قصيدة: تــرهـــونة الـــخـــيــــر ( 2 )
بقلم الأسير المحرر: د. سالم البحيصي/غزة
موضوع: الأربعاء ديسمبر 02, 2009 4:08 منتدى حركة فتح

بادلينا ترهونَة الخيرِ وجدا
وافتحي الباب كي نجددَ عهدا
وانشري المسك في طريق التلاقي
وازرعي الدرب أقحواناُ ووردا
طال عنك البعادُ ، والبُعد فيه
جذوة الشوق زادها البعد وقدا
لا تُراعي ففي فؤادي حنينٌ
خافق القلب دائماً ليس يهدا
كلما هزني من الشوق طيفٌ
تخفق الذكريات أخذا وردّا
ألوفاء .. ألوفاء منا إليكِ
كان دَيناً وواجباً أن يؤدّى
***

ليتني في الحصار أملك جناحا
لعبرتُ الحدودَ حدّاً فحدّا
وأحوم عبر الفضاء طليقاً
فوق هذى الحدود أنفث حقدا
وأبول فوق الحدود وفوق رأس المأمور بولاً أشدّا
وأزيد المأمور مما يصحبُ البولَ من مريضٍ داؤه كان بردا
***

قسّمونا ونحن في الضاد أهلُ
كيف نرضى على التفرٌق عمدا
هجم الغرب واستباح الأراضي
ينهب الخير جاءنا يتحدى
فرضخنا للحدودِ لما أقاموها وصرنا لها حارساً مُستبـِدا
نمنع الأهل من دخول إلى الدار ونكرمُ العدوٌ الألدّ
أي ظلم أن يصبح الأخ ضيفاً
غالباً إن جاء زائراً أن يُردَّا
***

يا بلاداً عشقت فيها ثراها
وخَبِرتُ الديار وهداً ونجدا
وعشقت الرياح في كل فصلٍ
كان رطباً في الصيف أو كان صهدا
وزهور الربيع عبر الصحاري
كم شممنا من الأزاهر نــدّا
ومشينا الصحراء في يوم قيظٍ
وشربنا من المواجن شهدا
ونرى ألبهم وهي تسرح في المرعى تسبٍّـح لله شكراً وحمدا
حولها تمرح الخرافُ على العـشبِ وتقضي الساعات رقداً وركدا
***

إفتحي ترهونة ُ البابَ إنـّـا
هدّنا الانتظارُ بالباب هدّا
فيكِ صحبي وفيكِ زهرة عمري
قد قضيت الشباب حتى تردّى
فيكِ أهلٌ يأنس الضيف فيهم
هُمُ للضيم والمكاره سدّا
لو عددنا فضائل القوم فيهم
لتعبنا من الفضائل عدّا
قد جزيناكِ بالمودة قرباً
كيف نُجزى على التقرب صدّا
إن فتحتِ ، وكان يوم التلاقي
تجدين وفداً يتابع وفدا
أو عجرتِ واستحكم البابُ غلقاً
إنما الصبر والتجلد أجدى
واذكرينا إذا ذكرتِ بخير ٍ
إذا لم يكن من البُعد بـُـدّا