بسم الله الرحمن الرحيم
الترجمة بمفوفمها العام ثلاثة أنماط :أولها تحويل رموز لغوية الى رموز غير لغوية كالتعبير عن الافكار بالرسوم والاشكال ,وهذا فن قديم حديث ,وثانيها تحويل رموز لغوية الى رموز لغوية اخرى فى نطاق اللغة ذاتها ,كاستعمال مرادفات مختلفة وشروح أخرى , وثالثها تحويل رموز لغوية الى ما يكافئها فى لغة مقابلة, أى نقل من لغة الى نظائرها فى اللغة المقابلة مع مراعاة نظمها وترتيبها دون محاكاة الاصل محاكاة تامة فى نظمه وترتيب كلماته.لقد أصبح لكل تخصص فى العلم الواحد فروع كثيرة ,وأخذ كل فرع منها يتشعب ,وحدث ما يسمى بانفجار المعلومات والمعارف .
الترجمة التحريرية Translation
الترجمة التحريرية ليست حديثة العهد بل هى موغلة فى القدم ,واستخدمت قبل عصر الطباعة بالاف السنين لدى الحكام فى اطراف الجزيرة العربية , ةلدى الاكاسرة والقياصرة فى دواوينهم ,كما استخدمها قدماء المصريين,وخير شاهد على ذلك حجر رشيد الثلاثى اللغة,وألواح تل العمارنة بأسيوط التى تحتوى على مراسلات بين الفراعنة وملوك الشرق ,وقبل ذلك ألواح الصلصال باللغتين السومرية والاكدية .
الترجمة الشفوية Interpreting
انقضت عهود طويلة جداً ظلت فيها الترجمة الشفوية النوع الوحيد المستعمل , وهناك لغات كثيرة فى جميع أنحاء العالم لم تعرف الكتابة بعد ,ومازال المتكلمون باللغات المتبقية منها يمارسون هذا النوع من الترجمة فى معاملتهم الخارجية.
الترجمة الفنية Literal Translation
كثيرا ما يردد القراء عبارة "هذه ترجمة حرفية " وهم يعنون بذلك أن المترجم تمسك بحرفية النص ,ونقل كل كلمة على حدة دون أن يراعى خصائص اللغة المتلقية .
الترجمة الآلية Machine Translation
الترجمة بمساعدة الحاسوب (الحاسب الآلى ) تزيد من كفاءة المترجم وتضاعف انتاجه فى بعض المجالات المتميزة بوضوح المعانى ,وتسهل عليه تخليص النص من الاَخطاء واجراء التحليل الدلالى والنحوى , وتوليف العبارات وحياكتها وانجاز التزاوج بين المستويين الصرفى والتركيبى.
لا شك أن الترجمة الآلية مهما ابتُكر لها من تحسينات تظل أنظمتها ذات ذكاء اصطناعى ,لا يفرق بين أوجه الاستعمال الدقيق لمعانى كل كلمة على حدة ,وانما يسردها سرداً يحتاج الى تدخل الذكاء البشرى.
الترجمة القرآنية ( (Quranic Translation
القرآن الكريم ((تنزيل من رب العالمين)) الذى ((علم الانسان ما لم يعلم ))بلغة ليست بالنثر ولا الشعر .انه ذكرٌمبين ,اعجاز كل زمان ومكان , وصاحب الفضل الاول فى الحفاظ على اللغة الغربية عبر التاريخ الاسلامى جيلاً بعد جيل فى مختلف الاصقاع والأمصار.
ولا يخفى علينا أن ترجمة القرآن الكريم على مفهوم بيان معانيه ومحتواه من توجيه وارشاد بغير لغة العرب ليست ترجمة محظورة ,كما أنها ليست غير جائزة شرعاً أو مستحيلة , ولعل ترجمة معانيه ومفهومه هى الطريقة المثلى فى بيان ما تضمنه من عقائد ومبادىء وأخلاق وأحكام فى تنظيم صلة المسلمين بالله سبحانه وتعالى وعلاقة البشر بعضهم ببعض.
من المعروف أن أعمال النَقَلة الأجانب للألفاظ القرآنية ولا سيما المتحاورة لفظاً بلفظ نحو ((ومكروا وكان الله خير الماكرين ))هى فى معظمها ترجمات حرفية عاجزة عن ايصال معانى الآيات ودلولاتها فجاءت قاصرة أحياناً ومنحرفة أحياناً كثيرة,على نحو متعمد ومعروف أيضاً أن اخراج القرآن الكريم من وعائه العربى الذى اختاره الله من القضايا الخطيرة التى يحاول أعداء الاسلام الاجتراء عليها منذ أمد بعيد.لكن الله سبحانه وتعالى ردّ كيدهم وتكفَل بحفظ كتابه , وأحبطت أهداف الترجمات الحرفية المشبوهة عندما تصدَى لها كبار المترجمين المسلمين العلماء وتوَلوا أمرها واضطلعوا بهذه المهمة الجليلة ,كما أُحبطت من قبل محاولات استخدام الحروف اللاتينية.