الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديـه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
أما بعد: فهذه رحلة الحق نَصِفُها بكلمــــات موجزات تشير إلى عبر وعظات من تلكم الآيات فنقول: إن الحق أَلْبَسُوهُ بالباطل ، وكتموه ، وقتلوا أصحابه بدونه ، وامتاروا فيه وغالوا في غيره غيرَه ، كذبوه ، قالوا غيره ، تكبروا في الأرض بِلاَه ، كرهوه ، بغوا على أتباعه ، علموا أنه لا يهدي إليه إلا الله ، وأن الظن لا يغني منه شيئا ، وأن أكثرهم لا يعلم منه شيئا ، قالوا عنه هو سحر مبين ، مع علمهم بأنه يتحصحص ، وأن من لا يراه أعمى وعلموا به أنه وعد الله وما سواه وعد الشيطان ، وأن الملائكة تنزّل به وما تنزّلُ بغيره وهو بشارة الملائكة ، وجاء زاهقا لمن بعده ، علموه وأعرضوا عنه ، قالوا لمن جاء به أنت من اللاعبين ، اقْتَرَبَ فشخصت أبصارهم ، فحكم ربهم به ، أُخرِجَ أهله من ديارهم وهو ليس مع مَنْ أخرجهم ، بل ذهب لأهل العلم فقالوا له أنت أنت وأنت مع من أُخرِج .
أخذت أعداءه الصيحة ، ونطق كتاب الله به فكرهوا نطقه ، ولو اتبع أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ، أعداؤه إن كان معهم أذعنوا ، وإن كان عند غيرهم تفرعنوا ، علموا أنه من الله وضل عنهم ما كانوا يفترون ، من أظلم ممن افترى عليه أو كذب به ؟!!.
هو قول الله ، والله لا يستحي منه ، قيل لهم أي أعداؤه ماذا قال ربكم ؟ .. قالوا الحق قال الله لأهله قولوا لأعدائه الله يفتح بيننا به ،هو وعد الله ، أرسل الله به البشير والنذير ، وهو الذي أوحى الله به لأصفيائه ، وجاء به وصدق المرسلين ، جعله الله الحَكَم بين الخصمين ،والحُكْم بين الناس أجمعين ، وقضى بينهم به ، فقالوا الحمد لله رب العالمين ، جادلوا بالباطل ليدحضوه فأخذهم ربه ، فهو قضاء الله والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء قتلوا أبناء من آمن بأهله ، فصبر أهلهم لأنهم علموا أنه وعد ربه فخسر هنالك المبطلون ، عادٌ استكبرت عليه ، أراهم الله الآيات في الآفاق ليتبين لهم ، أنزل الله لهم به الكتاب والميزان ، أحقه الله بكلماته فما سمعوه جعل الله السبيل على من ظلم وبغى بغيره ، لا شفاعة لمن شهد بسواه ، استغاث الأبوان لولديهما قالا: إنه وعد الله ويلك آمن فقال : أف لكما ما هذا إلا أساطير الأولين ، هذه بعض رحلة الحق يا أخي فكن معه فالله معه وتواصى به فمن تواصى بغيره خسر أقسم الله بالعصر على ذلك .
فماذا بعد الحق وبعد أهل الحق أجبني بالحق يا من رأيت رحلة الحق في كتاب الحق فقد قيل للحق أنت مع من؟؟ قال أنا مع من يتبعني. كتبه ناصر العرفي