بسم الله الرحمن الرحيم
إضافةافة رد منهج ابن كثير لتفسير القرآن
مقدمة:
لقد أحسن الكاتب في تقييمه لمنهج ابن كثير الذي أورده في مقدمة تفسيره. وقد درج ابن كثير بالفعل على عرض الآيات المشابهات في المعنى لأي آية يفسرها كما درج على عرض جميع الأحاديث النبوية وأراء العلماء التي وردت فيها. ولكن توجد أراء كثيرة في الآية الواحدة. وبالرغم من اتفاق تلك الأراء في المعنى في بعض الأحيان نتيجة للاختلاف في الألفاظ يجعل المرء محتاراً في أيهما المعنى المقصود. وأحسب أن السبب في ذلك هو أن السلف الصالح يعلم بالمعاني المقصودة ولو أعطونا المعنى المقصود مباشرة دون هذه الآراء المختلفة لأخذنا به ولصار الجميع علماء. ولكن الله قد أنزل كتابه ليتدبره الناس ويعيشون معه وبه مما يستوجب التفكر في معانيه لقوله تعالى: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ) 29 ص.
فما أوضحه السلف الصالح هو مساعدات فقط للتدبر في كتاب الله وهو رحمة لنا كي نبحث لترجيح أحد أراءهم. إذاً أعطانا ابن كثير منهجاً للوصول لنصف الطريق في التفسير فله خير الجزاء عنا. ومن أجل ترجيح أحد الأراء يلزمنا منهجاً آخراً مكملاً لمنهج ابن كثير للوصول لمعنى الآية المراد تفسيرها. فما هي الوسيلة أي ما هو المنهج الذي يساعد على بلورة المعنى المطلوب؟
لقد أورد السيوطي في الاتقان في علوم القرآن منهجاً مجدياً قد استنبطه من حديثٍ لابن أبي جمرة وهو: عن علي – رضي الله عنه- أنه قال: لو شئت أن أوقر سبعين بعيراً من تفسير أم الكتاب لفعلت. وقد جاء تعليق السيوطي على ذلك بقوله: "وبيان ذلك، أنه إذا قال " الحمد لله رب العالمين يحتاج تبيين الحمد، وما يتعلق به الإسم الجليل الذي هو الله ، وما يليق به من التنزيه. ثم يحتاج إلى بيان العالم وكيفيته على جميع أنواعه وأعداده وهي ألف عالم، أربعمائة في البر وستمائة في البحر، فيحتاج إلى بيان ذلك كله. فإذا قال " الرحمن الرحيم" يحتاج إلى بيان الإسمين الجليلين وما يليق بهما من الجلال، وما معناهما ثم يحتاج إلى بيان جميع الأسماء والصفات، ثم يحتاج إلى بيان كذا وكذا..." وواصل السيوطي هذا المنهج في جميع آيات الفاتحة.
فمنهج ابن كثير المبني على تفسير القرآن بالقرآن والسنة النبوية بالإضافة لمنهج السيوطي، قد وجدته منهجاً مجدياً لتفسير أي آـية في القرآن وترجيح الرأي الصائب. ويتلخص المنهج في الآتي:
1- تفصيل كل آية بوضع أسئلة دقيقة عنها
2- البحث عن الإجابات من تفاسير السلف الصالح أولاً ومن آيات الكتاب المفصلات المفصلات ثانياً وإن لم توجد الاجابات فمن السنة كما أوضحه ابن كثير. وذلك عن طريق:
- حصر ما أمكن من الآيات التي بها مفرد أو أكثر من المفردات التي وردت بالآية التي يراد معرفة معناها سعياً وراء إستنباط المعاني المقصودة في القرآن، وذلك افتراضاً بأن بعض المفردات التي وردت في القرآن يختلف معناها من المعاني الواردة في المعاجم.
- ضرب الأمثال من واقع الحياة – ولله المثل الأعلي – لتقريب الفهم المقصود إلي الأذهان إن لزم الأمر.
- البحث في القصص والأمثال التي توضح المعنى أكثر وأكثر إن لزم الأمر
3- تجميع الاجابات للوصول لمعنى الآية كاملاً.
مثال مختصر للتفسير بالمنهج المقترح:
يبدأ المنهج بوضع أسئلة دقيقة من الآية المراد تفسيرها. ولنأخذ قوله تعالى : (إن إلى ربك الرجعى) كمثال.
تفصيل الآية بالأسئلة كالآتي:
- ما معنى الرب ولمن يرجع الضمير في "ربك"؟
من هو الرب الذي إليه الرجعى؟
ما المقصود بالرجعى؟
ولماذا الرجعى؟
متى الرجعى وكيف؟
الإجابات من تفاسير العلماء ومن القرآن والسنة
ج السؤال الأول: ما معنى الرب
أولاً: من التفاسير
لقد جاء في تفسير ابن كثير للآية (الحمد لله رب العالمين) أن الرب هو: المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح.
ثانياً: من القرآن
إن كلمة الرب هي اسم للمكانة التي تتبؤها الذات التي تنشيء شيئاً لم يكن موجوداً من قبل فتملكه وتدبر أمره
ولهذا تصير كلمة الرب دلالة على الذات التي تتبؤها. فالرجل الذي "ينشيء الأسرة ويصير سيدها ومدبر أمرها" تعرف مكانته بين أفراد أسرته بأنه رب الأسرة ورب الدار. وقد تم استنباط ذلك من القرآن نتيجة وجود أسماء تدل أيضاً على الذات الإلهية. فاتضح أن اسم الذات العلم كالله هو اسم يخص الذات أما اسم الرب فهو اسم يخص مكانة الذات.
ج السؤال الثاني: لمن يرجع الضمير في "ربك"؟
أولاً: من التفاسير
لقد اختلف العلماء في "لمن يرجع الضمير" في "ربك". ففي تفسير الطبري أن الضمير يرجع للنبي صلى الله عليه وسلم لما ورد في تفسيره: (يقول: إن إلى ربك يا محمد مَرْجِعَه، فذائق من أليم عقابه ما لا قِبَل له به.) وفي تفسير ابن كثير أن الضمير يرجع للإنسان الذي يطغى فيوعظ بأن إلى ربه الرجعى، حيث جاء في التفسير: (يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان، إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله، ثم تهدده وتوعده
وتوعظه فقال: { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } أي: إلى الله المصير والمرجع، وسيحاسبك على مالك: من أين جمعته؟
وفيم صرفته؟). أما تفسير الجلالين فقد جاء فيه: ) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ) يا إنسان { ٱلرُّجْعَىٰ } أي الرجوع تخويف له فيجازى الطاغي بما يستحقه.
ثانياً: من القرآن
إن المخاطب بقوله : { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } مفرد فيمكن أن يكون المخاطب هو الإنسان ويمكن أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولكننا نجد أن خبر الرجعى موجه للناس جميعاً كما في قوله تعالى: (فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ) 77 غافر وقوله أيضاً: (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ) 40 مريم. فإن كان المخاطب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالقصد منه التخفيف عليه مما يجده من الكفار أمثال أبي جهل. وإن كان المخاطب هو الإنسان فيمكن أن يكون المخاطب أيضاً هو الرسول صلى الله عليه وسلم ليبلغ خبر الرجعى للناس جميعاً. فالآية مجملة المعنى وتفصيلها يشير إلى أن الله قد أراد التخفيف على رسوله لأن كلمة الانسان في القرآن يقصد بها الناس كما ورد في سورة العصر: (إن الانسان لفي خسر ) ( إلا الذين آمنوا...). والآيات التالية توضح هذا المعنى: (وَقَالُوۤاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) (قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً ) (أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً ) (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً) 49-52 الاسراء
ج السؤال الثالث: من هو الرب الذي إليه الرجعى؟
أولاً: من التفاسير:
لقد جاء في تفسير ابن كثيروغيره من العلماء أن الرب هو(الرب: هو المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى، ولا يستعمل الرب لغير الله، بل بالإضافة، تقول: رب الدار، رب كذا، وأما الرب، فلا يقال إلا لله عز وجل)
ثانياً: من القرآن
إن الرب الذي إليه الرجعى هو الخالق المالك لكل كبيرة وصغيرة في هذا الكون والمدبر أمره والذي اسمه الله. فهو الذي خلق الناس(الانس) والجن ليعبدوه لقوله تعالى (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) 56 الذاريات
وهيأ لهم المأوى بكل ما يحتاجونه لقوله تعالى: (يَٰـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَٰشاً وَٱلسَّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) 21-22 البقرة. ثم أنزل لهم الكتاب الذي أوضح لهم فيه منهج عبادته وبين لهم فيه أسماءه الحسنى ليدعوه ويعبدوه بها لقوله تعالى: ( تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ) 2 السجدة. غذاً الرب الذي إليه الرجعى هو رب كل الخلق لقوله تعالى على لسان سيدنا عيسى عليه السلام: (إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) 51 آل عمران. وعبادته وحده هي ذكره المستمر بأسمائه المتفرد بها وحمده وشكره وحده والاستعانة به وحده وطلب الهدى منه أي تيسير الاستقامة بطاعته والعمل بكل قوانينه. وتفسير ابن عباس للآية (الحمد لله رب العالمين) الذي أورده ابن كثير يعضد هذه الاجابة وهو: عن ابن عباس: { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } الحمد لله الذي له الخلق كله؛ السموات والأرض، وما فيهنَّ وما بينهن، مما نعلم ومما لا نعلم.)
ولا يستعمل الرب لغير الله، بل بالإضافة، تقول: رب الدار، رب كذا، وأما الرب، فلا يقال إلا لله عز وجل.
ج السؤال الرابع: ما المقصود بالرجعى؟
أولاً: من التفاسير
لقد أوضح القرطبي معنى الرجعى في تفسيره بالآتي: (والرجعى والمرجع والرجوع: مصادر؛ يقال: رجع إليه رجوعاً ومَرْجعاً، ورُجْعَى؛ على وزن فُعَلى.فقال: { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } أي: إلى الله المصير والمرجع)
ثانياً: من القرآن
إن معنى الرجعى هو الرجوع كما جاء في تفسير القرطبي ولكن القرآن قد أضاف أن الشيء الذي يرجع هو الذي ابتعد عن نقطة محددة كان موجود فيها وبعد فترة من الزمان غير محددة قد رجع إلى تلك نقطة البداية التي ابتعد عنها. فالرب هو الله الذي بدأ الخلق ثم أهبطهم للأرض ليعبدوه فيها.إذاً نقطة بدايتهم هي المولى عز وجل ولهذا لابد أن تكون الرجعى إليه. والآية التالية دليل على ذلك: (ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) 11 الروم فلم يصدق الذين كفروا بالرجعى وعاشوا فساداً في الأرض ولهذا قال الله سبحانه: (وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) 21 فصلت. وقال أيضاً: ( وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً ) 48 الكهف
ج السؤال الخامس: لماذا الرجعى إلى الرب؟
أولاً: من التفاسير:
جاء سبب الرجعى للرب في تفسير القرطبي كالآتي: (إن إلى ربك يا محمد مَرْجِعَه، فذائق من أليم عقابه ما لا قِبَل له به) فجاء السبب محصور على الذي نهى الرسول عن الصلاة حول الكعبة.
ثانياً: من القرآن
إن سبب الرجعى للرب فلأنه هو الذي خلق الخلق لعبادته وحده وأنزل لهم منهج العبادة ليعملوا به. وأخبرهم بأن هنالك يوم سيرجعون فيه إليه وسيحاسبهم فيه لقوله تعالى: (وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) 88 القصص وقوله أيضاً: (وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) 281 البقرة . كما أخبرهم أيضاً بأن من يعمل بالمنهج ويعبد الله وحده سيجد الجزاء الأوفى ومن لم يعمل به فسوف يعذبه عذاباً شديداً. وقد أعطى كل فرد فترة في الدنيا وهي عبارة عن عمره المحدد ليقضيه في عبادته وتقواه وفي نهاية تلك الفترة يموت. ويوم الرجعى يرجع إلى الله ليحاسبه على أعماله لقوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) 15 الجاثية
فسبب النزول هو زجر من نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة ولكن الرجعى للناس عامة ليعمل لها من يؤمن بها وينتظر العذاب من يكذب بها. ولهذا تحدثت جميع الآيات عن رجوع الناس جميعاً وليس رجوع فرداً محدداً.
ج السؤال السادس: متى تكون الرجعى وكيف؟
أولاً: من التفاسير
لايوجد إجابة محددة في التفاسير عن هذا السؤال
ثانياً: من القرآن
هنالك يوم محدد لا يعلمه إلا الله سمي بيوم القيامة. وهو اليوم الذي يدعو رب العزة الناس فيه ليقوموا من قبورهم راجعين إليه فيستجيبون له. فهو الذي بدأ خلقهم أول مرة (وهو يوم الرجعى). وقد وصف الله مشهد يوم الرجعى بزلزلة الأرض فتنفذ كل ما بداخلها من موتى. وفي ذلك اليوم تنفطر السماء أيضاً ويبرق البصر ويخسف القمر وتجمع الشمس والقمر فتكون الجبال كالعهن المنفوش ويكون الناس كالفراش المبثوث فلا يجد الانسان وقتها ملاذاً غير الله لقوله تعالى) : فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَر)( وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ) (وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ) (يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ) (كَلاَّ لاَ وَزَرَ) (إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ) (يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (بَلِ ٱلإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (7-13 القيامة
معنى الآية باختصار
عندما نهى أبو جهل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة حول الكعبة وتوعده، نزلت الآيات للرسول صلى الله عليه وسلم موضحة له أن كل من يؤذيه ويعترض عبادته سيعذبه الله يوم الرجوع إليه. والله هو الرب الخالق المالك والمدبر للأمور. وفي ذلك تخفيف للرسول صلى الله عليه وسلم وتسلية له وزجر وردع للناس حتى يعمل المؤمنون لذلك اليوم وينذر المكذبين. ولكن المنكرين لوحدانية الله شكوا في مقدرة الله على إحيائهم بعد أن يكونوا عظاماً نخرة. فالرب الذي خلقهم أول مرة وكانت بدايتهم عنده وقد أنزل لهم الكتاب لتعليمهم قوانينه ستكون الرجعى إليه وهو القادر القدير على ذلك. فالخلق سيرجعون لنقطة بدايتهم. ولما كان سبب خلقهم هو عبادة رب العزة وحده كان سبب رجوعهم إليه هو محاسبتهم على أعمالهم ومدى طاعة الله في منهجه.
ولا يفوتنا ذكر إعادة كل الكون وما فيه لله فيتصرف في السماء والأرض والشمس والقمر والكواكب والبحار والجبال و...الخ. وفي ذلك توكيد لوحدانيته وملكيته لكل شيء وحده حيث لا مالك معه وكل ملوك الأرض خاضعين ذليلين له وحده والله أعلم.
أتمنى أن تكون الإضافة مفيدة