لماذا تذبل أوراق النبتة إن أخذت من تربتها لتربة أخرى؟؟
ولم نر الصفرة تكسو أوراقها..؟؟
ولم نر الوهن يغشى أغصانها..؟
فما نراها إلا مشارفة على الهلاك!!
أهو الحنين إلى الديار؟؟ أهو فراق الأحبة؟؟ أم هي تلك الأرض التي ألفتها فعز عليها الفراق؟؟
ولكنها وبالرغم من ضعفها تقاوم تلك الغربة صامدة ، وتقوي نفسها بنفسها.. لأنها لا تعرف أحدا ممن حولها سوى ((نفسها))..
وتستمر الحكاية..
ربما تحاول هذه المرة أن تعتاد على هذه الأرض لكنها تستغرق وقتاً لتألفها فهي تخشى ذاك الفراق الذي عانت مرارته.. وتخشى أن تعيدها دائرة الزمن لتربة أخرى ترجو أن تجد فيها وطنا آخر .. وربما خذلاناً وخيانة أخرى!!..
وهذا هو حالنا وحالهم..
حين تفارق عيوننا عيونهم.. وحين تغيب ملامحهم عنا.. يصيبنا الوهن..
قد لا تغيب ملامحهم لبعدهم.. ربما تغيب لأنها تغيرت!! فلم تعد تلك الملامح التي ألفناها, ولم تعد تلك الديار التي سكناها..ولم نعد نرى في أعينهم ذلك العالم الذي ألفناه.. ولم نعد نرى فيها بريق الصدق الذي عهدناه.. فلم نعد نرى فيها أعينهم سوى انعكاس الزيف والخداع!!
قد لا نبحث عن تربة أخرى كنبتتنا القوية وقد لانجد في نفوسنا نفساً تقويها.. إلا أنه لابد لهذه الغربة من أنسٍ يعزيها..
ومن عين تحيطها..ويد تربت عليها.. وتكفكف دمعها..
فلا نجد سوى أعتاب الألوهية .. لنذرف الدمع عليها.. فنشكو قسوتهم.. وربما ندعو ألا نتألم لفقدهم وأن يمد الرحيم بالقدرة على نسيانهم.. فربما هاجروا من هذه المساحة في قلوبنا ليحل فيها منه أجدر بها..

مرورك هو الرائع عزيزتي..

شكرا لتواجدك..