محمد مليطان مشرف منتدى
عدد المساهمات : 36 نقاط : 72 تاريخ التسجيل : 28/12/2009
| موضوع: مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 5 ) 2010-01-23, 01:23 | |
| 8.1- الأداتية وتطور اللغة إذا ثبت لدينا أن وظيفة التواصل تتحكم بقسط وافر في بنية اللغة تزامنيّا فإنه يُصبح من المنطقي أن نتوقع أنها تسهم أيضا في تطورها. بينّا في مكان آخر (المتوكل 2005 ب) أن بنية اللغات تنـزع إلى الشفافية وأن هذا النـزوع هو الأصل لأنه يخدم التواصل ونجاحه. وتكمن الشفافية في الفصل الصرفي – التركيبي بين المجال العلاقي (التداولي) والمجال التمثيلي (الدّلالي) وفقاً للترسيمة (14). قد يطرأ على بنية اللغة عبر تطورها ما يفقدها شفافية بنيتها أو بعضاً من هذه الشفافية فينمحي الفصل بين المستويين العلاقي والتمثيلي إلا أنها سرعان ما تبدأ في السعي في استعادة شفافيتها المفقودة تحاشياً للتعتم المخل بالتواصل كما يتضح من الترسيمة التالية: (28) شفافية كتامة شفافية فصل التداول تداول ودلالة فصل التداول عن الدلالة عن الدلالة من أمثلة هذا المسلسل التطوري ثلاثي المراحل المثال التالي: (أ) مرّ بنا أن الجملة الواردة في بداية الخطاب تنبني عامة على مكونين مكون دال على مجال الخطاب ومكون يليه يدل على فحوى الخطاب وفقاًُ للترسيمة (17) المكررة هنا اللتذكير: (17) [خالد [قابلتُه]] مجال خطاب (ب) بكثرة الاستعمال وتكراره ينـزع المكون الخارجي إلى الاندراج داخل الخطاب ذاته فينتج عن ذلك تراكيب ما أسماه النحاة العرب القدماء "الاشتغال". بهذا الاندراج تنقلب التراكيب التي من قبيل (29 أ) إلى التراكيب التي من قبيل (29 ب): (29) أ - هند، أحببتها ب - هنداً أحببتها. (ج) بامتصاص المكون الدّال على مجال الخطاب داخل الخطاب ذاته تصبح اللغة فاقدة القدرة على التمييز بين الخطاب ومجاله ممّا يخل بعملية التواصل. وهذا وضع شاذّ لا يمكن أن يطول لذلك تعود اللغة إلى إفراز التراكيب الأصلية المطابقة للترسيمة (17). وقد يتزامن التركيبان في حقبة معينة إلا أن التركيب الثاني غالباً ما يتدرّج نحو الانقراض كما حصل في اللغة العربية الفصحى المعاصرة حيث لا نكاد نعثر على ما يُسمّى بتراكيب "الاشتغال". 9.1 – الإداتية والكليات اللغوية لكل نمط من اللغات خصائصه التي ينفرد بها وتميزه عن غيره من الأنماط وتتطلب أن يوضع لكل نمط نحوه الخاص. إلاّ أن للسان الطبيعي خصائص عامة تتقاسمها اللغات على اختلاف أنماطها وهو ما يسمى "الكليات اللغوية". إذا كانت الكليات اللغوية في النظريات اللسانية ذات المنحى الصوري كليات صرفية – تركيبية ودلالية فإنها تجمع في النظريات اللسانية الوظيفية بين الوظيفة والصورة، بين بنيات معينة وما تسخر هذه البنيات لتأديته من أغراض تواصلية. بتعبير أدق، يمكن القول إن ما يجمع بين اللغات مجموعة من الوظائف تأتلف اللغات أو تختلف في التراكيب التي يُتوسَّل بها في تحقيق هذه الوظائف. مثال ذلك أن تصحيح المعلومات الذي مرّ بنا وظيفة من الوظائف الكلية تتحقق حسب أنماط اللغات إمّا عن طريق الرتبة أو عن طريق صُرفات معينة أو بواسطة تراكيب مخصوصة ("الفصل" أو "شبه الفصل" مثلاً). 10.1 – الاداتية واكتساب اللغة يُفطر الطفل باعتباره كائنا بشريّا على مجموعة من المبادئ العامة – هي ما أسميناه الكليات اللغوية – تمكّنه بمعونة محيطه من اكتساب لغة معينة، لغة العشيرة اللغوية التي ينمو فيها. حسب المقاربة الوظيفية، لا يكتسب الطفل قدرة لغوية محضة بل قدرة على التواصل مع محيطه الاجتماعي، لا يتعلم أصوات لغته وقواعد صرفها وتركبيها بل يتعلم معها ما تؤديه من أغراض تواصلية. بتغبير آخر، يكتسب الطفل في محيط اجتماعي معين نسقين مترابطين ، نسق اللغة ونسق استعمالها معاً. يستضمر الطفل أثناء عملية الاكتساب قواعد لغته ويستضمر في ذات الوقت ما يحكم استعمالها في مقامات التواصل. يختزن متعلم اللغة العربية مثلاً قاعدة نقل أحد مكونات الجملة إلى الموقع الصدر ويختزن معها في وقت واحد أنها تجرى في موقف معين، حين يكون المقصود من التواصل تصحيح إحدى معلومات المخاطب.
---------------
من كتاب (المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي.. الأصول والامتداد) للأستاذ الدكتور أحمد المتوكل، منشورات دار الأمان الرباط 2006..
|
|
نورة .
عدد المساهمات : 85 نقاط : 109 تاريخ التسجيل : 23/01/2010
| موضوع: رد: مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 5 ) 2010-01-23, 16:44 | |
| شكرًا لك أخي الكريم موضوع أفدت منه بوركت وبورك أستاذك المتوكل |
|
محمد مليطان مشرف منتدى
عدد المساهمات : 36 نقاط : 72 تاريخ التسجيل : 28/12/2009
| موضوع: رد: مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 5 ) 2010-01-25, 00:53 | |
| |
|
طارق الصين .عضو مشارك
البلد : الصين عدد المساهمات : 19 نقاط : 19 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 5 ) 2010-11-09, 12:02 | |
| |
|