سألني أحدهم قائلاً: في البداية نسخر منك, وفي النهاية تسخر منا .. ما الحكاية؟
قلت تقصد : كشف الأقنعة!
ياعزيزي هي ابتلاء لي قبل أن تكون لغيري, أنا البطل فيها وأنا الضحية..!! فأنا مثلكم أرى الأشياء كما ترونها , ولربما أكون أكثر سذاجة منكم , والفرق أني لا أصدق بما لا يكون أن يكون, فمثلاً هذه الشجرة التي أمامنا أراها شجرة ,ولكن لو افترضنا جدلاً أنها تحركت لو سم واحد من مكانها.. أسأل وأتساءل:
عندها أنتم تصفون الحدث ؟ بينما أنا أتساءل لماذا حدث؟
1-في علم الأحياء النبات لايتحرك.
2-في الفيزياء الأجسام الساكنة تبقى كذلك ما لم تؤثرفيها قوة خارجية
3-في فصل الخريف تسقط أوراق شجرة التوت , وهذه الشجرة أوراقها خضراء.
* ثلاثة أدلة حتى لو شاهدت قطرات الندى تتساقط من على أوراقها لن أقتنع أنها شجرة, ولو أكلت من ثمرها لن أقتنع ..لن أقتنع.. لن أقتنع..
و المشكلة ليست في كشف الحقيقة....المشكلة كيف يفهم من حولك كلامك؟!
تابع مع هذا الحوار:
-الأول : إنها ليست شجرة!
-الثاني : إذن ماذا؟ ويستطرد وباسلوب تهكم لربما نعجة
هههههههههههههه
- لماذا تسخر يا صديقي ؟ وأصرخ في وجهه : , ولكن هذه الشجرة تحركت!
يرد بصوت خافت وبأسلوب الواثق :إن الشجر لا يتحر ك!
- قد أضفت لي معلومة.. أشكرك عليها..!
يرد :لاشكرعلى واجب .. ويحاول استعراض مهاراته وخبرات سابقة من أرشيفه..
- ليس الآن ياصديقي .. فأمك باعتقادي تربطها صلة رحم بنيوتن..
- أ مممممممممم ...!!
- يا عزيزي في الفيزياء تبقى الأجسام ساكنة ما لم.. يقاطعني قائلاً : وما علاقة الفيزياء بالشجر...؟
-أممممممممممم..!! وفي الخريف هل توجد أوراق... ؟! يقاطعني إنك تتوهم وراجع نفسك.. لأنها شجرة ..أنظر إليها جيداً..
يبدو أنك تشكو من ضعف النظر ..يا إلهي منك!! ويهز رأسه تعبيراً عن مأساة والدتي التي علقت الآمال علي
*عندها أضعه في امتحان ليكتشف بنفسه أنه أحمق ..!
يا صديقي : قال تعالي في وصف شجرة الزقوم: " طلعها كأنه رؤوس الشياطين"
*ويقول الشاعر امرؤ القيس: :: أيقتلني و ا لمشر في مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أ غو ال ..؟!
-أترك الأولى وأبدأ بالثانية :
امرؤ القيس يتساءل متعجباً ومنكرا: كيف يقتله زوج صاحبته وبجنبه رمح حاد أسنانه زرق تشبه أسنان الأغوال؟!!
-ما رأيك يا صد يقي : هل رمحه بشع عندما شبهه بأسنان الغول ؟!
يرد : بالتأكيد إن رمحه مرعب وأسنانه ليست زرق وإنما بنفسجية..!!!
حقا..ً أنك مبدع في وصف خيالك.. ولكن كيف عرفت ؟
-يا لك من أحمق
-أشكرك ... ولكنك لم تجبني !
طبعاً من أسنان الغول ..
وهل شاهدت الغول؟
ها.. ها.. ماذا قلت ؟ لا لاللمم لممم أشششاهدها ,ولكن هكذا خيل لي.
-إذن كيف تصف شيئاً لم تشاهده ؟
- لا أدري وأشعربالخجل منك !
-لا عليك يا صديقي ..هون على نفسك . فلست وحدك!
_ هل تقصد القراء ؟!
- رائع .. فأنت تملك قدرة الاستنتاج إذن !
- نستنتج يا صديقي أنا أحياناً نصر على إجابات دون تفكير, وامرؤ القيس نجح في خداعنا فهو لم ير الغول , فالغول أسطورة خيالية.. فكيف ياترى تصور أسنانه ؟! وكيف نقل لنا تلك الصورة البشعة؟!
لاتهمني الإجابة ومايهمني هو أن تركز معي جيداً وأن تمنحني فرصة , ولو 1% كي أوضح لك مسألة الشجرة لربما أكون ..
يقاطعني قائلاً : أوافقك فقط و فقط في قصة إ مرىء القيس , أما في مسألة الشجرة لا تقل بأني مخطىء وأنت على صواب ..عندها أنصحك بمراجعة المصحة النفسية !!
أشكرك وليتك ترافقني ؟
ولماذا أرافقك ؟!
كي أحجز لك سريراً هناك !!
ماذا تقصد؟!
أقصد:
لكل داء دواء إلا الحماقة أعيت من يداويها...!!
* لحظة لم تنته ..أعود للآية القرآنية :
التشبيه لتقريب الصورة (الصفةالمشتركة) أو وجه الشبه.
فلان كالأسد نلاحظ أن وجه الشبه هو الشجاعة , وغالباً مايكون المشبه به محسوساً والصفة واضحة
(الشجاعة في الأسد , لكن عندما نشبه محسوساً بمتخيل هنا تبدو الغرابة !
فنحن لم نر رؤوس الشياطين.. فكيف حكمنا على بشاعة طلع شجرة الزقوم ؟ !
والإجابة: تخيلنا ..تخيلنا ..تخيلنا أنها بشعة , ورسمنا لها أبشع الصور وهنا يتجلى إعجاز القرآن , فقد ترك المجال مفتوحاً للعقل , كي يتخيل أبشع الصور.
هل أعجبتكم القصة ياأحبائي؟!..
دمتم بود وتقبلوا خالص تحياتي