أساليب التدريس الخاصة باللغة العربية
التعبير أنموذجا""
أ. إسحق علي محمد إبراهيم
ملخص الدراسة
تتناول الدراسة فرع التعبير في اللغة العربية وتحاول أن تجد طريقة مثلى ةأسلوبا عمليا لتدريسه بعد الإشارة إلى تدني مستوى الطلاب في هذه المادة وتتبع الأسباب بطريقة علمية تعتمد الاستبانة وسيلة لجمع البيانات ومن ثم تحليلها والخروج بنتائج وتوصيات.
وجدنا كثيرا من الطلاب لا يستطيع أن يكوّن جملتين مفيدتين متتاليتين ناهيك عن تعبير كامل. ولا يخفى على متابع أن التعبير هو البوتقة التي تتلاقى فيها أفرع مادة اللغة العربية جميعها.والسبب الرئيس في ذلك، يرجع الى المقرر الدراسي والى المدرس على السواء ثم الى الطلاب. المقرر الدراسي عالج التعبير بوصفه مفردة ضمن فرع البلاغة، والمدرس لم يع أهمية التعبير القصوى فاكتفى بالمقرر وإعطاء "التعبير" للطلاب بوصفه واجبا يحمل آخر رقم في تمرين البلاغة، ولا يقوم بمتابعة الطلاب في إنجازه. والطلاب استسهلوا الأمر فتراخوا، فكانت النتيجة الى ما وصلنا إليه من عجر في التعبير عن الأفكار والمشاعر، وخفوت شعلة الإبداع التي تضيء ظلام الحضارة في سباق الوجود والهوية في زمن العولمة وهيمنة لغة واحدة.
وفي هذه الدراسة، نعالج بعض جوانب القصور، ونقترح حلولا تتلخص في طرق تدريس مادة التعبير بوصفها فرعا خاصا، مثله مثل النحو والأدب والبلاغة.
الفصلالأول
الاطار العام للدراسة
مقدمة
اللغة عموما هي هوية من يتحدثونها، واللغة العربية هي هوية العرب وشخصيتهم الحضارية والعقائدية؛ فهي لغة الدين محل تقديسهم. من هنا وجب الاهتمام بها. والمتابع للمقرر الدراسي لمادة اللغة العربية للمدارس الثانوية في السودان يجده ثرا ومناسبا في معظمه للمرحلة العمرية للطلاب، ولكن تبقى هناك بعض الأخطاء التي يجب الوقوف عندها وإضاءتها وتقديم حلول لمعالجتها.
المدرس الذي يقوم بتدريس مادة اللغة العربية يلاحظ ضعفا بائنا في مستويات الطلاب في فرع التعبير، فكثير من الطلاب لا يستطيع أن يكوّن جملتين مفيدتين متتاليتين ناهيك عن تعبير كامل. ولا يخفى على متابع أن التعبير هو البوتقة التي تتلاقى فيها أفرع مادة اللغة العربية جميعها.
رأى الباحث أن السبب الرئيس في ذلك، يرجع الى المقرر الدراسي والى المدرس على السواء ثم الى الطلاب. المقرر الدراسي عالج التعبير بوصفه مفردة ضمن فرع البلاغة، والمدرس لم يع أهمية التعبير القصوى فاكتفى بالمقرر وإعطاء "التعبير" للطلاب بوصفه واجبا يحمل آخر رقم في تمرين البلاغة، ولا يقوم بمتابعة الطلاب في إنجازه. والطلاب استسهلوا الأمر فتراخوا، فكانت النتيجة الى ما وصلنا إليه من عجر في التعبير عن الأفكار والمشاعر، وخفوت شعلة الإبداع التي تضيء ظلام الحضارة في سباق الوجود والهوية في زمن العولمة وهيمنة لغة واحدة.
وفي هذه الدراسة، يضيء الباحث بعض جوانب القصور، ويقترح حلولا تتلخص في طرق تدريس مادة التعبير بوصفها فرعا خاصا، مثله مثل النحو والأدب والبلاغة. ويشير الى بعض الأخطاء التي لازمت المقرر، ويقترح تصويبا.وقد وقع اختياري لهذا الموضوع بناء على خبرتي في تدريس هذه المادة، ولاهتمامي باللغة العربية عموما.
تكون البحث من خمسة فصول، وأربعة مباحث، وخاتمة فيها توصيات الدراسة، ثم قائمة بالمصادر والمراجع، وأخرى بالملاحق؛ كلها جاءت تحت عنوان: أساليبالتدريسالخاصةباللغةالعربية( التعبيرأنموذجاً).
الفصل الأول وعنوانه: الاطار العام للدراسة. اشتمل على أهمية الموضوع والمنهج والفروض، والمصطلحات... الخ.
أما الفصل الثاني وعنوانه: قراءة المفهوم. وقد جاء في مبحثين؛ المبحث الأول عنوانه: : أساليبالتدريسوطرقه. جاء فيه: تعريف أساليبالتدريس، وأنواعها ، ومدارسها، ومدرس اللغة العربية. والمبحث الثاني وعنوانه: اللغةالعربيةوالتعبير تناولت فيه: أهميةاللغةالعربيةومكانتهاوصعوبةتعلمها، ثم التعبيروتعريفهومكانتهبينفروعاللغةالعربية، أهدافتدريساللغةالعربيةعموماً.
وأما الفصل الثالث وعنوانه: أساليبتدريسالتعبير، فقد جاء في مبحثين؛ المبحث الأول بعنوان: أهميةالتعبيروأهدافهوأنواعه وقد تناولت فيه: أهميةالتعبير وأهدافهوأنواعه، وأسسالتعبيرالجيد. والمبحث الثاني عنوانه: : طرقتدريسالتعبير. تناولت فيه:التعبيرالشفويومجالاته، والتعبيرالتحريري، ومقترحخطةلتدريسالتعبير.
الفصل الرابع كان عنوانه: إجراءات الدراسة. وتناول: مجتمع الدراسة، وعينة الدراسة، وأداة الدراسة. والفصل الخامس وكان بعنوان: تحليل النتائج وتفسيرها ومناقشتها. جاءت الخاتمة في نهاية الدرسة وفيهاتلخيصدقيقلماتمالتوصلإليهوالخروجبتوصيات. ثم أعقب ذلك قائمة المصادر والمراجع، ثم ملحق بقائمة الاستبانة.
قليلة هي المصادر التي اهتمت بالتطبيق العملي على مواد المقررات الدراسية، إذ معظم الدراسات يركز على الجانب النظري، مما يصعب الأمر بعض الشيء، لمّا تتنزل للتطبيق.
مشكلةالبحث.
يمكنتلخيصمشكلةالبحثفي:حاجةبعضالدراسينلمعرفةطرقتدريساللغةالعربيةعموماً،والتعبيرعلىوجهالخصوص. وهيتدخلفيالمنهجوالكتابالدراسيلمعالجةضعفالطلابفيهذهالمادة.
أهميةالبحث
المعلممحتاجالىمعرفةأساليبتدريسهذهاللغة،حتىيسهّلهاعلىطلابه،وتظلمحلعنايةواهتمامبينهم،والمتعلميقععليهعبءكبيرفيالتحصيل،والمثابرةللإجادة،والاتقانبعدالتعلم.
واللغةالعربيةـفيتقسيمهاالمعروف؛الأدبوالمطالعة،والنحو،والصرف،والبلاغة،والتعبيرـوهوتقسيمأملتهضروةالتعليموالتعلم،تسهيلاًلمعلموللمتعلممعاً.
ولكنيظلالتعبير مهماًلجميعأفرعاللغةالعربية،فهوالحقلالذيتطبّقفيهما درستمننحووصرف،وماعرفتمنأدبومفرداتوأفكارفيالمطالعة،وجمالياتالكتابةوالمعنىفيالبلاغة،والتذوق،وعرضالأفكارفيصورةجذابةورشيقة. "
ولأنالتعبيريحتلهذهالمكانة،كاناختيارنالهفيهذهالدراسة،حتىنقفعلىكيفيةتدريسه،وماهيأنجعالسبلوطرقالتدريسوأساليبه،لتعليمهواضعينفيالاعتبارأنهميدانالتطبيقوالتجريبفياللغة،وأينماوجدالتطبيقوالتجريبوجدالعلم،وانفتحبابالتطوروالإبداع،وظلحفظاللغةمرهوناًبإجادةالتعبيرشفوياًوتحريراً.
رأيناأنهمنالمفيدأن نقترحطريقةلتدريسالتعبير؛تعينالمعلم،وتسهلوصولالأهدافالتربويةوالتعليميةللطلاب،منخلالهذاالفرعمنمادةاللغةالعربية.
فروضالبحث:
يمكنتلخيصفروضالبحثفيالنقاطالتالية:
1/ طلابالمدارسالثانويةلايستطيعونالتعبيرعنأفكارهمومشاعرهمبصورةواضحةوسليمةمنالأخطاءاللغوية؛كتابياًأوشفوياً.
2/ المعلملايتبعطريقةتدريسترفعمنمستوىالطلابفيمادةالتعبير.
3/ المقررالدراسيلميعالج (التعبير) بوصفهفرعامنأهمفروعتدريساللغةالعربية.
أهدافالبحث
يهدفالبحثالىاقتراحطرقتدريسخاصةباللغةالعربية؛فيفرعالتعبير،وهيأساليبتعينالدراسينعلىتدريسمادةالتعبيرالتييعتبرهاالبحثالمجالالأساسلتطبيقدروساللغةالعربيةبفروعهاالمختلفة،وترفعمهاراتهم،وتجددخبراتهم،لينصبذلكفيفائدةالطلابمنهذهالمادة،التيهيتقويمذاتي،ومدرسي،يعرفمنخلالهالطالبمستواه،ويدركالمعلمقدراتطلابه،وفروقهمالفردية،ونواحيضعفهم،فيقومبالعلاجاللازم.
حدودالبحث
الحدودالزمانيةلهذاالبحثهيالعامالدراسي 2011 ـ 2012م.
والحدودالمكانيةهيمدرسةالقبسالثانيةالخاصةبنينبالخرطوم،حيأركويتمربع 47،الصفالأول.
مصطلحاتالبحث
ـأساليبالتدريس: وهيطرقالتدريسالتييتبعهاالمعلملايصالالمادةالىطلابه،وتمكنهممنالتعلممنه.
ـاللغةالعربية: وهيمادةاللغةالعربيةالتيتدرسفيالمدارسضمنمناهجالمدارسالثانويةفيالسودان.
ـالتعبير: هودرسالإنشاءالذيوضعهالمنهجالتربويضمنفرعالبلاغة.
منهجالبحث
يعتمدالباحثالمنهجالوصفيفيالوصولالىنتائجهذهالدراسة؛فيقومبوصفهامستقرئاًمقدماتها،ويعرضهامستنداًالىكلمامنشأنهأنيختبرفروضهللوصولالىنتائجمرضية.
الفصل الثاني
قراءة المفهوم
المبحث الأول
أساليب التدريس وطرقها
أ/ تعريفها:
هي الاجراءات التي يقوم بها المعلم مع طلابه لإنجاز مهام معينة، أو لتحقيق أهداف سبق تحديدها؛ وفقا لترتيب معين( ). فعلم النفس التربوي يهتم بوضع الأسس والمبادئ العامة التي تساعد على تسهيل عملية التعليم والتعلم، التي يشتق منها جانب تطبيقي؛ هو التدريس الذي يحتوي على تفاصيل وتعقيدات عملية قد لا تتطرق لها نظرية التعليم والتعلم( ).
ومن هنا تعددت الأساليب، وتنوعت طرق التدريس لأنها تقوم ـ في شق رئيس منهاـ على الفهم والإدراك التامين لكل المتغيرات، والمشكلات العلمية التي تصاحب المواقف التعليمية المختلفة. كما تتطلب مرونة فائقة في معالجة المبادئ وتطبيقها، والأسس التي يوفرها علم النفس التربوي.
ب/ أنواعها ومدارسها:
وهي الخيارات( ) التي تتاح للمعلم لينتقي منها ما يشاء من مواقف تعليمية داخل الصف الدراسي، أو خارجه. وهي كثيرة؛ تتعدد بتعدد المدارس والنظريات التي تنستد إليها، بحسب الموقف التدريس والمدرس، ويمكن الرجوع الى أنواعها في مظانها وهي كثيرة. منها على سبيل المثال: (طريقة الإلقاء، وطريقة النقاش، وطريقة الاسئلة وطريقة هربارت... إلخ).
ج/ مدرّس اللغة العربية:
هو من تخصص في مادة اللغة العربية والدراسات التربوية، ويقوم بتدريس هذه المادة، وهو بهذه الصفة تقع عليه مسئولية كبيرة، لأنه من يقوم بتدريس مادة هي هوية من يتحدثونها، وهي لغة دينهم.
من هنا روعي أنه لابد من توافر بعض الشروط فيه، يمكن إيجازها في: حب المادة، والتمكن منها، وحسن النطق، وغزارة المعارف، والثقافة العامة، والقدرة على توجيه طلابه وإرشادهم إلى مصادر المعرفة، والتعاون من زملائه في بقية المواد( ).
المبحث الثاني
اللغة العربية والتعبير
أ/ أهمية اللغة العربية ومكانتها:
يقول الله تعالى:" نزّله روح القدس من ربك بالحقّ ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين* ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشر لسان عربي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" النحل: 102 ـ 103.
من الآية تتضح أهمية اللغة العربية ومكانتها( )؛ في أنها لغة الوحي، ثم بعد ذلك أصبحت لغة الدين الإسلامي ورسالته وعلومه كلها؛ التي تأسست عليها، مثل: علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، وأصوله، وعلوم اللغة، والبلاغة، والمنطق، والفلسفة، والتصوف، والمعاجم... إلخ.
كل ذلك كان باللغة العربية التي استجابت لكل فكر، وأعانت على الاسهام في حضارة الدنيا، وحملت أخلد المعارف والثقافات الى مشارق الأرض ومغاربها.
على أنّ أهمية أية لغة، وعلو مكانتها، تقوم على وظائفها التي تقدمها؛ من النواحي الاجتماعية والثقافية والنفسية والعلقلية، وهو ما يؤكد أهميتها في حياتنا. فإذا قسنا ذلك على اللغة العربية نجدها:
1/ من الناحية الاجتماعية: هي أداة التفاهم، ووسيلة الفهم والافهام، وهي رباطنا القومي، وهي مقياس يعرف به مدى ما وصلت إليه أمتنا من رقي في عقائدها وحضارتها، وعاداتها واتجاهاتها الفكرية. وهي وسيلة الأفراد في حياتهم اليومية، وهي أداة إذاعة الأمة وصحافتها وقضائها ومؤلفاتها، وهي لسان الدعاة والمرشدين في كل زمان ومكان( ).
2/ من الناحية الثقافية: احتضنت اللغة العربية تراثنا العقلي، وحفظته عبر الأجيال المتعاقبة، معلنة سمت الأمة العربية وشخصيتها في حياتها، وتفكيرها وعقائدها.
ثم إنّ اللغة هي وسيلة التعليم والتحصيل، وتكوين الثقافة، وكسب الخبرات والمعارف، والمهارات، وهذا يؤدي الى تكييف السلوك الفردي، وضبطه، وتوجيهه حتى يتلاءم مع تقاليد المجتمع( ).
3/ من الناحية النفسية: اللغة هي وسية الإقناع العقلي، والتأثير النفسي، يظهر ذلك في الخطب، والمناقشات، والمناظرات، وهو ما يقوي التفاعل بين الأفراد والجماعات.
كما تمثل اللغة أقوى عوامل التذوق الفني المعتمد على الفكر والفهم، لأن الشعور الوجداني، والإدراك العقلي لا ينفصلان فيما تقدمه اللغة لنا.
4/ من الناحية العقلية: اللغة والفكر لا ينفصلان في العلمليات العقلية؛ (فاللغة تفكير منطوق، والتفكير لغة صامتة).
اللغة جوهر التفكير وأداته، وهي أداة الإنسان ووسلته نحو التحليل التصويري للأفكار والصور الذهنية. وهذا يتضح في التعبير والشروح، وتحليل الصور الى عناصرها المركبة، والتعميم والتجريد، والدقة والملاحظة( )... الخ.
ب/ صعوبة تعلُّم اللغة( ):
1/ ارتباطها بالحركات؛ (الفتحة والضمة والكسرة والسكون) ارتباطا أساسا في تكوينها، يصعبها بعض الشيء؛ مثلا: إذا لم تشكل الآية:" إنّما يخشى الله من عباده العلماء"؛ بفتح اسم الجلالة (الله)، وضم كلمة (العلماء)، فإن ذلك يصعب الفهم ويحدث لبسا. وكذا الحال في علم الصرف؛ الفرق بين اسم الهيئة، واسم المرة يقوم على التمييز بين الفتحة والكسرة؛ (مَشية/مرة، مِشية/هيئة)، واسم الفاعل من غير الثلاثي؛ (المرتضِي/ اسم فاعل، المرتضَى/ اسم مفعول)... الخ.
2/ اختلاف صور الحروف في الكلمة (أولها ووسطها وآخرها)، خاصة حروف اللين؛ ( الألف والواو والياء).
3/ الازدواج اللغوي بين اللغة الفصحى واللهجة العامية.
4/ المصطلحات الجديدة وملاحقة اللغة لها؛ (كمبيوتر/ حاسوب)... الخ.
5/ المقرر الدراسي ـ أحيانا ـ لا يتناسب مع قدرات الطلاب وتكوينهم العقلي، فضلا عن وجود أخطاء لغوية، وإملائية، وتاريخية... الخ.
6/ النظر الى فروع اللغة العربية وكأنها مواد قائمة بذاتها ولا رابط بينها.
ج/ أهداف تدريس اللغة العربية( ):
1. أهداف عامة
تلتقي اللغة العربية مع المواد الأخرى في أهداف عامة؛ تهدف الى التربية القومية الوطنية، تحقيقا لمقاصد اجتماعية وسياسية وتربوية؛ وهي في مجملها تعنى بتكوين المواطن الصالح المتآلف مع قومه ومجتمعه، والمتمسك بقيم عقيدته. ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1/ أن يعتز الطالب بلغته العربية باعتبارها أهم معالم شخصيته العربية وهويته.
2/ أن يقف الطالب على معالم وطنه العربي الكبير، وأنه موصول جغرافيا واجتماعيا وتاريخيا واقتصاديا، والاطلاع على النظم العالمية والتيارات الفكرية والمذهبية السائدة في العالم. وأن في موضوعات التعبير والقراءة والنصوص مجالا رحبا لهذه الأمور.
3/ أن يدرك الطالب ما يجتمع عليه أبناء وطنه من عادات وتقاليد، وما يحملون من مشاعر، وعواطف واتجاهات، في حياتهم، وما يفارقون به غيرهم من الشعوب الأخرى.
4/ أن يتعرف الطالب على مشاكل وطنه، ويدرك دوره في حل ما يعوق تقدمه؛ كالأمية، والفقر، والعادات السيئة، والهجرة الى المدن والانحرافات الأخلاقية والعقائدية... الخ.
5/ أن يتمرن الطالب على التفكير المنطقي المنظم في كل ما يمارسه.
6/ أن يقتنع الطالب بقيمة التعليم في بناء شخصيته، ونموها، وأن يقتنع بلغته، ورقيها، وقدرتها على استيعاب المعارف، والثقافات وتبليغ الحضارات.
7/ تقويم لسان الطالب، والعمل على التقريب بين اللغة الدارجة (العامية)، واللغة الفصحي.
2. الأهداف الخاصة:
وهي تلك التي تتعلق بالتحصيل اللغوي، من ناحية ما يحققه هذا التحصيل من عادات، ومهارات، وقدرات مرتبطة بفروع اللغة العربية، وتنحصر تلك الأهداف فيما يلي( ):
1/ إقتناع الطالب بأنّ اللغة العربية وسيلة تفكيره، وألفاظها تحدد معانيه، وأساليبها صورة شخصيته؛ فهي وجوده الذي يحدد هويته.
2/ تنمية قدرة الطالب على القراءة، وتمرسه بمهاراتها وعاداتها؛ كالسرعة فيها، وجودة الإلقاء، وتمثيل المعنى، وفهم المقروء، والتعبير عنه، وتحديد الأفكار الرئيسة والفرعية، ونقد الأفكار والأساليب، والتذوق والموازنة بين المعاني، وحسن الإصغاء مع التركيز والاستيعاب.
3/ توجيه الطالب نحو القيم الجمالية في اللغة العربية، وتوعيته بما فيها من روعة الخيال، وصور الجمال اللفظي والأسلوب.
4/ تمكين الطالب من التعبير، وذلك بتوجيهه نحو الأسلوب السليم، والعبارة الناصعة، واللفظة المتمكنة في السياق، والتزام التقيد بعلامات الترقيم، وتوزيع الكلام على فقرات.
5/ الاتصال بالتراث الأدبي في عصوره المختلفة، والتعرف على ما يحمله من قيم إنسانية ومعالم حضارية.
6 / الاتصال بمشاهير الأعلام المبرزين في تاريخنا العربي والإسلامي.
7/ تنمية المهارات الأساسية اللازمة للتفكير، ومنها: الدقة والوضوح، والتسلسل، والمنطقية، والتدليل. والقدرة على التركيز على الأفكار الأساسية، وصحة الرسم الاملائي، وجودة الخط، وصحة النطق في القراءة.
8/ توجيه الطالب الى تقصي المسائل وبحثها، والاهتداء الى مراجعها التي تستوفي جوانبها، وإرشاده الى طرق استخدام المعجمات، وفهارس المكتبات، والمراجع والمصادر الموسوعية، وطريقة جمع الحقائق وتنسيقها وإبداء الرأي فيها.
9/ الكشف عن الموهوبين في المجالات الأدبية واللغوية وتعهدهم بالتشجيع والرعاية.
الفصل الثالث
أساليب تدريس التعبير
المبحث الأول
أهمية التعبير وأهدافه وأنواعه
أ/ أهمية التعبير:
يعبّر الفرد عن نفسه بواسطة التعبير، ويعلن عما يختلج في خاطره، ويتعامل مع أفراد مجتمعه، فهو إذن حاجة ملحة وحيوية للإنسان، يمارس به حياته في كل مراحلها.
ويرى علماء اللغة( ) أن التفكير والتعبير مظهران لعملية عقلية واحدة، فنمو كل منهما مرتبط بنمو الآخر، وكلاهما مرتبط بتجارب الإنسان وخبراته في الحياة. فالتعبير يعنى بالبعد المعرفي الذي يرتبط بتحصيل المعلومات والحقائق والافكار والخبرات ولا يتم ذلك إلا بالقراءة المستمرة المتنوعة الواعية( ).
فالتعبير الجيد الذي يستعمله الطالب، ولا يقابل في ذهنه معنى مستمدا من تجاربه الشخصية، هو صيغة ميتة بالنسبة له، مهما تكن قيمته البلاغية في حد ذاته.
لكل ذلك كان الاهتمام بالتعبير ضرورة علمية تفرضها حياة المتعلم في حاضره، وفي مستقبله وهو يتطلع الى مراقي الثقافة والحضارة، وآفاق العلوم الرحبة، والتآلف الاجتماعي.
في المقرر الدراسي لمادة اللغة العربية في المدراس الثانوية، وبالرغم من تقسيمها الى أفرع لتسهيل دراستها، فان التعبير، يبقى غاية تلك الفروع، بل هو البوتقة التي تتجمع فيها ثمار القراءة، وعيون النصوص، وروائع البلاغة، ثم يكسب الخط ما يكتب حسنا وجمالا، وتعصم قواعد الاملاء المفردات من الخطأ في الرسم، ويحفظ النحو التراكيب من الخلل المؤدي الى فساد المعنى.
ب/ أهداف التعبير:
تتحدد أهداف التعبير من الوظيفة الاجتماعية للمتعلم، وما تستهدفه فلسفة التعليم في مجملها من تكوين إنسان متكامل في ذاته وقدراته ومعارفه، وتتمثل هذه الأهداف فيما يلي:
1/ تهيئة الطلاب للتفكير المنطقي السليم، وذلك من خلال عناصر التعبير الجيد؛ (الفكرة، واللفظة، والعبارة، والأسلوب)، مع مراعاة تتابع الأفكار في اتساق وتماسك كالبنيان المرصوص.
2/ تنمية قدرة الطلاب على التعبير عن أنفسهم في مختلف الأحوال التي يتعرضون لها في حياتهم؛ كالخطابة، والحوار، والسؤال والاجابة، وكتابة الرسائل والتقارير، والمقالات ...الخ).
3/ تمرين الطلاب على الارتجال، والتدفق في الحديث المتصل الأطراف، والكتابة بغير إعداد.
4/ إثراء المعجم اللغوي للطلاب، مما يسمعونه، أو ما يكتبونه.
5/ تخليص لغة الطلاب من الأخطاء الشائعة.
6/ مساعدة الطلاب على فهم ما يسمعونه من مدرسيهم، والاجابة عن أسئلتهم، وتحديد عناصر تلك الاجابة تحريرا، وهو ما يتعلق بنشاط الطلاب وتجاوبهم مع مواد دراستهم، سواء في الكتابة، أو في المشافهات، أو في الامتحانات، مما يعتمد على المهارة في الاستخدام اللغوي. وهذا من شأنه أن يعالج ضعف الفهم لدى بعض الطلاب أو بطئه.
7/ إزالة الخوف، والتردد، والخحل من نفوس بعض الطلاب؛ عندما يواجهون غيرهم، أو عند إصغاء غيرهم إليهم، أو عند الكتابة الى الآخرين.
8/ إتاحة الفرصة للطلاب كي يستخدموا محصولهم اللغوي في سياق تطبيقي، يجمع كل فروع اللغة في اطار متكامل؛ هو التعبير.
ج/ أنواع التعبير: ( )
نحن نتحدث، ونكتب، وفي الحديث والكتابة نعبر عن ذواتنا، ودخائل نفوسنا، نصف ما نراه، أو نصور الحياة كما تترد أصداؤها في قلوبنا.
من هنا كان للتعبير نوعان: التعبير الشفوي، والتعبير التحريري.
أولا التعبير الشفوي:
تكمن أهمية العبير الشفوي في أنه يقوي شخصية الطالب بنفسه، ويمكنه من التعبير عن نفسه، وأفكاره بوضوح، وثقة نفس، وقوة شخصية، وفي شجاعة أدبية مطلوبة دائما.
بالتعبير الشفوي يستطيع الطالب أن يشرح وجهة نظره، ويناقش الآخرين ويحاور ويناظر، وفي المستقبل يحاضر... الخ.
مجالات التعبير الشفوي:
يجمع المعلمون ـ في العادة ـ بين التعبير الشفوي والتعبير التحريري، ويكون التعبير الشفوي مقدمة للكتابي الذي يكون في آخر زمن الحصة.
ومن المجالات التي تصلح للتعبير الشفوي الآتي:
1/ القصة: ومعيار ذلك أن تناسب عقول الطلاب، وبيئاتهم الاجتماعية، وذلك لأن القصة صالحة لكل مراحل التعليم، ولأن الحياة مليئة بالقصص التي يتناقلها ويرويها الصغار والكبار، ويرون فيها العبرة والعظة، واستمداد العون في الحاضر والمستقبل. على أن يراعي المدرس أعمار الطلاب عند اختياره للقصة.
وخير القصص ما استجاب لواقع الطلاب وتاريخهم، وكان صدى لما تجيش به مشارعهم، وتشغل به نفوسهم، فيتحمسون للقول، ويبدعون في التصوير والتحليل للمواقف المختلفة( ).
2/ التعبير الحر: وفيه يطلق الطالب العنان لمشاعره، وأفكاره، ومشاهداته لتفيض اختيارا وطواعية؛ في متابعة واعية من المدرس. ثم تعطى الفرصة لزملائه الطلاب لإبداء آرائهم فيما قال زميلهم من حيث المعنى والأسلوب، أي سلامة الأفكار ووضوحها، وسلامة العبارات، وصحتها، والخلو من الاخطاء، مع اقتراح الصحيح بمساعدة المعلم. ثم يقوم طالب آخر بعرض الموضوع نفسه، مستفيدا من كل الملاحظات.
3/ الموضوعات المقيدة: وفيها يقوم المدرس بفرض موضوع محدد على الطلاب؛ يراعي فيه مناسبته لأعمارهم، وبيئاتهم، ويثير اهتمامهم. يسمح فيه للطلاب بكتابة نقاط رئيسة عن الموضوع، يستخدمها عند الحديث تحت نظر مدرسه، ومتابعة زملائه.
ثانيا التعبير التحريري:
وهو التعبير الذي يكتب فيه الطلاب موضوعا محددا، أو حرا من اختياره سبق أن تحدثوا عنه في التعبير الشفوي، أو أُخطِروا به فقط، أو حتى فوجئوا به في الحصة.
والتعبير التحريري يتطلب جهدا أكبر من التعبير الشفوي، ومهارات أرحب، وأكثر، وذلك لأنه لا مجال للمراجعة، والاستفادة من ملاحظات غيرهم؛ كما في العبير الشفوي، لأن الدور هنا يقع على الكلمات، والجمل والفقرات، وهي وحدها تتكفل بالكشف عن الفهم للمدركات وعلاقاتها، ولذلك يستعين الطالب في كتابته بالوسائل اللغوية والبلاغية، ولا يغفل قواعد النحو، والاملاء، ويعمد الى علامات الترقيم لتمييز المعاني، ويجتهد في تحسين خطه.
وثمة فرق كبير بين التعبير الشفوي، والتعبير التحريري، على الرغم من أنه يمكن أن يعتبر التعبير الشفوي مقدمة للتعبير التحريري، ولكن يظل الفرق أن التعبير التحريري يعتمد طريقا آخر؛ أداته رمز الكلمات مكتوبة في ترتيب معين، يترجم عن المعاني، وهذه مهارة تحتاج الى دربة، وتمرس، ولا تستقل بهما المشاهدة.
وبطبيعة الحال؛ هذا النوع من التعبير يصلح لكل المجالات الإنسانية، والاجتماعية، والدينية... الخ. فقط لابد من توافر شرط المناسبة للطلاب في أعمارهم، وقدراتهم، وبيئاتهم.
د/ أسس التعبير الجيد:
عناصر التعبير هي الفكرة، واللفظة، والجمل، والأسلوب، فأنت في البدء تفكر في موضوع ما، ثم تنزل هذه الفكرة في كلمات/ألفاظ، لتكون متراصة؛ عبارات/ جمل مفيدة، ليتم عرضها في أسلوب جذاب وشيق.
ويمكن الحديث عن عنصرين شاملين هما: الأفكار والعبارات، والأساليب، أما الأفكار فمصدرها تجارب الطالب، ومجموع قراءاته، ومشاهداته، واطلاعه، وهي العمود الفقري للتعبير. أما العبارات فهي أوعية للأفكار، ووسائل إبرازها للقارئ، أو السامع.ومن خصائص التعبير الجيد؛ نذكر الآتي( ):
1/ أن يكون التعبير صادرا عن احساس صادق، وتجربة حية، ودافع ذاتي؛ وذلك بأن يكون الموضوع متصلا بحياة الطالب، مثيرا لاهتمامه، وأشواقه، يتحمس الطلاب للتعبير عنه وإبداء آرائهم فيه.
2/ أن يكون الموضوع واضحا للطالب، لأن وضوح الموضوع يتوقف على وضوح الأفكار ، وبالعكس.
3/ اختيار الأسلوب المناسب للموضوع؛ علمي، أو أدبي، أو علمي متأدب، لأنه لكل أسلوب لغته وطريقة عرضه. فمثلا: الموضوع الأدبي يعتمد على العاطفة والخيال، بينما يعتمد الأسلوب العلمي على الدقة والموضوعية.
4/ أن يتخلى الطلاب عن التصنع والتكلف في إقحام بعض العبارات البراقة في سياق الموضوع، الذي لا يطلبها فتبدو غريبة شوهاء.
5/ أن يوشي الطالب موضوعه بما لديه من محفوظ، قرآني، أو أدبي؛ فيسوق الحكمة، والمثل، والحديث دعما لأفكاره، وشعرا يؤيد به رأيه... الخ.
6/ أن يقسم الطالب موضوعه الى فقرات؛ كل فقرة يترك لها مسافة نصف سنتمتر في بداية كل فقره، وتحتوي كل فقرة فكرة. مع ملاحظة علامات الترقيم، وحسن الخط، وصحة الرسم الإملائي.
المبحث الثاني
طرق تدريس التعبير
أ/ التعبير الشفوي ومجالاته:
لابد من الانتباه إلى أنه في التعبير الشفوي يكون دور المدرس كبيراً على غير ما يبدو، لأنه هو الموجّه للعملية التعليمية؛ وهنا التعبير، ولهذا ينبغي على المدرس؛ في دروس التعبير الشفوي أن يلزم نفسه التحدث باللغة العربية السليمة، ويستحث طلابه على ذلك، ويأخذ بأيديهم في هذا السبيل.
ولكي نتناول طرق تدريس التعبير نعود إلى أنواع التعبير، ومن ثم نقترح طرق تدريس لكل نوع:
1/ القصة
شرطها أن تناسب أعمار الطلاب، ومراحل دراستهم، وبيئاتهم. "وتسير خطوات الدرس بأن يستثير المدرس اهتمام الطلاب، ويبعث تشوقهم إلى القصة وتفاصيلها، بحديث أو عقدة القصة ومغزي أحداثها، ثم يقص المدرس قصته بأسلوب واضح، وصوت معتدل، وتنويع الأداء بتنوع المعاني، ثم يلقي أسئلته مرتبة على حسب أحداث القصة، ويستقبل إجابات الطلاب متيحاً الفرصة لأكبر عدد منهم ليشترك في الإجابة، ويتجنب المدرس مقاطعة المتحدث إلا إذا ارتبك تعبيره، واختلت معانيه، كما يغضي عن الهفوات النحوية والصرفية واللغوية التي لا تحول المعاني عن مقاصدها"( ).
تم يفسح المدرس المجال للطلاب، ويستقبل أسئلتهم ويطلب من غير السائلين الإجابة منها، ثم يعدل الإجابة الصحيحة ـ وهنا يحذر المدرس من أن تطغى شخصيته على طلاب ( )ـ ثم تترك الفرصة لأحد الطلاب لكي يلخّص القصة.
ويُستحب أن يحوّل المدرس القصة إلى تمثيلية يؤدونها في الفصل، أو في مسرح المدرسة في جمعية النشاط الطلابي، خاصة قصص الجهاد الإسلامي، والكفاح الوطني ضد الاستعمار، وكذا القصص التاريخية، والاجتماعية التي تتناول عادات مفيدة، أو عادات ضارة يحذر منها.
2/ التعبير الحر
لأنه في هذا النوع من التعبير، تتاح الفرصة كاملة للطالب لاختيار موضوعه، فإن المدرس ينبغي أن يكون حذراً، خاصة في مرحلة الثانوي، حيث الفئة العمرية تمر بمرحلة حرجة فيها جنوح كبير، وحذر المدرس يكون في أن يبدأ بالتحدث إلى الطلاب، محاولاً تبصيرهم بأن مجال هذا التعبير هو كل ما يحب أحدهم التحدث فيه، مما فيه فائدة، ولا يخرج عن الدين والتقاليد، ومن المستحب أن يقترح المدرس نماذج من الموضوعات يقيسون عليها، ثم يترك الطالب لاختيار ما يناسب ميوله وقدراته، خبر، أو قصة، أو حادثة، أو رأياً في قضية ما.
يقوم المدرس باختيار أحد الموضوعات ويكتبه على السبورة، ويعدهم بتناول الموضوعات الأخرى لاحقاً، يطلب المدرس من أحد الطلاب التحدث عن الموضوع مستعيناً ـ إذا رغب ـ بكتابة أفكاره على ورقة في حرية وطلاقة، وينصت سائر الطلاب إلى زمليهم، ويقيدون ملاحظاتهم. على ألا يقاطع المتحدث مطلقاً حتى ينهي من حديثه.
يعطى الطلاب فرصة إبداء ملاحظاتهم على ما سمعوه، وتوضيح آرائهم فيما قاله زميلهم، من حيث: المعنى، والأسلوب. يقوم المدرس بتدوين الصحيح من الأفكار والكلمات على السبورة.
يكون دور المدرس في هذا النوع من التعبير دوراً كبيراً وبارزاً، فهو يقف بين التلاميذ، يوجّه المناقشة، ويرده عن الاستطراد، والتطويل، والخروج بعيداً عن الموضوع، ويشارك بالرأي ويسهم بالأسئلة، وينسق بين إجابات الطلاب، ويضيف من عنده لكي يثري الفكرة الرئيسية، ولابد أن تتوافر لدى المدرس سرعة البديهة، واليقظة والحزم، وكل مهارات إدارة الصف.
بعد أن تحدث أحد الطلاب في الموضوع، وأبدى سائر الطلاب أراءهم بمشاركة المدرس، يتولى تلميذ آخر التحدث في الموضوع مرة أخرى، مستفيداً مما أُخذ على سابقه، وعرضه على زملائه، ونبه عليه المدرس. يسجل المدرس على السبورة العناصر الأساسية بعد انتهاء المتحدث من حديثه، وبمشاركة الطلاب في ذلك، ومن المفيد أن تخصص كراسة للتعبير الحر، يكتب فيها كل طالب موضوع الحصة، مستفيداً من نقاط السبورة، ثم يكتب موضوعه الذي اختاره، على أن يُولي المدرس هذا الكراس عناية فائقة؛ تحفز طلابه على الكتابة.
3/ الموضوعات المقيّدة
في هذا النوع من التعبير يقوم المدرس باختيار موضوع معين يتناسب مع أعمار طلابه، ويناسب بيئاتهم، ويثير اهتمامهم، يكتب العنوان على السبورة ثميسأل الطلاب أن يقترحوا أفكاراً تدور حول الموضوع، يقوم المدرس بتدوين اقتراحات الطلاب، وذلك على حسب التقسيم المنطقي لكتابة التعبير؛ المقدمة، الموضوع والخاتمة.
بعد الانتهاء من كتابة أفكار الطلاب في كل قسم، يقوم بمناقشتها، ويثبت الصحيح، ويمحو الآخر.
يطلب من أحد الطلاب التحدث عن الموضوع، مستفيداً من النقاط التي أمامه على السبورة، ويطلب من زملائه كتابة ملاحظات عن أخطائه. يناقش الأخطاء، ويثبت الصحيح يمحو غيره.
ثم يطلب من طالب آخر التحدث في الموضوع مستفيداً من تعليقات زملائه، مع الحرص على تجنب أخطاء زميله السابق، ثم يعقب المدرس بالحديث عن الموضوع.
ويمكن للمدرس أن يهتدي بالموضوعات أدناه( ):
أ- أحداث الوطن العربي على اختلاف جهاته وأخباره، والمتابعات القومية والوطنية والدينية والأحداث العالمية.
ب- مواقف البطولة اللامعة في حياة العرب الماضية والحاضرة، وقصص القيم السمحة: كالنجدة والشجاعة ، وإباء الضيم وحماية الجار... إلخ.
ج- عادات الناس وتقاليدهم، وأساليب معيشتهم، وكفاحهم.
د- كتابة تقارير عن ألوان النشاط الدراسي، وقضايا إنسانية، ووطنية، واجتماعية.
هـ- إعداد خطبة في مناسبة، أو حدث على المستوى الوطني، أو القومي.
و- تحليل النصوص الشعرية، ونقدها.
ز- تلخيص موضوعات، أو كتب، أو محاضرات.
ب: التعبير التحريري:
أما في التعبير التحريري فإنه يمكن للمدرس أن يعمد على وسائل تعينه على تقديم درسه منها:
أ- إفساح مجالات التعبير أمام طلابه، وعدم حصرهم في الموضوعات التقليدية المقيّدة، مثلاً: يمكن للمدرس أن يطرح موضوعاً للنقاش، ثم يكلف طلابه بتلخيصه في كراساتهم.
ب- استغلال كراسة التعبير الحر استغلالاً أمثل، بحيث يشعر الطالب بأن ما يكتبه مقيّم، ومهم، ويحس أكثر بأنه بالفعل يستطيع التعبير عن كل شيء رآه، أو أحسه، أو قرأه. وكل ذلك تحت عناية المدرس، ومتابعته، وتوجيهه حتى يصل الطالب إلى مرحلة يحس فيها بالثقة بالنفس للتعبير الحر في أي زمان وفي أي مكان.
ج- اصطحاب الطالب إلى مكتبة المدرسة ليختار كل طالب ما يروق له لقراءته، ثم يعود إلى كراسة التعبير ليعبر عما تزود به.
د- يختار الطلاب موضوعات التعبير بأنفسهمن حتى يشعروا بأنها تنبعث من أفكارهم فيزيد حماسهم.
هـ- استغلال دروس القراءة والنصوص والبلاغة في حفز الطلاب على التعبير الجيد، بأسلوب فصيح، وله في الدروس أعلاه نماذج محتذاة .
ز- تصحيح كراسات التعبير، والتعليق عليها، وذلك بأن يقوم المدرس بقرأة الموضوع أمام كاتبه، ويناقشه في ما كتب؛ في الفكرة والعبارات والأسلوب، ويوضح له خطأه أمام عينيه، ويرشده إلى الصواب، ويقنعه به. وهذا الأسلوب المباشر هو الأجدى والأنفع.
ولكنه قد تصعب هذه الطريقة في مدارسنا، لما يقع على المدرس من عبء الحصص، ومع ذلك على المدرس أن يعلّق على كل كراس ولو بقراءة فقرة واحدة، ومناقشة صاحبها، ثم يختار نماذج من (٣-٥) كرسات؛ تتفاوت بحسب الفروقات الفردية، يناقش أصحابها في الفصل، ويطلب من كل الطلاب تدوين الملاحظات، ومقارنتها بما كتبوا، ويصححوا ما وقعوا فيه من أخطاء. ثم يجمع المدرس الكراسات ويقوم بتصحيحها، واضعاً بعض الرموز مثلاً: (ن) للخطأ النحوي، و(ص) للخطأ الصرفي، و(م) للخطأ الإملائي، و(ل) للخطأ اللغوي، و(ع) للخطأ في المعنى، ثم يترك الفرصة للطالب لمعرفة الخطأ بنفسه، ويصححه، فإذا عجز يرجع للمدرس فيقوم بذلك.
على المدرس أن يخصص كراسة يدون فيها الأخطاء السابقة عند طلابه، ثم يعالجها بشكل جماعي في الصف، وفي حصة التعبير، ويستغلها فرصة يعالج فيها بعض الأخطاء في أفرع اللغة العربية كلها، ليتم الربط بين هذه الفروع في ذهن الطالب فيهتم بها جميعاً.
بعض الطلاب يظل يتردد على العنصر الواحد في أكثر من موضع، فهو يردد الفكرة الواحدة أكثر من مرة، مما يدل على عدم وضوح الفكرة في رأسه وتشتته. هنا يجب على المدرس أن يأخذ بيده، ويناقشه في الموضوع شفاهة حتى تترتب الأفكار في ذهنه، ثم طلب إليه أن يكتب.
يجتهد بعض الطلاب في حفظ جمل مختارة، يلقون بها في كل موضوع، ويصطنعون المواقف لحشرها في كل مقام، إظهاراً لبراعتهم، هذا لا يناسب طلاب المدارس الثانوية، لأن فيه إخماداً لإبداعه وحدّاً من تدفقه المنشود. على المدرس أن يتتبع ذلك في كراسة الطالب، ويطلعه عليها، ويصححه بتعابير بديلة يقترحها، ويطلب إليه أن يكتب مثلها من عنده، حتى ينقله إلى الإبداع الذاتي.
على المدرس أن يضع تعليقاً وافياً في كراسة التعبير، يطلع الطالب على ما أجاد فيه أو قصر، فقد يجيد الطالب في الأفكار ويسيء الصياغة. أو تنحسر أفكاره وتغمض عباراته، أو تكثر أخطاؤه النحوية والإملائية، أو يحسن الاقتباس والتضمين من القرآن والشعر. كل ذلك ضروري ليقف عليه الطالب ويدرك صورته، فيعدّل منها أو ينقحها ويصلح من مثالها، وعلى المدرس تجنب التعليقات المبهمة، مثل: لا باس أو جيد... إلخ.. فهي لا تنفع الطالب في شيء.
ينبغي ألا يغفل المدرس ـ في التعبير التحريري ـ عما يجب أن يراعيه الطلاب من آداب الكتابة وتقالديها، من حيث؛ خلو الصفحة من الشطب المشوّه للتعبير، واستقامة العبارات على أسطر، وصحة رسم الكلمات، واعتدال حروفها، واستيفاء الكلمة نقاطها وهمزاتها، وضرورة استعمال علامات الترقيم، وتوزيع الأفكار على فقرات متميزة في أولها وآخرها. واتساق الكتابة بين الهامشين في الصفحة.
خلاصة الأمر ينبغي أن يُعنى المدرس بإبراز عناصر الموضوع التحريري عن طريق المناقشة، واختيار الألفاظ، وتنوع التراكيب، وحسن صياغتها، وتقرير المعاني، وانتقاء الأفكار وترتيبها وتسلسلها، ومراعاة الربط بينها، وتقسيم الموضوع إلى فقرات، على أن يخبر المدرس طلابه بالموضوع قبل الدرس ليعدوا أنفسهم.
مقترح خطة تدريس مادة التعبير للصف الأول الثانوي
اليوم والتاريخ.............../ /............السنة:....................... المادة:................. موضوع الدرس:..........................
الأهداف السوكية الوسائل عرض الدرس التقويم ملحوظات
1/ أن يكتب الطالب تعبيراً عن: شخصية تاريخية أعجب بها.
2/ أن يعرف الطالب الدور النضالي لأسلافه.
3/ أن يميل الطالب إلى التخلق بأخلاق الشخصية التي أعجب بها. سبورة وأقلام وكراسات. 1/ تمهيد:
ـ اذكر بعض الشخصيات المهمة في التاريخ: الإنساني، والإسلامي العربي، والسوداني؟
ـ نبذة مختصرة عن معنى الشخصية التاريخية، وكيف يكون الإنسان شخصية تاريخية، وما معنى ذلك.
2/ سير الدرس:
ـ يذكر الطلاب عدداً من الشخصيات، يدونها المدرس على السبورة.
ـ يختار ثلاث شخصيات، يتحدث عنها الطلاب. يدون النقاط المهمة على السبورة. يضيف على أفكار الطلاب.
ـ يختار الشخصية التي يعجب بها عدد كبير من بين طلابه لتكون عنواناً لتعبير اليوم (أنموذج).
ـ يخطط على السبورة كيفية كتابة التعبير:
*مقدمة= تهيئة للموضوع حول النص.
*الموضوع= تعريف الموضوع + أهمية الموضوع + صفاته ومميزاته + دعم الموضوع من محفوظ الطالب (القرآن، الحديث، الشعر ... الخ).
*الخاتمة= تلخيص دقيق للموضوع (نصائح إن وجدت).
ـ يسأل المدرس طلابه إذا كان هناك شيء غير واضح يوضحه الى أن يطمئن الى استيعاب كل الطلاب.
ـ يطلب من الطلاب كتابة التعبير (الأنموذج)، كما هو مخطط على السبورة، وكما تم النقاش حوله.
ـ يمر المدرس ليتابع كيف يكتب الطلاب المقدمة، ويقف في نماذج ويعدل، ثم الى آخر الموضوع.
ـ لابد من الإشادة بمن أجاد لتحفيزه. ـ كتابة التعبير داخل الصف تحت متابعة المدرس.
ـ جمع الكراسات لتصحيحها، مع العناية التامة بالتعليق على كل كراس.
ـ يكتب كل طالب تعبيرا (واجبا منزليا) عن الشخصية التي أعجب بها. التعبير القادم سيكون تعبيرا شفويا عن الموضوع نفسه (شخصية أعجبت بها).
الفصل الرابع
إجراءات الدراسة
أولا: مجتمع الدراسة:
يقصد بمجتمع الدراسة جميع الأفراد، أو الأشخاص الذين يكوِّنون موضوع الدراسة( ). ولمّا كان المقصود في هذه الدراسة؛ هم الطلاب، أو الدارسون في المرحلة الثانوية عموما، وهو مجتمع كبير، ويصعب حصره، ولهذا انحصرت هذه الدراسة في طلاب المرحلة الثانوية بنين، السنة الأولى بمدارس القبس الخاصة بالخرطوم، للعام الدراسي 2011 ـ 2012م.
ثانيا: عينة الدراسة:
تم اختيار عينة الدراسة بطريقة الاختيار العمودية، لأنه المجال الذي يعمل فيه الباحث. فوقع الاختيار على طلاب السنة الأولى في مدارس القبس الثانوية الخاصة بنين للعام، الدراسي 2011 ـ 2012م.
ثالثا: أداة الدراسة:
تم استخدام الاستبانة أداة رئيسة، حيث عرفت بأنها:" إعداد قائمة من الأسئلة تتصل بموضوع الدراسة وتوزيعها على مجموعة ممن لهم خبرة ودراية بموضوع الدراسة"( ). وتعتبر الاستبانة من أكثر أدوات البحث العلمي استخداما في الدراسات الإنسانية، وتعد من أفضل وسائل جمع المعلومات، وكذا ملاءمتها لهذه الدراسة.
تكونت الاستبانة من أحد عشر سؤالا، يطمح الباحث في أن تختبر فروض الدراسة، وقد وزعت على كل طلاب السنة الأولى بمدارس القبس الثانوية الخاصة بنين بالخرطوم. والبالغ عددهم (103) طلاب. وقد اعتمدت الاستبانة الأسئلة المباشرة التي تجاب بـ( نعم أو لا). مثل: هل تستطيع أن تعبر عن أفكارك ومشاعرك كتابيا، أو شفويا بصورة سليمة من الأخطاء اللغوية؟
الفصل الخامس
تحليل النتائج وتفسيرها ومناقشتها
س (1): هل تستطيع أن تعبّر عن أفكارك ومشاعرك كتابيا بصورة سليمة من الأخطاء اللغوية؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 17 16.5
لا 86 83.5
المجموع 103 100.0
من الجدول يتضح أن نسبة الطلاب الذين أجابوا بنعم (16.5%)، والذين أجابوا بلا (83.5%)، ووجود نسبة (16.5%) من الطلاب الذين أجابوا بنعم يدلل على أن هناك طلابا يستطيعون التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، بينما تؤكد نسبة الإجابة (83.5%) بلا أن معظم الطلاب لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم كتابياً بصورة سليمة من الأخطاء اللغوية. وهذا يؤكد ما ذهبت إليه من ضرورة الاهتمام بالتعبير بوصفه المقياس على تعلم اللغة وإجادتها.
س(2): هل تستطيع أن تعبّر عن أفكارك ومشاعرك شفوياً بصورة سليمة من الأخطاء اللغوية؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 0 0.0
لا 103 100.0
المجموع 103 100.0
الجدول يوضح أن نسبة (100%) من الطلاب أجابوا عن السؤال الثاني بلا. هذا يؤكد أن كل الطلاب لا يستطيعون التعبير شفاهة. ولعل السبب في ذلك طبيعة التعبير الشفوي ذاته التي تعتمد على المباشرة، والجو المحيط، ومما يسببه من رهبة، أيضا يدلل على أن الطلاب لم يتدربوا على هذا النوع من التعبير. ولا طالب يستطيع أن يعبر شفاهة من غير أخطاء، هذا أمر يستوجب دق ناقوس الخطر ويلفت الانتباه الى أهمية التعبير، ويؤكد صحة فرضية الدراسة.
س (3): هل تعرف كتابة التعبير الجيد؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 52 50.5
لا 51 49.5
المجموع 103 100.0
النسبة المئوية للإجابتين تبدو متقاربة من الجدول، وهذا يدلل على أن الطلاب من حيث المعرفة النظرية يعرفون كتابة التعبير الجيد، لأن التجربة ربما هي السبب في ذلك، ويدل هذا على قدرة الطلاب الاستيعابية، لأن نسبة الإجابة بنعم (50.5)، وهذا مؤشر الى أن استعداد الطلاب عال، ويحفز على الاهتمام بالتعبير. والإجابة بلا تؤكد أنه ـ تقريبا ـ نصف الطلاب لا يعرفون كتابة التعبير الجيد.
س (4): هل هناك حصة تعبير خاصة به؛ مثله مثل النحو والبلاغة والأدب؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 0 0.0
لا 103 100.0
المجموع 103 100.0
الجدول يؤكد صحة فرضية أن المقرر الدراسي لم يتعامل مع التعبير بوصفه مفردة مستقلة ينبغي أن تعطى زمنها في الخطة الدراسي، ويعد لها المدرس ويدرب، لأنه بغير ذلك، فإن الطلاب يتعاملون معه بوصفه واجبا ضمن مادة أخرى، فلا يعطيه زمنا كافيا، خاصة إاذا توهم الطالب أنه فهم الدرس، وما عاد في حاجة الى اتمام الواجبات، أو ينتظر حله من قبل المدرس فيما بعد ... الخ. أن يجب الطلاب بنسبة (100%) بنعم، فإن هذا لا يدع مجالا للشك فيما ذهبنا إليه في فروض الدراسة، ويوجه بسرعة علاج المشكلة.
س (5): هل تدرس التعبير ضمن فروض/واجبات البلاغة من مادة اللغة العربية؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 103 100.0
لا 0 0.0
المجموع 103 100.0
دائما نسبة (100%) تدلل على صحة الفرضية، مما يوضحه الجدول أعلاه. هذا معناه أن كل الطلاب يؤكدون أن التعبير يدرس ضمن فروض فرع البلاغة. وشتان ما بين أن يكون موضوع ما ضمن فرع ـ جزء ـ أو فرعا مستقلا يخصص له وقته الكافي، ويدرب المدرس على أدائه، فيشعر الطلاب بأهميته، فيقبلون على التعامل معه بكل جدية وصرامة، وهو المفقود الآن في إجابات الطلاب.
س (6): هل ترى أن التعبير فرع منفصل يستحق أن يدرس لوحده مثل النحو والبلاغة والأدب؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 97 94.2
لا 6 5.8
المجموع 103 100.0
شعور الطلاب بأن التعبير يستحق أن تفرد له حصة مستقلة؛ مثله مثل بقية فروع اللغة العربية في إجابتهم بنعم بنسبة (94.2%)، يؤكد حرصهم على التعليم، ويؤكد أنهم يشعرون بأن هناك مشكلة ما في التعبير، ربما هم في حاجة لإشباعها، ومعالجتها في زمن خاص، وليس ضمن فرض ما. وأما الإجابة بلا بنسية (5.8%)، فيدلل أن قلة من الطلاب استمرأت عدم الاهتمام بالتعبير، فلم ثكترث لأي جديد.
س (7): هل يخصص مدرس اللغة العربية حصة لتدريس التعبير؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 0 0.0
لا 103 100.0
المجموع 103 100.0
نسبة (100%) من الطلاب يؤكدون بأن مدرس اللغة العربية لا يخصص وقتا للتعبير، وإنما يتقيّد بالمقرر الدراسي؛ بأن يدرِّس التعبير ضمن مقرر تدريبات البلاغة، هذا يدل على عدم الوعي الكافي لمدرس اللغة العربية بأهمية التعبير، ويسوّغ تدريبه.
س (8): هل لديك كراسة تعبير خاصة به؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 21 20.4
لا 82 79.6
المجموع 103 100.0
(20.4%) من المجموع الكلي للطلاب أجاب بعم، أي تقريبا خمس الطلاب، وهو عدد قليل بالقياس الى العدد الكلي، وقياسا الى فروع مادة اللغة العربية الأخرى؛ إذ كل الطلاب لديهم كراسات: نحو، وأدب، وبلاغة، أو يجب أن يكون لديهم. مما يؤكد فرضنا بأن التعبير لا يعنى به في المقرر الدراسي، ولا حتى من قبل بعض الدراسين. فقد أجاب الطلاب بنسبة (79.6%) بلا، وكأنه شيء طبيعي ألا يكون لديك كراس تعبير خاص، لأنه يكتبه ضمن كراسة البلاغة. وأما من أجاب بنعم، فإنه يرجع ربما لاهتمام الطلاب بكراساتهم، وهذا كثير في المدارس؛ أن تجد في الفصل أربعة، أو خمسة طلاب يهتمون بكراساتهم، فيجعلون لكل مسمى في المادة كراسة منفصلة.
س (9): هل يدرِّسكم مدرس اللغة العربية خطوات كتابة التعبير الجيد؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 0 0.0
لا 103 100.0
المجموع 103 100.0
الجدول يوضح أن نسبة (100%) من الطلاب أجاب بلا. وهذا يؤكد أن التعبير لا يدرس مادة منفصلة، وأن مدرس اللغة العربية لا يخصص وقتا لتدريس خطوات كتابة العبير الجيد؛ ولو نظريا.
س (10): هل تحب كتابة التعبير؟
الإجابة التكرار النسبة المئوية %
نعم 19 18.4
لا 84 81.6
المجموع 103 100.0
طبيعة السؤال مرتبطة بالميول الشخصية والنفسية. ومن الجدول نقرأ أن نسبة (18.4%) أجابوا بنعم، وهو تقريبا خمس الطلاب، مما يفتح نافذة الأمل في قبول الطلاب لإفراد التعبير مادة خاصة، ربما تشجع آخرين. بينما إجابة نسبة (81.6%) بلا تضع المقرر الدراسي محل سؤال كبير، ومن ثم تدفعة لمعالجة هذا الخلل الواضح الذي يؤكد فرضية الدراسة.
الخاتمة
النتائج والتوصيات
أولا: النتائج:
خلصت الدراسة بعد استعراض الجداول، وبعد الرجع الى فروض الدراسة، إلى الآتي:
1/ أن (86) من عينة الدراسة، ما يعادل نسبة (83.5%) لا يستطيعيون أن يعبروا عن أنفسهم، وأفكارهم بصورة سليمة من الأخطاء اللغوية.
2/ أن عينة الدراسة كلها/ بنسبة (100%) لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بصور سليمة من الاخطاء اللغوية. وهذا معناه أن طلاب السنة الأولى من المرحلة الثانوية لمدارس القبس الثانوية الخاصة بنين لا يستط