موضوع رائع
جزاك الله خيرا

رصد واقعي وعلمي . هنيئا

من اخطر ما يرتكبه الباحث في اي موضوع علمي , هو القفز في رسالته او بحثه على اقوال ماخوذة من مراجع حديثة و متجاوزا في ذلك الاقوال الاصل في الموضوع , فيقدم لك احتجاجات من مرجع للغوي معروف في القرن العشرين ويترك اقوالا اخرى سبقته منذ اثني عشر او اربعة عشر قرنا , والاقوال الاصلية صحيحة علميا والاقوال الحديثة على خطأ , مثل ذلك قولهم في الازمنة الحديثة ان الالف صوت وانه عبارة عن حركتين وهذا قو كمال بشر مثلا , يعود الباحث الى هذا القول ,و يترك راي الخليل الواضح في الالف , من انها حركة طويلة وهي ليست صوتا على الاطلاق . هذا المثال هو فقط للتمييز في عملية القفز هاته , في الكثير من الاحيان يترك الباحث حججا علمية صحيحة , ويعتمد على اخرى واهية عند هذا او ذاك , رغم ان الفكرة في اساسها ليست على صواب , وهذا الموضوع متعلق بقضية الكسل في البحث , متعلق بالتواكل , وايضا بالسرعة في انجاز البحث اويالرغبة في تأثيث فضاء البحث باسماء معروفة ومشهورة وبمصادر ايضا معتمدة حتى ولو كانت على خطا . وامثلة هذا كثيرة في البحوث العربية الحديثة , ما الذي يدفعني الى الاعتماد على تمام حسان في آرائه واترك التراث اللغوي العربي بمجمله , في حين ان كلام تمام حسان كله يستند على هذا التراث ...
من جهة اخرى يعد هذا الخطأ , خطا منهجيا , فبدل القفز من مرحلة تاريخية متاخرة الى اخرى حديثة , وجب تتبع الظاهرة موضوع البحث من خلال التسلسل الزمني مع التركيز على مفاصلها , سواء عند المقدمة او العرض . فليس كل من كتب في المجاز من القدماء , كان مبدعا , الكثير من الاقوال تجدها تتكرر بنفس المعنى وان اختلف الاسلوب والالفاظ , مما يعني ان الباحث لا يقوم بشئ سوى تكرار ما سبق ان لوكته الاقلام حتى ولو كان على خطا . هذا التكرار هو ميزة البحوث الحديثة .
بنفس القدر تجد الباحث يهمل الجديد المستدث من المعارف العلمية الصحيحة , ويعتمد على مقولات قديمة جاهزة , لجهله بما استجد من معارف في الموضوع .

السلام عليكم

شكرا لكم جميعاً على التعقيب والمرور[center]

السلام عليكم
شكرا لكل من اسهم و سيسهم في و ضع منهج للمناقشات العلمية و يمكن ان نقترح لذلك عنوانا هو (مقومات المناقشة العلمية الجادة ) و يبقى مفتوحا على الاجتهاد ولهذا اقول انه من الصعب وضع قواعد ثابتة للمناقشات العلمية لان متغيرات البحث و مناهجه كثيرة من جهة و من جهة اخرى متغيرات المناقشين اكثر و من اهمها زاوية النظرالتي ينطلق منها المناقش او الاصول الفكرية و المنهجية التي يبني عليها ملاحظاته لذاهنالك من هو مطلع في التراث و اخر مهتهم بالدراسات الحديثة و ربما نادر من يجمع بين الحسنيين و سعيد حقا من يسعى الى تحقيق التواصل العلمي في تخصصه فيجمع بين القديم و الحديث و يهيئ لكل منهما ادواته ومن هنا فان مسؤولية المناقش ازاء ما يناقش ليست باقل من مسؤولية الكاتب ازاء ما يكتب.
يبدو لي من خلال مناقشاتي و ما الاحظه من مناقشات الزملاء ان ثمة ملاحظة تتعلق بتوظيف النصوص اريد ان اتناولها من جهةالاحالة الى المرجعيات الحديثة .ان كثيرا من طلبة الدراسات يتلهفون الى الكتابة في المناهج الحديثة و تطبيقها على النصوص القديمة او القران -بغض النظر عن موقفنا من ذلك _ و عندما تقرأ فيما كتبوالاتجد في الاغلب مرجعا واحدامن المراجع الاصول التي تترجم لتلك المناهج بلغاتها الام و قد احال اليها الطالب و قد يظهر ذلك على اعمال الطلبة في الجامعات المشرقية من الوطن العربي باعتبار ان الجامعات المغربية معظمها منفتح على الغرب لقربها المكاني و اسباب غيرها .
ان سبب ما يظهر على اعمال الفئة الاولى ان الطالب لايجيد لغة اجنبية يستعين بها في الوصول الى تلك المراجع و لايجهد نفسه و لا يجتهد في سبيل ذلك فتأتي هوامشه على سلسلة من الاحالات غير المباشرة الى من نقلوا او اقتبسوا او ترجموا من تلك المراجع و هذه المحاولات كلها لاتخلو من منزلقات منهجية و فكرية لان كل ما تجاوز تلك الاصول يخضع لعوامل الفروق الفردية في القدرة على الفهم و الاستيعاب و الامانة في النقل و حسن التعبير - مع تقديرنا لكل محاولة - .
اذن يبقى التناول المباشر لتلك الاصول آمن السبل منهجيا و علميا في كتابة البحوث بالاجتهاد في سبيل تامين الطريق بتعلم لغة تلك المراجع و تداولها و الا كيف تكتب في التداولية و انت لم تقرأ مرجعا واحدا من مراجعها في لغة البيئة الام للتداولية و لكم التقدير