بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال عقبت به على بعض المغردين ، وإن شاء الله يكون لي مواضيع أخرى في منتداكم المحترم وأرمز لنفسي بأسماء منها ( مراد الخالد ) واسمي خالد الغيلاني
نعلم يقيناً متحصلاً لا يخالطه شك أن الصحابة درجات بأدلة عدة منها :حديث تكون نبوة ثم خلافة على منهاج النبوة وحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ومن علماء السلف من توسع فأدخل عمر بن عبد العزيز وعده منهم كما ذكر ابن حجرومنها حديث لا تسبوا أصحابي والمقول له هذه الكلمة من الصحابة قطعاً فهو يدل دلالة أن مفهوم الصحبة يقتصر على من تقدم إسلامهم كعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وهو لا يخرج خالداً رضي الله عنه لأنه في حديث آخر عندما قالوا له ( ألسنا إخوانك ) قال أنتم أصحابي وكما في حديث (لا يحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) مع أن المقول من أـجله هذه الكلمة غير معروف بالملازمة بل من المتهمين في دينهم وكما في حديث فاطمة بنت قيس ( تلك امرأة يغشاها أصحابي ) هذا من حيث الاصطلاح أما من حيث اللغة فيعم مجرد الصحبة القصيرة كما في حديث أبي سفيان مع هرقل وكما في حديث قتل أبي رافع اليهودي . وقد يدل على هذا من وجه آخر كما هو معروف في علم الأصول من حيث مفهوم المخالفة وكما في قول يوسف عليه السلام عندما قال ( أنا يوسف وهذا أخي ) فإن أخوته يعلمون يقينا أنه أخوه وإنما من باب تقرير الأخوة التي افتقدوها بما عملوه أو تقرير نوع أعلى من الأخوة مع كونهم إخوته بلا ريب وكذلك خالد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن عندما أتى فعلاً لا ينبغي أظهر النبي معنى اصطلاح الصحابة الأدق . وهذا قد تطرده في كثير من المسائل فإن الله يقول ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) فلو قال قائل لم تكن النبوة في كمالها وجمالها وجلالها إلا في محمد صلى الله عليه وسلم لصدق لأن النبوة ليست مجرد الإيحاء لأن الإيحاء قد يطلق على الإلهام والرمز وحتى المنامات كما جاء في الحديث الصحيح .وكذلك جاء في حديث في بعض ألفاظه ( وإن أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقو ل أصحابي أصحابي فيقول ( يعني الملك كما في لفظ آخر) إنهم لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم ) ، وتتبع الشبهات من أيسر الأمور ، وقد قال ابن تيمية رحمه الله كلمة أعجبتني ( المعنى) : أن حال هذه الأمة مع الأمم الأخرى كما ينظر للثور الأبيض وفيه شعره سوداء فيقول هذه هذه وهناك من ينظر إلى الثور الأسود فيه شعره بيضاء فيقول هذه هذه فنترك القطعيات البينة إلى نصوص متشابهة ، وقد جاء في ألفاظ أخرى ( سيجاء بأناس من أمتي ) وفي لفظ ( وليذدنَّ رجال ) وفي لفظ ( لأذودن رجالاً منكم ) والأقرب أنه يقصد به أفراد الأمة لا الصحابة على الخصوص ، وأما لفظة أصحابي في بعض الألفاظ فهذا بين وواضح فنحن باعتبار الموقف يوم القيامة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وأمته يأتون يوم القيامة غرا محجلين فهذه علامة أصحابه فلكل نبي أصحاب يوم القيامة وأكثر من ذلك أن النار لا تأكل مواضع السجود من أهل الإسلام دلالة على أنها علامة مميزة فيهم.
وتبقى مسألة تجدها في تغريداتي ذكرتها على جهة الاقتضاب وربما أبسطها .
وأختم بحديث ( لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني ) حسنه ابن حجر ، وفي حديث عند مسلم وأصله في البخاري ( يأتي على الناس زمان يغزو فئام فيقال هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم) وربما من هذا أخذ الجمهور تعريف الصحابي وهو قول البخاري الذي بوب عليه كما في المناقب وهي طريقته وفقهه في الأبواب كما وضحه الحافظ ابن حجر وثم مسألة كما جاء في الحديث أنتم شهود الله في أرضه فمهما لعبت السياسة والحزبيات والدعوات الطائفية فلن تخف الحقيقة ولن يأخذ الله أمة عن الحق قرونا طويلة وكانوا أكثر إخلاصاً وعملا واستقامةً وإرادة لوجه الله كما في حديث خير الناس قرني وكما في نصوص كثيرة ثم يجعل الله أولى الناس به من تأخر في آخر الزمان وزمن الفتن من عشرات أو ربما اثنان أو ثلاثة.
وقضية أخرى شتم صحابي معين تختلف اختلافا جذريا عن شتم مجموع الصحابة أو تكفيرهم مع ضميمة الطبقية التي ذكرتها في تغريداتي ، وباعث القول ، فإن الله أباح لمن قال كفراً مكرها وقلبه مطمئن بالإيمان وكما كان بعض الصحابة يقول في النبي أمام المشركين ويبيح له النبي ذلك بعد أن يستأذن منه ، فليس لأحد أن يتكلم في النبي ولو لغرض شرعي في ظنه لأن ذلك من حق النبي .
https://twitter.com/kkhld30000
عدل سابقا من قبل خالد الغادي في 2013-06-02, 22:54 عدل 1 مرات