قرأت لك – 6 :
حكاية سباق المارثون واشياء اخرى:
لست من الرياضيين ولست من العدائيين و ان هرولت لعشرات الامتار انتابني التعب والارهاق و لأنفاسي سرعة وفحيح .وقد عرفت قدراتي في اخر نزهة برية للتسابق مع الصغار ، ليس هذا الا مقدمة لا حدثكم عن الماراثون الذي قرأت عنه توا في كتاب عن تاريخ العالم ، واغلبكم سمع بسباق الماراثون الذي يعتمد على المطاولة والتحمل في العدو ، اما قصته فتعالوا ارويها لكم ببعض التفصيل و المقدمات :
قبل نحو خمسة قرون قبل الميلاد اي قبل الفين وخمسمائة عام ، ظهرت قبيلة قوية في ما يسمى الآن ايران والتي كانت تحت هيمنة الآشوريين ثم البابليين ، استطاع سايروس الذي وحد و قاد قبيلة الفرس الاخمينيين هذه ،وبعدد لا يزيد عن عشرة الاف ان يتجه الى بابل التي استخف ملكها واهلها بالمهاجمين الغزاة الذين كانوا تحت هيمنتهم و يؤدون الضرائب لهم و لكن المهاجمين استطاعوا بمكر وخديعة من احتلال بابل وتحرير كل الاسرى من يهود السبي البابلي فيها كان ذلك في ٥٣٨ ق م والذين اتى بهم الملك البابلي العظيم نبوخذ نصر سبايا من ارض فلسطين بعد رجوعه من حملة على مصر بلاد الفراعنة ، وبذلك اسقط سايروس الامبراطورية البابلية وبعدها توجه لغزو مصر الا انه مات في طريقه وقام خلفه قمبيز بغزو بلاد مصر الفرعونية واسقط الاسرة الفرعونية واسر الفرعون الاخير و اجلسه بجانبه وجعل ابنة الفرعون تمر من امامهما بأسمال بالية وتحمل جرة ماء بينما دموع الفرعون تنهمر بصمت وهو يشعر بمذلة عظيمة قصدها الغازي بخبث ، ولم يكتفي الفرس بتحطيم امبراطوريتين بل توجهت اطماعهم نحو بلاد الاغريق التي لم تكون دولة موحدة بل مدن وامارات تكون احيانا تحالفات ضد اي تهديد خارجي لكنها تعود للخلافات والتنافس بعد زواله ، ففي عهد ملكهم داريوش توجهت حملة بحرية فارسية الى اليونان لكن عاصفة قوية حطمت اسطولهم على صخور السواحل اليونانية الكأداء ، ولكنهم لم ييأسوا وأعادوا الكرة في حملة اخرى واستطاع اسطول فارسي بقيادة زوج ابنة داريوش انزال نحو سبعين الف مقاتل قرب اثينا و توجه لاحتلالها برا ، لكن قائد يوناني شجاع يدعى ميلتيادس استطاع تكوين قوة قوامها نحو عشرة الاف جندي من ايقاف زحف الفرس بهجمات متعددة وسريعة على جيش يفوق عدده سبعة اضعاف جيشه ، في منطقة قرب اثينا تدعى ماراثون ، فانهزم الفرس بعد خسارة فادحة و اقلعت سفنهم بالفارين ولكنهم لم ييأسوا ايضا فتوجهت سفن الفرس بدل عودتها من حيث اتت الى ميناء اثينا التي كانت خالية من المقاتلين ولكون المسافة عن طريق البحر و وقت اجتيازها اطول ، فأن قائد الاثينين ميلتيادس فطن لخطتهم فارسل اسرع العدائيين من جنده الى اثينا ليحذرهم من مكيدة الفرس لحين وصول جيشه اليها برا ، جرى العداء باقصى سرعة يستطيعها لمسافة تزيد على العشرين كيلومترا حتى وصل اثينا فحذر سكانها وخر ميتا لساعته من الارهاق والجهد ، وحين حاول الفرس انزال ما تبقى من جيشهم في ميناء اثينا وجدوا الاثيينين بقيادة بطلهم بالمرصاد ففر جيش الفرس وقائدهم و اسطوله هاربا ، وبذلك استطاع الاغريق صد الغزو الفارسي بحنكة قائد شجاع محنك و بفضل عداء ضحى بحياته لانقاذ بلاده ، كان ذلك في ٤٩٠ ق م ، واتخذ اليونايين القدامى هذا عيدا حيث يحضر المتسابقون الذين يفدون من مختلف مدن الاغريق و حسب موعد محدد للتنافس في الماراثون ولم تكن جائزة الفائز غير اكليل من ورق الزيتون والغار .
كما ثام ملك الفرس سركسيز بمحاولة غزو اليونان ولكن امواج البسفور اغرقت بعض سفنه فأمر بجلد البحر فقد كان طاغية أحمق بل لعله ادعى الألوهية او كونه ظل الاله على الارض على الاقل , وحاصر قوة من حوالي الف رجل في جبال اليونان صمدوا عن احد الممرات حتى اخرهم مما اعاق جيشه واستطاع الاثينيون اخلاء اثينا الى جزيرة سيلاميس وتحصنوا فيها , فانتقم الفرس بأحراق اثينا وهاجمت سفنهم سيلاميس لكن السفن اليونانية الحقت الهزيمة بأسطوله واضطر للتراجع من حيث اتى يجر اذيال الخيبة , وكانت هذه نهاية للمحاولات الفرس لقهر اثينا .
وفي القرن الماضي اعيد احياء سباقات المارثون هذه وصارت تقام في معظم بلدان العالم احياءا لذلك العداء البطل الذي اعتقد ان اسمه ظل مجهولا.
اولئك الابطال لن تنساهم بلادهم ولن تنساهم صفحات التاريخ ولا خزانة ذاكرة الاجيال .
الا ان التاريخ عبر والمعتبرون قليل والذين عملوا بنصيحة التاريخ قليل ما هم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
واشياء اخرى :
ومما يطرحه الكاتب المعارض عبدالله عيراقجي في معرض حديثه عن ايران الحديثة في دورية political review يقول : ألا تلاحظون ان الايرانيين كلما قويت شوكتهم و انفتحت شهيتهم للتوسع اتجهوا غربا و طبعا العراق يكون اول الفرائس ومن ثم بلاد الشام فمصر وان بهم قوة اندفعوا اكثر ، فالفرس الاخمينيون والساسانيون والصفويون الذين دخلوا بغداد بخديعة كما دخلت بابل من قبل اذ زعم الشاه انه ينوي التوجه للحج مع بلاطه و حرسه و استحصل موافقة السلطان العثماني ومن ثم بتآمر مع قائد الحامية التركي ، استطاع غزو بغداد و احتلالها ، وفي عهد ايران الخمينية تغلغلت في العراق ولا يخفي ساسته من رضي او لم يرض بدورها و كذلك امريكيا التي غزت العراق والتي رضيت بمشاركة ايرانية تخدم سياساتها و تشكل ورقة للعب بها مع ايران الولهة بالبرنامج النووي الذي يطمح الى قنبلة ايرانية نووية تحقق توازن الرعب في المنطقة وهي تستغل القضية الفلسطينية للنفوذ الى العمق العربي متنافسة مع اسرائيل اكثر من كونها عدوا على حساب الضعف والوهن العربي و الخداع المذهبي ، ولا تنسى هدفهم الاساس في نشر التشيع على طريقة ولاية الفقيه ، التي تعني الخضوع الكامل له ، و يا ليت تقليده ينحصر في امور الوضوء والصلاة والخمس وغيرها ، يتفق معي شيعة العراق العرب ، من خشيتهم من ذلك وان ظنوا انهم ليسوا اول الضحايا و ربما اولهم باستغلالهم و زجهم باتون حروب طائفية في المنطقة باسرها في سوريا و لبنان و اليمن شاهد على ذلك
هذا ما طرحه عيراقجي ويرى ان امكانيات بلده يجب ان تتجه للداخل الايراني لا ممارسة النفوذ والهيمنة والتوسع فهذه لها ثمنها الباهض الذي يقصم ظهور اعتى الامبراطوريات اجلا ام عاجلا و كان وراء انهيار كثير من الامبراطوريات على مر التاريخ