في الإعجاز القرآني اللغوي
الجملة الفعلية في سياق الرحمة
دراسة نحوية لغوية
الأستاذ المساعد الدكتور محمد توفيق عبد المحسن
قسم اللغة العربية – كلية الآداب- جامعة الأنبار
الحمد لله العظيم المنان ، ونشكره وهو مستحق الشكر على ما يظهر من خفايا في سطور الكلام ، وبعد فهذه الدراسة متممة لدراسة سبقتها أظهرت أسرار وخفايا تتعلق بالرحمة، عن طريق الدلالة النحوية السياقية بينت المقصود بالرحمة ، وما المطلوب من المؤمنين شرطاً موجباً لتحقق الرحمة ونزولها ؟ ومتى نضمن نزول الرحمة ؟ ومن الموعودون بالدخول في رحمة الله؟ وما أثر التغييرات اللفظية في إحداث تغييرات دلالية ؟ توزعت على مبحثين :
أحدهما يتناول مفهوم الرحمة وتنوع معانيها ، وتنوع رسم التاء في المصحف العثماني ودلالاته ، ومواطن استحقاق الرحمة ، ومستحقيها وتنكيرها وتعريفها وأثر ذلك في الدلالة السياقية.
والآخر في تقديم لفظ الرحمة وتأخيره وصلة ذلك بالضمير ، والجار والمجرور، والظرف، والإضافة .
أما هذه الدراسة فتعنى بالجملة الفعلية في سياق الرحمة الاستعمال والدلالة ، وجاءت في مبحثين ، المبحث الأول : في دلالة الرحمة في سياق المجرد والمزيد من الأفعال ، في الأزمنة كافة ، مع أفعال الرحمة أنفسها ، أي الأفعال المشتقة من الجذر (رحم)، وهذا هو النوع الأول ، أمّا النوع الثاني : فهو الأفعال المساعدة ، أو الموجهة ، أو المحددة ، غير المشتقة من الجذر ( رحم ) ، التي توضح كيفية نزول الرحمة أو وقوعها ، وهذه الأفعال على التفصيل الآتي :
أفعال تحقق وقوع الرحمة وهي أحد عشر فعلا : أَدخَلَ ، ونُصيب ، و آتى ، وأنجى ، ونجَّى ، وبشَّر ، ويختص ، وينشر ، ووَسِعتَ ، وجَعَلَ ، ووَهَبَ ، وأفعال لا تدل على تحقق وقوع الرحمة وهما فعلان ؛ الأول ( أذاقَ ) والثاني ( يفتح ) .
أما المبحث الثاني : فهو في دلالة الرحمة في سياق جملة الشرط ، فمن أدوات الشرط ما يحدد ظرف نزول الرحمة ويؤكد تحققه ، ومنه ما هو نقيض ذلك