محمد مليطان مشرف منتدى
عدد المساهمات : 36 نقاط : 72 تاريخ التسجيل : 28/12/2009
| موضوع: مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 3 ) 2010-01-23, 01:21 | |
| 5.1 - اللغة والمستعمِل يشكل حمولةَ العبارة اللغوية ثلاثةُ عناصر أساسية: أولاً، فحواها القضوي، وثانياً: القصد من إنتاجها (إخبار أو استفهام أو أمر أو غير ذلك) وثالثاً: - وهو ما يهمنا هنا – موقف المتكلم من الفحوى القضوي. من مواقف المتكلم إزاء الفحوى القضوي الموقف المعرفي (يقين أو شك أو احتمال): (11) أ- إن خالداً سيسافر قطعاً ب- لا أظه أنّ خالداً سيسافر ج - قد يسافر خالد. والموقف الانفعالي (تعجب أو استغراب...): (12) أ- ما أروع هندا في خمارها الأسود ! ب- كيف يهاجم التلميذ أستاذه؟ ! والموقف المرجعي (إسناد فحوى العبارة إلي مرجع خارجي قصد التملص من مسؤولية تبليغه): (13) أ- يبدو أن الحرب ستقوم ب- بلغني أن خالداً سيُوزّر ج - أرجفوا أن هنداً تعشق جارها. تقوم العبارات الدالة على موقف المتكلم في الجمل (11 أج) و(12 أ-ب) و(13 أ-ج) كعلامات تؤشر لحضور المتكلم في الخطاب الذي ينتجه. إذا نحن أضفنا موقف المتكلم إلى حمولة العبارة اللغوية أصبح من الممكن التمثيل لها بالشكل التالي: (14) [قصد [موقف [فحوى قضوي]]]. مما تجدر الإشارة إليه هنا أن حيز الموقف المؤشر له في البنية (14) يختلف باختلاف وسيطين: وسيط نمط اللغة ووسيط نمط الخطاب كما سبق أن بينّا في مكان آخر (المتوكل 2003). (أ) في تنميطنا للغات ميزنا بين "لغات موجهة تداوليّاً" و"لغات موجهة دلالياً". مما تنفرد به لغات النمط الأوّل أن حيز حضور المتكلم في خطابه، أي حيز الموقف، يتسم بغنى جليّ إن من حيث مساحته أو من حيث الوسائل المسخرة لتحقيقه. شاهد ذلك في اللغة العربية التي أدرجناها في النمط الأول من اللغات عدد وتنوّع الوسائل الصرفية التركيبية الدّالة على الموقف كأدوات وصيغ التوكيد والتعجب مثلاً. (ب) أمّا بالنظر إلى نمط الخطاب، فإن حيّز الموقف يتسع في الخطابات ذات الطابع الوجداني (كبعض أصناف الخطاب الأدبي) في حين أنه يتقلص في الخطابات "الموضوعية" (أو "المحايدة") كالخطاب العلمي الصِّرف مثلاً بل يمكن أن يحال إلى الصفر. 6.1 - القدرة اللغوية ما يُقصَد عامة بالقدرة اللغوية (في مقابل الإنجاز) المعرفة التي يختزنها المتكلم – السامع عن طريق الاكتساب والتي تمكّنه من إنتاج وتأويل عدد غير متناهٍ من العبارات السليمة. يمكن القول إن الاتفاق شبه حاصل على أمرين هامّين اثنين: لزوم التمييز بين قدرة المتكلم المجردّة وبين إنجاز هذه القدرة الفعلي أثناء الإنتاج أو الفهم وأن ما يجب أن يكون موضوعاً للوصف اللغوي هو القدرة دون الإنجاز. إلى جانب الاتفاق حول هذين المبدأين، يوجد اختلاف ملحوظ بين التيار الصوري والتيار الوظيفي حين يتعلق الأمر بالمقصود بقدرة المتكلم – السامع وفحواها يمكن تلخيصه كما يلي: (أ) تنحصر القدرة لدى منظري التيار الصوري في المعرفة اللغوية الصّرف، في مجموعة القواعد الصرفية – التركيبية والدلالية والصوتية. وقد تضاف إلى هذه المعرفة اللغوية معرفة عامة فيُتحدّث عن قدرتين، "قدرة نحوية" و"قدرة تداولية" على أساس أن القدرة الثانية مفصولة فصلاً تاماً عن القدرة الأولى وعلى أساس أن القدرة الأولى وحدها يمكن أن تتخذ موضوعاً للدرس اللغوي. (ب) أمّا في التيار الوظيفي فلا تمييز بين قدرة نحوية وقدرة تداولية وإنما هي قدرة تواصلية واحدة تضم إضافة إلى معرفة النسق اللغوي في حدّ ذاته معارف أخرى سبق أن أشرنا في فقرة سابقة إلى طبيعتها وهي المعارف السياقية الآنية والمعارف السياقية العامة. في هذا المنظور، يستحضر المتكلم – السامع أثناء إنتاج عبارات لغته أو فهمها كل هذه المعارف وإن كان استحضارها يتفاوت باختلاف موقف التواصل وملابساته ونمط الخطاب المنتج، وإن كانت المعرفة النحوية الصرف تقوم بالدور المركزي في حالات التخاطب العادية.
-----------
من كتاب (المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي.. الأصول والامتداد) للأستاذ الدكتور أحمد المتوكل، منشورات دار الأمان الرباط 2006..
|
|
طارق الصين .عضو مشارك
البلد : الصين عدد المساهمات : 19 نقاط : 19 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 3 ) 2010-11-09, 11:55 | |
| |
|