موضوع من الأهمية بمكان أستاذة خديجة لذلك قررت أن أجمع من كتب التفاسير معانى الكلمة فتوفر لدى ما يلى
قال ابن كثير
يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بأخذ الحذر من عدوهم, وهذا يستلزم التأهب لهم بإعداد الأسلحة والعدد, وتكثير العدد بالنفير في سبيل الله {ثبات} أي جماعة بعد جماعة وفرقة بعد فرقة وسرية بعد سرية, والثباب جمع ثبة, وقد تجمع الثبة على ثبين, قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوله: {فانفروا ثبات} أي عصباً يعني, سرايا متفرقين {أو انفروا جميعاً} يعني كلكم, وكذا روي عن مجاهد وعكرمة والسدي وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني ومقاتل بن حيان وخصيف الجزري.
يقول الطبرى
قول في تأويل قوله تعالى: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً }..
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {يا أيّها الذين آمَنُوا} صدّقوا الله ورسوله, {خُذُوا حِذْرَكُمْ}: خذوا جُنتكم وأسلحتكم التي تتقون بها من عدوّكم لغزوهم وحربهم. {فانْفِرُوا} إليهم {ثُباتٍ} وهي جمع ثبة, والثبة: العصبة¹ ومعنى الكلام: فانفروا إلى عدوّكم جماعة بعد جماعة متسلحين, ومن الثّبة قول زهير:
وَقدْ أغْدُوا على ثُبَةٍ كِرَامٍنَشاوَى وَاجِدينَ لِمَا نَشاءُ
وقد تجمع الثبة على ثُبِين.
وفى ذلك يقول القرطبى
"ثبات "معناه جماعات متفرقات. ويقال: ثبين يجمع جمع السلامة في التأنيث والتذكير. قال عمرو بن كلثوم:
فأما يوم خشينا عليهم فتصبح خيلنا عصبا ثبينا
كناية عن السرايا، الواحدة ثبة وهي العصابة من الناس. وكانت في الأصل الثبية. وقد ثبيت الجيش جعلتهم ثبة ثبة. والثبة: وسط الحوض الذي يثوب إليه الماء أي يرجع قال النحاس: وربما توهم الضعيف في العربية أنهما واحد، وأن أحدهما من الآخر؛ وبينهما فرق، فثبة الحوض يقال في تصغيرها: ثويبة؛ لأنها من ثاب يثوب. ويقال في ثبة الجماعة: ثيبة. قال غير: فثبة الحوض محذوفة الواو وهو عين الفعل، وثبة الجماعة معتل اللام من ثبا يثبو مثل خلا يخلو. ويجوز أن يكون الثبة بمعنى الجماعة من ثبة الحوض؛ لأن الماء إذا ثاب اجتمع؛ فعلى هذا تصغر به الجماعة ثوبية فتدخل إحدى الياءين في الأخرى. وقد قيل: إن ثبة الجماعة إنما اشتقت من ثبيت على الرجل إذا أثنيت عليه في حياته وجمعت محاسن ذكره فيعود إلى الاجتماع.
أما فى تفسير الجلالين
71 - (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) من عدوكم ، أي احترزوا منه وتيقظوا له (فانفروا) انهضوا إلى قتاله (ثبات) متفرقين سرية بعد أخرى (أو انفروا جميعا) مجتمعين
أما صاحب فتح القدير فيقول
قوله "ثبات" جمع ثبة: أي جماعة، والمعنى: انفروا جماعات متفرقات.
أما الإمام البغوى فيقول
فانفروا"اخرجوا"ثبات"أي: سرايا متفرقين سرية بعد سرية، والثبات جماعات في تفرقة واحدتها ثبة،
أما فى الدرر المنثور
% أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله {خذوا حذركم} قال: عدتكم من السلاح.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله {فانفروا ثبات} قال: عصبا يعني سرايا متفرقين {أو انفروا جميعا} يعني كلكم.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {فانفروا ثبات} قال: عشرة فما فوق ذلك. قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي وهو يقول:
فأما يوم خشيتنا عليهم * فتصبح خلينا عصبا ثباتا
وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس قي سورة النساء {خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا} عصبا وفرقا. قال: نسخها (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) (الأنعام الآية 141) الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله {ثبات} قال: فرقا قليلا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {فانفروا ثبات} قال: هي العصبة وهي الثبة {أو انفروا جميعا} مع النبي صلى الله عليه وسلم.