بسم الله الرحمن الرحيم


أيها المسجد السليب
في الأحلام أهتف إليك طيرا
في اليلة الظلماء آتيك نائما
وعلى قبتك أبكي حزنا
ومع أبوابك أردد حنينا
وعلى أعتابك أقف كئيبا
وعلى جدرانك أغرد شجوا
ثم أغرد ...ثم أغرد ...ثم أغرد
وعن وجهك أمسح بجناحي دمعا
ثم أخفق إلى غصن الزيتون
إلى تلك الشجرة الحزينة
وأبكي مع الطيور البريئة
مع الأوراق الصامتة
مع الأغصان الدانية
مع الأعشاش المهجورة
مع الطفلة اليتيمة
مع الأم الغريبة الحزينة
مع السجينة البريئة
ثم أبكي ...ثم أبكي ، ثم ابكي
ثم أطير إلى الجبال العلية
إلى أماكن نائية
إلى أقاصي القمم العالية
إلى أين يوجد النقب الطري
إلى أين الهدوء والرحمة
وأحمل في منقاري عشبا
إلى الرضيعة اليتيمة
إلى الرضيعة الجائعة
إلى الأم المكلومة
إلى المسكينة المسجونة
إلى التي في العراء مشردة
إلى التي وراء القضبان أسيرة
وأقف عل قبور الشهداء الهادئة
ثم أقرأ الفاتحة ،
تم أعود إلى نومتي الهادئة
ثم أمسح سهادي ومدامعي المسكوبة