منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن
مشرف عام
مشرف عام


وسام النشاط :
وسام النشاط

القيمة الأصلية

عدد المساهمات :
237

نقاط :
628

تاريخ التسجيل :
30/12/2009


الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات Empty
مُساهمةموضوع: الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات   الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2010-03-07, 16:50

الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات
عزالدين غازي

توطئة :
النص والخطاب مفهومان معقدان من حيث التأويل والتفسير ، فسواء كان النص نصا دينيا أم تاريخيا علمانيا فانه يطرح جملة من الصعوبات الكبيرة التي عادة ما تواجه المفسرين أو النقاد كما تواجه طبيعة النص نفسه وعلاقته بالتراث والتقاليد لذلك جاءت الهرمينوطيقا كمعرفة علمية تتناول التفسير والتأويل في آن واحد . وقد جاءت بالتحديد في ظل بؤرة مفهوم بدا يتشكل مع التطور الحضاري هو ما يسمى تحيز الإنسان المعاصر واسقاطاته في الفهم المسبق. فنجدها تتحول مع مجموعة من العلماء والفلاسفة والمفسرين بعد أن وجدت لنفسها وضعا ابستيمولوجيا ، فبدأت تعنى بالفهم والإدراك . فهي على علاقة جديدة بالنص من جهة المتلقي وليس المبدع/ المؤلف.

إن تاريخ الهرمينوطيقا عريق جدا في الثقافات الإنسانية ، فقد تناسلت مناهجه وأساليبه التي كانت تركز على البحث عن المعنى الأصلي إلى البحث عن اثر النص . ظهر التأويل مع سقراط الذي فسر أغاني سيمونيديس ، تطور ليصبح نظرية لتأويل النصوص المقدسة حيث كان يشار به إلى مجموعة من القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني – الكتاب المقدس- وإذا كان حضوره قويا في الفكر الكنيسي الغربي ( اصبح نظرية للتفسير منذ 1654م إلى هذا في الأوساط البروتستانتية ) فانه في الفكر الديني الإسلامي حضوره لافتا مع علماء المسلمين الذين سخروا علوم الآلة وعلوم العربية نحوا ولغة ومعجما لخدمة النص الديني وخاصة مع العلامة الزمخشري وابن كثير وغيرهم.

بعد ذلك تطورت هذه النظريات لتصبح مع شيلينغ تعبيرا عن المدلولات الفنية المتشكلة من جديد في وعي القارئ، وبشكل اكثر دقة، في نظرية عن الفهم والإدراك عند شلييرماخر خاصة ولاحقا عند دلتاي وفي المجال النفساني مع بوتيبنيا ومع الفلاسفة الوجوديين أضحى جوهرا خاصة مع هايدغر ، وقد اكتسبت قضايا التأويل أهمية كبيرة في أعمال ر.انفاردن ، والمدرسة السويسرية وعلى رأسها شتايغر.وقد ابعد البنيويون أمثال تزيفزتان تودوروف ورولان بارث وجاك دريدا وغيرهم هذا المفهوم لانهم تناولوا منهجية في التحليل مشابهة له ( انظر ف.ي.خليزبف ، التاوبل ، ترجمة عمر التنجي ، مجلة الفكر العربي المعاصر العدد 54-55 جويي-أوت 1988).

اتسع هذا المصطلح في تطبيقاته، المذكورة أعلاه، وانتقل من مجال تأويل "المقدس" و"الأسطوري" إلى مجالات اجتماعية وتاريخية وأنثروبولوجية وفلسفية وفكرية وأدبية وفنية ، فهو علم قديم وجديد في الآن نفسه .

خطاب التأويل بين الفهم والحقيقة النصية :

عندما نشر جادمير فيلسوف التاويلية كتابه "الحقيقة والمنهج" سنة 1960 أثار حوله زوبعة من الجدالات الواسعة التي غطت الساحة الفلسفية الألمانية حول التأويل وتأويل الفهم الذي لا يتطلب ،في نظرهم، هذه المنجية العلمية الكبيرة وخاصة أن الفهم والتأويل يرتبطان بالتجربة الشاملة التي تحصل لدى الإنسان عن محيطه الوجودي والكوني . الرهان هنا سيتركز حول تحديد المفاهيم والمنطلقات بوصفها المدخل لفهم اكتساب المعارف والحقائق.سيستقر الحال في تذويب مناهج العلوم فيما بينها للانصهار في معنيي الحقيقة والمنهج في آن. وبالتالي يصبح التأويل كعرفان فلسفي يقارب الحقيقة بطريقة مرنة في مجال معقد كمجال علوم الروح على وجه الخصوص.( هانز .ج.غادامير ، خطاب التأويل ، خطاب الحقيقة . ترجمة عمر مهيبل ، الفكر العربي المعاصر عددي 112-113 .صيف شتاء2000).

منطلقات نظرية الهرمينوطيقا هي الفهم النصي في بعده الخفي والمتجلي والوجودي والعدمي وكل ما يشكل توترا بين العالم والأرض. إن معضلة الفهم حسب عالم الهيرمينوطيقا هي معضلة وجودية .وتجنبا لسوء الفهم الذي يمكن أن نقع فيه في تأويلنا للخطابات الدينية والعلمانية إنما يثيرها التباعد الحاصل بين الزمان والنص ونقطة البدء حسب جادامير هو الاهتمام بما يحدث بالفعل في العملية بصرف النظر عما ننوي أو نقصد ( نصر حامد أبو زيد ، إشكالية القراءة وآليات التأويل ، المركز الثقافي العربي ص 37). إنما العبرة من ذلك هو تجاوز إطار المنهج العلمي المنظم وذلك بالاستيعاض عنه بالبحث عن الحقيقة وهذا تجل فلسفي وتاريخي محض. ومفهوم تحليل الحقيقة بدا يطفو من هذه الزاوية، وتأويل النص التاريخي والفني أو حتى الفلسفي لا يراد منه المتعة الجمالية والاستيتيقية بل تعني تجربة تلقي العمل بدون أن ننفصل عن وعينا العادي لندخل في دائرة الوعي الفني الذي نحتكم إليه .هذا التلقي ليس متعة جمالية إذن بل هي عملية مشاركة وجودية تقوم عل الجدل بين المتلقي والعمل الذي لا يبدو منفصلا عن عالمنا المعاش فلا ننفصل عن ذواتنا في الفهم بل نقوي حضورنا في النص من خلال ما فهمناه من تجربة فنستحضرها وهذا يشكل بدوره انصهارا وحاصلا جديدا في المعرفة التي ستساعدنا بشكل اعمق في عملية الفهم والتأويل ون هنا يتناسل الفهم في التأويلات والتفسيرات (بصيغة الجمع).

مفهوم التأويل ، إذن ، هو باختصار " فن الفهم " ، فهم النصوص بصفة خاصة ، يوظف هذا الفهم جميع مناهج العلوم الإنسانية المساعدة في التأويل من خلال ما اصطلح على تسميته جادامير " ميلاد الشعور التاريخي " .

قديما كان اثر النص المقدس ينتقل من نص إلى آخر والان للأثر الفني والأدبي تناصا ثقافيا حاضرا بقوة في ثقافة النص وتاريخه الاجتماعي والأنثروبولوجي في المقدس نعطي علوم الروح أساسا تأديبيا فإذا اطلعنا مثلا على القصص المقدسة وما ترسمه الذهنية العربية للنبي سليمان سنجده في أسفار العهد القديم والتي توالدت فيما بعد مع مقدس ديني آخر شخصية متعددة وليس واحدا متنوعة الملامح وهذا ما يفسر بخصوبة الخيال الديني الذي يقلل من شان المعرفة بالعقل الخالص. فما بين الحقيقة والمنهج تتم المساءلة اللامتناهية في نسل الدلالات اللغوية والجمالية التي بدورها تصبح وسيلة أساسية في الفهم .

ستتطور نظرية الهرمينوطيقا لتصبح في وضع نظرية جديدة في تفسير النصوص الأدبية ، فهي بقدر ما تلفت المتلقي في فهم دور المفسر بقدر ما تجعل المتلقي فاعلا في تفسير العمل الأدبي /النصي . هذه الجدلية ستكون هي نقطة البدأ الأصيلة للنظر في علاقة المفسر بالنص لا في علاقة النصوص الأدبية، ونظرية الأدب ، وأيضا في إعادة النظر في تراثنا الديني حول تفسير القرآن ، لنرى كيف اختلفت الرؤى وتناسلت التاويلات التي حطت الرحال بما آل إليه وضع النص الديني أو حتى النصوص التراثية الأخرى في الوضع العربي الإسلامي الراهن.
الحوار المتمدن - العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشرى عبدالله
مشرف منتدى


القيمة الأصلية

عدد المساهمات :
30

نقاط :
36

تاريخ التسجيل :
28/12/2009


الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات   الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2010-03-20, 11:17

عبدالرحمن .. استمتعت بقراءة الموضوع .. وقد قرأت في وقت سابق عرضاً لكتاب الحقيقة والمنهج .. أضعه هنا للإفادة ..





الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات 466211187




قراءة: عبدالله المطيري
العنوان: الحقيقة والمنهج: الخطوط الأساسية لتأويلية فلسفية.
المؤلف: هانز جورج غادامير.
ترجمة: د. حسن ناظم وعلي حاكم صالح.
الناشر: دار أويا للطباعة والنشر- طرابلس.
سنة النشر: 2007
عدد الصفحات: 752صفحة.

* "الحقيقة والمنهج" هو الكتاب الرئيس في فلسفة غادامير، وهو كتاب ألفه غادامير على فترات طويلة من الزمن ليس ليخرج في صيغته النهائية، ولكن يبدو لأنه ليست هناك صيغة نهائية ؛ فغادامير استمر في الإضافة والزيادة والشروحات في الكتاب مع كل طبعة جديدة. وهذا يذكرني بكارل بوبر وكتابه الأساسي "منطق البحث العلمي"، الذي استمر في الإضافة عليه لمدة ستين سنة. يقول مترجما كتاب "الحقيقة والمنهج" للإنجليزية "جول فاينشايمر ودونالد مارشال": "كتاب الحقيقة والمنهج واحد من أهم كتابين أو ثلاثة في هذا القرن عن الفلسفة والدراسات الإنسانية. الكتاب خطير ومثير، ولكنه صعب بالتأكيد. نشر الكتاب وغادامير في الستين من عمره فجنى الثمرة الناضجة للقراءات والتعليم والتفكير".
العنوان الثاني للكتاب هو "الخطوط الأساسية لتأويلية فلسفية". و غادامير هو فيلسوف هرميويطيقي "تأويلي" بامتياز، ولذا فإنه لا يمكن فهم منجزه الفكري دون فهم سياق الفلسفة التأويلية "الهرمينوطيقا". هناك بعض الكتب المترجمة للعربية التي شرحت الفلسفة التأويلية واستعرضت تاريخها من أهمها كتاب غادامير نفسه "فلسفة التأويل" الصادر عن المركز الثقافي العربي. أيضا من الكتب المهمة المكتوبة بالعربية كتاب "مدخل إلى الهرمنيوطيقا 2003" للدكتور عادل مصطفى الصادر عن دار النهضة العربية وهو كتاب قيّم واستفدت منه مثيرا في عملية فهم فلسفة غادامير. إلا أن هنا كتابا حديثا ومبسّطا وذا روح تعليمية يقدم صورة واضحة قدر الإمكان للهرمينوطيقا هو كتاب "مقدمة في الهرمينوطيقا" لدايفيد جاسبر والصادر عن الدار العربية للعلوم ومنشورات الاختلاف 2007ومن ترجمة: وجيه قانصو.
كلمة الهرمينوطيقا عند جاسبر تعني مصطلحا تقنيا يفيد في التعبير عن فهمنا لطبيعة النصوص وكيفية تفسيرنا واستعمالنا لها.وقد بدأ استعمالها في إطار فهم وتأويل النصوص المقدسة. يبدأ تاريخ الهرمينوطيقا مع التفسير اليهودي للعهد القديم وتطورت مع التفسير المسيحي للعهد القديم والجديد . مر هذا التطور والتحول عبر فترات طويلة وعبر مدارس متعددة من أهمها في العصر المسيحي المبكر مدرسة إنطاكية التي تميل لأن تكون قراءة وتفسير حرفي و مدرسة الإسكندرية التي تميل لتكون رمزية أو صورية. في القرون الوسطى ظلت الهرمينوطيقا في حالة تواصل واستمرار جوهري مع هرمينوطيقا آباء الكنيسة المبكرة. ومع توما الأكويني والتقليد المدرسي وفكرة اللاهوت التأملي وأن الإنجيل يوفر نصوصا برهانية أصبح تفسير النص المقدس بالضرورة منفصلا عن دراسة اللاهوت. ومع حركة الإصلاح الديني واكتشاف الطباعة دعا لوثر الأفراد إلى القراءة لوحدهم أما الفيلسوف الإنساني إيراسموس فقد دعا إلى الانفتاح على كل النصوص البشرية الإنسانية مؤسسا لفردية الاختيار. هذه الفردية التي أنشأت مع عصر العقل وديكارت هرمينوطيقا علمانية ومن هنا أصبح هناك نوعان من الهرمينوطيقا واحدة في السياق المقدس تعترف بقدسية النصوص ولا تتجاوزها وأخرى معلمنة تعامل النصوص المقدسة مثل النصوص الأخرى وتطبق عليها ذات المناهج دون اعتبار للمعتقدات حول قدسيتها. هذا التطور أدى إلى تفكيك وحدة الإنجيل الرسمية، وبالتالي سلطة النص الديني مما فتح المجال واسعا في عصر الأنوار، القرن الثامن عشر، إلى العقل الإبداعي للقارئ بكونه مشاركا في تشكيل معنى النص. في هذه الفترة ظهر عالم هرمينوطيقا مهم جدا هو الألماني شليرماخر الذي يلقب بأبي الهرمينوطيقا الحديثة التي تطورت من الآن لتصبح علما. في القرن التاسع عشر تراوحت الهرمينوطيقا بين الروح العلمية والنقدية وبين إرادة الإيمان الصلبة، يبرز في هذا القرن فردريك ستراوس بكتابه المهم "حياة المسيح" الذي استخدم فيه أدوات الفحص الفلسفي والشك المطلق. كما يبرز رينان ودراسته عن المسيح التي كانت من نتاج الذهن الرومنطيقي المتأخر. وأخيرا دلتاي الذي وضع الهرمينوطيقا في سياق العلوم الاجتماعية لتتم بالكامل علمنة الهرمينوطيقا. مع مآسي القرن العشرين وردود الفعل تجاهها أصبحت الهرمينوطيقا الجديدة غير أكاديمية وتمثل مقاربة جديدة في أسلوب الفهم، تفضّل أن تدع الأسئلة معلّقة في الهواء وتقاوم كل الحلول والأجوبة السهلة. تبرز هنا أسماء اللاهوتيين كارل بارت ورودولف بولتمان ومارتن هيدجر وغادامير وريكور ودريدا.

الكتاب
استعراضنا للكتاب هو عرض لفلسفة غادامير بشكل أساسي فالكتاب هو كتابه العمدة، وما لبث غادامير يضيف إليه ويحدّثه على طول الوقت. يتكون الكتاب من مقدمة للترجمة العربية والأخرى للترجمة الإنجليزية ( الكتاب مترجم عن الإنجليزية ) ومقدمة وتوطئة للطبعة الألمانية الثانية. كما يتكون من ثلاثة أبواب كبيرة يتكون الأول الثاني من فصلين ومباحث. ثم يلحق بالكتاب ملاحق وتكملتان.
الحقيقة أو المنهج
"الحقيقية والمنهج" يبحث هذا العنوان في علاقة الحقيقة بالمنهج. هل المنهج هو الطريق إلى الحقيقة كما تؤكد العلوم الطبيعية أم أن هناك طريقا أو طرقا غير المنهج كما هو بمفهوم العلوم الطبيعية. بدأنا هنا نقترب من السياق الذي ظهر فيه الكتاب. سياق الصراع بين المناهج في العلوم الطبيعية والإنسانية في عصر ساد فيه المنهج العلمي وأصبحت المناهج الأخرى في العلوم الإنسانية ينظر لها بشيء من الاحتقار بوصفها لا علمية ولا تؤدي إلى الحقيقة. يمكن اعتبار هذا الكتاب دخول في هذا الجدل استمرار مع الخط الهرمينوطيقي الممتد حديثا من شليرماخر ودلثاي وهيدجر وصولا إلى غادامير. نعود للعنوان حيث يرى غادامير أن طريق الحقيقة ليس هو المنهج بالضرورة. أراد غادامير القضاء على دوغمائية ارتباط الحقيقة بالمنهج. هذا العنوان ينطوي على تهكم كما يرى عادل مصطفى، فالمنهج عند غادامير ليس هو الطريق إلى الحقيقة! بل من دأب الحقيقة، على العكس أن تفوت رجل المنهج و تروغ منه. المنهج لدى غادامير هو "شيء ينبع من الذات ليوصل إلى نتيجة، هذه النتيجة لا تعني الحقيقة أبدا كما هو الحال في العلوم الطبيعية.
سؤال الحقيقة في تجربة الفن
يقدم غادامير في الباب الأول نقدا للوعي الجمالي تحت عنوان "تعالي البعد الجمالي" ليخرجه من الذاتوية التي سيطرت على مناهج الفهم الجمالي. يراجع غادامير المفاهيم الموجّهة للنزعة الإنسانية: الثقافة، الحس المشترك، الحكم والذوق. ثم يقدم مناقشة مستفيضة لكانط وكتابة نقد ملكة الحكم. من أهم المفاهيم التي استخدمها غادامير في بناء التجربة مع الحقيقي مفهوم "اللعبة" وهو مفهوم وجدناه سابقا عند فتغنشتاين. يقول جاسبر في هذا السياق "يقدم غادامير مبدأ اللعبة كركيزة أساسية في بناء التجربة مع الحقيقة. ورغم صعوبة نقاشاته إلا أنه بإمكاننا تكثيفها في ثلاث نقاط مفهومة ومبسّطة. فكّر في أي لعبة كنت تمارسها حين كنت طفلا أو عضوا في فريق الجامعة: أولا: يكتمل الغرض من اللعبة حين تخسر ( تندمج) بالكامل في اللعبة. على اللعبة أن تصبح عالما. ثانيا: لكي تكون اللعبة مؤثرة لا بد أن تؤخذ بجدية كاملة. نعلم جميعا كيف تكون اللعبة حين لا يلعب أحد اللاعبين بجدية.إنه يسحب كل المرح الحقيقي المأمول منها. ثالثا: نكون أثناء لعبنا وفق أصول اللعبة مستوعَبين بالكامل فيها. ويمكن أن تصبح اللعبة بالنسبة لنا فضاء استكشاف. حيث ندرك ونتعلم شيئا جديدا أو نراه بطريقة جديدة". قراءة كتاب أو التفاعل مع عمل فني تخض لذات القوانين. هذه هي الفكرة. إنها دعوة للدخول في عالم النص، الاندماج فيه لنحصل على إشعاع الحقيقة المنبثق منه.
تطور التأويلية
في الباب الثاني: توسيع سؤال الحقيقة إلى الفهم في العلوم الإنسانية. يقوم غادامير بقراءة نقدية لتاريخ التأويلية. ابتداءا من تأويل النصوص المقدسة والأساطير في العصور المتقدمة إلى عصر التنوير والرومانسية وبشكل مكثف لرائدي التأويلية شليرماخر ودلتاي. وصولا إلى أساتذته المباشرين هوسرل وهيدجر. يرى غادامير أن التأويلية تدين للوعي التاريخي ببقائها في مركز العلوم الإنسانية. والوعي التاريخي هو من أهم المفاهيم التي يستند عليها غادامير لدرجة أن تأويليته أصبحت تسمى التأويلية التاريخية. ينتقد غادامير التاريخية الساذجة التي ترى أنه يمكن الوصول إلى معنى التراث إذا عدنا إلى عصره ومفاهيمه وانقطعنا عن واقعنا وتجردنا من أحكامنا السابقة في محاولة يائسة لحصول على حكم "موضوعي" عن التاريخ. هنا نقد أساسي لشليرماخر ودلتاي. ولكن غادامير يتساءل في نفس الوقت: هل الوعي التاريخي قادر على ملء المكان الذي أخلته المعرفة المطلقة "الدوغمائية"؟ هو يعني بالدوغمائية هنا المناهج العلمية والمناهج التاريخية الساذجة.
تاريخية الوعي
تترتب على تاريخية الوعي أو الفهم عند غادامير عدد من النتائج يعددها عادل مصطفى وهي: أولا: مسألة الحكم المسبق وهي تعني أن هناك العديد من المناهج التي تطالب الباحث بالتخلص من حاضره حين يقرأ التاريخ خشية الإسقاط عليه. لكن الواقع يقول أننا لا يمكن أن نغادر الحاضر لنذهب إلى الماضي وأن معنى أي عمل من الماضي لا يمكن أن نراه في حدود ذاته فحسب، على العكس معنى العمل الماضي، إنما يتحدد في ضوء الأسئلة التي توجه إليه من الحاضر. يقول غادامير "إن التأويل الذاتي للفرد هو مجرد رجّة في التيار المغلق للحياة التاريخية. لهذا السبب فإن الأحكام المسبقة للفرد هي أكثر من مجرد أحكام له، إنها الواقع التاريخي لوجوده". ثاني النتائج لمفهوم تاريخية الوعي هي مسألة مفهوم المسافة الزمانية: ويعني أن التوتر القائم بين الحاضر والماضي هو عمل محوري في الهرمونيطيقا ولذلك فهي معنيّة بتبيان الشروط التي يمكن في ظلّها أن يحدث الفهم. إن الزمن قادر على فرز الحقيقي من غيره .يقول عادل مصطفى "إن من عمل الزمني أن يقصي ما هو غير جوهري فيسمح للمعنى الحقيقي المخبوء في الشيء أن يظهر وينجلي". هنا تبدو المسافة الزمنية التي تفصلنا عن التراث مهمة ومساعدة و على الفهم!. النتيجة الثالثة لتاريخية الوعي هي: فهم مؤلف النص وتعني أن مهمة الهرمونيطيقا تنحصر بالدرجة الأساس في فهم النص لا فهم المؤلف. إن النص يتم فهمه لا لأن هناك علاقة بين أشخاص، بل لأن هناك مشاركة في موضوع الحديث الذي يوصله النص. يؤكد غادامير على أنه لا ذاتية المؤلف ولا ذاتية القارئ هي النقطة المرجعية الحقيقية، وإنما النقطة المرجعية هي المعنى التاريخي نفسه بالنسبة لنا في الزمن الحاضر. النتيجة الرابعة هي إعادة بناء الماضي وتعني أن إعادة تشييد العالم الخاص بالعمل الفني هي المهمة الأولى للفهم. ولا يعني غادامير هنا إعادة تشييد السياق التاريخي الذي وجد فيه النص فقط بل يعني دمجه في الحاضر وجعله قادر على الإجابة على أسئلة الحاضر. النتيجة الخامسة لتاريخية الوعي هي أهمية التطبيق. وهنا يؤكد غادامير على جانب مهم طالما أهملته الهرمنيوطيقا التاريخية والأدبية. والتطبيق معناه ربط معنى النص بالعصر الحاضر كما يحدث في تطبيق النصوص القانونية والدينية. وهنا يصبح التأويل يتضمن ثلاثة جوانب الفهم والشرح والتطبيق لا كمناهج منفصلة بل تشير جميعا إلى قدرة واحدة تتطلب رهافة معيّنة للروح. وهي تشكل مجتمعة تحقق الفهم واكتماله.

ختام
أحب في الختام أن أورد هذه العبارة التي ختم بها غادامير مقدمة الكتاب. يقول: إن ما يحتاجه الإنسان ليس الطرح المثابر للأسئلة الأساسية فحسب، بل معنى ما هو محتمل، وما هو ممكن، وما هو صحيح، هنا والآن. وأعتقد أنه يجب على الفيلسوف، والناس جميعا، أن يكون واعيا بالتوتر بين ما يزعم تحقيقه والواقع الذي يجد نفسه فيه.





جريدة الرياض - الخميس 15المحرم 1429هـ -24 يناير 2008م - العدد 14458[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د محمد محمد يونس علي
عضو شرف
عضو شرف
د محمد محمد يونس علي

القيمة الأصلية

البلد :
ليبيا وبلاد العرب: أوطاني

عدد المساهمات :
801

نقاط :
1529

تاريخ التسجيل :
25/12/2009

المهنة :
أستاذ اللسانيات المشارك


الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات   الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2010-03-20, 11:29

الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات 445779
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.takhatub.blogspot.com/
نصيف
*
*


القيمة الأصلية

عدد المساهمات :
1

نقاط :
1

تاريخ التسجيل :
13/05/2010


الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات   الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2010-05-25, 16:37

موضوع مفيد بارك الله بكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوخميس
.عضو مشارك


القيمة الأصلية

عدد المساهمات :
16

نقاط :
16

تاريخ التسجيل :
09/06/2010


الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات   الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2010-06-11, 14:46

جزاك الله خيرا أخي الكريم ، موضوع رائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو علاء
عضو شرف
عضو شرف
أبو علاء

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
139

نقاط :
207

تاريخ التسجيل :
04/02/2012

الموقع :
وهران

المهنة :
أستاذ


الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات Empty
مُساهمةموضوع: شكرا جزيلا على الافادة   الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2012-04-02, 21:48

شكرا جزيلا على الافادة ، ننتظر منك المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد الخالدالربيعي
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
العراق

عدد المساهمات :
1

نقاط :
1

تاريخ التسجيل :
30/08/2012


الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات   الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات I_icon_minitime2012-10-31, 01:35

نتلقى قليل من علم اللغة ولا ندرس بيانات جديدة حولها لتطوير مناهجنا سوف نتميز ونرسم خارطة القراءة الجديدة لكي نتمكن من دخول منافسة شريفة حول تطوير مهاراتنا المعرفية ولكم جزيل الشكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تحميل كتاب مقدمة في الهرمينوطيقا، مترجم الى اللغة العربية
» نحو تأويل علامي
» تأويل المتشابه عند المفسرين
» كتاب الرواية و تأويل التاريخ
» تأويل الاحاديث -- في سورة يوسف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: الأسلوبية والنقد الحديث-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اللسانيات ننجز ظاهرة الأشياء قواعد محمد النقد المعاصر اسماعيل التداولية النحو بلال مجلة مبادئ الحذف النص العربية كتاب اللغة الخيام العربي موقاي البخاري مدخل الخطاب على


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع