الربط النصي:ـ " المفهوم"
لغة : ربط الشئ يربطه ، ويربطه ربطا فهو مربوط وربيط ، والرباط ما ربط به والجمع ربط مثل كتاب وكتب والرباط هو ملازمة ثغر العدو وبالتالي فإن معاجم اللغة قد أوردت الربط بمعنى الشد أي شد الشيء وإحكامه حتي يكون منسجما ومترابطا ومتكاملا .
اصطلاحا : هو عبارة عن علاقات لغوية ودلالية تعمل على تماسك النص وتلاحم أجزاءه وهذه العلاقات تكوّن شبكة نصية تعين على تفسير النص فالكلمات المفردة في النص لا تبدو وحدات لغوية منعزلة فيما بينها حيث يركب المرسل بعضها مع البعض الآخر وفقا لمضمون الرسالة ويربط بينها في وحدة كبري هي القرينة أو التركيب فقد اشترط العبد فيما سبق اشتمال الربط علي الجانبين النحوي والدلالي في قوله " يركب المرسل بعضها مع البعض الآخر وفقا لمضمون الرسالة .
أما الروابط the connective فهى أية كلمة تربط بين الكلمات أو الجمل أو الجميلات ، وقد تكون عاطفا أو جارا أو ضميرا أو اسما أو ظرفا أو ............... الخ أو هي تلك الأدوات اللفظية أو العلاقات المعنوية التي تؤدى وظيفة الربط بين الكلمات العربية داخل التراكيب والجمل إضافة إلى كونها أدوات ربط فهي تعتبر علامة على الربط يقول في ذلك بحيري " فعلامة الربط الرابط أداة الربط "
أما القدماء فقد تناولوا هذا المصطلح وتعرفوا عليه ، فقد ذكره ابن هشام صراحة في عنوان " ربط الجملة بما هي خير عنه " كذلك فقد استخدامه النحاة وأطلقوه على وصل المعاني عن طريق وسائل لغوية أطلق عليها النحاة اسم الروابط .
أما الجرحانى فقد أشار إليه وجعل معناه " الضم " في قوله " إن الألفاظ المفردة التي هي أوضاع اللغة لم توصع لتعرف معانيها في أنفسها وإنما لأن يضم بعضها إلى بعض فيعرف فيما بينها من فوائد"( )ولكن يمكن القول ها هنا أن العلماء العرب أمثال الخليل وسيبوبه والكسائي والفراء وغيرهم لم يشيروا في مؤلفاتهم ودراساتهم إلى الربط ومفهومه إشارة تؤكد إدراكهم لدوره وقيمته .
بعض الباحثين يجعل الربط لا يحيل إلا إلي الربط النحوي أى اللفظي وذلك أمر فيه نظر إذ أن الربط لديهم هو " ما يفيد العلاقة التي تكون بين الشيئين فهو قرينة لفظية على اتصال أحد المترابطين بالآخر " ، وهذا التعريف يوقف الربط عند مستوي العلاقات الشكلية بجيث لا يجعله يتعداها إلى العلاقات المعنوية.
ومن هؤلاء أيضا الدكتور مصطفي حميدة : حيث يتناول الربط كعلاقة وسطى بين كمال الارتباط وكمال الإنفصال فهو يفرق بين ثلاثية الإرتباط والربط والإنفصال ،
فالإرتباط لديه هو " نشوء علاقة نحوية سياقية وثيقة بين معنيين دون واسطة لفظية فهي أشبه بعلاقة الشيء بنفسه ، أما الربط فهو "اصطناع علاقة نحوية سياقية بين معنيين باستعمال واسطة تتمثل في أداة رابطة تدل على تلك العلاقة أو ضمير بارز عائد" فقد جعل الربط مختصرا على العلاقات الشكلية .


انتتظر تعليقاتكم

على مهل أخت أحلام فهى لم تناقش حتى الآن