السلام عليكم/
أعجبني التحول في النص؛ الخروج من ربقة الماضي ( الأليم ) إلى فضاءات الحرية الكبرى.
إحالة ( مولاي: ) افتتاحية نصٍ يعشق البوح عن المكنون، لا يخجل من ذاته، فالزمن تحول من فكرة مجردة إلى انطلاقة عظيمة تتواصل، هكذا هو النص في تجليه الرائع، حينما يمسك بأسوار الحرية والخروج.
نلحظ الروح المستسلمة منذ البدايات، كل البدايات كانت مظلمة، فالأمر يتجاوز الذات إلى المجتمع والحياة وكل شيء؛ الكون بكامله نفثة قَدَرية من الله العليَّ.
الاستسلام يتبدى في ( يا قدرا من أقداري ) المبدوءة بالنداء، فكأن الكون يسير وفق مشيئة الباري عز وجل، لا ملامح يمكن لحظها متغيرة هنا أو هناك، بل استسلام تام؛ عميق.
بعد البداية الانهزامية، تحدث ثورة داخل أجواء النص، وتتابع للنهاية السعيدة؛ إذ يندرج المستسلمون في خانة بعيدة عن وجدان الشاعر، ليبقى متسلحاً بما أوتي من قوة؛ كي يواصل معركته، متأكداً من انتصاره النهائي.
نلحظ الصورة وهي تعضد هذا المعنى في تتابعه المستمر:
فنجومٌ كانتْ تغتالُ ظلامَ البلدانِ
قد أغتيلتْ وبأيدينا
ما عادتْ تلمعُ في وادينا
والقمرُ المبعوثُ إلى الفقراءْ
يبكينا صباحَ مساءْ
فرجالك يا مولاي اغتالوا عشاقهْ
ظنوه من الأعداءْ
فالنجوم ما عادت تلمع؛ إشارة إلى الزوال والفناء، بينما عشاق القمر يتم اغتيالهم بيد عشاق آخرين لذات القمر، ولن أتجاوز لأتحدث عن ارتباط القمر بالثورة، بل هو الثورة، إنما في صورة رمزية.
ينختم النص بتأكيد المقاومة للنهاية، فليس النصر سوى بداية الطريق وستتلوه انتصارات وانتصارات:
مادمتُ حكيما أنشدُ أشعاري
فوقَ جبينِ الوادي
كي يعزفَها أولادي
نغما بالأحجارِ
كما أن الهزيمة لها أب، فالانتصار له آباء، وسوف يورثون لأبنائهم تراثهم العظيم من المجد، ألا وهو الانتصار.
تحياتي
2011-06-01, 19:00
