منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنالا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارلا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 لا تقربا هذه الــ ... شجرة ...

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جاميليا حفني
عضو شرف
عضو شرف
جاميليا حفني

القيمة الأصلية

البلد :
مصر

عدد المساهمات :
161

نقاط :
211

تاريخ التسجيل :
21/09/2012


لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  Empty
مُساهمةموضوع: لا تقربا هذه الــ ... شجرة ...    لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2012-10-21, 17:22

** زينة الحياة هي متاع الغرور الكاذب ، الجاذب إلى الحياة ، والدافع إلى تحمل مراراتها ... الزينة هي مجموع النِّعم التي وهبها اللهُ لنا ، وجعلها في أنفسنا وكياننا وأبداننا ، كما وهبنا النعم في الكون المُسخّر لنا ، وفيما يسّره لنا من فنون الرزق وألوانه .
الزينةُ هي المُستثيرُ لغرائزنا ، بل هي أساس هذه الغرائز ...
** ومن هنا نقول : إنّ الزينة تقوم بتنشيط الحياة الإنسانية من جهتين :
- إثارة الغرائز الإنسانية ، وإشباعها .
- تحفيز الجهاد والمقاومة لهذه الغرائز .

** وهكذا تبدو الحياة الإنسانية رحلة سعي حائرٍ ، ومرهق وشاق بين هاتين الجهتين : الرغبة في إشباع الغرائز ، ومحاولة كبح جماح هذه الغرائز والحد من طغيانها ، وهيمنتها ، وسُعارها ... تبدو الحياةُ الإنسانية رحلة خاصة بين هاتين الجهتين حتى يصل الإنسان إلى المصير الذي يتحدد - بعد إرادة الله - وفق الجهة التي اختارها الإنسان في سعيه : سواء اختار إشباع الغرائز والانقياد لها ، أو اختار تهذيب الغرائز وقيادتها بقوة العقيدة ، وحكمة البصيرة ، ونور العقل المؤمن ...
إنّ القائد في هذه الرحلة هو الذي يحدد المصير ؛ فإذا كان الإيمانُ هو القائد كان المصيرُ الإنساني ناصع الضياء والبهجة ، وإذا كانت الغرائز هي قائد الحياة الإنسانية في الدنيا كان المصيرُ معتما ... مؤلما ... مأساويا كأشد ما تكون المأساة ، بل هكذا تكون المأساة ...

** زينةُ الحياة الدنيا هي النعمة المُهداة ، وهي مضمار الجهاد للنفس الإنسانية ، هي مكمن الابتلاء ، ومنزلق الخضوع للغرائز ، وهي الطلاءُ البهيج الذي يستر حقيقة الحياة وقبحها ...

** الزينة هي الوعدُ الزائف الخلاب للإنسان بكل ما يشتهي في الحياة ، وهي الوعد له بكل ما يدفعه دفعا إلى الرجاء في الحياة والتأميل فيها ، وانتظار الغد الذي قد يأتي ، وقد لآ ... ، لكن هذا الغد المرجو يؤنسنا ، ويدفئ أرواحنا بانتظاره وترقب أنواره ، يؤنسنا بوميضه في أحلامنا ومنامنا ويقظتنا ، ويدفعنا - ونحنُ في قمة الألم - إلى أن نتوكأ عليه - على هذا الغد - محتملين مراراتنا ومكابداتنا ، أملا في قادمٍ بهيج وثمر يانع ، وغيث جميل !
** الزينة في الطرح القرآني تدل على النعمة والبهاء والحياة حين توصف بأنها عطاءٌ من الله ، أو حين تعرضها الآيات باعتبارها إحدى نعمه في الحياة الدنيا . وذلك كما في قوله تعالى :
" قُلْ منْ حرّمَ زينةَ اللهِ التي أخرجَ لعباده والطّيباتِ من الرزقِ " سورة الأعراف / الآية 32
تتخذ كلمة " الزينة " في القرآن الكريم في هذا السياق - وأمثاله - معنى المتعة الحلال ، والبهجة ، والقوة والرزق الطيب المباح ، والنعمة المرجوة ، والمهداة من الله لعباده ...
*** لكنّ مفردة " الزينة " تتخذ في الآيات القرآنية دلالات مختلفة ، حين تُنسب إلى الحياة الدنيا ، ... في مثل هذه السياقات تتخذ هذه الكلمة معاني مختلفة ، كما أن الطرح القرآني يعرضها عرضا مختلفا يتخذ هيئة التحذير والإنذار والترهيب ...!
** طرحَ القرآنُ الكريم قضية زينة الحياة الدنيا طرحا رائع العمق والغوص في دهاليز النفس الإنسانية ... طرح هذه القضية طرحا دراميا بوصفها العدو الرابض على أبواب النفس الإنسانية ، بوصفها العدو الرابض الكامن ، والذي ينشط بنشاط توجهنا إليه ، وتشتد قوته بضعفنا ، ويضعف بقوة إيماننا واكتشافنا زيفه !
يصور القرآنُ الكريم زينةَ الحياة الدنيا بوصفها الإغواء الأشد للنفس الإنسانية رغم أن هذه الزينةَ هشّةٌ ... زائفةٌ ... عابرةٌ ... يقولُ اللهُ تعالى :
" وما أُوتِيتُم منْ شئٍ فمتاعُ الحياةِ الدّنيا وزينتُها "سورة القصص / الآية 60
ويقولُ سبحانه واصفا مدى استدراج هذه الزينة للإنسان ، ومدى اقتدارها عليه :
" زُيِّنَ للناسِ حبُّ الشهوات من النساءِ والبنين والقناطيرِ المُقنطرةِ من الذّهبِ والفضّة والخيلِ المُسوّمة "سورة آل عمران / الآية 14

** ومثلما وصفُ المولى - سبحانه - فنون هذه الزينة واستلابها عقل الإنسان ، وانتزاعها عقله ومقاومته ، يكشف المولى - سبحانه - للإنسان هشاشة هذه الزينة ، وأنّها غيرُ حقيقية ، وأنّها عبارة عن قشرة خارجية للحياة زيّنها اللهُ بها ليُعيننا على العيش فيها بما يمكننا من عبادته ، كما يؤكد - سبحانه - أن هذه الزينة ابتلاء منه يميز به المؤمن من الكافر ، والغثّ من السمين ، والطيب من الخبيث من خلقه ... إنّها الابتلاءُ بعينه ، إنها الرمال الناعمة التي يغوص فيها كلٌ منّا ، وتكون درجةُ غوصه على قدر ضعفه أمام هذه الزينة .يقول تعالى كاشفا حقيقة هذه الزينة :
" اعْلَمُوا أنّما الحياةُ الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم " سورة الحديد / الآية 20
** ورغم أنّ زينة الحياة الدنيا قشرةٌ زائفة ، واهية ، مؤقتة تنتهي بموت الإنسان ورحيله ... - رغم كل ذلك - إلا أنها استطاعت أن توقع الكثيرين في أسرها ، وأن تسجنهم فيها ، وأن تقنع الكثير منّا بأنها الأجدر بتفكيرنا وانشغالنا ، وأن تقنعنا بأن الحياة الدنيا هي دار الخلود والمستقر ، وهي البداية والنهاية ، وهي مقر الروح الأخير ...
** هذه الفئة المفتونة بزينة الحياة الدنيا همُ الأسرى ، لكنهم أسرى من نوعٍ خاص ومؤلم ومحزن ؛ فهم ليسوا أسرى حرب أو جهاد أو قضية نبيلة ، بل هم أسرى شهواتهم ، كما أنهم غير مقيدين بالأغلال التقليدية ، بل تقيدهم أهواؤهم المفتونة بالحياة ، وهم لا ينتظرون الفكاك من الأسر - من أي طريقٍ - لا من طريق المنّ ، ولا من طريق الفداء ، ولا من طريق تبادل الأسرى ذلك لأنّ أسرهم بأيديهم ، وقيودهم معهم ، وأمر فكاكهم يتوقف على مقدار قوتهم في التغلب على فتنة هذه الشهوات وهذه الزينة . إنّ هؤلاء الأسرى غارقون - إلى الثمالة - في الوقوع في أسر هذه الزينة ، و، وهم غافلون إلى حد الجنون في التغافل عن حقيقة هذه الحياة الدنيا ، مستميتون إلى درجة تثير الحنق - والإشفاق معا - في محاولة إثبات استحقاق هذه الحياة للتعلق بها وإكبارها دون غيرها ... ! ومن هنا يشيع في الطرح القرآني الربط بين التعلق بزينة الحياة الدنيا وبين الكفر ... يقولُ تعالى :
" زُيِّنَ للذينَ كفرُوا الحياة الدُّنيا " سورة البقرة / الآية 212
بهذا الطرح القرآني العميق - الذي يثبت أن هذا الكتاب الكريم من لدن حكيم عزيز - يتضحُ لنا أنّ غواية الحياة الدنيا ليست كامنة فيها هي في حدّ ذاتها ، بل كامنة في كيفية نظرنا نحنُ إلى هذه الحياة : فمنّا من ينظرُ إليها بالقلب المشغوف بها ، الملهوف عليها ، وهذه نظرة الأعمى الذي لايرى حقيقة الدنيا من شدة إقباله عليها ،وولعه بها ... وهذا العماء - إن استمر - يؤدي بصاحبه إلى الكفر فيُبعث في الآخرة أعمى مثلما كان في الحياة الدنيا لايرى الحقيقة ، ولا يصل إلى المغزى والهدف من وجوده .
وهناك منْ ينظر إلى الحياة بعين العقل الذي هذبه الإيمان ، واكتسب الحكمة من تدبّر آيات الله ؛ فأدرك أنّ هذا البريق ... هذا البريق والذي اسمه الحياة الدنيا زااائل ... عاااابرٌ ... مُضللٌ ... مُهلكٌ ... وأنّ هذا البريق المتجسّد في الفتن والغوايات والشهوات لم يُخلق لذاته ، بل خُلق لغاية أعظم منه ، غاية لا يدركها إلا أولُو الألباب ... المتدبرون ... الثابتون أمام الفتنة - فتنة الخير وفتنة الشر - ومثل هؤلاء يمتلكون من ثبات الإيمان ، ومن حكمة العقل ، ومن بصيرة القلب ما يجعلهم يدركون القيمة الزهيدة لزينة الحياة الدنيا ... هؤلاء يمتلكون من الحكمة ما يجعلهم يؤثرون الحياة الآخرة على الدنيا ... يشترون الخلود والنعيم المقيم ... النعيم الحقيقي غير الزائف ... هؤلاء هم المبصرون حقّا لأنهم يمتلكون بصيرة نافذة وقلبا صافيا رائياً ...
** زينةُ الحياة الدنيا ليست حقيقتها
ولكنها غواية كامنة فيها ،
وابتلاءٌ يمحّصُ اللهُ به عباده
وفتنة تُبارزُ منْ يوقظها
ولعنة تلاحقُ من يطلبها
وجحيمٌ مسطورٌ في كتاب الأشقياء
العالقون في الزينة :
اشتمل التارخ الإنساني على كثيرٍ من النماذج التي سقطت في أفخاخ الزينة والغواية ، واستهوتها الفتن وأدرات عقلها ...
ولعلّ آدم - عليه السلام- أول من ابْتُلِي بالغواية ، وأتاه الشيطان من زاوية الزينة فأغراه بها ، وحرّضه على طلبها بمعصية الله ، فسطر آدم بهذه المعصية أول سطر في تاريخ ضعف الإنسان أمام الغواية ... ولنتأمّل آيات الله وهي تقص علينا أطراف هذه المأساة الخالدة - الخالدة في أذهاننا والخالدة بتكرارها - يقول تعالى في سورة البقرة :
" وقلنا يا آدمُ اسكُنْ أنتَ وزوجُكَ الجنّة وكُلا منها رغداَ حيثُ شئتُما ولا تقْرَبا هذه الشجرةَ فتكُونا من الظالِمين " الآية 35
ولنتأمّل كيف قطع اللهُ الحجّة على آدم وزوجه ، وذلك في قوله :
" كُلاَ منها رغداً حيثُ شئتما "
فأنعمَ عليهما بنعمتين عظيمتين ، هما :
- الرّغد : أي الرخاء ، والوفرة في النّعم .
- الحرية ( حيثُ شئتما )
ومقابل هذا السخاء الإلهي الباذخ أمرهما اللهُ بشئ واحد ، هو : ألاّ يقربا شجرة بعينها من مجموع شجر الجنة الكثير البهيج المتنوع ... إنها شجرة واحدة ممنوعة والمُتاح وفير ... إنها شجرة واحدة مُحرّمة والمباحُ كثير ...
لقد أمرهما اللهُ ألاّ يقربا الشجرة ... حرّم عليهما مجرد القرب من الشجرة ؛ لأنه -سبحانه- وهو الأعلم بمن خلق يدرك أن مجرد القرب سيؤدي إلى ما بعده من خطوات المعصية ... أو أنّ مجرد القرب سوف يُغري بإتمام طريق المعصية - وهذا هو النهج الإلهي دائما ، كما في قوله تعالى : " ولا تقربوا الزِّنا " -فماالذي كان ينقص آدم وزوجه ؟ ماحُجّتهما في المعصية ؟
لماذا اقتربا ... ؟! لماذا ؟
يقولُ تعالى :
" فأزلّهُما الشيطانُ عنها فأَخْرَجَهُما ممّا كانا فيه وقُلنا اهبِطُوا بعضُكُم لبعضٍ عدوٌ ولكم في الأرضِ مُستقرٌ ومتاعٌ إلى حين "
سورة البقرة / الآية 36
ويقولُ تعالى في سورة "طه " :
فقُلنا ياآدمُ إنّ هذا عدوٌ لك ولزوجِكَ فلا يُخْرِجنّكُما من الجنّة فتَشقى 117) إنّ لكِ ألاّ تجوعَ فيها ولا تَعرى 118) وأنّك لا تظْمأُ فيها ولا تضْحى 119) فوسوسَ إليه الشيطانُ قال ياآدمُ هلْ أدُلُّك على شجرةِ الخُلدِ ومُلكٍ لا يبْلى 120) "
إذن : هذا ماحدث : لقد أغراهما الشيطانُ بالمفقود عن الموجود ؛ أنساهما النعم الموجودة وأشعرهما أن النعمة الغائبة - وهي الشجرة الواحدة الممنوعة - هي الأهم ، وهي اللازمة لتتحق السعادة المرجوة والأماني البعيدة ...
سبحان الله : لقد استطاع الشيطانُ أن يقنع آدم وزوجه أنّ هذه الشجرة الوحيدة أهم من جميع الشجر المحيط بهما ، وأنها هي وحدها النعمة المفقودة ، ومن ثمّ أقنعهما بأن وجودهما شقيٌ ناقص تعيس تنقصه هذه الشجرة ! فقط هذه الشجرة ...!
ولكن ... ماإنْ أقتربا منها وعصيا أمر ربّهما حتى انكشفت أحابيل الشيطان ، وبدا لهما ما أوقعهما فيه ، فلقد تسبب الشيطان آدم وزوجه بأن فقدا :
- مكانتهما في الجنّة ؛ حيث أمرهما الله بالهبوط ...
-الأنعم الموجودة في الجنة ( الرغد ) ...
- الحرية التي صوّرها اللهُ في قوله " حيث شئتما "
وصف الله استجابة آدم لغواية الشيطان التي عظّمتْ شأن هذه الشجرة ...وصف ذلك في قوله :
" ولقد عَهِدنا إلى آدمَ من قبلُ فنَسِيَ ولم نجدْ لهُ عزما "سورة طه / الآية 115

** ومثلما ضعف عزمُ آدم عليه السلام أمام غواية الشيطان وإغواء الشجرة ... يتهاوى كثيرٌ من أبناء آدم أما زينة الحياة الدنيا ، مع فارقٍ عظيم بينهم وبين آدم - عليه السلام ، هو : أنّ آدم تلقّى من ربه كلمات فتاب عليه ، بينما يظل بعضُ بني آدم عالقاً في زينة الحياة الدنيا إلى أنْ تنتهي رحلته فيها ، وهو مصرٌ على عمائه ، متشبثٌ بالفخّ الذي أوقعه في مصير معتم ...
إن نماذج العالقين في الزينة التي صوّرها القرآنُ العظيم وتركها لنا مثلا وعبرةً وتحذيرا من الافتتان بهذ الشجرة نماذجٌ كثيرةٌ - أشرنا إلى النماذج مجرد إشارة لطول الحديث عنها بما لا يحتمله هذا المقام ، ويمكنُ العودة إلى المدوّنة للاستزادة - ، منها :
قارون ، فرعون ، عاد وثمود ، قوم بلقيس ، ... صاحبُ الجنّتين - كما في سورة الكهف - والذي فقد توازنه أمام ما أنعم به اللهُ عليه ، فكانت هذه النّعمُ طريقه إلى الجحود بالمُنعم عليه - سبحانه - ... يقول تعالى :
" ودخَلَ جنّته وهو ظالمٌ لنفسه قالَ ما أظنُّ أنْ تبيدَ هذه أبدا " الآية 35 ...
بل لقد أوصلته الفتنة إلى إنكار البعث والكفر بالله .. يسوق المولى سبحانه على لسانه هذا المعنى في قوله تعالى :
" وما أظنّ الساعةَ قائمةً ولئنْ رُدِدتُ إلى ربِّي لأجدنَّ خيراً منها مُنقَلبا " سورة الكهف - الآية 36

*** زينة الحياة الدنيا شغلُ الشيطان وهمّه القائم ومدخله الذي يستدرج به الإنسان من حظيرة الإيمان والامتثال لله إلى حظيرة الفتنة وسعار الشهوات ، والانفلات من الهدف الذي خلقنا الله له ، وجهّزنا لأجله ، وزوّدنا بمتاع الحياة الدنيا لنستعين بهذا المتاع على عبادته ، ولكي نُختبر بهذا المتاع فيتضح فينا ، ويبدو منّا الغث من السمين ، والطيب من الخبيث ، والشاكر من الجاحد ، والمؤمن من الكافر ، والقوي من الضعيف ...
*** لقد جعل الشيطان عمله الأساس في الحياة الدنيا هو إلهاؤنا بزينتها ، وشغلنا بغوايتها ، والوسوسة إلينا بهذه الزينة وهذه الفتنة الباطلة الزائفة حتى يصيبنا دوار الفتنة ، وتستحوذ الحياة على حواسنا وبصيرتنا فيصيبنا العطب والعطن والتلف والهلاك ... إن هذا هو الشغل الشاغل للشيطان كما حذرنا المولى في كتابه، وساق لنا خطة الشيطان التي أعلنها لربّه وأظهر فيها موقفه الحاقد الكاره للإنسان ، وكأنه - بل إنه - يكرّر معنا فعلته مع آدم وزوجه ... يقول تعالى - يسجل خطة الشيطان - :
" ربِّ بما أغويتني لأُزيّننّ لهم في الأرض "سورة الحِجر / الآية 39

### وإنَّ الافتتان بشجرة الغواية هو الذي يوصل إلى شجرة أخرى قاتلة مُهلكة ... إنّها شجرة العذاب ... شجرة الزّقوم شجرة الهالكين بخلودهم في الجحيم ... نستجير بالله منه ...
لنتأمّل عظمة الطّرح القرآني وروعته وجلاله ، ومدى قدرته على إشباعه العقل والرّوح والحسّ بتصويره هذا المسار العادل :
شجرة الغواية طريقٌ إلى ... شجرة الزَّقّوم ... ؟!
يقول سبحانه - في سورة الواقعة - :
" قُلْ إنَّ الأوَّلِينَ والآخِرينَ 49) لَمجْمُوعُونَ إلى ميقاتِ يومٍ معلومٍ 50) ثمَّ إنَّكُم أيُّها الضَّالُونَ المُكذِّبونَ 51) لآكِلُونَ مِنْ شجرٍ مِنْ زَقُّومٍ 52) فَمَالِئُونَ منها البطُونَ 53) فشَارِبُونَ عليهِ مِن الحَمِيمِ 54) فَشارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ 55) هذا نُزُلُهُم يومَ الدِّينِ 56)
ويقولُ - سبحانه - في سورة الصَّافات :
" أذلكَ خيرٌ نُزُلاً أمْ شجرةُ الزَّقُّوم 62) إنَّا جَعَلْنَاها فتنةً للظَّالِمين 63) إنَّها شَجرةٌ تخْرُجُ في أصلِ الجَّحيمِ 64) طَلْعُها كَأنَّهُ رءوُسُ الشَّياطِين 65) فإنَّهم لآكِلُونَ فمالِئونَ منها البطُونَ 66) ثمَّ إنَّ لهم عليها لَشَوْباً من حيميٍ 67) ثمَّ إنَّ مَرجِعَعُم لإِلى الجحيمِ 68)
وكذلك هي - شجرةُ الزَّقوم - في سورة الدُّخان ... إنها طعام مِنْ طَعِم من الشجرة المٌحرمة ، ومآل من اقترب من الشجرة التي نهى اللهُ شبحانه عن مجرد الاقتراب منها ...
###إن الطريق الوحيد لمواجهة غواية الشيطان التي تعملق لنا زينة الحياة الدنيا هي أن نُعظّم قدر الله في نفوسنا ، فيتعملق إيماننا ... وهنا فقط يتضاءلُ كل شئ بجوار هذا الإيمان ... تهون الحياة الدنيا ... يهون قدر الزينة ... تنطفئ نار الشيطان الحارقة والتي تبدو للجاهلين والبعيدين عن الله نورا ... ليس لنا من مهرب أو ملجأٍ إلا طاعة الله ... فلنستدرك ، ولنفعل ما كان يجب أن يُفعل من قبل ، وهو : ألاّ نقرب هذه الشجرة ... فلا نُعاقب بتلك الشّجرة ...
لا تقربا
هذه الشجرة
لا تقربا
هذه الــ ...
شجرة
************
بقلم : جاميليـــا حفني
مدوّنة " أدركتُ جلالَ القرآنِ "
http://greatestqoran.blogspot.com/2012/02/blog-post_25.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بلال موقاي
نائب المدير
نائب المدير
بلال موقاي

وسام الإداري المميز

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1216

نقاط :
1939

تاريخ التسجيل :
28/04/2012

الموقع :
https://twitter.com/mougay13

المهنة :
جامعة معسكر، الجزائر


لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا تقربا هذه الــ ... شجرة ...    لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2012-10-30, 02:33

لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  457241
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جاميليا حفني
عضو شرف
عضو شرف
جاميليا حفني

القيمة الأصلية

البلد :
مصر

عدد المساهمات :
161

نقاط :
211

تاريخ التسجيل :
21/09/2012


لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا تقربا هذه الــ ... شجرة ...    لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  I_icon_minitime2012-10-31, 13:21

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم : أشكر لك المتابعة ورقيّ الثناء . أحسن اللهُ إليك برضاه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

لا تقربا هذه الــ ... شجرة ...

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أنا من هُناك .. محمود درويش
» شجرة النبوة
» شجرة الأدب خوان غويتيسولو
» شجرة التوت ورؤوس الشياطين..!!
» أنا شجرة صغيرة تسبح بحمد الله.....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: منتديات الدراسات الإسلامية (جديد) :: منتدى تفسير القرآن الكريم-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


لا تقربا هذه الــ ... شجرة  ...  561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
النص العربي اللسانيات موقاي الأشياء كتاب البخاري اللغة بلال الحذف مدخل الخيام مبادئ محمد على ننجز النقد مجلة قواعد التداولية المعاصر النحو العربية ظاهرة الخطاب اسماعيل


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع