بسم الله الرحمن الرحيم
انكمش القلب و العقل في التيه هيمان
جف اللسان والكبد في صحراء الحزن ظمآن
أعد الأيام وهي جامدة تكبلها الأزمان
وهي سائرة وفق ماأمرها الحنان المنان
أرتب آهاتي وهي تنفجر من صدري وكأنها بركان
أجمد مدامعي عبثا وتسربلها الأجفان
أضم قلبي وكاد يخرجه من صدري الخفقان
أتمتم باسمك بنيتي وبجلجلة يردده اللسان
كشيخ بين جدران مسجد في الذكر هيمان
سار وجهك بنيتي نورا في العلياء يستضيء به الكيان
كما تستضيء بشمس الشروق الأكوان
أمني نفسي بقرب اللقاء وتشدو إليك الأحضان
كما تشدو إلى البلابل الأوراق والأغصان
أبيت سهران الدجى والقلب يهتف إليك عطشان
أمسح مدامعي وتبقى لها رسوم كما للسيول وديان
أحبس آهاتي وهي تنعى من سحيق عمقي وكأنها خرفان
بنيتي طال البعد والفراق والكبد يهتز إليك لهفان
كعصفور يشدو إلى النور وهو في قفص يحبسه السجان
بنيتي أقضي الليالي في قفار البعاد باسمك يأنس الجنان
فما شفا جراح فراقك حزن ولا مدامع تسكبها أجفان
بنيتي فما طاق الصبر عنك قلب ولا مل بترداد اسمك لسان
أستضيء بنور وجهك كما يستضيء بنور البصيرة العميان
بنيتي فعلت هموم فراقك بخدي ما لم تفعله بالسفح العالي وديان
أضمد جراح قلبي وفي كل حين بمخالبها تشقها الأحزان
بنيتي إن الأحزان لا تبقى على حالها كما لا تدوم على حالها أزمان
وذي الحياة سائرة إلى الزوال ولا يدوم على حال لها شان
بقلم : أبي آية : الطاهر معراض ـ جدة ـ 13/أكتوبر/ 2012/ الساعة : 13:07
2013-03-24, 15:52
