بارك الله في الجميع

السلام عليكم

لابد من التفريق بين علم الدلالة عند المتقدمين من اللغوييين وعلماء التفسير وعلماء الاصول وبين علم الدلالة عند التداوليين.فان علم الدلالة في التراث العربي يقصد به كل مايوصل الى المطلوب سواء دل اللفظ على معناه الخارجي كما فسره موريس وبريال أم دل اللفظ على جزئه أم دل اللفظ على لازمه أو لوازمه.والمطلع على ماكتبه اللغويون القدماء يدرك ان المقصود بالدلالة عندهم كل مايوصل الى المطلوب عند المتلقي.ومما يزيدالامر وضوحا مافعله علماء الاصول من تقسيمهم دلالة اللفظ الى 1-دلالة اللفظ على المعنى باعتبار الوضع 2-دلالة اللفظ على المعنى باعتبار الاستعمال 3-دلالة اللفظ على المعنى باعتبار وضوح المعنى وخفائه فالدلالة تشمل المعجمية أي باعتبار الوضع وهي دلالة اللفظة المفردة خارج النص واللفظة في المعجم(أي خارج النص) لها دلالة فما ذكره جون لاينز من أنه يستحيل إعطاء معنى كلمة دون وضعها في نص غير صحيح لان المعاجم قد قامت على بيان دلالات الكلمات العربية فاللفظة تدل على معنى ويمكن إعطاء ذلك المعنى غير أن تحديد المعنى قد يتعسر وقد لايعرف المراد منه اللفظة بدقة وبتحديد غالبا إلا بقرينة. بل لقد قسم الشافعية المبهم من الكلام الى المجمل والمتشابه ودلالة الاقتضاء ودلالة الاشارة ودلالة الإيماء. فقد جعلوا المقسم للإقتضاء والإشارة والإيماءهو الدلالة ويفهم من هذا أن الدلالة أعم لأن المقسم يكون أعم من الأقسام لزوما كما في الكلمة حين تقسم الى اسم وفعل وحرف فالكلمة أعم. فضلا عن كلام اللغويين والاصوليين على الدلالة العرفية للكلمات والتراكيب.بيد أن موريس عندما وضع مفهوم الدلالة كان يضعه في مقابل النحو والاستعمال وهذا اصطلاح أو تقسيم ارتضاه لنفسه.فلابد من التفريق بين مفهوم الدلالة في التراث اللغوي والشرعي وبين مفهومه عند التداوليين لئلا يحصل خلط في المفاهيم وللموضوع بقية ان شاء الله