركيب على حسب مقتضيات المعاني التي يريد أن يعبر عنها الأديب .
لقد أصبح النحو في كثير من مباحثه يستهدف تحليل علاقة الألفاظ المستقلة بالمعاني .( ينظر : البلاغة والأسلوبية 41 , 42 )

رابعا : النحو وصلته بالنظم عند الإمام عبدالقاهر الجرجاني .
قرأ الإمام عبدالقاهر هذه المحاولات السابقة عليه في مجال النحو ودراسته , واستوعبها في تفهم ثم قدم كتابيه (( دلائل الإعجاز )) و(( أسرار البلاغة))
وبعد كتابه (( دلائل الإعجاز )) أهم كتاب في العربية تناول دراسة التراكيب اللغوية , حيث تناول فيه الإمام عبدالقاهر المستوى الثاني للنحو , أي مستوى الأداء الجمالي في العبارة , وليس مستوى الصواب والخطأ حيث يقول :
(( لأنا لسنا في ذكر تقويم اللسان والتحرز عن اللحن وزيغ الإعراب , فنعتد بمثل هذا الصواب , وإنما نحن في أمور تدرك بالفكر اللطيفة , ودقائق يوصل إليها بثاقب الفهم )).
وقد وجد الإمام عبدالقاهر الإمكانات النحوية قائمة في تركيب الجملة وبنيتها الداخلية , فقاده ذلك إلى فكرة النظم , وهي فكرة قوية الصلة بالإمكانات النحوية ؛ إذ النظم عنده (( توخي معاني النحو في الكلام )).
والنظم هو المدخل الحقيقي عنده لإدراك الإعجاز القرآني , إذ إدراك معاني النحو تمثل مدخلا لفهم نظام كل أسلوب , باعتبار هذا الأسلوب أو هذا النظم له نحوه الخاص به , وعن طريقه يمكن فهمه.وهذا كلام جديد غريب في ميدان النقد القديم , خرج به عبدالقاهر الجرجاني فأحدث هزة في مجال الدراسات النقدية منذ القرن الخامس هجري حتى اليوم , حيث تلتقي كثير من مفاهيم الإمام عبدالقاهر مع أحدث النظريات في دراسة الأسلوب "بل هو يلتقي مع أصح وأحدث ما وصل إليه علم اللغة في أوروبا لأيامنا هذه . وهو مذهب العالم السويسري الثبت فريناند دي سوسير" (النقد المنهجي عند العرب د. محمد مندور 334 ط دار نهضة مصر القاهرة.)
وعلى ذلك فالمقارنة بين قول وقول , وتركيب و تركيب إنما تكون بما بينهما من فروق في نظم الكلام على حسب مقتضى النحو , ومن هنا لا يمكن لشاعر أن يأخذ بيتا من الشعر أو فصلا من النثر فيؤديه بعينه , وعلى خصوصيته وصنعته بعبارة أخرى , بل إننا سوف نجد أنفسنا أمام صياغة جديدة لها مدلول جديد. .
والنحو بإمكاناته الواسعة المتجددة هو الذي أعطى كل أسلوب خصوصيته التي تربط بناظمه , ذلك أن الألفاظ في ذاتها لا تختص بواحد دون آخر , وإنما تأتي هذه الخصوصية إذا توخي فيها النظم بمعنى التركيب النحوي . (ينظر : البلاغة والأسلوبية 45 , 47 )
والقرآن جنس فريد في بابه في هذا الأمر , إذ استخدم إمكانات النحو بشكل متفرد , فاكتسب بذلك طبيعته المعجزة دون أي خاصية أخرى .
فالإبداع النحوي في القرآن هو مناط الفضيلة ومجال الإعجاز. (السابق صـ47)

نظرية التوصيل

من المعلوم أن اللغة هي وسيلة الاتصال الأولى بين الأفراد إذ عن طريق اللغة يتم نقل الأفكار والمعارف من إنسان لآخر ولذلك فإن عملية التواصل والتلاقي بين الأشخاص تقوم على ثلاثة أركان هي :
1- المبدع (المرسل )
2- المتلقي (المستقبل )
3- الرسالة ( الموضوع )
أولا :المبدع :
المبدع هو المنشئ للموضوع الذي يريد أن ينقله للمخاطبين , والمبدع له أهمية كبيرة في الموضوع الذي يريد نقله , إذ هو في هذا الموضوع ينقل ما يراه هو , وما يريده هو إلى المتلقي . . .
وحديثنا عن المبدع يتناول عدة أمور هي :
1- المبدع واستعماله للغة
2- الصلة بين المبدع والنص
3- ارتباط الأسلوب بأديب معين
4- محاولة الفصل بين النص ومبدعه

1_ المبدع واستعماله للغة
من المعلوم أن المبدع يتمتع بقدرة متميزة في استخدامه للغة تختلف عن غيره من القائلين , ولذلك فهو لا يستعمل اللغة كما يستعملها غيره , لأن المبدع يريد أن ينقل أفكاره وأحاسيسه بطريقة معينة تتوافق مع مكانته ومنزلته وطريقته في التعبير , ومن هنا نجد التفاوت الظاهر بين الحديث العادي عن موضوع ما , والكتابة الصحفية أو الأدبية . . .
هل معنى هذا أن ننكر أن الأديب يستخدم اللغة السائدة؟
ونحن لا ننكر أن الأديب يستعمل اللغة السائدة , هذا لا شك فيه , بدليل أننا لا نجد أديبا في القرن العشرين يستخدم لغة القرون الوسطى. ( ينظر : البلاغة والأسلوبية 224)
ولكن الأديب يستخدم اللغة استخداما شخصيا , ومن هنا يطبع التعبير بطابعه الشخصي , ومن هنا اختلف الأسلوب من أديب لآخر. . .
وربط الأسلوب بالمبدع يعلله الأستاذ الشايب بأن الأديب ينقل لنا ما في نفسه هو , وما هو كائن في عقله أولا قبل أن ينطق به اللسان أو يجري به القلم .
فالأسلوب يمثل طريقة الأداء , أو طريقة التعبير التي يسلكها الأديب لتصوير ما في نفسه ونقله إلى سواه. (ينظر: الأسلوب 40 , 41 )


2_ الصلة بين المبدع والنص.
الصلة بين النص والمبدع لا يستطيع أن ينكرها أحد بل إننا نجد التأكيد على وجود الصلة القوية بين المبدع والنص , ومن ثم ذاعت هذه المقولة المشهورة ((كل كلام يحمل نفس صاحبه )).
فأسلوب الكاتب هو صورته مرسومة في أحرف وكلمات , وكلما زاد الأديب سموا في فنه الأدبي ازداد أسلوبه دلالة على نفسه , فمن أسلوبه تستطيع أن تعرف أي رجل هو , ولا عجب , فليس الأسلوب شيئا مظهريا كالثياب , وإنما هو الرجل لحمه وعظمه ودمه , أسلوب الكاتب هو الكاتب نفسه فكرا وخلقا وشخصية وجوهرا وكيانا. (ينظر: البلاغة والأسلوبية 227)

3_ ارتباط الأسلوب بأديب معين
إذا كان الأسلوب يمثل عند المبدع خاصية تميزه عن غيره , لأنها تعبير عن ذاته هو , فلا ريب أن تتعدد الأساليب نظرا لتعدد المنشئين أو المبدعين.
وإذا كانت الأساليب تتعدد بتعدد المنشئين والمبدعين , كان ذلك مُسوِّغا لارتباط كل أسلوب بأديب معين , ومن ذلك الأسلوب الشكسبيري نسبة إلى الشاعر الانجليزي (( وليم شكسبير )) والأسلوب الهوميري نسبة إلى الشاعر اليوناني القديم (( هوميروس)) وهكذا . . .
والذي ينظر في العصر العباسي يجد أن هناك أربع طبقات من أصحاب الأساليب, لكل منها رئيس يتزعمها بخصائصه ومميزاته وهي :
الطبقة الأولى : يتزعمها ابن المقفع بطريقته الخاصة في الأداء , وتبعه فيها: جعفر بن يحي , والحسن بن سهل , وسهل بن هارون . .
الطبقة الثانية : ويتزعمها الجاحظ بأسلوبه المتفرد أيضا , الذي أثر في أجيال بأكملها حتى عصرنا الحاضر
الطبقة الثالثة : ويتزعمها ابن العميد وتبعه فيها الصاحب بن عباد , والثعالبي. . .
الطبقة الرابعة : ويتزعمها القاضي الفاضل , وتبعه فيها ابن الأثير
وهكذا في العصر الحاضر نجد كثيرا من الأساليب التي نسبت إلى كاتب بعينه كما في أسلوب العقاد , وطه حسين , والمازني . . . وغيرهم.

4_ محاولة الفصل بين النص ومبدعه:
رغم الصلة القوية بين المبدع والنص الأدبي التي لا يمكن تجاهلها أو التقليل منها , إلا أننا وجدنا من يحاول أن يفصل بين النص وصاحبه , وأن يجعل للنص استقلالية عن حياة صاحبه , وهذا يتلاقى مع ما ذكره بعض النقاد من أن الشعر لا يكتب بالأفكار وإنما يكتب بالكلمات . . .
وهذا الاتجاه لم يلق القبول والاستحسان في النقد التطبيقي العلمي للنصوص الأدبية , لأنه لا يمكن أن نتناول العمل بمعزل عن صاحبه , لأن النص ما هو إلا تصوير لما يتردد في داخل صاحبه من أفكار ومشاعر وأحاسيس . . .
فلا يمكن لنا أن ندرس شعر امرئ القيس بمعزل عن امرئ القيس ولا شعر عنترة بمعزل عن عنترة ولا شعر المتنبي بمعزل عن المتنبي وهكذا . . .
كما أنه لا يمكن أن نتناول كتابات طه حسين بمعزل عن طه حسين , ولا روايات عبده خال بمعزل عن عبده خال وهكذا في كل صور الأجناس الأدبية.

ثانيا : المتلقي (المستقبل)
إذا كانت الدراسات الأسلوبية لا تغفل دور المبدع وأثره في العمل الأدبي , فهي أيضا لا تغفل دور المتلقي , ولا تقلل من أهمية النظر إليه في العمل الأدبي .
وسوف نتناول هنا عدة أمور منها :
1- أهمية النظر إلى المتلقي في العمل الأدبي.
2- الربط بين الأسلوب والمتلقي عند القدماء.
3- أمثلة للربط بين الأسلوب والمتلقي.


1_ أهمية النظر إلى المتلقي في العمل الأدبي:
تأتي أهمية المتلقي في العمل الإبداعي من منطلق أن المبدع يحاول تلوين أسلوبه بحسب طبيعة من يوجه إليهم هذا الأسلوب , ولذا فنحن لا نتحدث مع طفل مثلما نتحدث مع شخص كبير , أو مع شخص مثقف مثلما نتحدث مع شخص جاهل , وهكذا فنجد أن أسلوب الخطاب يتغير تبعا لاختلاف المخاطبين.
فطبيعة المتلقي حاضرة حضورا بيِّنًا في العملية الإبداعية , وهذا راجع إلى أن المبدع يحاول بقدر ما أوتـي من مقدرة بيانية أن ينقل المـتلقي إلى الحالة التي يعايشها هو ..
والذي ينظر إلى القرآن الكريم يجد أن أسلوبه يختلف تبعا لاختلاف المخاطبين , فنجد القرآن مثلا في خطاب العرب يميل إلى الإيجاز , بينما يميل إلى الإطناب حينما يخاطب بني إسرائيل. . .

2_ الربط بين الأسلوب والمتلقي عند القدماء
الحديث عن الأسلوب وربطه بالمتلقي موجود منذ القدم , فقد ذكر البلاغيون أن كلام الخطيب ينبغي أن يكون ملائما لحال السامعين , ومعنى ذلك أن المتكلم ينبغي عليه أن يعرف أحوالهم النفسية حتى يجعل خطبته مؤثرة فيهم , كما ينبغي عليه أن يعرف طبائع من يستمعون إليه حتى يطابق بينهم وبين كلامه . . .
والبلاغيون تناولوا المتلقي من خلال حديثهم عن (( مقتضى الحال )) و ((المقام)) والحال عندهم هي حال المخاطب لا المتكلم , والكلام لكي يدخل في دائرة البلاغة لابد وأن يطابق مقتضى حال المخاطب.

3_ أمثلة للربط بين الأسلوب والمتلقي :
يمكن ملاحظة الربط بين الأسلوب والمتلقي في كثير من المباحث , وخاصة في بناء القصيدة , فنجدهم في دراسة مطلعها يوجهون أنظار الشعراء إلى أن يبذلوا غاية جهدهم للإجادة فيها , إدراكا منهم لقوة التأثير الذي يتركه هذا المطلع في النفس وما يحدثه من جذب للسامع , فيصرف همه إلى الإصغاء والاستيعاب , ولذا طالب بعض النقاد الشعراء بأن يلائموا بين مطالعهم وطبيعة من يواجهونهم بالحديث . . .
(ينظر : البلاغة والأسلوبية 242)
ومن هذا المنطلق رفض القدماء كثيرا من المطالع الشعرية , لأنها لم تتوافق مع طبيعة المتلقي , ومن ذلك قول ذي الرمة في مدح عبدالملك ابن مروان:
ما بَالُ عَيْـنِكَ منها الماءُ ينسَكبُ كأنـَّه مِنْ كُلًى مَفْريِّةٍ سَرِبُ
لأن مقابلة الممدوح بهذا الخطاب لإخفاء قبحه وكراهيته.
ومن ذلك أيضا قول جرير في مدح عبدالملك أيضا:
أتصْحُو أم فُؤَادكَ غيرُ صاحٍ عشيةَ همَّ صحبكَ بالرواحِ
فقال له عبدالملك بل فؤادك أنت يا ابن الفاعلة , ثم تركه وأعرض عنه , حتى إذا وصل إلى قوله:
أَلسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا وأنْدَى العَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ؟
أقبل عليه متهللا , وأنصت له . . .
وقد علل النقاد لافتتاح الشعراء لقصائدهم بالنسيب لما فيه من عطف القلوب واستدعاء القبول , وجذب انتباه المخاطبين , لأن النسيب محبب إلى النفوس .
وكما اهتم الشعراء بتجويد المطالع اهتموا أيضا بتجويد نهاية القصيدة , لأنها آخر ما يعلق في ذهن المتلقي , فينبغي أن يشتمل على معنى حسن يختتم به نهاية الكلام, ومن أحسن ما قيل في نهايات القصائد قول المتنبي:
وقد شرف الله أرضا أنت ساكنها وشرف الناس إذ سواك إنسانا
فبهذا الخاتمة عرف السامع أنه لا مطمع وراءها , ولا غاية بعدها , إذ بها يعلم انتهاء الكلام وقطعه (ينظر الطراز 3/185)
وفي مرحلة تقنين البلاغة جعل السكاكي أضرب الخبر بناء على المتلقي فهو إما خالي الذهن , وإما متردد , وإما منكر , فخالي الذهن يلقى له الخبر خاليا من المؤكدات والمتردد يستحسن أن يؤكد له الخبر بمؤكد واحد , والمنكر يجب تأكيد الخبر له ... وقد يخرج الكلام على خلاف الظاهر فينزل المنكر منزلة غير المنكر أو عكسه ... وهكذا . . .
كما أن مقامات الكلام ترتبط بالمتلقي , فمقام الكلام مع الذكي يغاير مقام الكلام مع الغبي . . .

ثالثا : الرسالة (( النص ))
كما اهتمت الدراسات الأسلوبية بالمبدع والمتلقي فقد اهتمت أيضا بالرسالة (النص الأدبي ) في جانبها الإبداعي.
والاهتمام بالرسالة لا يعني إغفال أمر المبدع أو المتلقي في الإبداع الأدبي , ولكن معناه ألا نعلق إدراكنا للنص الأدبي على المبدع أو المتلقي فقط , لأن الأسلوب هو وليد هذه الرسالة الذي له الأحقية في أن يأخذ اهتماما خاصا.
والذي ينظر في تعريف الأسلوب وأنه (( طريقة التعبير )) يدرك أنه يرتبط أول ما يرتبط بالرسالة وصياغتها على طريقة معينة . . .
فالأسلوب يرتبط بوسائل تعبيرية معينة نتجت من استعمال اللغة على نحو خاص في العمل الأدبي . . .
ونظرية النظم عند الإمام عبدالقاهر تبين بجلاء مدى اهتمام العلماء بالنظرة إلى طريقة التعبير الذي جاء عليه النص الأدبي , والتفاوت بين مبدع وآخر إنما يكون بمقدار الإجادة في العمل الأدبي الذي ينتجه , كما أن عمل النقاد ينصب أولا على تحليل النص الأدبي ووصفه من أجل الكشف عن القيم الجمالية التي ينطوي عليها النص الأدبي .
وينبغي أن يكون العمل الأدبي ملائما لطبيعة الحال الذي يقال فيه , والغرض من إنتاجه..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 -

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الأسلوبية وتحليل النصوص - 9 -
» الأسلوبية وتحليل النصوص - 10 -
» الأسلوبية وتحليل النصوص - 1-
» الأسلوبية وتحليل النصوص - 2-
» الأسلوبية وتحليل النصوص - 3 -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: الأسلوبية والنقد الحديث-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


الأسلوبية وتحليل النصوص - 6 - 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
محمد قواعد موقاي النقد مبادئ ننجز الخيام بلال كتاب اسماعيل الأشياء البخاري الخطاب ظاهرة المعاصر العربية العربي اللسانيات على النص مدخل الحذف اللغة النحو مجلة التداولية


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشاء منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع