جون لوكاريه - خيوط المؤامرة - رواية - الدار العربية للعلوم ناشرون - 2007
منقول
مؤلف الرواية هو الروائي الشهير جون لوكاريه (اسمه الحقيقي دايفيد جون مور كرونويل) دون سواه، صاحب عشرات روايات التجسس ذائعة الصيت، ومخترع شخصية الجاسوس الغربي الظريف "جورج سمايلي"، المنخرط أبداً في معركة حامية الوطيس ضد "كارلا"، الشخصية النقيضة والضابط في الـ KGB. وهو بريطاني سليل الغرب الأوروبي وأحد كبار الأساتذة في التخييل الروائي البوليسي حول المواجهة بين الشرق والغرب. كان لوكاريه لا يزال عميلاً سريا حين دغدغته غواية الأدب، فكتب أولى محاولاته الروائية، ووقّعها باسم لوكاريه المُستعار الذي أراده تغريبيّاً. اشتهر الكاتب أيضا برفضه للقب "فارس" الممنوح من ملكة بريطانيا، وحاراته المطولة مع سليمان رشدي التي بلغة درجة البذاة، بسبب رفضه مساندته بعد إصداره روايته "آيات شيطانية"، كما اشتهر في الآونة الأخيرة بمواقفه المارضة لأيديولوجية الهيمنة الأميركية وحربها على العراق وما يسمى بالإرهاب.
بعدما استنفد موضوع الحرب الباردة في رواياته، ثم قارب السيرة الذاتية في “الجاسوس المثالي” (1986)، وصل في “البستاني المخلص” (2001) الى تقديم نظرة إشكاليّة للنظام الرأسمالي من خلال رصد جشع الشركات المتعددة الجنسيّة. وفي السنوات الأخيرة، استحال لوكاريه كاتباً “سياسياً” بمعنى ما. يضع يده على مناطق موجعة وقضايا حساسة، ويخوض في واقع متفجّر على خلفيّة سياسية شائكة. وها هو، في هذه الرواية، يتناول حالة التآكل السياسي الناجم من نفاق السلطة.
برونو سلفادور المعروف لدى أصدقائه وأعدائه باسم سالفو، ليس سوى ذلك اللقيط البريء البالغ من العمر تسع وعشرون عاماً والذي جاء إلى الدنيا إثر علاقة غير شرعية بين مبشر كاثوليكي ايرلندي الجنسية وابنة أحد زعماء القبائل في الكونغو. في البداية تلقى علومه في مدرسة الإرسالية في مقاطعة كيفو في شرق الكونغو، ولاحقاً في ملاذ منعزل خاص بأبناء روما السريين، حيث وجهه مرشده الأخ ميشال للتدرب كمترجم محترف مختص بلغات الأقليات الأفريقية التي كان جامعاً نهماً لها.
بعد أن لمع نجمه في اختصاصه، سعت وراءه أهم الشركات العالمية، والمستشفيات، والمحاكم، وسلطات الهجرة -وبالتالي- المخابرات البريطانية. كما أنه كان يواعد صحفية النجوم في إحدى أهم الصحف الوطنية، بينيلوبي البيضاء، المولودة في ساري، والتي تزوجها بتسرع كبير. رغم هذا، ومع انطلاق أحداث القصة، فإن فجر حب جديد مخالف لا يقاوم أشرق عليه.
وعندما يستدعي إلى جزيرة لا اسم لها في بحر الشمال لحضور اجتماع فائق السرية بين ممولين غربيين وأمراء حرب من شرق الكونغو، يضطر سالفو لترجمة أمور لا تتوافق وضميره الإفريقي الذي صحا مؤخراً.
متنقلة بين أجواء الحب والتشويق والفكاهة، فإن خيوط المؤامرة تروي رحلة سالفو البريئة من ظلمات النفاق الغربي نحو قلب النور.
جون لوكاريه - خيوط المؤامرة