صلاح الهوساوي .عضو مشارك
البلد : اسمي : صلاح خليل عبد العال - من مصر عدد المساهمات : 11 نقاط : 33 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 المهنة : حاصل على دكتوراه وماجستير ودبلومة من جامعة القاهرة في مجال الدراسات اللغوية - وحاصل على المؤهلات الجامعية التالية ليسانس دراسات اسلامية وعربية جامعة الأزهر -ليسانس لغة عربية جامعة عين شمس - بكالريوس هندسة كهربية (حاسبات آلية وتحكم آلي) - المهنة الحالية كبير مهندسين - هيئة الطاقة الجديدة - وزارة الكهرباء
| موضوع: مشكلات ترجمة معاني أدوات الاستثناء في القرآن الكريم - د. صلاح خليل عبد العال سرور 2011-04-03, 13:26 | |
| أدوات الاستثناء: وقضايا المعنى المتعلقة بها: وهي استعمال (إلا) في غير الاستثناء، والاستثناء بغيرها من الأدوات مثل (غير - أو - حتى) في القرآن الكريم، وفيا يلي معاني (إلا) في غير الاستثناء وموقف المترجم من ذلك: 1- (إلا) صفة بمعنى (غير): قوله تعالى:" لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا " (الأنبياء 22 ) والمعنى: لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا (المبرد ص408) وقدر صرح جومي بهذا المعنى لـ(إلا) في هذه الآية في تفسيره بالعربية (ص422) فقال: (إلا الله) غيره وكانت الترجمة كالآتي: Dã wadansu abũbuwan bautãwa sun kasance a cikinsu (sama da kasa) fàce Allah , hakĩka , dã su biyun sun bãci ومعناها: لو كان فيهما (السماء والأرض) بعض المعبودات إلا الله حقا فسدتا، وهي ترجمة مطابقة لظاهر ألفاظ الآية الكريم، وأما من جهة المعنى –وعليه المدار في الترجمة – فغير مطابقة للمعنى، فاستعمل أداة الاستثناء (fàce) في مقابل الاستثناء بـ(إلا)، ولم يضع مقابل لها في الهوسا بمعنى (غير ) الوصفية كما فعل في تفسيره، ولكن (إلا) لم تستعمل في هذه الآية الكريمة للاستثناء وإنما استعملت في الوصف، " والوصف في الآية مؤكد والمعنى: لوكان فيهما آلهة لفسدتا، أي: أن الفساد يترتب على تقدير تعدد الآلهة، وهذا هو المعنى المراد، فلا يجوز أن تكون (إلا) هذه للاستثناء: من جهة المعنى، ولا من جهة اللفظ [أى من جهة توفر عناصر أسلوب الاستثناء فيها من تمام الكلام قبل (إلا) وخروج مابعدها مما قبلها ]، فمن جهة المعنى: إذ التقدير حينئذ: لو كان فيهما آلهة ليس فيهم الله لفسدتا، وذلك يقتضي بمفهومه: أنه لو كان فيهما آلهة فيهم الله لم تفسدا، وليس ذلك المراد، ومن جهة اللفظ: لأن آلهة جمع منكر في الإثبات فلا عموم له، فلا يصح الاستثناء منه (ابن هشام، المغني، ج1صص 67- 68 ) ونظر ابن هشام إلى (عموم اللفظ المذكور قبل (إلا) حتى يصح إخراج ما بعدها منه) فقط، والصواب أنها من جهة اللفظ، ليست من الاستثناء الاصطلاحي، لأن الكلام لم يتم قبل (إلا)، فهذا يؤكد أنها مستعملة في هذه الآية الكريمة في الوصف، و(لو) في الآية شرطية ويتم الكلام بذكر جوابها (لَفَسَدَتَا) وجعل ابن الصائغ (إلا) في قوله تعالى: " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا " بمعنى: بدل الله أو عوضه ( العكبري، الكليات، ص 167- السيوطى،الإتقان،ص 199) وقد ترجمها الكنوي بمراعاة أن تكون (إلا) بمعنى (غير) وذكر مقابلها في الهوسا (wanin) فكانت ترجمته للآية (صص 935-936 )كالآتي: Da da akwai iyayengiji cikin sammai da kassai wanin allah da sun ruguje ومعناها: لو كان يوجد آلهة في السماء والأرض غير الله لانهدموا في حين ترجمها محيي الدين(ص 862) كالآتي: Da ya zamana akwai wasa iyayen giji ba allah ba a cikinsu (watau sammai da kassai ) , to da tsarinsu ya baci. ومعناها بالعربية: لو كان يوجد آلهة ليس الله فيهما (يعني السماء والأرض) لفسد نظامهما، وليس هذا هو المعنى المراد، لأنه يقتضي بمفهومه: أنه لو كان فيهما آلهة فيهم الله لم تفسدا، وليس ذلك المراد، كما سبق التنبيه على ذلك. 2-2-2 (إلا) بمعنى (بعد): 1- قوله تعالى: "لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأولى " (الدخان 56) وقد صرح جومي في تفسيره (ص660) بالعربية بهذا المعنى لـ(إلا): قال: أي: التي في الدنيا بعد حياتهم فيها، قال بعضهم (إلا) بمعنى بعد، وهذا لفظ الجلالين (ص 419)، وفي الاستثناء في الآية معان أخرى وهي: 1-أنه منقطع، لسبق زمان المستثنى لزمن المستثنى منه، والماضي لا يستثني من المستقبل، والمعنى:لكن الموتة الأولى قد ذاقوها في الدنيا. 2- أنه استثناء للمبالغة في تعميم النفي وامتناع الموت، كأنه أريد أن يقال: لا يذوقون فيها الموتة ألبتة. 3- أن (إلا) بمعنى (سوى) أي لايذوقون فيها الموت سوى الموتة الأولى، وضعفه الطبري لأن فيه إثبات موتة من نوع الأولى هم ذائقوها، وقد آمن الله أهل الجنة من الموت اهـ. ولولا القرينة السياقية لقوله (فيها) في الآية، لكان الاستثناء متصلا لعموم لفظ الموت (ابن جزي ص 674-البيضاوي 659-الكشاف ج3ص435 –القرطبي ج16صص154 – 155-الجمل ج1ص369،ج4ص112– ابن القيم70-الطبرى، ج25صص137-138باختصار) وكانت ترجمة جومي لمعنى هذه الآية كالآتي: bã su dandanar mutuwa a cikinsu , fàce mutuwar farko ومعناها: لا يذوقون الموت فيها إلا الموتة الاولى، فلم يقدر أنها التي في الدنيا ولا جعلها في ترجمته بمعنى (بعد)،كما فعل ذلك في تفسيره بالعربية ولا قدر (إلا) بـ(لكن) لانقطاع الاستثناء. قال ابن القيم (الفوائد، ص 70): قال بعضهم: (إلا) بمعنى (بعد)، والمعنى: لا يذوقون بعد الموتة الأولى موتا في الجنة، وهذا معنى حسن جدا، يفتقر إلى مساعدة اللفظ عليه، ويوضحه: أنه ليس المراد إخراج الموتة الأولى من الموت المنفي، ولا شيء متوهم يحتاج من أجله إلى الاستثناء، وإنما المراد: الإخبار بأنهم بعد موتتهم الأولى التي كتبها عليهم لا يذوقون غيرها، وعلى هذا يقال: لما كان ما بعد (إلا) حكمه مخالف لحكم ما قبلها، والحياة الدائمة في الجنة إنما تكون بعد الموتة الاولى، كانت أداة (إلا) مفهمة هذه البعدية، وقد أمن اللبس لعدم دخولها في الموت المنفي في الجنة فتجردت لهذا المعنى، فهذا من أحسن ما يقال في الآية، فتأمله . ومن وصف قائل هذا القول بـ(قال بعضهم) فهو تابع لأبي حيان حيث قال ولولا أن بعض المفسرين ذكر هذين القولين –أى إلا بمعنى الواو وبمعنى بعد- ما ذكرتهما لضعفهما (أبو حيان، ج2 ص 43)، والإمام الطبري المفسر ممن قال: وجاز وضع (إلا) في موضع (بعد) في هذا الموضع لتقارب معنيهما، ومن شأن العرب أن تضع الكلمة مكان غيرها إذا تقارب معنيهما كوضعهم الرجاء مكان الخوف، في نظائر يكثر إحصاءها كما يتقارب معنى الكلمتين في بعض المعاني، وهما مختلفتا المعنى في أشياء أخر، فتضع العرب إحداهما مكان صاحبتها في الموضع الذي يتقارب معناهما فيه ( الطبرى، 1968، ج25صص137-138باختصار) وتضعيف رأي الطبري –في رأى من ضعفه- قائم على أن مجىء (إلا) بمعنى (بعد) لم يثبت (الجمل، ج4 ص 112) والمتدبر لعبارته يجد أنه لم يدع ذلك وإنما قال (إنهما متقاربان في المعنى في هذا الموضع، وهما مختلفتا المعنى في أشياء أخر) وليس على الإطلاق. وقد ترجم الكنوي هذه الآية (ص1507) مع اعتبار (إلا) بمعنى (بعد) في الهوسا (bayan) فكانت ترجمته كالآتي: bã zã su dandani mutuwa cikinta ba , bayan mutuwarsu ta farko (ta duniya wacce ta afku garesu bayan rayuwarsu) ومعناها بالعربية: لا يذوقون الموت فيها بعد موتتهم الأولى (في الدنيا والتي حدثت لهم بعد حياتهم) وقد ترجمها محيي الدين(ص1380) وقدر فيها (أن الموتة الأولى في الدنيا) فكانت ترجمته كالآتي: ba sa dandana zafin mutuwa a cikinta sai dai mutuwar nan ta farko (a duniya) ومعناها بالعربية: لا يذوقون ألم الموت فيها إلا موتتهم الأولى (في الدنيا) 2- قوله تعالى: "وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ "(النساء: 22) قال الطبري معناه: بعد الذي سلف منكم في الجاهلية، وضعت "إلا" في موضع "بعد" لتقارب معناهما في هذا الموضع، وقال في موضع آخر (إلا ما قد سلف) بمعنى الاستثناء المنقطع، لأنه يحسن في موضعه: لكن ما قد سلف منكم فمضى، إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا (الطبرى، 1971ج 8ص137- 1968ج25صص137-138باختصار) واختارجومي أن (إلا) بمعنى (لكن) في تفسيره (ص102) وكانت ترجمته للآية هكذا: Kuma kadà ku auri abin da ubanninku suka aure daga mãtã, fàce abin da ya shige فلم يترجمها على معنى بعد كما فعل الكنوي في الآية السابقة واختارها في تفسيره، ولا ترجمها على معنى لكن كما فعل في تفسيره وأما الكنوي (ص223) وبشير (ص217) فقد تركا الاستثناء كما هو وزاد الاول أن ذلك كان في زمن الجاهلية … وزاد الثاني أن ما قد سلف يعفو الله عنه. |
|