بلال موقاي نائب المدير
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 1216 نقاط : 1939 تاريخ التسجيل : 28/04/2012 الموقع : https://twitter.com/mougay13 المهنة : جامعة معسكر، الجزائر
| موضوع: حول التداولية 2012-07-16, 19:47 | |
| حول التداولية: 1 - مدخل : ارهاصات التداولية: يعد " فتجنشتاين من الفلاسفة الاوائل الذين نظروا في الجانب الاستعمالي للغة، فاللغة عنده هي الاستعمال. ففي كتابه " بحث في الفلسفة والمنطق" سنة 1921 م كشف فيه مفهوم التلاعب بالكلام، والذي اصبح فيما بعد احد دعائم ظهور التداولية ، ذلك لأنه مرتبط بالمعنى الفعلي الذي منحه للملفوظات . وخلاصة مفهوم " التلاعب بالكلام " أو " العاب اللغة " ، ان الافعال التي نتلفظها ترتبط بأشكال الحياة والممارسات التي نحياها. ان فتجنشتاين يميز بين المعنى المحصل الذي يرتبط بالكلام وبين المعنى المقدر الذي يرتبط بالجملة. أ - بيرس: يدين الدرس التداولي كثيرا الى بيرس، وهو من الاوائل الذين اهتموا بدراسة العلامة انطلاقا من مفاهيمها الفلسفية وبعدها اساس النشاط السيميائي حيث اضحت عنده اوسع من مجالها اللغوي الى حد أن الانسان - حسب قوله - علامة وحين نفكر فنحن علامة، ولذلك غدت الاسس التي ارساها اسسا فلسفية تأملية. (1) وهو يربط فهم اللغة بحال التواصل ويقرن المعنى بظروف الاستعمال على نحو ما مر " فتجنشتاين "، ومن اهم ما اسهم به في نشأة الدرس التداولي(2): - التمييز بين التعبير بعده نمطا وبين ما يقابله اثناء الاستعمال - التمييز بين كل من العلامة، الرمز، الاشارة، الايقونة - رأى ان مفهوم الدليل يقوم على مبدأ التأويل ويتنوع بحسب علاقته بموضوعه وخلال حديثه عن التأويل، استخلص الدارسون ما يرتبط بمفهوم التداولية عنده، حيث ميز بين الدلالة بعدها دراسة المؤولات ورواسبها ب - موريس: اسهم في تأسيس الدرس السيميائي الى جانب بيرس، وفي نظره ان بنية اللغة نظام من السلوك ذلك انها تهيئ المتلقي الى رد فعل ما بناء على البنية التي يتلقاها، وقد جعل التداولية جزءا من السيميائية تعالج العلاقة بين العلامات ومستخدميها وهو ما جعل مفهوم العلامة تتجاوز مجالها اللساني الى المجال السيميائي ومجالها الانساني الى مجالات اخرى .(3) وكان تناوله للعلامة أمر ثلاثي الابعاد وذلك من حيث: - علاقتها بالموضوعات الدالة عليها ( بعد دلالي ) - علاقتها فيما بينها ( بعد تركيبي ) - علاقتها بالمؤولين لها ( بعد تداولي ) كما انه خلص الى تعريف تداولي للغة " بانها نشاط تواصلي اساسا ذا طبيعة اجتماعية"(4). ج - بوهلر: هو محسوب على الذين ينتقدون بعضا من اراء البنيوية السوسيرية ، والتي عكفت في رايه على دراسة البنية النظامية للغة دون الاهتمام بجانبها الإبلاغي، واقترح في ذلك السياق ثلاثة وظائف للدليل اللغوي وهي(5): - الوظيفة التمثيلية: متعلقة بالوقائع والاحداث - الوظيفة التعبيرية: المتعلقة بالمرسل - التداولية: متعلقة بالمرسل اليه وخلاصة الخلفية الفكرية والثقافية التي نشأت فيها البحوث التداولية ، هو انها جميعها تنطلق من الاهتمام بالتواصل والاستعمال الفعلي للغة ، لان ذلك هو ما يحدد بنيتها التركيبية، اضافة الى ان المتكلم يبني كلامه وفق ظروف التواصل، وطبيعة المتلقي، لا وفق مبادئ النظام او حتى ما يرتبط به هو، بعده منتج الكلام(6). ومنه ما يمكن قوله هو ان التداولية نشأت في ظل هذه المكاسب المعرفية اللسانية والفلسفية والبلاغية. وفقا لذا البناء نتساءل ونقول: ما لتداولية؟ و مالفرق بينها وبين الدلالة و التركيب؟ وفيما تكمن اهمية التداولية؟ قبل ان نعطي تعريفا للتداولية نقول، ان ما هو ملاحظ في بخصوص مصطلح " التداولية " هو عدم استقرار المصطلح على صيغة واحدة ( تداولية، مقامية، وظيفية، سياقية، ذرائعية، نفعية........الخ)، الامر عائد بالأساس الى عدم استقرار مفهوم التداولية نفسه وموضوعها في تيار واحد ، حيث تقول " فرانسوا ارمينغوا": " ...يظهر اننا امام تداوليات وليس امام تداولية واحدة ". 2 - تعريف التداولية: يعرفها " تشارلز موريس ": " هي جزء من السيميائية واحد مكوناتها تهتم بدراسة العلاقة بين العلامات ومستعمليها أو مفسريها ( متكلم، سامع، قارئ، كاتب...الخ)، وتحديد ما يترتب عن هذه العلامات "(7). ذلك ما نلمسه حينما شرح ابعاد السيميائية الثلاثة: 1 - علاقة العلامات فيما بينها، وذلك بعد تركيبي يهتم به علماء التركيب 2- علاقة العلامات بالموضوعات المعبر عنها، وذلك بعد دلالي يهتم به علم الدلالة 3 - علاقة العلامات بالناطقين بها وبالمتلقي، وبالظواهر النفسية والاجتماعية المرافقة لاستعمال العلامات وتوظيفها وذلك هو البعد التداولي وتعرفها فرانسوا " ارمينغو : " انها تعني دراسة استعمال اللغة في الخطاب شاهدة في ذلك على مقدرتها الخطابية " (8) ان التداولية تناولت مفاهيم كانت غائبة تماما من الدرس اللغوي واللساني الذي اهتم بقضايا شكلية وبنائية في اللغة كالنظام، النسق، البنية. وهنا تكمن الثورة التي قادتها التداولية أي في تجاوزها للبعد الداخلي للغة والالسنية، الى البعد الاستعمالي للغة. كما كان للمفكر المغربي " طه عبد الرحمان " دور كبير في اسهامه في وضع هذا المصطلح سنه 1970م كمقابل للمصطلح الاجنبي " البراجماتية " دالا به على البراكسيس (الممارسة )، علما ان لهذا المصطلح مقابلات عربية اخرى اقل شهرة في نظرنا امام شهرة التداولية وقد ذكرناه سابقا، ذلك لان مصطلح " التداولية " يتضمن دلالات على التفاعل والواقية والممارسة وكلها معاني يسعى هذا العلم لاستكشافها في نظام اللغة واستعمالها. اما المعنى الحرفي المعجمي للتداولية، فهو الانتقال من حال الى حال اخرى حيث يقال: دال، يدول، دولا، وادال الشيء جعله متداولا. اما من الناحية الاصطلاحية : ان التداولية هي الدراسة التي تتناول اللغة من جهة استعمالنا لا من جهة معناها او مبناها. اذن فالتداولية تتناول البعد الاجرائي الخارجي للغة، ذلك البعد المنسي في الدراسات اللغوية باعتبارها تركز على علاقة اللغة بمستخدميها ومنه نقول ان التداولية متطورة ومتغيرة، في حين ان النحو دلالة ثابتة وشكلية. فالنحو يعنى بتوضيح الشروط المحددة والقواعد التي تضمن صياغة الاقوال الجيدة، وتهتم الدلالة بالشروط التي تجعل الاقوال مفهومة وقابلة للتفسير، بينما التداولية هي العلم الذي يعنى بالشروط اللازمة لأن تكوت الاقوال مقبولة وناجمة وملائمة للموقف التواصلي الذي يتحدث فيه المتكلم.(9) اما الفرق بين الدلالة والتداولية يكمن في ان المعنى في الدلالة يعتمد على التفسير الحرفي لمنطوق الجملة والمعنى بشكل مطلق، ونقصد به المعنى المعتمد على العناصر المؤثرة في انتاجه في الابعاد اللسانية وغير اللسانية ، وضمنه يدخل المعنى التداولي أو السياقي. فالدلالة جزء يتناول العلامة اللغوية باعتبارها ذات شكل نحوي معجمي، بينما التداولية تتعامل مع البلاغة، أي مع العلامة اللغوية باعتبارها احالة سياق وجودي، أي رمز إشاري ( يشير الى سياق معنى ).(10) تقريب للفهم: ان الاشارة في كلمة ( انا هنا ) لا تتحقق الا من خلال السياق، وذلك بمعرفة الملابسات السياقية وذلك بمعرفة الملابسات السياقية عن المتحدث والمخاطب والخطاب. ان التداولية تعد المرحلة الثالثة لتاريخ الدراسات اللغوية وابحاث المعنى، اضافة الى كونها الفرع الثالث من فروع السيميائية ، وعن اصولها النظرية تعد الفلسفة التحليلية المنهل الاول الذي انبثقت منه اولى البوادر التداولية والمتمثلة في الافعال الكلامية .وهذه الفلسفة تفرعت عنها فلسفات اخرى ساهمت كلها في بلورة هذه المقاربة بصورة عامة(11). هابرماس: اهتم بدراسة البعد التداولي للخطاب، حيث يربط هابرماس التداوليات بأفعال الكلام التي يصدرها الفاعل والمتكلم ازاء فعل تواصلي ما، لإثبات حقيقة شيء ما موجود في الواقع، أي ان التداوليات الكلية بالنسبة ل" هابرماس " تقوم بثلاث وظائف هي(12): 1 - وصف شيء ما بواسطة جملة، فالمتكلم عليه بصياغة جمل نحوية صحيحة والتعبير عنها بطريقة صحيحة 2 - التعبير عن قصد أو نية المتكلم 3 - اقامة علاقة بيشخصية بين السامع والمتكلم (Interpersonnelle) اهمية التداولية: تتضح اهميتها وذلك من حيث انها مشروع شاسع في اللسانيات النصية ، تهتم بالخطاب ومناحي النصية فيه نحو: المحادثة ، المحاججة، التضمين...الخ. ولدراسة التواصل بشكل عام بدا من ظروف انتاج الملفوظ الى الحال التي يكون فيها الاحداث الكلامية قصد محدد الى ما يمكن ان تنشئه من تأثيرات في السامع وعناصر السياق فهي تتساءل(13): " الي أي مدى تنجز الافعال الكلامية تغيرات معينة ايضا وبخاصة لدى الاخرين " وتظهر اهميتها من حيث انها: - تهتم بالأسئلة الهامة والاشكاليات الجوهرية في النص الادبي المعاصر، لأنها تحاول الاحاطة بعديد من الاسئلة من قبيل(14): " من يتكلم، والى من يتكلم ؟ ماذا نقول بالضبط عندما نتكلم ؟ما هو مصدر التشويش والايضاح ؟ كيف نتكلم بشيء ونريد قول شيء اخر ؟...." وهي بهذا الطرح في امكانها الاجابة عن كثير من الاسئلة التي لم تجب عنها مجموع النظريات اللسانية السابقة بما عرضته من مفهوم اوسع للتواصل والتفاعل وشروط الاداء. ولكنها مع ذلك لا ينبغي مقابلتها بمجال محدد لآن نشأتها الغير مستقرة جعلت منها تداوليات عديدة نحو (15): تداولية حقيقية لدى المناطقة، تداولية مقاربة لدى اللسانيين، تداولية الاقناع لدى البلاغيين....الخ. وان هذه الصفة تفتح امامها رهانات عديدة، وتجعل تطورها انطلاقا لا يحد، وتنوعها غير محصور، وامتدادها غير محدود.
بقلم: موقاي بلال في: 11/ 2012/05...............تلمسان - الجزائر -. لمزيد من المعلومات عن الموضوع يرجى الاطلاع على المذكرة التالية: اودينة سالم، فلسفة التداوليات واخلاقيات النقاش عند يورغن هابرماس، ملخص مذكرة لنيل درجة الماجيستير في الفلسفة، تحت اشراف د. لخضر مدبوح، جامعة منتوري قسنطينة- الجزائر - سنة 2008/2009.م......مع تقديري الخالص والخاص...............
|
|
أحلام لسانية مشرف عام
البلد : السعودية عدد المساهمات : 1314 نقاط : 1860 تاريخ التسجيل : 24/05/2010 المهنة : أستاذة
| موضوع: رد: حول التداولية 2012-07-18, 13:07 | |
| اختزال ممتاز
- اقتباس :
- اودينة سالم، فلسفة التداوليات واخلاقيات النقاش عند يورغن هابرماس، ملخص مذكرة لنيل درجة الماجيستير في الفلسفة، تحت اشراف د. لخضر مدبوح، جامعة منتوري قسنطينة- الجزائر - سنة 2008/2009.م
هل يمكن تحميل المذكرة؟
|
|
بلال موقاي نائب المدير
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 1216 نقاط : 1939 تاريخ التسجيل : 28/04/2012 الموقع : https://twitter.com/mougay13 المهنة : جامعة معسكر، الجزائر
| موضوع: فلسفة التداوليات الصورية واخلاقيات النقاش عند يورغن هابرماس... رسالة ماجستيرفي الفلسفة 2012-08-06, 14:11 | |
| فلسفة التداوليات الصورية واخلاقيات النقاش عند يورغن هابرماس... رسالة ماجستيرفي الفلسفة |
|
مها عضو نشيط
البلد : لبنان عدد المساهمات : 22 نقاط : 32 تاريخ التسجيل : 29/07/2012 الموقع : shokor_maha@hotmail.com المهنة : teacher
| |
بلال موقاي نائب المدير
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 1216 نقاط : 1939 تاريخ التسجيل : 28/04/2012 الموقع : https://twitter.com/mougay13 المهنة : جامعة معسكر، الجزائر
| موضوع: رد: حول التداولية 2012-10-30, 02:54 | |
| |
|