أنا الجزائر
اسمي الجزائر
تأكد إن شئت من بطاقة الهوية
أصلي ... جذوري ... دمائي... ملامح وجهي عربية
ربما أنت مندهش ... مستغرب فملامح وجهي لا تبدو لك واضحة
قد سادها الحزن و سكنها الألم... فصارت كأطلال مدينة قديمة
حالتي العائلية:
أنا أرملة و أم لشعب تاريخه زاخر بالبطولات
تاريخه صفخات تنزف
تنزف حزنا.... تنزف وجعا
تنزف دما لونه كلون الرصاص
أنا أم لشعب تفجرت من شرايينه ثورة مقدسة
أحبت الموت فتجملت و تعطرت برائحة دماء الشهداء
هكذا قال عنها نوفمبر العظيم...
هكذا انحنت لها الأرض تعظيما و باركتها السماء
هي ثورة شعب ...ثورة غضب
ثورة أشعلت قتيل اللهب... كي أحرر لا أغتصب
أين أعيش؟
أعيش في قلب كل جزائري أرضا نشيدا و علم
هو وطن محفور في الذاكرة ... لا حدود له
هو وطن كانو يظنوه صبيا... لكنه اليوم كبر
يحمل في يمناه حجرا و بالأخرى قلم
هكذا أراد أن يقاتل من استعمروه و شردوه وجوعوه و سفكوا دماء شعبه الطاهرة
و بعثروا أشلاءه على الأرصفة على الطرقات عذبوه .... و عذبوني
لكنه عاش من جديد ... ليحي التاريخ ممن قتلوا التاريخ
عاد ليزيح عن وجهي الغبار
و يكتب عني أنا الجزائر .... صرخة وطن
قاومت وصبرت على المحن
دفعت الثمن....لكني أقسمت على أن أنتصر... و انتصرت
هنا على أرضي الطيبة هذه ...
ارتكبت فرنسا في حقي الجريمة
لكني ألحقت بها الهزيمة... كانت حقا صدمه أليمة
فرغم التنديدات و المؤامرات و الوعود القديمة
انتصرت عليها
كانت دائما تبحث عن شيء ما يشبهها تختبئ وراءه
لكني كنت دائما أرى بوضوح قناع الخيانة
فلست أنا يا سيدتي فرنسا من تؤمن بالسلام على يديك
فأنت دائما كنت من يغتال السلام
أصغيت إليك.... صبرت على أذاك
تنازلت لك.... سامحتك ...عفوت عنك لكنك حملت خنجرا كي تطعنيني فطعنتك
وبكل فخر لقنتك درسا لا ينسى
سيبقى خالدا في ذاكرتي و ذاكرتك
ستبقى أثار هذا الجرح محفور في جسدك
هو جرح رائحته كرائحة حقدك الدفين
هو كابوس مستبد مثلك سيحاصرك أينما تذهبين
و ستتعبين في كل مرة تبحثين فيها عن وطن ليس لك
فلا تحاولي اللعب مع الكبار
ارحلي بعيدا لا تنظري وراءك فأنا وراءك
أحمل لك بين راحتي يديا كفنا لك... أهديك إياه يوم موتك
و الآن هل عرفتم من أنا... هل سمعتم حكاية وجعي
وجع أم تحب أبناءها... اسمها الجزائر أرض العرب عربية
جيهان