عبدالحكيم ال سنبل عضو شرف
البلد : عراقي / مهاجر في ارض الله عدد المساهمات : 200 نقاط : 548 تاريخ التسجيل : 06/01/2013 المهنة : طبيب قطاع خاص
| موضوع: قرأت لك - 5 - قصة الحضارة - عصر فولتير 2014-04-13, 21:22 | |
| قـــــرآت لــــك - 5 - قصة الحضارة - عصر فولتير: كتاب -قصة الحضارة - عصر فولتير تأليف ول ديورانت ج١مجلد ٩ ويقع في ٦١٦ صفحة -ترجمة فؤاد اندراوس مراجعة علي ادهم :
وقصة الحضارة سفر كبير يقع في اجزاء عديدة تفوق العشرين وقد قرأت تسعا منها على فترات فاتني ان الخصها او اكتب وجيزا عنها وهي موسوعة معرفية تاريخية هامة نهض بها رجل فذ مهما اختلفنا معه وما اتى به محللا و مستنتجا و مؤشرا لاهم الاحداث و اثرها ، وفي هذا الجزء يتناول ديورانت الانجليزي باسلوبه الساحر الذي مزج نكهة الاديب بجد المؤرخ واصرار الباحث و صبره و باسهاب عارضا لمحات من تاريخ اوربا الغربية وخاصة فرنسا قبل الثورة ١٧٨٩، و مؤرخو الغرب ومفكروه يعتبرون فولتير رمزا لذلك العصر - القرن١٨ بل ملكه الحقيقي ، وقد جعل المؤلف فولتير الشخصية المحورية و تابع نشأته و تطور ثقافته ومصادرها وشخصيته وعلاقاته العاطفية وفولتير شخصية متمردة جوالة لا منتمية لا تستقر على حال بين سجن و نفي جبري او طوعي او تقرب من الحاشية الملكية واشتهر بكتاباته التي تنتقد الاساطير و الخرافة وتفشيها في المجتمع و الملك و حاشيته والكنيسة وسلطتها و هذا جلب له الكثير من المشاكل بتهمة الالحاد و الهرطقة ومناهضته لما قامت به محاكم التفتيش و كان لعشيقاته دورا في توفير الحماية له من قمع السلطة و التخفيف من غضب الملك عليه و استضافنه في قصورهن بل واقمن العلاقات العاطفية معه وبعلم ازواجهن الذين كانوا لا يجدون غيرة و غضاضة او حرجا في تقبل ذلك الشرف العظيم !!! بل ان مدام دي شاتلييه قد حملت من احد عشيقين لها احدهما فولتير فحضرا و زوجها عند ولادتها طفلة وقد ماتت دي شاتلييه بعد الوضع و حزن فولتير عليها مع الاثنين وربما كان اكثرهم حزنا ولام منافسه بانه سبب الحمل اما الزوج فقد استقبلهما بود وترحاب ،وقد سعت بعضهن لتقريبه الى حاشية الملك لويس ١٥ لكون بعضهن محظيات للملك او قريبات من البلاط ، فاصبح مؤرخ الملك وموظفا في حاشيته وكان وقحا حتى مع الملك احيانا والذي كان متهتكا شبقا ايضا مما زاد حنقا عليه ، الذي قربه و شاهد بعض مسرحياته و كتب فولتير حينها بان الاصلاح افضل من الثورة وداهن الكنيسة بل تزلف الى البابا واهداه مسرحية محمد التي تقدم نبي الاسلام بصورة مشوهة على عكس ما كتبه بعض مفكري الغرب عن اعجابهم بشخصيته كجوته و كارليل ولاحقا تولوستوي و بربرنارد شو . و حصل فولتير على مباركة البابا ككاثوليكي مخلص بعد ان حضرت الكنيسة بعض كتبه واحرقتها والتي طبع بعضها بأسم مستعار او طبعت سرا خارج فرنسا بل انكر انه كتبها تملصا من العواقب ، و كان قد عاش ردحا من الزمن في انجلترا وكتب عن اعجابه بديمقراطيتها و تقييد سلطات الملك وعن نظامها البرلماني وجو التسامح الديني وعن اهم مفكري و ادباء انجلترا وعن بيكون و تأليه العلم والفكر التجريبي و بشكل مبالغ فيه في الرسائل الانجليزية لاجل تأليب الشعب واشعال فتيل الثورة في فرنسا كما عاش فترة في بروسيا عند الامبراطور فريدريك الذي الح عليه مرات عديدة و رغبه في الحضور لبلاطه ' تأثر فولتير بالفتوحات العلمية خاصة نيوتن وانجازاته العلمية في وضع قوانين الجاذبية وحاول او تظاهر باجراء التجارب العلمية ويقال انه كاد ان يتوصل لاكتشاف الاوكسجين قبل لافوازيه بل حتى عشيقاته كن يدرسن العلوم بشغف و يضعن بعض المؤلفات واجرين التجارب و ترجمن لنيوتن ، كما تأثر بمونسيكو صاحب روح القوانين الذي حاول تفسير التاريخ حسب المناخ الذي يحدد طبائع الناس و الديانة و نظام الحكم حسب اعتقاده ودعا لنظام جمهو ري ديموقراطي ومونسيكو ورث رئاسة البرلمان عن عمه الذي اشترى المنصب بل برر شراء المناصب الحكومية ، وكان فولتير ناقدا عنيفا او مادحا لجهده وناوء الفيلسوف والرياضي باسكال ونقد ديكارت ، وضع الكثير من المسرحيات والقصص التي هاجمت الملكية والكنيسة صراحة او تلميحا كما تأثر بالتاريخ والادب الشرقي وخاصة الفارسي - ويبدو انه تاثر بالرسائل الفارسية لمونتسيكو و استخدم في مسرحياته شخصيات فارسية كرموز لمهاجمة الملكية والكنيسة وله الكثير من الاشعار بعضها تافه و خليع واكتشفت رسائل له في ١٩٥٧ و ١٩٥٨ تدينه بشكل واضح باقامة علاقات محرمة مع ابنة اخته ، ذلك العصر الذي سمي بعصر الاستنارة او التنوير واهم مميزاته الدعوة للتخلص من سلطة الدين واللاهوت بل و حتى ما تعارف عليه من الاخلاق والفضيلة ومهاجمة الكنيسة وثرائها و سلطتها ، والدعوة للدين الطبيعي بالاضافة لمناهضة الملكية وازالتها واحلال النظام الجمهوري او تقييدها على الاقل، وكل ذلك حفز طبقة المثقفين للكفر بالدين والكنيسة والاخلاق كانت من نتائجها يوم هوجم سجن الباستيل ان شنق اكثر من الفي قس و راهب في يوم واحد وقال احد زعماء الثورة سنشنق اخر نبيل بامعاء اخر قس ،حيث كانت نحو نصف اراضي فرنسا الزراعية من املاك الكنيسة وشبهت الكنيسة انها كالبخيل الشحيح الذي يكنز المال ولا ينفقه او يساعد غيره به ، ولكن الثورة بكل ما نادت به من افكار متحررة صاحبها عنف كثير و دماء غزيرة امتدت لعدة عقود و اشعلت حروب جديدة في اوربا حيث صارت فرنسا تهدد العروش والممالك من روسيا الى اوربا كلها ، وتحولت فرنسا الى دولة محتلة مستعمرة لاحقا بحجة نشر قيم الحضارة و التنوير بين الشعوب كما فعل نابليون ومن تلاه نال منها الوطن العربي قسطا وافرا ، لقد لخص عصر بكامله برجل جمع الكثير من التناقضات الفيلسوف والمتهتك والمتمرد والمداهن والملحد والمتظاهر بالكثلكة الحانق والمتسامح مع العشاق المنافسين لعشيقاته الارستقراطيات والعالم المجرب المسرحي والمؤرخ المحب للبذخ و الترف والتاجر والمقامر بالاسهم و اليانصيب ، كما استعرض المؤلف اهم المبرزين في عصره في في الفلسفة شتى الاداب والفنون واثرهم في عصرهم وفي فولتير . ذلك العصر الذي تلى الثورة الصناعية التي انطلقت في انجلترا وصاحب امتدادها و الذي شكل الكثير من ملامح عالمنا المعاصر بكل ايدلوجياته و صرعاته الفكرية و التأسيس لاسلوب عيش مادي ابيقوري و تأليه العقل والعلم والدعوة لحرية يصعب وضع ضوابط لها . وان لم تكن شخصية فولتير تثير اعجابنا كمسلمين و شرقيين لكنا يجب ان نعرف تأثيرها والجدير بالاعجاب هو المؤلف المؤرخ ول ديورانت الذي استغرق اكثر من عقدين لوضع هذه الموسوعة التاريخية - قصة الحضارة وما هذا الجزء الا جزء من سفره . عبدالحكيم ٥\٤\٢٠١٤ |
|