اعاد التاكد من ان ابواب المسجد مغلقة الاحكام ،تفقد المفاتيح في جيبه ،الان اطمان وخط طريقه الى غرفة صغيرة اعلى احدى البنايات المقابلة للمسجد فبعد جهيد تكلفت جمعية المسجد باستئجارها له مقابل تعويض الامام والعناية بنظافة المسجد ،حمد الله انه حفظ القران صغيرا في احدى قرى تزي نثلاثة ،كم هي رائعة تلك الايام يخرج مع الفجر الى المسجد وبيقى فيه الى ا ن يؤدي صلاه الظهر ، لم يكن يلعب مع اقرانه كان يقضي كل وقته في الحفظ لا يدري كنه ما يتلوه يكفي ان الكل يجزم على انه كلام الله ، الجميع كان يغار من قدرته الرهيبة على الحفظ فلم يستغرق منه الامر سوى عامين بالتمام والكمال .
يا لفرحته لحظتئذ طفل في السابعة من العمر وضع وسط حلقة من الصبايا فبدان الرقص بفساتينهن التقليدية الصفراء اوقدن واقدن الشموع ، واطلقن اطلقن الزغاريد ليومنا هذا يظنها رسائل عاشقات يعلن عن انوثتهن اكثر منها تعبيرا عن فرحتهن به .
غريب امره كلما باغته الحنين لارض القبائل العزيزة وتتواطا ذاكرته الطفولية وتمده بصور فتيات راقصات في الاسطح والخيام والاعراس ربما هذا سر اقباله على الغناء والعزف على الكيتار ،اطلال ذكرى غرفته في القرية تشهد انه متيم بالموسيقى والغناء صور ادير ومعتوب لوناس الوليد ميمون تغطي جنباتها ،اهل القرية تبؤوا له بمستقبل زاهر ابوه كان يريده ايكون طبيبا امه كانت تريده مهندسا
عاتب نفسه "لماذا اعيد اجترار هذه الامور وانا لا طاقة على تغيير شيء ، رجل قاتل هارب من العدالة هذه الحقيقة التي يجب ان لا انساها ابدا .."
فعلا عبد القادر لا ذنب له فهو كان طالبا مجدا خلوقا في كلية الطب في جامعة ميلود المعمري يقضي وقته بين الدراسة والاستماع للموسيقى فشل الطلاب التابعين للجبهة الاسلامية ولا المحسوبين على اليسار في استقطابه فالشائع ان القبائلي بعيد عن هذه التيارات السياسية وهمه احياء لغته ،ظل موسوما بهذه الصفة رغم زهده في هذه التخندقات والدليل الاكبر انه ان لا يحيي ذكرى الربيع الامازيغي ولم يخرج حتى للتنديد باغتيال مغنيه المحبوب معطوب لوناس
بكى ليلتها وسطر قصيدة يرثيه "
لونــــــــــــــــــــــــــــــــــاس
روحك تجوب كل العالم باكية
على قوم نسوا تاريخهم
فقد وا لغتهم
روحك تذرف الدمع على مقابر المعمور
فتقشعر عظام يوبا ومسينيسا
على رجولة امازيغية مخصية
تعجز ان تجعل من نوميديا اسما لبناتها ...."
ليس من المبالغة ان يقال ان الاحداث التي وجد نفسه فيها محشورا عنوة تستحق ان تتحول الى فلم يجمع بين الاكشن والدراما وجميع المسميات .. فما راه تشيب له الولدان ....
في صباح ذلك اليوم جمع امتعته واستقل سيارة الاحرة الى القرية راسا...
تجنب الاحنكاك بالناس واختار اقرب طريق لمنزله .... دخل على امه وقبل يدها وراح يجيبها عن اسئلتها المعهودة عن حال الدراسة والمظاهرات التي تملا تيزو نوزو ، اخبرته ان السلطة قد ادرجت اسمه في لجان الدفاع الشعبي للتصدي للمسلحين المتشدين المتواجدين هذه الايام في الغابات المتاخمة للقرية وانها تسلم السلاح نيابة عنه ... وانه مطالب بالخروج كل ليلية رفقة الشباب لحماية المنازل والممتلكات .
لم يستغرب الامر فالجيش يهرب من مواجهة المسلحين ويلقي بالمجندين و والمتطوعين ابناء الشعب في اوتون الحرب مع الجماعات المسلحة بعد ان تدخل في سياسة البلاد ...
اخذ فسطا من الراحة انتظر غروب الشمس ولبس صدريته واخذ ته لذكرى 18 شهرا التي قضاها في الخدمة الوطنية ،اخذه الفضول لتفحص لكلاشينكوف فرح لانه عرفها :
AK-74
صنع محلي مصنع خنشلة ،ربما الشيء الوحيد الذي يحسب لبخروبةصناعة الاسلحة ، هكذا كان يناديه اغلب هل قريته كره عميق ورثوه اياه لهذا الرجل الذي تطبل له وسائل الاعلام وتعتبره منقذ الثورة الجزائرية التي كانت على وشك ان تموت على يد" بن بلة" ،.
فقد اوقف الإذاعة المحلية الخاصة بمنطقة القبائل... و غير اسم فريق شبيبة القبائل الى "جمعية إلكترونيك تيزي وزو"....وطرد350 ألف مواطن من أصول مغربية امازيغية في صبيحة يوم عيد الاضحى... ربما هي اسباب منطقية لان يتبنى هذا الكره
.
اختار حراسة الجهة الشرقية او بالاخرى جره قلبه الى هذا المكان ،لا ن بيت لويزة كائن فيه ...
تمنى لو يتحول السلاح الى كيتار فيغني لها مئات قصائد الوجد التي بقيت حبسية المذكرات ....
طلب منها في خلوة انتظرها لشهور عديدة ان ترفص له رغباته احيانا مجنونة هكذا خطباته بدلال وغنج لكنها رضخت لتوسلاته عقدت وشاحها على خصرها صانعة شكل مثلث ذكره بتمثال الهة الخصوبة" تانيت " وراحت تكلمه بلغة اخرى ، لم تكن جسدا بل صحراء تنادي عن مطر يغيثها ،بل كانت ثمرة تنتظر من يتذوق حلو طعمها ، كل ارتعاشة تضخ الدماء في عروقه وتعلن موسم الجفاف في فمه .....حرارة غزت كل جسده ....
انتبه لسيارة جيب عسكرية غير بعيد عن ناظره تقدم ليلقي التحية ، لم ياكد يصل حات غاب الضابط رفقة جنديين متجهين لمنزل لويزة ماهي الا ثاون حتى سمع صراخا واطلاق الرصاص ...بعدها لا يذكر سوى تواجده وسط المنزل وحيدا وشهيقة يجيب زفيره من اي جاء بكل تلك الشجاعة والجبروت ... نعم انه منظر زليخة من نافذة المنزل وهي عارية والدماء تسيل منها .... دخل وفرغ كل ذخيرة سلاحه في صدور القتلة .... غطى زليخة وامها ونزع اللحى المستعارة عن وجوههم ....