حاصرته بنظرة طفل حزين.. وقبل أن يدركها، رمت بها، واستعارت من الكبر قناعًا.. فلم يعلم أنّه دثار ضعفها حتّى حين...
أتظنّ أنّك تستميل طفولتي أن حرّمت اسمي على شفاهك.. وجعلتني لأغانيك لحنًا .. وكتبت على أيّامنا أن تستكين لزلات حسّك.
لكنّني اليوم... قالها بحرف حزين، فقاطعته بسرعة شهاب ينتحر، لم يكن لنا أمس.. فكيف يولد من العدم يوم ؟!
و أمسنا !.. جنون حنّ لطفولة لم يعشها.. وها قد آن الأوان، فلتعشها.. هناك.. بعيدًا عن أسمائنا المزيّفة وأوراقنا المفقودة وانهزاماتنا المعهودة.. بعيدًا.. هناك حيث كنّا نحلم بوطن لا يجعلنا نمشي حفاة على الزّجاج.. وطن لا ننام فيه عراة ليشربنا صباحه باسم الحجّاج..
تنهّد كليل شتاء طويل.. وفجأة أشرقت بسمة أمل بين عينيه.. لما لا نتصالح مع أنفسنا؟.. لما لا نمنحها فرصة أخرى؟ ألا تستحقّ قصّتنا بصمة أخرى؟..
اذهب..إنّه الآن بانتظاري.. فما عدت لي شمسًا وما عادت أقمارك حرّة تصلّي بمداري..
أتعلمين أنّني تركتها لأعود إليك.. لكنّك لا تعلم أنّني لن أتركه لأعود إليك..
استقبل بوجهه السّراب ومضى يعدّد لحظات خيبته..
تنهّدت وهي تراقب سيره البطيء، ثمّ ابتسمت بحرقة جمر تحت الرّماد..
ما ألذّ طعم الهزيمة حين نكتبها على أنفسنا لأجل من نحب.. اذهب إليها وليطمئن عنفوانك، فلا أحد هنا بانتظاري.. سقطت دمعة بكفها فقال الاستياء، أجرحته أم جرّحت قلبك بيديك؟.. ردّ الصّبر على لسانها، بل وهبته فرصة أخرى حتّى يكون سعيدًا من دوني..
ألا يمكن لمريض فقد كلّ الفرص! .. أن يهب من يحب فرصة أخرى؟!
2013-05-27, 18:09
