يا من يعاتبني في الحب معذرة **** الحب والشعر في المعنى شقيقان
إن كان معناهما اللفظي مختلفا ***** فإن معناهما الروحي وحدان
كلا الشقيقين مهد القلب مضجعه **** إلا إذا افترقا في بعض أحيان
فالحب إن لم يكن في القلب منبعه ***** فإنه محض تقليد وبهتان
والشعر عن لم يكن في القلب مصنعه ****** فإنه محض ألفاظ وأوزان
أهوى الجمال وتصيبني مناظره ****** ما لم تدنسه كف الآثم الجاني
إني امرؤ صاغني الرحمن من صغري ***** أقدس الحسن في سري وإعلاني
لولا الجمال الذي بالوجد كهربني ****** ما كنت أفنيت في التغريد ريعاني
لكن لي همة لم ترض لي بهوى ******* يجر لي ندما أو وخز وجدان
والناس إن كان لفظ الحب يشملهم ***** فهم بحكم الهوى العذري ضربان
هذا هواه ميول الجسم تدفعه ********* وذا هواه شريف القصد روحاني
ابن رحمون

حنين العفة
يا قلب هيجت آلامي وأحزاني **** فالنوم غادر من شكواك أجفاني
يا قلب شجوك أضواني وأرقني ****** قصرت مما تعاني نضو أشجاني
فلا حمامة أنسي من كآبتها **** كالطير تشدو على دوح وأفنان
ولا عقاب خيالي مثل عادتها ****** تختال في جوها ما بين عقبان
تطوي الفضاء كما شاءت خواطرها ****** فوق الغيوم جناحاها ترفان
ولا عرائس احلامي كعادتها ***** تضم صدري ضم العاطف الحاني
لولا أغاريد في ليلي أذود بها **** عدوان هم بنار البؤس أصلاني
وانجم في سماء المجد ألمحها ******* تبدو وراء ضبابات وإدجان
من عالم المثل الاعلى أشعتها***** تنير أفقي بين الآن والآن
لذبت من حر ما تشكوه من شجن ******* ولفعتني لما قاسيت أكفاني
حملت ما لم يحمّل مثل خد ******* قبلي ولم أتجاوز عقدي الثاني
قلبي المتيم حسبي ما أكابده ******* فالسقم أرقني والسهد أضناني
أكان شجوك من هم تكتمه *** أم كان ذلك من شوق وتحنان؟
إلى التي بادلتك الحب صادقة ******* ما نغصته بغدر أو بهجران
حورية زانها من ورد جنتها ***** خد ومن جؤذر الصحراء عينان
حسبي من الوصف أنا من تآلفنا ***** روح تقمصها في الناس جسمان
ولائم في هواها قال منتقدا ****** هون عليك ولذ منها بسلوان
امسى فؤادك نهبا للهوى فعدت ******** امثال شعرك بين الزهر والبان
أوليت أشواقه من لا وفاء لها ***** فالغانيات وحفظ العهد ضدان
لكنه ليس بدعا أو مبالغة ***** ضدان قد جمعا وقتا لإنسان
لا أمنح الدهر حبي من تضاحكني **** والغدر يبحث عن معشوقها الثاني
إن قلت يوما لها والغدر يؤلمني ***** هذا يخالف عاداتي وإيماني
قالت تؤنبني والموت اهون من ****** تأنيب غادرة للنهب تهواني:
مهلا رويدك قد أسرفت في عذلي ***** كل الرجال احبائي وخلاني

تناديك روحي
ووجهكِ كالشمس بادي السنِنا **** يجدد شوقي ويلهمني
رويدك إنّي فتى مغرم ***** فؤادي عن الحسن لا ينثني
فتنتُ بهذا الجمال الوضيء **** وسحر عيونك أرّقني
تناديك روحي ألا اسرعي **** إلى سجد شاحب قد فني
عبد الكريم العقون

يا من رمى القلب منه ****سهم أضاع لي اللب
وصاد بالروح ينعي **** مجندلا في وغى الحب
هلا رثيت لحبّ **** ناجاك في معبد الرب
يا ناعس الطرف يا من**** صافى هواي وأعرب
أغريت بالصد إذ أودى ***** بي الهوى المثالب؟
ابن العقون

رأيتك في المنام للربيع بوشامة
رأيتك في المنام فهجت قلبي ***** وأيقظت العواطف من رقاد
وأوحى لي خيالك كل شيء **** من الأنس المعسل والوداد
فبتنا بالخيال طوال الليل *** على حب تنور في الفؤاد
بدا لي طيفك الأعلى قريبا **** على حال تؤثر فيالجماد
أنستُ به زمانا قد تولى **** سرعيا فارتجعت إلى انفرادي
فيالك زهرة أشعلت نارا ***** بوجداني وأنت على البعاد
فبت الليل مهموما وحيدا **** أقاسي ما أقاسي في السهاد

لعينيك لمحمد الأخضر السائحي
لعينيك ما شب في أضلعي ***وما انهمل يا فتنتي من جفوني
وما صنع السهد في مضجعي ***** إذا خان في الليل وقت السكون
دنوت بحبك في مصرعي ***** ورحت ضحية تلك العيون
على شفتيك بقايا دمي **** أبت أن تحول بصنع الخضاب
ولم ترحميني ولم يندمي ***** فهل راق عينيك هذا العذاب
فقولي لقلبك حتى متى *** تنام وحولك هذا الغرام

آفة العين لمحمد العيد آل خليفة
ما لطرفي رنا **** حوله وافتتن
سامني في الدنا *** بالضنى وامتحن
يالِرامٍ رمــــــــــــــا ****نـي بقوسين
آفة العين *****ما آفة العين
خائنات العيون *** رأفة بالجار
من وراء الجفون ******أنفس أطهار
سقتها للمجون **** والخنا و العار

وداعا غرامي لمبارك جلواح
وداعا غرامي قد يئست ومن تخب ***** دواما له الآمال في الحب واليأس
فأوّلُ حبي في سما (مستغانم) **** طوى نجمة الهجران في جنح حِندس*
و آخر حبي قد فقدت هلاله ***بباريس في حي الفؤاد المقدس
فلم يبق لي من بعد هذين منية ***** تحبب قلبي في مراشف لعس*
وهل بعدما خبت في سيل الهوى **** وغصّني بأزهار الشبيبة مكتسي
تحدثني نفسي بأن أبلغ المنى *** وقد آن أن أبدو بظهر مقوس
محال ، لقد ولى الرجاء ، فما على **** فؤادي سوى رفض لكل تهجس
*حندس: الليل المظلم والظلمة وتحندس اليل أظلم
*لعس مواضع

إنما الحب في البرية حرب **** تمحي دونها جحافل سلم
إنما الحب في الخلائق بان *** إذا جار صار معول هدم
مبارك جلواح

مبارك جلواح
يا ليالي شتتتا قبل التئام **** شمل دنياي بين عرك وضرس
ما الذي ترتجيه بعد هذا **** من وبال ومن وباء لنفسي
رمتني غيلة بطعن مبيد **** قبل أن أحتمي بدرعي وترسي
ثم ألقيت بي في قعر جب ****منزوي عن لحاظ كل مؤسي
أقطع العمر في دجاه وحيدا *****ذائب القلب بين لعس ونهس
كان لي فتية ما احتفت بي **** أزلف الدهر لي بتقبيل رأسي
روعت بالنوى وتفريق شعث *** من ورا اليم بين حزن ودهس
وذرتني أسائل البدر عنها *** في الدياجي وفي الضحى قرن شمس
ومتى كان للكواكب علم ****** بالذي يحدث الزمان للأنس
أيها النازحون بالغن منا ***** ما الذي فيكم يسلي وينسي
ليتكم إذا رحلتم ما تركتم **** أثرا بيننا لعيشة أمس
تحرق الذكريات فيه كبودا *** ونفوسا سلبت كل تأسي

شكرا لك د.خديجة.

لكن تمنيت لو كانت مضبوطة بالشكل حتى أطبعها .

شكرا لك أخي لمرورك اللطيف ،
سأكتب هذه القصائد مرة أخرى و أضبطها بالشكل انتظرنا فقط..

أشكرك أخي نوري لمرورك اللطيف ، فقط أذكرك أنّ هذه القصائد ليست من أسلوبي بل اخترها من شعراء الجزائر وأنا أكتب دائما اسم الشاعر في آخر القصيد ، وفقك الله أخي وأرجو أن تسهم معنا في إثراء الموضوع بجمع شعر شعراء الجزائر ونشره.
تقبل تحياتي وشكري

يقول محمد السعيد الزاهري:
فُؤَادي أسيرٌ عند من ليْسَ يرعاه *** فَيأمُرُهُ كيما يشاءُ وينهاه
ولا تسألوه أن يَحُلَّ وثاقه *** فإنِّي لَأَرْضَى بالذي هو يرضاه
إْذَا أَنا لم أَقْدِر على ردِّ مَدْمَعِ **** أُكَفْكِفُه يَوْمَ النَّوى فَلِيَ الله
رَعى الله دَهْرا في العُليب لهْـــوَتُه *** بِمَنْ تَفضَحُ الدُّرَ النَّضيدَ ثَناياه
لياليَ يسْقيني رحيقَ رُضابِهِ *** وتفْعَل بي ما يفعل السِّحر عيْناه
ولولا عَفافٌ في طِباعي يصُدُّني **** لَمَا كُنْتُ مِمَّن يَغلِبُ الحُبُّ تقواهُ
ولكنَّهُ سُلْطانَ نَفْسي عفافُها **** فَيَمْنَعُها مِنْ شَرِّ ما تتمنَّاه
ذَكَرتُ على بُعْدِ المَزار وذو الهوى *** تهيجُ له الشوقُ الْمُكَتَّمُ ذِكراه
وفِتْيَةِ أُنْسٍ كُنْتُ أَجْمع شَمْلَهم **** على مَنْزَه يسترجعُ الطَّرْفَ مرْآه
تَراهُم نُجوما أو مصابيح في الدُّجى **** فَهُم والدَّراري ، أو المصابيح أشْبَاه
وساقٍ كأنَّ الشَّمس تجري بوجهه **** يبيت يساقينا الذي بات يسقاه

يقول الطيب العقبي:
محبوبة سَكَنَتْ قلْبي وما برِحَتْ ***** وذِكرُها بَدَل التسبيحِ مِلْء فمي
زَارت فِراشي على بُعْدٍ ، وقد غَمِضت **** عيْني لأقْنُصَها في هجعة الحُلُم
وَمُذْ وَضَعْتُ فَمي شَوْقًا على فمها *** ذكرت قول "أبي"* في سالِفِ القِدَم
"فذقْتُ ماءَ حياةٍ من مُقَبِّلِهَا **** لو صابَ تُرْبي لَأَحيى دارس الأمم
وثابت الروح في جسمي فخِلْتُ لها **أنِّي بُعِثْتُ بُعَيْدَ المَوْتِ من عدم
وكيف لا وهي لومسَّت بِريقِها **** حُوتَ الكَلِيمِ لَغَاضَ الماءُ في الظُّلَمِ
ولو رأو "المتنبي" شمس طلعتها ***لَقام من قبْرِهِ يمشي على قدَمِ
*يقصد الشاعر "بأبي"أبي الطيب المتنبي (تورية وإضمارا) لأنَّ اسمه الطيب

يقول مفدي زكريا:
الحبُّ أَرَّقَني واليأسُ أضناني **** والبَيْنُ ضاعَفَ آلامي وأحزاني
والرُّوحُ في حبِّ ليلاي اسْتَحال إلى **** دَمْعٍ فأمطره شِعْري ووجداني
أُساهِرُ النَّجْمَ والأكوان هَامِدة **** تُصغي أنيني بأشواقٍ وتِحْنانِ
كأنما وغرابُ الليل منحدرٌ **** روحي وقلبي بِجَنْبَيْهِ جناحانِ
نَطْوي معا صهوات الليل في شَغَفٍ*** ونَرْقُب الطَّيْفَ مِنْ آنٍ إلى آنِ

أشكرك اخي بلال لمرورك اللطيف