ما بال حزني يحمله قلبي على كتفيه؟
ما قصته ما حكاية و جعه التي راحت تغتالني بغتة نصب عينيه؟
و راحت تغتال فرحي معها... وتبعثره كشظايا على راحتي يديه
و تبعثرني و تدوسني بكل قوتها تحت اقدام نعليه
لم يبق لي مكان في مدينتك يا شعر ...
فجنود حزني تطوقك تطوق المكان ...
تحتل شوارعك ...بيوتك .... حوانيتك
انظر كيف تقتل حروف الابجدية امامك في مجزرة جماعية
انظر كيف دمها الاسود ينزف على اوراقك البالية المنسية
ما بالك يا شعر ما عدت ترد على اسئلتي؟
الا تملك حقا جوابا على اسئلتي؟
أم انك لقنت لغة الصمت ؟
ما بالك يا شعر صرت عني غريبا؟
أما عدت تعرفني؟ هل استوطن النسيان شواطئ ذاكرتك؟
أم ان ذاكرتك اهترأت كذاكرتي ... صارت شبه ذاكرة
اتعبتني يا شعر و ما غيرك اتعبني
اين افر منك ؟ و انا ابدا منك و انتهي اليك ...
الى اين ارتحل او اسافر ؟ وما عادت خريطتك تسمح لي بالعبور ...
ففي كل مدينة شرطي يفتش حقائبي... يفتش جيوبي
هو لا يبحث عن اوراقي الثبوتية لا يعنيه جواز سفري او بطاقة الهوية
هو يبحث عن سلاحي الخطير
يبحث عن قلمي الاسود الصغير ...
لكنه عبثا يحاول... فقلمي ليس برشاش و لا بندقية
انما هو عصفور مهاجر مثلي
يرفرف بلا اجنحة ... باحثا عن مدينة تحوي جراحه
باحثا عن ارض تنبعث من احشاء سمائها ... الحرية

بكل مرة أقرأك فيها . . أتفقد كلماتـي ...
فأجدك أجمل مما كتبت
و مما أكتُب ومما سأكتُب
و أكبر من أن تستوعبك شواطيء عباراتي...