وتأخَّروا لمَّـــــــا تقــــــدّمَ واثقاً

....................... وعلـيـــهِ من حُــــــللِ الجـــمالِ وقارُ

لا ما سجدتَ أنتَ حين دنوتَ منْ

......................عرشِ الإلـــــهِ وإنَّــــــــــــــــــــــــمـــــــا الأنـــــوارُ

عيسى وموسى والخليل تأخروا
.......................فحياؤهم إشفـــــــــــــــــــــاقهم أعـــــــــــــــــذارُ

وإذا نظرت إلى المسيح وقولهِ

.....................بانت لك في طيها الأســـــــــــــــــــــــرارُ ُ


من أينَ أبتدِئ الكلامَ وإنـَّــــها

.......................لصبـــابةٌ ٌ أو جـــــــذوةٌ أو نـــَـــــارُ

مهما تمادى في الخَيــــَـالِ تصوّرٌ

....................... لبهاءِ من حيزت له الأقــــــــــدارُ

سيظلُّ كنهُ محمــــــــدٍ من ربِّهِ


........................أنّى ستــُــدركُ ربَّـــها الأبــْــصــــارُ

وإذا جلوتُ الغيــــبَ حتى تشتفي

....................... نفسٌ تتــــوقُ فـــــإنِّمـــــا مِقـــــدارُ

وتحجّبــــت تلك الحقيقةُ وانجلتْ

........................حيـــناً وحيــــناً إنــــهـــــا أطـــــوارُ

ورأيتُ إعجـــازَ النــــــــبوَّةِ أنَّه

...................... هو صــــورةٌ والمـــرسلين إطــــــــارُ

في مَكَّةٍ ولد الهدى فاستبشرَتْ

.......................نَفـْــسٌ تـــــــئـــنُّ ودَمْــــعـةٌ ٌمِــــدرارُ

هي َ قِصّةٌ للحبِّ كانَ يتيمُهـــا

.......................نبضاً تدفق فانتـــــشـــتْ أسطــــارُ

حُرِمَ الحنانَ فكان عيناً جارياً

.......................للعطفِ ، فيـــــــــه تُفــجّر الأنهـــــــارُ

فالفقدُ ســـــرُّ وجودهِ في عَالمٍ

..................... فانـــظرْ مليـــــّاً إنـــــــهُ الإبــــهـــــــارُ

قد جاعَ حتـــــى ما يذوقُ تُميــــرةً

......................في جوعِ أحـــــــمدَ حِكــــمـةٌ ستُثـــــارُ

أو ما ترى الأم التي قد أشفقت

.......................ثكـــــلى يئِـــــــــنُّ بصــــدرِها مــــوّارُ

تخشى من الزَّمَنِ المُعِضِّ بنابهِ


.......................إنَّ الـــزمـــــــانَ إذا أعـــــضَّ بــَــوارُ

نَظَرتْ وكلُّ حنانِها في صِبيةٍ

..................... يتعثّـــــــرون إذا انثـــــنــَــتْ أطمــــارُ

فنأتْ عن اللـَّـذاتِ خوفَ ضياعِهم

.....................وغــدا يؤجِّـــجُ مــــا بهـــــا الإيثــــــارُ

فمحمّدٌ أحنــــى كـــــــأمٍّ أو أبٍ
....................هـــــــذانِ فــــي الدنـــيا هـــمــــا الأبرار

فدعِ العيـــــونَ إلى المدامع تشتكي

.................. حتى تخــــــــفَّ مـــواجــــــعٌ أو نـــــــارُ

فمّحمّدٌ من قد عـــــــــرفتْ محمدٌ

....................نـــــورٌ تـــلألأ فــــالـــــــدُّنـــا أقـــمــــارُ

وسرى كلحنٍ في الوجودِ مُردَّداً

.................... ومضــــــت تجــــاوب عزفَهُ الأقطـــــارُ

ما لي أرى الدنيــــا تغيّرَ وجهُهـــا

.......................قد زاحَ عنـــهــــــا كُــــــــدرةٌ وخِمــارُ

صاغَ الفَـــــلاسفةُ الـــــذين تقدَّموا
.......................والناسُ بعــــد رؤاهـــــمُ قــــــد حاروا


فأتى النبيُّ يزيلُ كُلَّ غشــــاوةٍ

...................... وحمــــاقـــــةٍ بلهــــاءَ فيهــــــا تماروا



فغدوتَ بالعقلِ المفــــرّدِ طـــائراً


.......................غِرداً يُــــــردِّدُ شجـــــوهُ ُ الأطيــــــــارُ




فانشَقَّ عن هذا الظلامِ صباحُه


.......................وانـــــداحَ من هــــذي الرؤى أحـــــــرارُ




فانظرْ إلى الأنهــارِ كيف تمخضتْ


.........................بحــــراً يشــــــــقُّ عُبــَـــابَها تيّــــــــارُ




من أيقظ النـــــــوّام من رقداتهم


.........................من فجّرَ التــــــــــــــــــاريخَ حتى ثاروا



من أنزلَ الملــــكوتَ من عليائه


.........................للأرض فيهـــــا ملائـــــــــكٌ أخيـــــــارُ





ما فلســــــفات العدل إلا قطـــــرةٌ



.........................من بحره المــــــــــــــوّارُ والهــــــــدّارُ





كانتْ تحدِّثُنا الليــــاليَ أنَّهــــــا



........................ما شــــــقّ ليـــــلَ سمـــــائها أقمــــــارُ






حتى أتيت إلى الوجود فأخبـــرتْ


.........................عنـــكَ الكواكـــــــبَ ليــــــلةٌ ونهـــــارُ



..........................


وأتى يعيدُ إلى القلوبِ ر بيعَها


.................... وتســــــيلُ بين قفـــــــارها الأمـــــــطـــارُ



وازّيّنتْ تلــــــــــكَ الربوعُ بِرَوْحِه


......................من كـــــلِّ حســــــــــنٍ تجتــلي الأبصــارُ




ألأنّكَ الحـــبُّ الذي في نفسهـــــا


.......................لا بل أحبّـــــــكُ واحــــــــــــدٌ قهـَّـــــــارُ





هذا الوجــــــــــودُ أطال فيكَ تفكّراً



.......................حتى تحــــــقَّـــــــــقَ أنـــــــــكَ الأفكــــارُ




وبأنك المـــــعنى الــــــذي قد تـَــاقَه


........................فأتى إليــــــــكِ يســــــوقُــــــهُ الإقـــــرارُ




من كلِّ نفــــــــسٍ قد وجــــدتَ لأنكَ


......................كالبـــــحــر قــــد مُـــزجت به الأنــــــهــارُ




في الغيبِ كنــــــــتَ مُقدّماً فتناسلتْ


...................... منـــكَ الحقـــائـــــقُ كلّـــــهــــا أطـــــــوارُ




فأحبّك الأشـــــــياء كــــــلُّ صغيرةٍ


......................وكبيــــــــرةٍ وأحــــــبّـــــــــــك الكفَّـــــــــارُ




لكنـــــَّهم ستـــــــــروا هواكَ بصخرَةٍ


................... والصخرُ تنبـــــــــت حــــــــولَهُ الأزهــــــــار




مهما أهالوا الصخرَ فــــوقَ نَخيلكِ


..................... تـــــفـــــترُّ فــــــــوقَ أكُــفِّــهـــم أثمـــــــارُ



شيءٌ جميلٌ أن يكــــــونَ محمــــدٌ


.......................هـــــــو روعـــــة الأيـّـــــــــامِ والأقـــــــدارُ




من شاء فلــــــيدنوا ويقبـــسَ جمرةً


...................... لتــــضيءَ بيــــــن جـــــــفــــونهِ الأنــوارٌ



أو فارحلوا عنـــــــه بعيــــــــــداً إنه


......................لا إليه تطــــويكـــــــــــــم لـــــه الأسفــــــار




أو فاقرأوا الإنــــــــــجيـــل َ لا قرآنه


......................فمحــــــــمدُ الإنــــجيــــــــلُ والأَســـفـــــــارُ




أو فاكتــــــــــــــبوا عنه الكلام مزيَّفاً


........................أو فارسمــــــــــــــوهُ فـــــــإنه المُختـــــارُ



فأكفُّـــــــــــكم صـــــلّتْ عليه وطالما


........................ ثنـــــــــت الأنــــــامـــــــــلَ وردةٌ ونُــــوارُ




فتقطّعتْ جُمَـــــلُ الجمــــالِ وأصبحتْ



.....................لا يُعــــرفُ الإحـــــــســــاسُ والمـــــِقـــــدارُ





لولا جــــــــــمالُ محمـــــــــدٍ وفديتُه

.................. ما كــــــــــانَ إعـــــــــــلانٌ ولا إســـــــــــــرارُ




وغداً يذوقُ الأمـــــــــــنَ ذائقُ حبهِ



..................كأسُ الحـــــــــبيبِ علــــى المــــــحبِّ تــُـــدارُ













مراد الخالد ( خالد الغيلاني )