دخلت المنتدى كالعادة ،والعادة قد تكون أكثر من...عادة !وما من مرّة أدخل فيها المنتدى إلا أحسّ أنني أرتفع درجات في لباسي ومشيتي وفي نظراتي وحركاتي ...في نظراتي بالدرجة الأولى ...إلى أن أصل إلى صفحتي ويتخطّفني مرج العيون .هناك ..على صفحتي تتوزع نظراتي في مدى المنتدى المحدود ، هل شعر أحد منكم مرّة بتوزّع نظراته ..على نحو يجعله يشعر بنوع من الحَوَلِ ويرى اليمين والوسط واليسار في آن واحد ؟هل أحس أحد منكم بأنّ نظراته مرايا تعكس ما تعكس من أشعة هل شعر أحد منكم بالأشعة البنفسجية .
لا أظنّ أن أحدا منكم شعر بذلك .. فلم يصل أحد بعد إلى الدرجة التي وصلت إليها في عالم الرؤى وفي عالم العيون ..وهي العيون المرايا في الوقت نفسه! والعيون ...المرايا في تجلّيها كانت دائما درجات النّفس والضمير ! ولكن أشعة رؤياي ليست على الدوام بنفسجية ! لقد أصبحت في هذا المرَج .. مَرجُ العيون فوق ... البنفسجية ! وتصوّروا الآن معي ..في نظراتي وفي رؤياي ...وجوها جميلة ،ساحرة باهرة تجلس في مكان ما أمامي ..اعتدت أن أراها بنفسجية .ولكنه في لحظات وجدي بهم فوق البنفسجي ...ولحظاتي كلها وجد كامل .
وقد تعجبون لهذه البنفسجيات التي أتحدّث عنها ،وقد يصعب على بعضكم ..تصوّرها ! إلاّ أنّها في تصوري وفي نظراتي شيء واحد ...شيء عادي جدا .والفرق....... آه دائما الفرق ! الفرق هو الغرق في مرج العيون ...تبرز من بينها وجوه فريد كالجنة ! لهذه الوجوه وفي هذه الوجوه أكتب وأشارك و أحتضر وأموت ..! فعلا لهذه الوجوه اعتدت أن أكتب وأتكلم وأشعر بنشوة لا حدّ لها ....
حين أرى هذه الوجوه المتسلطة علي تحتضن كلماتي ومعلوماتي أحتضنها أنا بنظراتي ...بكل حركاتي المقصودة والعفوية ..وهم هناك في بعدهم الحيادي ،في تكسر نظراتهم ،في أَلَقِ ابتسامتهم ..احتضنهم حتى في تثائبهم البنفسجي ..حين يبعدهم حبهم الخاص عني !
هل عرفتم الآن سبب نظراتي ؟ أجل هو ما عرفتم ! نظراتي تتوزّع بحثا عنهم . فمنهم وإليهم الكتابة و المحاضرة ، والإشارة ، والرمشة الشجية ...وكذالك النكتة ! الوحي كلّه منهم وإليهم .وحين لا أجدهم ..حين يفقد ما حولي أمله في رؤيتهم ،تحضرني أغنية الويل ...الويل ... الويل ! ويعروني الارتباك في الحين ،وتضطرب جلستي أو وقفتي ،ويضيق بي المنتدى في مرج العيون .ويغمرني إحساس فارغ ، وأظل صامتا فترة وفترة ...ويعاودني الحول مرّة أخرى ! ثمّ لا أجد مناصا من إلقاء كتابتي أبدأ كتابتي على الشكل التالي على وجه التقريب ..
....وكانت كتابتي الماضية .كتابة ماضية ! وعلى أيّة حال كان موضوعها الأدب في عمومه . وقد يكون هناك داع لإعاة بعض فقراتها و ايحاءاتها ومفرداتها البارزة.ولكن لا داعي لاعادة ذلك في هذه اللحظة بالذات ...والذات في الأدب ... في الأدب _بالمناسبة _جوهر إنساني حي .وكل حي يتحرك وفي حركته ابداع ..وكل حركة من حركاته خلق.. ولو كان محض تصور ! ومن ثم يجب أن يتعلم فقرات عضوية وايحاءات اسفنجية ...
أعني لها القدرة على على امتصاص المعلومات المنبثقة عن الكتابة الماضية في وقت سابق لوقتنا هذا.ومعلوم طبعا أنّ كل كتابة ماضية تعتبر _ولا ريب_مفتاحا للكتابة اليوم ، مرتبطة بوجه جميل ..بل بشيء فريد يطل من خلال مفردات أو أو محتويات الكتابة الماضية ،وقد كان لها _كما لاحظتم _عمق ما ،وكانت ممهدة لا شعاعات أدبية قادمة .تلك هي إذن ..بناء على ما هو واضح ...الكتابة متوقفة على الوجه السابق !
وتمر بي فترات حرجة ،وأنا أردد هذه الأمور ،وأتحدث عن أشياء قريبة منها قربا قريبا أو بعيدا ،ونظراتي عالقة بالباب أو موزعة من جديد هنا وهناك خشية أن تكون الوجوه ...وجوه ما أحمل من احترام كبير قد دخلت دون أن أنتبه إلى دخولهم ، حيرتي الحائرة ! وأتوقف عن الكتابة بين الحين والحين لأتسائل ،وقد أغرق التوزع الذهني أيضا ،ما الذي حدث لهم؟ ماذا جرى لهم؟لماذا تأخروا حتى الآن ؟أتراه فعلوا ذالك عمدا ...بعد أن أدركوا أنّ وجودهم ضروري لكتابتي؟أتراهم طلبوا من زميل لهم أن ينقل إليهم اضطرابي وحيرتي وتعثر لساني في ... غيبتهم ؟!
وحين تحضر الوجوه الفريدة أخيرا....و هالتهم تسبقهم لتفتح لهم القلوب والعيون ...حين يحضرون تمتلئ أعماقي بهم ، وتهلل لحضورهم ، وتهيم في أشعة ابتسامتهم بنفسجية...تلك الابتسامة التي تختص بإدراكها عيناي ....وحدهما وعندها أجدني أتحرر من عقال الكتابة الماضية ،وأتغلب على اضطرابي بصورة مذهلة. أصبح سيّد الموقف .. كل موقف !
وانطلق انطلاقة واثقة ..فلم يعد ما يحول بيني وبين رؤية تلك وجوه أمامي .
أنطلق ... الأدب في خصوصه ..هذا هو الموضوع الذي سنتحدث فيه اليوم .هذا موضوع كتابتي اليوم وغدا .. حاضرا ومستقبلا .الأدب عاطفة انسانية صادقة .. ولا يمكن إلا أن تكون صادقة .. تزرع في قلوبنا التواصل والمحبة والوئام والسلام و الانسانية ...و...و وذاك كلّه تجدونه في منتدى التخاطب ،أقول هذا آملا أن تكون تلك الوجوه حضور في منتدانا ،فأريكم من هم الذين أخاطب !!!.