تحليل قصيدة من الشعر الجاهلي بقلم: جورج أبو الدنين
تاريخ النشر : 2008-09-02
القراءة : 14499
كبر الخط صغر الخط
أولا: نص القصيدة:
أمنزلتـَيْ مـيّ سـلامٌ عـليكـمـا على النـأي والنائـي يـودّ ويـنـصحُ
ولا زالَ مـن نـوءِ السماكِ عليكما ونـوءِ الـثـريّـا وابـلٌ مـتـبـطّحُ
وان كنتما قد هجتما راجـع الهوى لذي الشوق حتى ظلـت العيـن تـسفحُ
اجـل عبـرة كـادت لعرفان منزلٍ لـميةَ لـو لـم تسهـل الـمـاءُ تـذبحُ
على حين راهقتُ الثلاثين وارعوَتْ لِـداتي وكـاد الحلم بالجـهـلِ يـرجَحُ
إذا غيـر النأي المحبينَ لـم يكـدْ رسيسُ الهوى مـن حـبّ ميـةَ يـبـرحُ
فلا القُربُ يُدني من هواها مـلالـةً ولا حبُّهـا، إن تـنـزح الـدارُ يَـنـزحُ
إذا خطـرت من ذكـر ميـةَ خطرةٌ على النفسِ كادت فـي فـؤادكَ تـجـرحُ
تصـرّفُ أهـواء القلـوبِ ولا أرى نصيبـكِ مـن قـلبـي لـغيـركِ يُمنـَحُ
وبعضُ الهوى بالهجر يُمحى فيمتحي وحبّـك عـنـدي يستـجـدُّ ويـربـحُ
ذكـرتـك إذ مـرت بـنـا أمّ شادن أمـام المطايـا تـشـرئـبُّ وتـسنـحُ
من المؤلِفات الرمـلَ أدمـاء حـرةٌ شعـاعُ الـضحـى فـي متنهـا يتوضّحُ
تغادرُ بالوعساء وعسـاء مشـرفٍ طـلا طـرفُ عينيها حواليهِ يـلـمـحُ
رأتنا كأنـا قاصـدون لعهدهـا بـه، فـهـي تـدنـو تــارةً وتـزحـزحُ
هـي الشبهُ أعطافـا وجيداً ومقلـةً وميّة أبـهـى بـعـدُ منهـا وأمـلـحُ
أناة يطيب البيت مـن طيب نشرهـا بُعَيد الكرى زينٌ لـه حـيـن تُـصبـحُ
كـأن البـرى والعاجَ عيجَت متونه عـلـى عُـشـر نهّـى به السيلَ أبطحُ
لهـا كَـفَـلٌ كالعانك استنّ فـوقـهُ أهاضـيـبُ لـبّـدنَ الهذاليـل نُـضّـحُ
وذو عـذرِ فـوق الذّنوبين مُسبـلٌ عـلـى البـان يُطوى بالمداري ويُسرَحُ
أسيلةُ مستنِّ الدّمـوع ومـا جـرى عـليـه المِجَـنّ الجـائـلُ المتـوشّـحُ
ترى قُرطها في واضح الليتِ مشرفا علـى هـلـكٍ فـي نـفنـفٍ يتـطـوّحُ
وتجلـو بـفـرعٍ مـن أراكٍ كـأنه من العنبـر الهندي والمسكُ يُـُصـبـحُ
ذرى أقحـوان واجـه الليل وارتقى إليـه الـنـدى مـن رامـةَ الـمتروحُ
تخفّ بترب الروضِ مـن كل جانبٍ نسيمٌ كـفـأرِ المسـكِ حيـن تفـتّـحُ
هجان لثنايا معـربـا لـو تبسّمـت لأخرسَ عنـه كـاد بالقـولِ يـُفصـحُ
هيَ البرءُ والأسقـام، والهمّ ذكرُها وموت الهوى لـولا التنائـي المبـرّحُ
ولـكنهـا مـطروحـة دون أهلهـا أوارن يجـرحــنَ الأجـالـدَ بُـُرَّحُ
ومستشحجـات بـالفـراق كـأنها مثاكيلُ مـن صيـابـة النـوبِ نـوّحُ
يحققنَ ما حاذرتُ من صـرفِ نيّـةٍ لميـةَ أمسـت فـي عـصا البينِ تقدحُ
بكى زوج مي أن أنيخـت قـلائصٌ إلـى بيـت مـي آخـر الليـل طُـلـّحُ
فمُت كمـداً يـا بعـلَ مـي فإنها قـلـوبٌ لمـيّ آمنـو العيـب نُصَّـحُ
فلو تـركـوها والخيـارَ تـخيّرتْ فما مثـل مـي عـند مثلـكَ يَـصلُـحُ
أبيتُ على مثل الأشافـي وبعلُهـا يبـيـت عـلـى مـثـل النَّقـا يتبطّّحُ
إذا قلتُ: تدنو مية اغبـرّ دونهـا فيافٍ لطرفِ العيـن فيـهـنّ مَـطـرحُ
قد احتملت مـيّ فهاتيكَ دارُهـا بها السُّحـمُ تـردي والحَمـامُ الموشحُ
لميّ شكوت الحـبَّ كيمـا تثيبني بودّي فـقـالـت: إنمـا أنـت تمـزحُ!
بعـادا وادلالا علـيّ وقـد رأت ضميـر الهـوى قد كاد بالجسمِ يَبرحُ
لئن كانت الدنيا علـيّ كمـا أرى تباريـحُ مـن مـي فـللمـوت أروَحُ
وهاجـرة مـن دون مية لم تقل قـلوصـي بها والجندبُ الجون يرمح
بتهيـاء مقفار يكـاد ارتكاضها بآل الضحـى والهجرِ بالطرفِ يمصحُ
كأن الفِرَندَ المحضَ معصوبةٌ به ذُرى قورها ينقـدّ عنهـا ويُنصـحُ
إذا جعل الحِرباءُ ممـا أصابـه مـن الحَـرّ يلـوي رأسـه ويـُرِنّحُ
نشوان من طـول النعاس كأنـه بحبليـن مـن مشطونـةٍ يتـرجّـحُ
أطرتُ الكرى عنـه وقد مال رأسه كما مـالَ رشـافُ الفِضـالِ المرنّحُ
إذا مات فوق الرحلِ أحييتُ روحَه بذكراكِ والعيـسُ المراسيلُ جُـنَّـحُ
إذا ارفضّ إطـراف السياطِ وهللت جـرومُ المطايـا عـذّبتهـنَ صيدحُ
لهـا أذن حشـرٌ وذفـرى أسيلةٌ وخـذٌّ كـمـرآة الغـريبـةِ أسجـحُ
وعينا أحَمّ الروق فـرد، ومشفـرٌ كسبت اليمانـي، جـاهـل حين تمرحُ
ورجلٌ كظل الذئـب ألحـقَ سدوها وظيفٌ أمرّتـه عصـا السـاقِ أروحُ
وسوجٌ إذا الليـل الخـداريّ شقّـهُ عـن الركـب معروف السماوة أقرحُ
إذا قلتُ: عـاجٍ ، أو تغنيت أبـرقتْ بـمـثـل الخوافـي لاقحـا أو تلقّحُ
تـراهـا قـد كـلّفتها كـل شقـة لأيـدي المهـارى دونهـا متمتّـحُ
تموج ذراعاها وتـرمـي بجوزها حذارا من الايـعاد والـرأس مكمـحُ
صهابيةٌ جـلـسٌ كأنـي ورحلهـا يجـوبُ بنـا المـوماة جـأبٌ مُكدّحُ
يقلـب أشبـاهـا كـأن متـونهـا بمسترشح البهمى من الصخرِ صردحُ
رعت في فلا الأرض حتـى كأنهـا من الضمر خطيّ من السمرِ مُصلَـحُ
وحتى أتى يوم يكـاد مـن اللظـى بـه التوم فـي أفحوصـه يتصيّـحُ
فـظـلّ يـصاديها فظلـّت كأنهـا علـى هامـها سربٌ من الطير لـوّحُ
على مرقبٍ فـي ساعةٍ ذاتِ هبوةٍ جنادبها مـن شـدة الحـرّ تمصـحُ
ترى حيث تمسي تلعبُ الريحُ بينها وبين الذي تلقى به حيـن تـصبـحُ
كـأن مطايـانـا بـكـل مـفـازةٍ قراقير فـي صحـراء دجلة تـسبحُ
أبى القلبُ إلا ذكـر مـيّ وبـرّحت بـه ذات ألـوانٍ تجـدّ وتـمـزحُ
أتـقرحُ أكـبـاد المحبيـن كـلهم كما كبـدي مـن ذكـر ميـة تـقرحُ
الم تعلمي يـا مـي أنّـا وبيننـا فيافٍ لطرفِ العيـن فيهـن مطـرحُ
أصـوح عينـي بـالفلاةِ لعلـنـي أرادِ وعيني مـن هوى الوجدِ تسفحُ
أنيـنٌ وشكـوى بالنهارِ شديـدةٌ إليها وما يأتـي بـه الليـل أبـرحُ
وهـاجـرةٍ شهبـاءَ ذاتِ وديقـةٍ يكاد الحصى من حرّهـا يتـصيّـحُ
نصبتُ لها وجهي وأطـلالَ بعدمـا أزى الظـلّ واكتنّ الفريد الموشـحُ
*****
ثانيا: الأفكار:
تبرز الأفكار في هذه القصيدة على النحو التالي:
1. الأبيات من الأول إلى البيت الحادي عشر، يتحدث ذو الرمة عن كلفه بمحبوبته مي، وما يعانيه في بُعدها، فيلقي السلام عليها، ويذكر نأيها، ويشكو عَبَراته الحارة، ويتحدث عن أثرها في نفسه إذ هي جارحة له وقد وصل الثلاثين من العمر، فهو كلما تذكر مي تُجرَحُ نفسه، وهو يحبها حباً لا ينزح عنه، حتى وان هجرته فإن حبها متجدد، ويذكرها ذو الرمة كلما مرّ ظبي أو رفعت رأسها مطيّة.
2. الأبيات من الثاني عشر إلى البيت التاسع والعشرين، يصف مية، من حيث شكلها، وصفاتها الأخرى، فهي كالظبية في خصرها، وجيدها، ومُقلتها، بل هي أجمل من ذلك، ولها طيب تطيب به النفس قبل الخلود إلى النوم، ولها أعجاز كالرمال الدقيقة، وهي طويلة الخد وقد توشّحت بوشاح يغطيه، ويغطي صدرها وبطنها، وهي كذلك طويلة العنق، وفمها جميل لجمال وتناسق أسنانها، فأسنانها في بياضها كالأقحوان، وهي سبب البرء من السقم، وسبب السقم والهم والألم المبرح في آن معاً.
3. في الأبيات من البيت الثلاثين إلى البيت الثالث والثلاثين يتحدث ذو الرمة عن زوج مية، فالشاعر يبيت مجروحا معذبا، وهو يهنأ بمية في منامه، ولكنه يحاول إغاظة زوجها إذ يقول له إن قلب مية ليس لزوجها، بل للشاعر، ويقول إنهم لو تركوها تختار لاختارت ذا الرمة بكل تأكيد.
4. من البيت الرابع والثلاثين إلى البيت التاسع والثلاثين يتحدث الشاعر عن مية مرة أخرى، فيتحدث عن طول المسافة التي تفصل بينهما، وانه يقترب منها مهما بعدت، ويتحدث عن نعيب الغربان وشؤم هذا عليه، وقد شكا لها حبه فتصنعت الدلال عليه إلى أن رأت الحب قد بدأ ينال من جسمه.
5. من البيت الأربعين إلى البيت التاسع والأربعين يخوض ذو الرمة في وصف طويل للصحراء ويخصص جزءا كبيرا لناقته، فيتحدث عن الفراغ الكبير الفسيح الذي يبهر العين، والجبال الصغيرة، والبئر التي يستقي منها الناس ويصف الناقة وهي ترتوي منها، ويصف زحف الحرباء، ويتوقف عند الناقة في وصف مستفيض، فهي بيضاء سريعة، تحمل غيرها على السير الشديد، ولا تقدر النوق على مجاراتها، ولها أذن لطيفة، وعظم شاخص خلفها، وهي طويلة، وخدها كالمرآة المنبسطة، وقدماه متسعتان في الوقوف والسير، فهي واسعة الخطوات.
6. من البيت الخمسين إلى البيت الحادي والستين يصف فيه الإبل، فهي سوداء كالليل، مسرعة في السير، وإذا ما زُجرت رفعت أذنابها وأطلقت للريح سيقانها، وتصلح للسفر الطويل لما لها من قدرة على التحمل، ورأسها شامخ، كأنها في عزة نفس عظيمة، وصيدها صعب جدا، فمن يريد اصطيادها يربض لها ساعة، لأنها إذا ما شعرت به تركض كأنها طير يطير، وتصير كأنها في الريح تسير، وتذهب إلى مكان مرتفع، ويخفي الغبار الذي يظهر بسبب ضرب قوائمها لرمل الصحراء.
7. من البيت الثاني والستين إلى البيت الثامن والستين يعود إلى محبوبته مية، فيشكو لها تقرّح كبده، وشوقه لها، وأنينه بالنهار وسهره بالليل، فما به من هجرها له يجعل الحصى يتصيح من حرّه.
ثانيا: العواطف:
تتعدد العواطف في هذه القصيدة، وتميزت بكونها صادقة، ويمكن لنا تفصيلها على النحو الآتي:
1. عاطفة الحزن وتتمثل في حزنه لبعده عن مية محبوبته، وزواجها من رجل غيره . (1 – 11، 34-39، 62-68)
2. عاطفة الألم والحسرة والشكوى، الم الهجر، والتحسر على ما هو فيه من عذاب، وشكوى الفراق والوَهَن والبَيْن، وتظهر في الأبيات التي تناول فيها الحديث عن مية. (1 – 11، 34-39، 62-68)
3. عاطفة الشوق لمية والرغبة في لقائها، وتظهر في الأبيات 3 و 14.
4. عاطفة الكره والحقد، وتظهر في حديثه عن زوج مية، فيكرهه لأنه اخذ منه مية، وينام مرتاح البال ويهنأ بها مساء، بينما ينام هو نوما قاسيا، وذلك في الأبيات 30 إلى 33.
5. عاطفة الحب، حب مية، وذلك في الأبيات 34-39
6. عاطفة الإعجاب بالصحراء وبالحيوان، ويبدو هذا جليا في الأبيات 40 إلى 61 حيث يصف الإبل، والناقة، والأرض الواسعة التي تبعد بينه وبين محبوبته مية.
ثالثا: الألفاظ:
1. جاءت ألفاظه جزلة وقوية، وغريبة بالنسبة لنا لأنها ألفاظ عصره وبيئته الصحراوية، حيث ذكر أسماء الأشياء بلغة البدوي، صاحب المَلكة القوية.
2. ظهرت في القصيدة أسماء المواضع، مثل "الخط" وهو موضع في البحرين
3. كانت ألفاظه غير وعرة إلى حد ما، حيث نجد في بعض المواضع سلاسة وسهولة في السير في طريق هذه الألفاظ، وفي أماكن أخرى كلمات يصعب علينها نطقها، وقد كانت في زمانه سهلة ومعتادة.
رابعا: المحسنات اللفظية:
لجأ ذو الرمة إلى مجموعة من المحسنات اللفظية التي ترددت في كثير من شعره، وهي على النحو التالي:
1. الطباق، ويظهر ذلك جليا في شعره، وهو عنصر مهم في تكوين صوره، ومن ذلك ما هو بين الأفعال مثل "ماتَ، وأحييتُ" في البيت الخامس والأربعين، وكان بين الأسماء والصفات مثل: "الحلم والجهل" في البيت الخامس، و"تدنو، وتزحزحُ" في البيت الرابع عشر، والنهار والليل في البيت السادس والستين.
2. الجناس، ظهر الجناس في كثير من الأبيات، وكان بين الأفعال وبين الأسماء، وهو كثير ومنه: "خطرت، خطرة" في البيت الثامن، و"يُمحى، ويمتحي" في البيت العاشر، و"الوعساء، وعساء" في البيت الثالث عشر، و"العاج، عيجت" في البيت السابع عشر، و"لاقحا، وتلقحُ" في البيت الحادي والخمسين، وغيرها كثير.
3. المقابلة، وقد لجأ إليها الشاعر في موازنته بين حاله وحال زوج مية، فهو ينام على الخشب وذاك ينام على الرمل المحدودب :
أبيتُ علـى مثـلِ الأشافي وبعلُها يبيتُ علـى مثـلِ النَّقـا يتبطّـحُ
خامسا: الصور الشعرية
تعددت الصور الشعرية في هذه القصيدة، وتنوعت بين تصويره لمية، وتصويره للصحراء، وتصويره لحاله، وقد تميزت هذه الصور بما يلي:
1. مستمدة من البيئة التي حوله.
2. مليئة بعنصر الحركة خصوصا حين يصف الإبل أو الناقة وسيرها في الصحراء، كقوله :
وحتى أتى يوم يكـاد مـن اللظـى بـه التوم فـي أفحوصـه يتصيّـحُ
فـظـلّ يـصاديها فظلـّت كأنهـا علـى هامـها سربٌ من الطير لـوّحُ
على مرقبٍ فـي ساعةٍ ذاتِ هبوةٍ جنادبها مـن شـدة الحـرّ تمصـحُ
ترى حيث تمسي تلعبُ الريحُ بينها وبين الذي تلقى به حيـن تـصبـحُ
3. مباشرة وتأتي على شكل مشهد مستفيض يصف فيه الناقة، وكذلك مشهد آخر يصف فيه الإبل، وفيه يقول :
لهـا أذن حشـرٌ وذفـرى أسيلةٌ وخـذٌّ كـمـرآة الغـريبـةِ أسجـحُ
وعينا أحَمّ الروق فـرد، ومشفـرٌ كسبت اليمانـي، جـاهـل حين تمرحُ
ورجلٌ كظل الذئـب ألحـقَ سدوها وظيفٌ أمرّتـه عصـا السـاقِ أروحُ
وسوجٌ إذا الليـل الخـداريّ شقّـهُ عـن الركـب معروف السماوة أقرحُ
4. جاءت صوره غير معقدة.
5. برز عنصر اللون في صوره حين وصف الناقة البيضاء، والإبل السوداء، وغيرها :
إذا مات فوق الرحلِ أحييتُ روحَه بذكراكِ والعيـسُ المراسيلُ جُـنَّـحُ
سادسا: الموسيقى:
تتمثل الموسيقى في هذه القصيدة فيما يلي:
1. نظم قصيدته على البحر الطويل، وذلك البحر الذي نظم عليه معظم قصائد ديوانه، بل هو البحر الأكثر استخداما في الشعر العربي القدين.
2. حرف الروي هو الحاء المضمومة، وفيها نغم جميل.
3. تتميز القصيدة بوجود موسيقى داخلية بين ألفاظها ناجمة عن انسجام حروفها، وقد ساعد على زيادة اثر هذه الموسيقى اختيار روي موسيقي متمثل في الحاء المضمومة.
4. يوجد جرس موسيقي داخلي يتكون من تكرار حرف معين أكثر من مرة في أكثر من كلمة، مما أعطى للقصيدة سمة فنية جميلة، ويتمثل ذلك، على سبيل لمثال لا الحصر، في قوله حيث يتكرر حرف العين :
كأن البُرى والعـاجَ عيجـت متونـهُ علـى عُشـرٍ نهّى به السيلُ أبطحُ
سابعا: سمات أخرى:
ومن السمات الأخرى التي يمكن أن نقف عليها من خلال الاطلاع على هذه القصيدة:
1. تتميز هذه القصيدة بتعدد الموضوعات فيها، فيتحدث بشكل أساسي عن الحب والصحراء، ويتحدث عن زوج مية.
2. الجُمل والتراكيب فيها تتميز بالتناسق والسلاسة والبساطة في التركيب دون التعقيد.
3. غياب الاستعارة والعناية بالصورة الفنية والتشبيهات بشكل ملفت للانتباه.
4. طول النفس الشعري، حيث تتكون من ثمانية وستين بيتاً من الشعر مما يدل على حجم المخزون الشعري لذي الرمة.
5. المُباشَرة في التصوير والحديث عن المشاعر وكل ما يدور في الفؤاد والعقل.
6. يلمح القارئ لهذه القصيدة والمحلل لها وجود وحدة عضوية بين أجزائها إضافة إلى تداخل بين المشاهد، وخاصة فيما يتعلق بالحديث عن حبه لِميّة ووصفه للصحراء.