علاقته بالعلوم الاخري :
يعتبر علم النص علما نشأ حديثاً مستقياً إجراءاته من عدد من العلوم المختلفة فقد اتصل بدوره بعلوم الأدب والبلاغة والشعر والأسلوب وعلوم النفس والإجتماع والفلسفة وغيرها ، لذا فإن هذا العلم يتسم بتشعبه إلى حد بعيد إذ أننا لا نجد إلا قدراً ضئيلاً من الإتفاق حول مفاهيمه فقد استوعب هذا العلم عدداً لا يستهان به من المفاهيم نظراً لكثرة منابعه وإتساع مشارب الباحثين فيه ، وتعدد المصادر التي تكونت منها شخصيته .
ويعني ذلك أن هذا العلم " لا ينغلق على نفسه في محاولته معالجة النصوص وإنما يأخذ في حسبانه دائماً مكتسبات العلوم الأخري التي تهتم بالإتصال الإنساني كعلم النفس وعلم الإجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس المعرفي والذكاء الإصطناعي ، يقول في ذلك عبد الراضي " إن هناك مواضع التماس بين علم النص وعلوم الأدب والبلاغة والشعر والأسلوب غير أنه يأبي أن ينضم تحت أي لواء منهما وزاد الأمر تعقيدا إدخاله عناصر أخري تعود إلى علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة والمنطق وغيرها فأدواته إذن غير محدودة ولا يتوقف عند حد معين " ، فقد التقي هذا العلم مع عدد من العلوم المختلفة كان منها :ـ
(1) علم النص وعلوم اللغة :
يري فان دايك أن مهمة معلمي اللغة أن يوصلوا لطلابهم سلسلة ممتدة من المهارات والآراء الإتصالية بحيث يكون إنتاج أشكال نصية مختلفة وتأويلها ذا أهمية قصوى وبعبارة أخري فإنه إلي جانب البناء اللغوي والأدبي تعد المكونات النصية والإتصالية الثابتة في العلوم النظرية ضرورية كما أنه لوعرف الكثير عن البنية النحوية للنصوص فإنه يمكن أن تنسحب دراسة اللغة والاستعمال اللغوي في علم اللغة بشكل أيسر وأجدر علي النصوص أيضاً .
(2) علم النص والبلاغة
تعتبر البلاغة هي " السابقة التاريخية لعلم النص " ، فإذا كانت البلاغة تبحث في الجوانب الجمالية في االنص وفى العلاقات بين المعاني وتهتم بسياق الموقف فإن ذلك كله هومدار إهتمام علم النص ، في حين يري العبد أن علم النص هو مركز الإلتقاء بين علم اللغة بوجه عام وعلم البلاغة حيث يقول "وأحسب أن علم لغة النص وتحليل الخطاب هما أفضل نقطة يلتقي عندها علم البلاغة وعلم اللغة أحدهما بالآخر " .
(3) علم النص والنقد الأدبي :
إن مصطلحات عدة في النظرية النصية قد تناولت من قبل نقاد الأدب وأساتذة البلاغة والنظم composion من منطلقات عدة ثم تطورت هذه المفاهيم بشكل متنام لتصير أدوات وصفية حتى أصبحت في النهاية خلفية لنظرية جديدة تتميز بالشمول الكافي الذي يؤهلها لدراسة الخطاب .
أما إذا نظرنا إلى إهتمامات النقاد بوجه عام فنجدهم في الغالب يتناولون قضايا الإقتباس والسرقات ( التضمين / التناص ) ، كما يتحدثون عن الإلتحام داخل النص والتماسك بين أجزائه ، وهذه القضايا هي ذاتها التي أشار إليها علماء النص ضمن معايير النصية .
(3)علم النص وعلوم القران
استخدام العديد من الدارسين لعلوم القران ، العديد من المصطلحات النصية الحديثة ، فنري أن السيوطي قد تحدث في كتبه عن التماسك والإلتحام داخل النص القرآني كما تناول قضية مناسبة آيات القرآن وسوره بعضه ببعض وارتباطها حتي تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني . فقد أشار إلى مصطلحات " التماسك والتلازم والمناسبة والإنسجام والإحتباك والإقتران " ، فقال عن القرآن " فقد جاءت قراءته موزونة بلا قصد لقوة انسجامه" ، ومسألة المناسبة التي تحدث عنها السيوطي تفسر تماسك النص وترابط أجزائه إذ هي من أهم معايير علم النص .
لكم منى أرق تحياتى
انتظر تعليقكم