عبدالله بوقصة .عضو فعّال
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 30 نقاط : 66 تاريخ التسجيل : 28/05/2010 الموقع : جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: مقومات التداولية- مقاومات التداولية 2010-08-13, 23:26 | |
| - مقومات التداولية:
تتعامل التداولية مع عدد كبير من الدراسات الإنسانية عمومًا، و اللسانيات خاصة، ومنها المفردات التأشيرية الشخصية و الزمانية و المكانية و الخطابية و الاجتماعية... و لها تطبيقات في حقول أخرى لكونها تمتلك إمكانات تطبيقية في (الرواية و القصة و المسرح...) حيث تقوم بحل مسائل لغوية لسانية تتعلق بالصعوبات التواصلية التي تظهر في اللقاءات
و التي يتوجه فيها المتصلون إلى التواصل.
و تمتلك كذلك علاقات مع اللسانيات النفسية خصوصًا في مجال نظريات إنتاج اللغة
تطور مفاهيم القوة الإنجازية و الافتراضات المسبقة و قد تطورت بفعل تطور اللسانيات
و الفلسفة عدد من التداوليات كالإستراتيجية القائلة إن التداولية نظرية غير ذهنية للمقصدية الخطابية، و المتعالية و الحوارية التي تعنى بدراسة الشروط التواصلية القبلية. ثمّ إنّ التداولية سواء بوصفها نظرية ذات خلفية تصورية و فكرية، أو منهجا ذا خطوات إجرائية، تساعد محللي الخطاب في الفهم الدقيق لمقصدية التواصل المدمجة فيها مختلف الأبعاد،
و هي حينئذ تقوم في مقارباتهم على مقومات ثلاثة تعد من الأهمية بمكان.(1):
1- مفهوم الفعل:و يعني أن اللغة لا تستعمل فقط لتمثيل العالم، و لكن تستعمل بالمقابل في إنجاز أفعال، أي إن الإنسان المتكلم و هو يستعمل اللغة، لا ينتج كلمات دالة على معنى، بل يقوم بفعل و يمارس تأثيرًا... و هذا المفهوم رسخه أوستينAustin ليؤسس لنظرية مهمة في المقاربة التداولية هي نظرية أفعال الكلام.(2)، و المقصود بأفعال الكلام الملفوظات المتحققة فعلا من قبل مستعمل اللغة في موقف و معطى محدد دون إغفال الملابسات، لأن التداولية بمستوياتها الثلاثة*... تعدُّ تكملة لتوجيهات المدرسة الوظيفية التي حاولت الثورة على النموذج التقليدي في تفسير عملية التواصل.
و يقترح أوستينAustin في إطار نظرية أفعال الكلام نموذجًا ثنائي التركيب مكونًا من الأفعال الإنجازيةActes performatifs مثل : باع، زوج، و الأفعال التقريرية ، أو الواصفة Actes constatifs مثل: حلّ، خرجّ.
و يجعل أوستين Austin الأفعال الانجازية خمسة أقسام.(1):
أ- الحُكميةVerdictifs مثل: حكم، وعد، وصف
ب- التمرسيةExersitifs مثل: أسس، قاد، طرد
ج- التكليفيةComessifs مثل تمنى، أقسم، التزم
د- العرضيةExpositifs مثل: أجاب، أنكر، أكد، صوّت، شكّك
ه-السلوكيةComportementaux مثل: شكر، هنّأ، انتقد، اعتذر
أمّا تلميذة سيرلSearle فصنف بدوره الأفعال الانجازية إلى خمسة أصناف هي:
أ- التأكيدات Assertifs مثل: التشكي
ب- الأوامرDirectifs مثل: الطرد
ج- الالتزاماتCommissifs مثل: الوعد
د- التصريحاتExpoessifs مثل: التصويت
ه- الإدلاءات Declaration مثل: الاعتذار
2- مفهوم السياق: و يعني الموقف الفعلي الذي توظف فيه الملفوظات و المتضمن كل ما نحتاجه لفهم و تقييم الكلام.
3- مفهوم الكفاءة:و يقصد بها تماشيًا مع المعنى الأصلي للكلمة، إنجاز الفعل في السياق.
و بصياغة أخرى يمكن القول: إن الكفاءة هي حصيلة إسقاط محور الفعل على محور السياق، هذا الإسقاط الذي يختلف المتكلمون في مستوياته، و بناءً عليه تتحدد كفاءاتهم التواصلية. و تجدر الإشارة إلى أن أوستينAustin يميز بين ثلاثة مستويات في الملفوظ اللساني و هي(1):
أ- مستوى التعبير: تشكيل سلسلة من الأصوات اللغوية لها انتظام معلوم و ثابت.
ب- مستوى الإنجاز: و هو ما يقوم به المتكلم من أمر، أو استفهام، أو غير ذلك
ج- مستوى الاستجابة: و يعني الأثر الذي يتركه المتكلم بفعله في السامع ضمن الموقف المعين و هذا المستوى يخرج عن الإطار اللغوي ليرتبط بمبدأ التعاون الذي أرساه غرايسGrice بين المتكلم و المخاطب في العملية التواصلية .
|
|