كثيرة هى المقالات والأبحاث التى تناولتها بالكتابة عن الأديان والمعتقدات وقليلة تلك التى تناولت فيها المشهد السياسى بل عندما أخوض فى حدث سياسى لابد أن يطل المشهد الثقافى الدينى كوننا نتحرك فى ظلال ثقافة خربة تفرز صورها ومشاهدها القديمة لتغتصب الحاضر وتنتهك المستقبل .. لن يخرج هذا المقال عن هذا المنحى لإعتقادى أن الإعتناء بالأصل والجذور هو الأجدى من تناول مشاهد منفصلة تستوقفنا لنصرخ ونندد ثم نهدأ لتكرر نفسها ثانية لنعاود الصراخ والتنديد والإستنكار..فنحن نمارس دور رد الفعل على كل صورة دون ان ندقق فى أسباب نشوءها , لذا أرى أنه من الأجدى الخوض فى ثقافتنا الدينية الخربة التى تطل على واقعنا فلا خروج من حالة التيه والتخبط التى تعترينا إلا بهكذا خوض وفيما عدا هذا من تحايلات هو كمن يأمل أن يجنى ثماراً من حرثه للماء .
تناولت فى مقال سابق مناورة العقل الدينى أى الأساليب الإلتفافية المخادعة التى يتبعها رجال الدين وحملة التراث للسيطرة على الأتباع لتعبئتهم وطرد أى نقد يوجه للخرافات والتناقضات والهشاشة التى تعترى المنظومة الدينية وكان من ضمن هذه الأساليب خلق فوبيا المؤامرة وتصعيد التوجس والعداء ضد الآخر تمهيداً لتجييش المشاعر فى المشروع الدينى والإنطواء تحت مظلته لنجد أن كل دين مارس عملية خلق فوبيا الآخر ليقيم عداء وحالة إستقطابية حادة , ليتم تصدير ان الدين هوية مهددة من الآخر والكافر والمغاير مما يدفع الفرد إلى الهرولة والبحث عن شرنقته للإتصاق بها للتحصن والمواجهة.. نتلمس هذا الأمر حاضراً فى معظم الأديان ليس كمشهد عابر بل كنص مؤسس يظهر بصورة جلية فى اليهودية والإسلام ولا مانع ان يضاف الشيطان كعدو خفى فى حالة عدم إستحضار الآخر ليكون العدو المتربص الذى يكيد المكائد ويضمر الشر للإنسان لتجد الشيطان تحول لحالة هوس فى الفكر الإيمانى بغية ان يكون المؤمن مهدداً حتى يلتصق أكثر بخرافاته أى الدفاع عن الخرافة بالتحصن فيها .!!
يمارس المشروع الدينى دوماً خلق العدو بغية تجييش المؤمنين داخل المشروع الدينى الجبهوى ليكون الآخر عدو متآمر خبيث غير موثوق به يضمر الشر ومن هنا سيتحصن المؤمن فى شرنقتة متحفزاً مدافعاً مستبسلاً لينصرف عن أى شك فى إيمانه فهو فى حالة دفاع جبهوى عن الهوية المراد إختراقها , ومن هنا تزيد منهجية التحفز والدفاع لدى المؤمنين حالة العصبية والتشبث لتجد بشر يتعصبون لملتهم بتشنج ولا يدركون حرفاً واحداً من كتبهم التراثية.! .
فلنحاول أن نسقط هذه الرؤية التحليلية على الإسلام الذى يُعلى من فوبيا المؤامرة والآخر الكاره المتحفز للإسلام .. فمنذ البدايات الأولى نتلمس مشاريع واضحة تعنى بالتوحد والتجييش والمواجهة وهو ما يحفل به كل ثنايا النص القرآنى بغزارة لنجد موقف حاد من الكفار والمشركين ليشمل اليهود والنصارى لتعتقد أن القرآن جاء خصيصاً لمشروع مواجهة الكافر أكثر من إعتناءه بتقديم المزيد من الفكر الروحى لترتفع رايات الجهاد والبغض والكراهية ضد هذا الكافر لحث المسلمين على الوحدة والمواجهة والقتال بلا رأفة فالكافر عدو ليس له سوى الإيمان بالإسلام أو القتل بينما تم منح اليهود والنصارى خيار آخر تمثل فى دفع الجزية فى الوضع صاغراً , لنتوقف كثيراً عند هذه المشاهد ونطرح سؤالاً عن معنى قتال غير المؤمنين فلتدعهم فلست عليهم بمسيطر ولتدع عقابهم عند الإله وإلا مامعنى قصة الإختبار والمحكمة الإلهية ولكن مشهد المشروع السياسى الجبهوى يمنحنا المعنى والمغزى .
الإسلام فى إطار مشروعه السياسى إحتاج بشدة لخلق حالة من الإستقطاب الحاد ليقسم العالم إلى قسطاطين عالم مسلم وفصيل كافر لتحتضن المنظومة الإسلامية هذا النهج حتى يومنا هذا لذا يصبح رفض الآخر وعداءه ليس وليد إختلاف إعتقادى كونه غير مؤمن بالإسلام بل مشروع أصيل فى الفكر الإسلامى لخلق مشروع عداء ومواجهة وتعبئة مستمرة تجعل المسلم أكثر إرتباطاً بإسلامة كملاذ وحصن للمواجهة .. لذا نجد الأديان التى رفعت نهج المؤامرة والتجييش كما فى اليهودية والإسلام يأتى أتباعها الأكثر تشبثاً وتعصباً بين أصحاب الأديان فقد تسلل لهم إحساس بالخطر كونهم فى وضعية المواجهة والدفاع .
نلاحظ إستمرار الخطاب الدينى الداعى إلى التجييش والتعبئة حاضراً دوماً فى الثقافة الدينية الإسلامية لتطل آية " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " بشكل قوى وحاضر منذ الرعيل الأول وحتى الآن بالرغم انها إعتنت بظرف تاريخى موضوعى أيام النبى راغباً فى خلق مشروع مواجهة ومجابهة ضد الآخر لتوحيد المسلمين تحت مظلته وشد عود الهوية والمشروع الجديد .
بالرغم أن آية " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " جاءت فى الزمن المؤسس للدعوة إلا إنها تحمل فى داخلها مغالطة فجة فاليهود منذ البدء وحتى الآن لا يرضون أن يتبع ملتهم أحد من الغرباء فلهم موقف حاد وواضح فى رفض الغرباء فاليهودية ديانة عنصرية منغلقة لا تعتنى إلا بنسل إسحاق ويعقوب والأسباط الإثنى عشر , لتمر هذه المغالطة فى ظل مشروع يخلق جبهة وميدان ضرب نار يوحد المسلمين ويجيشهم فى اطار مشروع مواجهة .
تزداد الغرابة عندما نجد الإسلاميون الأصوليون الآن مازالوا يرددون آية " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " بالرغم ان العالم المعاصر لا يعتنى بقضية الإيمان هذه فهو ساعى فقط نحو مصالحه المادية ولكن نرجع لنؤكد أن هذا النهج راغب فى خلق العدو وسط البؤساء والجهله بتغذية الشعور أنهم مستهدفون ومرصودون من الآخرين ليعيش المسلم فى كنف إسلامه الذى سيزود عنه بالحماية والمواجهة.
يستحضرنى حديث من التراث الإسلامى عن العداء لليهود الذى سيستمر ليوم القيامة لترى معارك كر وفر بينما أحداث القيامة قريبة , فالمسلم يطارد اليهودى ليقتله ليطل علينا إعجاز إلهى لم يتحقق فى معارك الرسول حيث تتكلم شجرة الغرقند لتبوح عن أن اليهودى يختبأ ورائها فتعال يا مسلم واقتله .!! -فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر، فيقول الحجر: يا مسلم ! هذا يهودي يختبئ ورائي تعال فاقتله " .
قد نغرق فى إستقباح هذا العنف والكراهية الغريبة التى تجعل العداء مستمراً لا يتوقف حتى يوم القيامة كما لا يعتنى بتغير خصال البشر عبر الزمن ليؤكد هذا رؤيتنا ان إعتناء النص هو وضع المسلم داخل مشروع محاصر بالأعداء يجعله اكثر إلتصاقاً بهويته الإسلامية فهو فى وضعية خطرة من المتربصين والاعداء والمتحفزين حتى لو إضطره هذا لجعل العداء قدرى يمارس فعله بينما أحداث يوم القيامة ماثلة .
تتشكل صور مختلفة للعدو المتآمر فى الثقافة الإسلامية فلا ضرر من إستحداث عداوات لترتفع رايات التعبئة ضد التمظهرات الجديدة مثل المشروع الصليبى الغربى الأمريكى أو الصهيونية الإسرائيلية الخبيثة أو الإلحاد الروسى الشرير ليبقى المسلم دوما فى حالة إستنفار من إستهداف إيمانه .. فلو لم يجد الفكر الإسلامى العدو الذى يختلقه ليكون حاضراً بقوة فلن يتوانى عن خلقه بغية توحد المسلمين وتجييشهم وشرنقتهم ليحافظ الدين على وجوده وحضوره لنشهد أمثلة كثيرة لا يخلو تأثير قوى الإسلام السياسى منه مثل هذا النفور والعداء الغريب بين أهل السنه والشيعة بالرغم أن الإثنان مذهبان إسلاميان يجمعهما إيمان وقرآن واحد لتتلمس إضطهاد أهل السنه فى البلدان الشيعية مثل إيران وإستعداء ومحاصرة أهل الشيعة فى البلدان الإسلامية ويكفينا نظرة سريعة لما يدور فى مواقع الإنترنت لنتلمس هذه الحالة من العداء القمئ القبيح .
مشهد بسيط من مصر التى تخلو من وجود شيعى مؤثر فأعدادهم عدة آلاف لترى إنتفاضة السلفيين الغاضبة لزيارة الرئيس الإيرانى ومحاصرة منزل القنصل الإيرانى وقذفه بالحجارة رافضين سياحة الإيرانيين لمصر فلديهم هلع من مخطط متوهم بإختراق الشيعة للمصريين السنه فلا تقل ماهذه السذاجة والهشاشة التى تصور إيمان المصريين السنه بهذه الهشاشة والضحالة لكى تتهاوى وتُخترق ولكنها منهجية خلق حالة عداء للإستنفار والتشرنق والتعبئة تحت إدعاء ساذج بأن إسلام السنه فى خطر .
نجد آثار هذا المشروع المتوجس حاضراً فى أى تمظهر للذهنية الإسلامية لنتلمس هذا الغباء الشديد الذى يطل فى الحوارات الفكرية التى تتناول الإسلام فى مواقع الإنترنت لتجد حرص شديد من الإسلاميين فى البحث عن هوية وثقافة وإيمان المحاور والإلحاح على معرفة هويته الفكرية العقائدية وتصنيفه , فهل هو ملحد أم مسيحى أم لادينى ليضعه فى إطار المواجهة الخاص به فهو إما صليبى حاقد أو ملحد فاجر أو صهيونى خبيث ومن هنا ينطلق للدفاع عن إسلامه ليس بتنفيد ما يُطرح بل بتوجيه النقد والهجوم على الأفكار الأخرى لتجده مثلاً يحاول النيل من التراث المسيحى وإظهار مده هشاشته وتناقضه متصوراً أن بهذا الأسلوب الهجومى قد تخلص من الإشكاليات والتناقضات التى تخوض فى إيمانه .!!
من هنا يمكن أن نفهم المشاهد السياسية للإسلام السياسى فى واقعنا الراهن لنتلمس حرصه على إثارة الكراهية والعداء كحجر زاوية لبناء المشروع الإسلامى , فعندما نتأمل حوادث الفتنة الطائفية نجد أن أسبابها واهية وتافهة مثل ذلك الصبى الذى رسم علامة الصليب المعكوف على جدار معهد دينى بقرية الخصوص ليجد إستنكار من موظف بالمعهد وجار مسيحى لم يعجبه تصرف الصبية السخيف فيوبخهم ولكن أصحابنا السلفيين لا يقبلون أن تمر الأمور هكذا لتنشأ معركة حامية الوطيس يسقط فيها سبعة قتلى وعشرات الجرح وتعديات همجية على حياة وأملاك الأقباط ,ولا تكتفى الأمور بهذا الحد بل يتم التحرش والإعتداء على الأقباط عند تشييعهم لجنازة القتلى بالكائدراية القبطية بالعباسية لتتحول لمعارك بالخرطوش والمولوتوف لتقف الشرطة موقفاً متواطئاً للفعل الهمجى.!!
مشهد حادث قرية الخصوص لم يكن الأول بينما الإعتداء على كائدراية الأقباط هو الأول من نوعه ويعنى دلالات كثيرة وظلال قاتمة على مصير مصر فى ظل الإسلاميين لم يخفف من وطئتها سوى التظاهرة الرائعة للقوى الوطنية والليبرالية والعلمانية التى إنطلقت تندد بهمجية الإخوان والسلفيين وتنادى بوحدة وطن يراد ان يُنتهك على مذبح التتار الجدد .
الإسلام السياسى تم إستخدامه بواسطة الأنظمة السابقة كمخلب قط لمناهضة القوى الوطنية واليسارية وكفزاعة تلقى لتنفر الجماهير منه وليزداد الأقباط تشرنقاً وليتعمق مشروع الطائفية ليلهى الشعب عن قضاياه الأساسية ويتفرغ للهم الدينى وهكذا تمرر الأنظمة الحاكمة خطط التبعية ونهب البلاد وتشويش البوصلة لتأتى الخطورة الآن عندما يلعب هؤلاء الفاشسيت الجدد فى الملعب بمفردهم بدون وجود قوى تستثمرهم أو تلجمهم .
المؤسف لمتابعى أحداث الفتن الطائفية اندهاشهم من ردود الفعل العنيفة التى تجلب قتلى وجرحى وخراب .. فعلاقة عاطفية بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة تجلب فتنة طائفية يذهب فيها قتلى وجرحى وحرائق وخراب ومحاولات تهجير لعائلات قبطية – مكوجى مسيحى يحرق قميص مواطن مسلم بمكواته تشعل فتنة طائفية يتم على أثرها حرق ممتلكات الأقباط وطردهم من البلدة .. خلاف ومشادة بين تاجر مسيحى وزبون تجلب فتنة طائفية – خلاف على حدود حيازة ارض تقيم حرباً .. فماهذا وكيف نفسره فهذه الخلافات تافهة وكانت تحدث دوماً وبإستمرار فتمر بلا أى ضجيج فمال بالها تتحول لفتن .
الجادين فى البحث سيقولون ان هناك إحتقان طائفى ولكنهم لايقدمون أى شئ سوى التوصيف ونعت الأحداث والبعض الآخر سيوجهون إصبع الإدانة إلى الجماعات الإسلامية التى تكون العامل المشترك دوماً فى كل الأحداث لتقوم بتأجيجها وتصعيدها ,, والبعض سيكون أكثر عمقاً ليزيد أطراف الإدانة فيشير بأصبع الإدانة لمناهج التعليم الدينى وأجهزة الإعلام وخطباء المساجد الذين يحرضون على الكراهية .. هذه التحليلات صحيحة بلا شك فالتعصب والتزمت يتم إنتاجه من داخل المدرسة والجامع والبيت ولكن بالبحث العميق سنجد أن الأصوليون الإسلاميون هم العامل المشترك فى كل حوادث الفتنة لتأجيجها وخروجها عن المعقول ولا يكون هذا نتيجة كراهية وتعصب أعمى لا نستطيع أن ننفيه بل نؤكد أنه يتم زرعه وإستثماره ليتحرك فى إطار إثارة الفتن الطائفية لتحقيق المشروع الإسلامى فلابد من خلق عدو يتم على أساسه إستنفار المسلمين وتجييشهم فيه لخلق حالة إستقطاب حادة فإما أنت مسلم منحاز لإسلامك متحفزاً مدافعاً ضد المتربصين به أو أنك خارج الإسلام بإستهتارك وإهمالك ليكسب الإسلاميون فى هذا المعترك صفة حامى حمى الإسلام حتى ولو جاء هذا على حساب وحدة الوطن .
* مرمى لضرب النار .
هناك نقطة أخرى جديرة بالإهتمام والإعتناء تفسر نزعة الإسلام السياسى للعنف وتصعيده دوماً داخل المجتمع فالنهج السلفى يفتح نافذة للمحبطين نفسياً أن يحققوا عنفهم الرابض تحت الجلد .
الإنسان فى داخله نزعة نحو ممارسة العنف لتقل من إنسان لآخر وفقا لدرجة تطوره , لنضيف أن الإنسان فى مسيرته الحضارية حاول تقليل منسوب العنف و إستحداث سبل لتفريغ طاقة الغضب والعنف الكامنة فيه مثل ممارسة الرياضة أو التدافع لتشجيع فريق للكرة وقد يجد لذته فى مشاهدة العنف مثل إنجذابه لحلبات مصارعة المحترفين حيث العنف الحاضر وكلما زادت ضراوته وجد هوساً لديه .. تكون هذه التمظهرات هو تنفيس عن العنف الكامن مبتعداً عن ممارسته ضد الآخر.
الإسلام السياسى والجهادى والتكفيرى وما على شاكلته يحقق لذة تنفيس العنف مباشرة فى الآخر ليكون ميدان لضرب النار وتنفيس العنف فى ظل حالة من الإرتياحية واللذة فهو يستظل بظلال المقدس .. حرى بنا الإهتمام بهذه النقطة الغائبة عن الأذهان فليس ممارسى العنف والتعصب والمنادين بتطبيق الشريعة كونهم لديهم غيرة على إسلامهم بقدر ماهو ملعب متاح لممارسة العنف سواء قولاً أو فعلاً بإرتياحية .
هذه استراتيجية الإسلام منذ المؤسس الأول حتى الآن فلنخلق عدو ومكان لضرب النار لإستحداث حالة إستقطاب حادة بين الإسلام واللإسلام من خلال مشروع مواجهة مُختلق يبغى إلى التجييش والتحفيز والتنفير ومن هنا يكسب الإسلام السياسى أتباع تحركوا تحت الغيرة .. إنه يكسب بالفعل فى ظل مجتمع شديد الإحباط شديد التخلف ولكن ثماره تمزيق نسيج المجتمع وإشعال حرائق كثيرة ستأتى على الأخضر واليابس .
لا يجب أن تكون مناهضة الإسلام السياسى من منطلق أن منظومته عتيقة لا تتناسب مع العصر أو أنه مفلس ليس لديه برنامج ولا حتى كونه غير معتنى بالحرية والديمقراطية ولن يسمح بها ولكن الإشكالية الأكبر أنه مشروع مُخرب مُدمر للمجتمع فلن تقوم له قائمة إلا بإثارة النعرات والفتن وتصعيدها وتأجيجها بغية تجييش المواقف وخلق حالة استقطابية حادة من خلال العبث بشدة وتَعمد بإثارة العداء والكراهية ضد أى فصيل ووضعه فى مرمى لضرب النار متصوراً أنه يستقطب له أنصار على درجة من القوة والشراسة والغفلة ليكسب ويتربع على العرش ليمرر مصالح طبقات رجعية لن تسطيع أن تحكم وتهيمن إلا بهكذا نهج .
لا يجب النضال ضد الإسلام السياسى كونه رجعياً أو يشوش بوصلة الصراع الطبقى بل لأنه فيروس فاشسيتى لن يستطيع أن يحكم ويسود إلى بإستعداء الخراب والدمار متعمداً إنتهاك وحدة وطن وسلامه الإجتماعى .
دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
احمد ابو خشيم
°˚◦ღ•.Ahmed.•ღ◦˚°